كتب : العميد محمد فريد الردفاني مستشار وزير الدفاع

قبل اكثر من ثمان سنوات، استقبل اليمن واليمنيين صباح الخميس 26/مارس/2015 م. اعلان ، من قبل ولي العهد السعودي محمد بن سلمان،اثنا تواجده في العاصمة الامريكية، واشنطن ،في زيارة رسمية للولايات المتحدة الامريكية . من هناك اعلن، بدء عمليات حربية في اليمن، ضد الحوثي ،تحت اسم عاصفة الحزم. وكان رئيس الجمهورية اليمنية، عبدربه منصور قادر قصر معاشيق في عدن مساء يوم 25/مارس/2015 .كانت واجهته سلطنة عمان ، عن طريق المهرة الذي وصلها صباح الخميس 26/مارس نفس يوم بدء عملية عاصفة الحزم في صنعاء. الغريب في ذلك ان رئيس اليمن يصرح للاعلام، بعدم علمه في شن هذه الغارات على صنعاء ،وقد سمعها عند وصوله محافظة المهرة من مرافقيه..! . فواصل الرئيس رحلته هذه --عبر سلطنة عمان-- متجها الى شرم الشيخ جمهورية مصر العربية لحضور القمة العربية هناك .وقد القي الرئيس عبدربه كلمته في القمة العربية في شرم الشيخ ، معلن للملا مباركة عاصفة الحزم . هكذا كان الموقف الرسمي التابع للاعلان السعودي من امريكا، بالتدخل في اليمن من قبل تحالف عربي من تسع دول عربية، بقيادة المملكة العربية السعودية . وقد كان المعلن من التحالف العربي،

 في هذا التدخل، اسقاط انقلاب جماعة الحوثي المتمردة ، على السلطة الشرعية في اليمن بدعم ايراني، وعودة السلطة الشرعية الى صنعاء. السؤال هنا من ارضى الرئيس عبدربه يبارك التدخل بعد تصريحه عدم علمه بالتدخل ويعني ذلك غير راضي بالتدخل العسكري في اليمن ..؟، ثم من ارضى و أقنع ولي العهد السعودي، يعلن تدخله في اليمن قائدا لتحالف عربي ،من واشنطن ..؟ .وكيف تحول هذا التدخل من عاصفة حسم، الى اعادة الامل..؟ .اي خمسة وعشرون يوما من بدء عاصفة الحزم التي بدات، في 26/مارس/2015 م حتى تحولت الى اعادة الامل في 21/ابريل/2015م ..! . هكذا كان ، المستور، ما خلف الاكمة . لقد تجرع اليمن مرارة عاصفةحسم، واعادة امل، مايقارب تسع سنوات فيها ، الدم اليمني ، اروي السهول والجبال والرمال ، على ذمة وقيعة و استدراج امريكي خفي لسعودية بفزاعة الخطر الايراني على المملكة . وحقيقة هذا الاستدراج هو ان امريكا تريد تاديب السعودية وايران على السواء ،وجرهما الى قتال يخوضه اليمنيين ضد بعضهم البعض بالوكالة. وقيعة، لن تكلف امريكا سنتا واحدا --بل تدر لها اموال -- خلال، تسع سنوات حرب .كان الدم يمني وكلفة الحرب من خزائن السعودية وحلفائها الخليجيين في التحالف العربي، ومساهمة ايران في كلفة هذه الوقيعة باتجاه دعم الحوثي . حرب ضلت ولازالت، متخمة بدماء اليمنيين ، و مرهقة ماديا وعسكريا لتحالف وايران على السواء . تلك بداية قصة حرب ،من حروب في العالم تدر اموالا لامريكا .                                                    

اما النهاية التي وضعت على طاولة التقارب بين ايران والسعودية بوساطة صينية ، فهي ان دلت على شيء. انما تدل عن اكتشاف المستور من قبل الخصوم الرئيسيين في حرب اليمن، (السعودية وايران) ،بمساعدة صينية ،وروسية.

