في الحلقة السابقة تحدثنا معكم
 بأن مرحلتين قد مضت وكانت الأولى بقيادة القوى القومية و اليسارية 
منذ خمسينات القرن الماضي حيث بدأت تسلم الزمام قوى رفعت شعار الإسلام هو الحل عندما كانت خارج السلطة  وأسرعت بالذهاب إلى 
وهاد الفشل ربما لمجانبتها ذلك الشعار وأشياء أخرى. 

فلم يبق على الساحة قوى تحمل مفاهيم نظرية أيا كانت تتقدم الشعوب
 في أعقد مراحل التاريخ المعاصر 
مما أتاح المجال واسعاً للشراكة والشراكة وحدها دون إستثناء أو إقصاء بالإستفادة من الماضي القريب .

لكن هناك تجارب في بلدان عربية 
تجعل الشراكة اسوأ  من انفراد قوة سياسية بعينها بزمام الحكم. 
على سبيل المثال 
ما يجري في العراق ولبنان والأشد سوءاً ما يجري في سوريا إذ ما علمنا أن عدد الأحزاب والمنظمات السياسية والعسكرية المعارضة فقط 
تجاوزت المائية والخمسين  فأحيانا تتكاثر كالفطر 
وأحيانا أخرى تنحسر 
فإما تنهار أو تندمج ببعضها .
أو تتناحر مع بعضها البعض  وتتفق أحيانا أخرى. 

المشهد نفسه يتكرر في ليبيا مع فارق التكاثر السريع الانحسار العاجل
و الأعداد إذ لم تتجاوز العشرات 
هي الأخرى تتناحر وتتوافق ثم تختلف و تتحد وهكذا دواليك !؟

وإستدعاء تلك التجارب وخاصة العراق .وسوريا .وليبيا
 ليس اشغال القارئ والمعنيين في الأمر
 بل للدراسة والأخذ بالعبر والدروس حتى لا نقع في مثل تلك المستنقعات الدموية الخطيره.

المجلس الإنتقالي الجنوبي انفرد بتجربة الشراكة
 من نوع آخر 
و شكل النموذج الأفضل في المنطقة العربية رغم بعض الهنات التي يقوم بتقييمها بالشراكة الواسعة من خلال لجان الحوار الداخلية والخارجية بهدف الوصول إلى الأفضل. 
الأمل لأ يقتصر بالتقييم على التجربة المحلية فحسب 
بل أن تتسع لتشمل الساحة الشمالية والعربية بشكل خاص والعالمية بشكل عام كالتجربة الأثيوبية والرواندية وغيرها من التجارب الإنسانية على هذه المعمورة 
التي ترفدك بما هو إيجابي وفي مقدمة ذلك تجنبك الواقع السلبي منها 
فلو علمت بأخطاء الآخرين وتسعى لعدم تكرارها يعني ذلك أنك ذاهب في الإتجاه الصحيح. 

وإلى اللقاء في حلقات قادمة بعونه تعالى. 

*بقلم✍️ العميد الركن علي ناجي عبيد*
*الاربعاء 12 ابريل 2023*