- اكتشاف عبوة ناسفة قديمة أثناء أعمال صيانة للكهرباء في المعلا
- تصفح العدد الإلكتروني لصحيفة "الأمناء" الورقية رقم 1698 الصادر اليوم الثلاثاء الموافق 11 فبراير 2025م
- ميليشيا الحوثي تقصف جبل صبر في تعز
- جماعة الحوثي تستبعد عشرات العاملات في الهيئة العامة للزكاة وقطاع الشباب والرياضة
- الهجرة الدولية : تراجع حالات النزوح في اليمن
- مقتل شاب يمني في أمريكا
- الحــوثي يصعد من هجماته في مأرب والجوف
- مرصد حقوقي يطالب بوقف حملات القمع الحوثية ضد العاملين في المجال الإنساني
- دفن 56 جثة مجهولة الهوية في عدن
- الأمم المتحدة تحذر: الكوليرا لا يزال يعرض حياة الآلاف للخطر في مأرب
![](media/imgs/news/16-04-2023-07-53-21.jpg)
كتب : العميد محمد فريد الردفاني مستشار وزير الدفاع
ان لهف الجنوبيون نحو استعادة الدولة، حقا مشروعا، في القوانين والأعراف الدولية . فالجنوب لا يطالب بدءا بدولة، بل كان دولة قائمة، مستقلة ذات سيادة، لازالت هوية حية بين دول العالم. الجنوب دخل وحدة مع الشمال وفق لاتفاق دولي بين دولتين هذا الاتفاق محكوم نجاحا وفشل بالقانون الدولي، في مقدمته اتفاقية فينا 1969م . ثم ان الوحدة اليمنية من حيث الواقع فاشلة . لذلك لا ولايمكن يقبل الجنوبيين، واقع وحدة تشكل بالنسبة لابن الجنوب ، منشار ياكل العمر ذهابا وايابا . غبن ومعاناة و ضنك عيش في تزايد وثبات. ولايمكن يتحمل ابن الجنوب عقود، يلوك شيء اسمه القضية الجنوبية و عدالتها ،امام اطرش سلف، و أطرش خلف. ان فشل الوحدة اليمنية، هو القضية الجنوبية بشحمها و لحمها ،وان عدم اعتراف طرف الوحدة الاخر بفشل الوحدة هو نكران و غطرسة تجاه القضية الجنوبية ،وهو امر لا يخدم شعب اليمن باسرة ،وليس من مصلحة الشمال والجنوب على السواء، ان يدار الضهر لثلاثة عقود، عن اي حديث ومعالجات لفشل الوحدة . هل من مصلحة ابن الجنوب والشمال، البقاء تحت مظلة وحدة محنطة جسد بلا روح من حرب الصيف..؟. وحدة صارت كذبة العمر لجيل باسره في كل اليمن.
هل معقول وصلت القوى الوطنية في الجنوب والشمال بهذا الانسداد ،تجاه حل هذه القضية ..؟ . من حرب الصيف لا رؤية ولا تفكير عقلاني ومنطقي ولا جراءة، في طرح قضية فشل الوحدة اليمنية. بل العتاب الاكبر لقوى الجنوب الوطنية، الذين لا جراءة منهم رفض المشاركة، في اي دعوة لاي حوار، لن تكن القضية الجنوبية احد ملفاتها الرئيسة ..! ، فمن حق المفاوض الجنوبي، رفض المشاركة في حوار او تفاوض اعرج، لا يبين الخيط الاسود من الابيض، تجاه وحدة فاشلة .ومن ثم وضع النقاط على الحروف. اما ، وحدة حقيقية ترضي الأطراف .و افضلها -كما نرى - (اتحاد شمال وجنوب) ،او (جنوب .ووسط.وشمال) و الاخير هو الافضل و الآمن . اما العودة الى الخارطة السياسية عهد ما قبل الوحدة ( فك الارتباط سلميا). نعم تلك الطريق لا طريق غيرها لحل ازمة وحروب قائمة و مستمرة من حرب الصيف الى يومنا. واقولها جازما، ستزيد وتتسع رقعة الحرب في اليمن، بعد مشاورات رمضان هذا، سيترحل اليمن الى حمامات دماء مدعومة بتدخلات خارجية ،تحت مسمى حماية مصالح دولية. حروب و ازمات نصنعها نحن اليمنيين بايدينا لا معنى لها سوى التكابر وعدم الانصياع ولاعتراف في فشل وحدة يمنية واقع وقانون . وحدة مأزومة مثقلة بآلامها على الامة اليمنية، بكل ما نجم عنها من مشكلات بالغة الاثر والتعقيد على حياة المواطن اليمني ،وكل يوم في اتساع، لهواة وتجار الحروب .
ان جسر العبور الى واقع مجتمع يمني افضل لا يأت الا بارادة يمنية خالصه،وعقول متفتحة لانتشال ما خلفه واقع وحدة مأزومة ، وطنت خلال ثلاثة عقود ، مشاكل و ازمات مستدامة، بخرت امال وتطلعات الامة تجاه وحدة كان مرجو منها أفضلية عن حقبة عهد التشطير ،لا ان تتحول الى نغمة على الشعب اليمني شماله وجنوبه على السواء.
نعم ان لعنة التاريخ ستلاحق، خيار الوحدة الاندماجية، الذي به دخل الشعب اليمني في واقع وحدوي مرير لا يطاق،حتى استسلم له الاحزاب السياسية اليمنية يسارية كانت ام قومية ، بل وقد انقرضت تماما في بيئة هذا الواقع المشلول من سنوات الوحدة الاولى .