فكان من الطبيعي نكون اليوم امام مشهد عناق وتسامح، سعودي ايراني ،يبشر في عودة اللحمة بين دول المسلمين.

هل ما يحدث من متغيرات اليوم على السياق العربي والاسلامي صحوة اسلامية للخروج من حضن الامبريالية الامريكية وحلفائها في الغرب ، بعد ان تبين الخيط الابيض من الاسود بمساعدة صينية، وروسية..!؟. لكن السؤال الكبير الثقيل .ماذا عن انين اليمن واهل اليمن، تسع سنوات حرب،خلفت أنهر من الدماء، والدمار للارض والانسان اليمني. من المسؤول امريكا ،ام دول التحالف ،ام اياديهم من اليمنيين عن هذا كله ..!!؟. وما عاقبة هذا العناق المتأخر بين ايران والسعودية بالنسبة لليمن عامة والجنوب خاصة؟، هل نكون امام نهاية حرب، واعادة اعمار .ام بداية حرب بلوحة جديدة ومختلفة ؟. ان السياسي، والمثقف اليمني، و بسطاء عامة الشعب اليمني، يتمنى ان لايكون هذا التقارب السعودي الايراني مجرد فك ارتباط التحالف مع اليمن ،وتركه بعد الحاق الشتات، وتفكيك القوات المسلحة اليمنية، وحلال محلها مليشيات مسلحة فوضوية ،خلال سنوات الحرب نتيجة لسوء ادارة الحرب ، والجهل بالواقع اليمني ..!. عسى يكون تقارب، وسلام خيرا للامة اليمنية والعرب والمسلمين عامة. ان المعول عليه و المرجو يمنيا، من هذه الطفرة العربية الاسلامية ، اعمال الدور الايجابي والصادق من الشقيقة السعودية ،وايران . في الاسهام والدعم لحل قضية فشل الوحدة اليمنية التي كانت ولازالت القضية الجنوبية عنوان هذا الفشل ،وما تشكل عنه من ازمات وحروب اهلية متواصله في اليمن من حرب 1994م ..!. ان ابناء الجنوب يتساءلون اليوم اين موقع الانتقالي الجنوبي والقوى الوطنية الجنوبية من هذا التقارب، والسلام المنشود ..!؟.هل من صلة للقضية الجنوبية بهذا التقارب الايراني السعودي ،وخطة السلام بين الشرعية ،والحوثي باشراف سعودي ايراني عماني، صيني، روسي .حتى يطلب من الجنوبي وضع توقيعه على مخرجات مايدور الان في الرياض، ام ان تواجد التمثيل الجنوبي هنا كشاهد، وهو من غير الجائز عرفا وقانونا، في الاعراف والقوانين الدولية، والوطنية على السواء ،لان محل الشهادة مركز قضيتهم. اذن طالما ولم يضع مسار معلوم وصريح في مفاوضات الحل النهائي بالنسبة للقضية الجنوبية، وتثبيته باتفاق ملحق بهذه المخرجات لوقف الحرب والسلام. باتجاه تفاوض ،اما منح الجنوب استعادة دولته . او التوافق الجنوبي الشمالي على اتحاد فدرالي جنوب وشمال لمرحلة انتقالية ثم الاستفتاء من الجنوبيين عن الوحدة مع الشمال من عدم . او اي شكل اتحادي مرضي للجنوب. غير ذلك يقولها السياسي والمثقف الجنوبي ،والبسطاء ،ليس 

 هناك ما يجعل من الجنوبي شريكا فيما يجري، بل ليس الا من كونه تواجد استدراج للقضية الجنوبية و تهميشها ،بما يجعل اليمن قادم على حلبة مبارزة حرة لا مسؤولية عن إزهاق الحياة عليها .مبارزة بين الجنوب والشمال بدرجة رئيس واكثر حدة من ذي قبل . هذه هي البداية والنهاية لقصة حرب ثمان سنوات، والقادم ربما اعظم .