وتجاه ذلك لا نعتقد وجود مؤهل لاخراج الشعب من آلام ومعاناة ،وشتات غير مسبوق تاريخيا ،سواء توحيد طليعة الامة وحامي حماها القوات المسلحة والامن ، و الامساك بزمام الامور، تحت مظلة مجلس عسكري تحالفي مع احرار قوى سياسية وشعبية بمختلف انتماءاتهم فكرا و ايدلوجيا . تحالف يتولي مرحلة انتقالية مزمنة لرعاية المفاوضات بين الاطراف اليمنية والاشراف عليها، لاخراج اليمن من أزمة فشل الوحدة ،باتجاه وحدة تتفق وخصوصيات التركيبة المجتمعية لشعب اليمني. او استرجاع وضع ماقبل الوحدة سلميا، و بعهود لصالح الامة اليمنية ككل، في اطار الدولتين .
ذلك هو الضمان الحقيقي والناجح ، لخروج اليمن من أزمته الخانقة من جهة ،وصون اليمن من تدخلات و أطماع الخارج في جغرافيتة وثروته، من جهة اخرى .
وان التعويض عن خطاء خيار الوحدة الاندماجية،--كما نرى -- يطلب ،وضع شبه حكم ذاتي لكل من الشمال والجنوب خلال المرحلة الانتقالية بقيادة مجلس عسكري تحالفي، و توافقي.
لاصلاح البيت اليمني من بوابة تحمل كل من الشمال والجنوب مسؤولياتهم في ترتيب واصلاح البيت الداخلي لكل منهما بدرجة رئيسه، لتهيئة المواقف والتوافق في اطار كل شطر بمشاركة واسعة للقوى الوطنية، في كل شطر، تجاه موضوع حل ازمة الوحدة اليمنية المتعثرة، وغيرها من الملفات الذي تسبب بها واقع وحدة اندماجية مأزومة . هذه التهيئة (خلال مرحلة انتقالية حتى سنتين) ، تجعل من الجنوب والشمال شبه شعبتين تفاوضية ، بالضرورة تخرج بمحصلة حوار ندي مثمر بين الجنوب والشمال في جميع الملفات والقضايا المطروحه على الطاولة . الية حوار بالتاكيد تتجاوز ما وقعت فيه مفاوضات سابقة فاشله بين طرفي الوحدة اليمني ،منذ عام 1991م الى عام 1994 م والتي، خرجت عن اطرها ونحت بنتائجها و مخرجاتها الى حد اغتيالات فردية لاكثر من 170 كادر جنوبي سياسي وعسكري ،الى ان قامت حرب الصيف 1994م لتحرق الوحدة اليمنية في القلوب والنفوس . كما ان الحوار الشامل عام 2013م نتج عن مخرجاته، -في مقدمتها قرار اتحاد يمني بسته اقاليم - ، قيام حرب عام 2015 م وهي الحرب القائمة الى اليوم . كل ذاك يعود الى شلل توافقات داخلية في كل من الشمال والجنوب شكل بوابة استقطاب رخو داخلي وخارجي. فشريكي الوحدة، كل منهما عمل باتجاه ان يؤثر طرف على اخر، مكاسب سياسية .فكان هذا الاستقطاب هو المسؤول عن فتح شهية التدخل الخارجي في الشأن اليمني. وهو كذلك اوجد صعوبة التوافقات بين طرفي الوحدة في المسائل الجوهرية في مقدمتها حل مسالة فشل الوحدة ،وهي حالة قائمة الى يومنا هذا .
ان واقع وحدوي مأزوم من عقود مليئ بالملفات الخلافية و المشاحنات المستمرة بين الجنوب والشمال. بطبيعته واقع، لا يشكل ارضية سوية لاي حوار الا ان يكون ندي ، لان يكون فيه الجنوب جزء من اجزاء على طاولة حوار .ففي هذه الحالة--بدون الندية -- ستبقى القضايا الخلافية تروح نفسها دون الوصول الى اية توافقات بين الجنوب والشمال شريكي الوحدة .وبالتالي سيظل اليمن نافذة تدخلات خارجية، و ارضية رخوة لاستقطاب ادوات داخلية لتدمير وتمزيق النسيج المجتمعي اليمني وزعزعة امنه واستقراره ،و افقاره . لذلك فإن التوافق من قبل جميع الاطراف المتصارعة والقوى الوطنية اليمنية عامة، على قيام مجلس عسكري ( حكم) لترتيب البيت اليمني ، ضرورة يفرضها واقع شتات القوى السياسية و تمزقها وتر هلها ،وحلول محلهامجاميع ومليشيات ،فوضوية. لاشك ان الامساك بزمام الامور من قبل مجلس عسكري ، جديرا في قطع الطريق على التدخلات الخارجية في اليمن ،وتلبية تطلعات وامال الامة اليمنية ،وشعوب المنطقة والاقليم في الامن والامان والاستقرار والتقدم .
واخيرا لا يسعنا الا التاكيد و الجزم ان الازمة اليمنية القائمة والخطيرة هي ازمة فشل وحدة، يطلب وضعها على طاولة الحوار مقدمة عن اي ملفات خلافية، وان المداهنة و ترحيلها ، هو ترحيل لأزمات متلاحقة بما فيها القضية الجنوبية ،التي ستدفع بالجنوب الى ان يكون بورة اختلالات امنية اقليمية ودولية نضرا لموقعه الجغرافي الاستراتيجي. الامر الذي عنده تتعزز المحاذير بقوة ،ان لم يعمل اليمن -جنوبه وشماله- ومعه محيطه الاقليمي والدولي ، لحل مسالة فشل الوحدة وعدم قبول ترحيلها و بقائها محنطة جسد بلا روح، لتكون مبعثا لحالة عدم الاستقرار لليمن والجزيرة العربية ككل.
نعم هذا ما يحكيه واقع وحدة مأزومة . و مجلس عسكري توافقي هو الحل.