آخر تحديث :الجمعة 19 ابريل 2024 - الساعة:14:27:11
التضامن في مضامين القيم المشتركة ..نهج الإمارات انموذجاً
(الأمناء/كتب/ عمران الأحمد:)

في ظل تنامي الصراعات ، وازدهار النزاعات ، وانتفاش الحروب ، وتوسع دائرة المعاناة ، والأزمات الإنسانية ، وفي ظل انتشار التعنصر، والتميز ، والإرهاب ، والتطرف  ، والكوارث،  والتحريض على اساس الإنتماء والذي يُعد أدهى الكوارث المهددة لحياتنا، وفي ظل الإقتتالات والخصومات المفتوحة بسخاء على مستوى المجتمع والدولة والعالم، يظل تعزيزنا للسلام من خلال التضامن والعون والاغاثة والاستجابة ؛ من أهم الضرورات الإنسانية والأخلاقية التي دونت كأسمى قيمة إنسانية في وثيقة الأخوة الإنسانية كون التضامن يجعل من الممكن مقاومة الشدائد والأخطار التي تنشأ طوال الحياة. إنه مرادف للدعم والمساندة والمساعدة والحماية.

 يعد التضامن في مقدمة القيم الانسانية والاخلاقية في جميع الاديان  من حيث عقدي واخلاقي وثقافي وتسعى تعاليم جميع الديانات سيما التي ضمتها وثيقة الاخوة الانسانية الى استنهاض التضامن الإنساني وتفعيله لتعزيز الأخوة الإنسانية والسلم العالمي بعد أن أصبحت مخاطر العنف والتناحر والتشاجر والتشرذم والانقسام ظاهرة تزيد من المعاناة وتكاثر من الفقر والفقراء والمتعبين ، وتهدّم العلاقات وتلغي الروابط وتذوى حالة التعايش و حالة الحُبِّ والوئامِّ والوداد .

يتطلب منا كصحافيين العمل على احياء دور التضامن  على أساس احترام بعضنا البعض ، وكسر الحواجز التي تفصلنا عن بعضنا البعض ، وجعل هذه القيمة وبقية القيم الإنسانية النبيلة التي تضمنتها وثيقة الأخوة الإنسانية في متناول وسائلنا الإعلامية لرفع الوعي المجتمعي فيما يُوحدنا لا ما يُفرقنا .

 

كشف المجتمع البشري عن جوانب هشّة وقادرة على الصمود. بعد زلزال كهرمان مرعش أعربت جميع الدول والمناطق حول العالم ، عن تعازيها وقدمت المساعدة  لتركيا وسوريا. بما فيها فرق الإنقاذ التي بادرت من جميع الدول للبحث عن ناجين تحت الأنقاض بما فيها السويد ، التي كانت علاقاتها متوترة مؤخرًا مع تركيا ، وإسرائيل "العدو القديم" لسوريا ، قد تنحيا مؤقتًا خلافاتهما وشاركا بفاعلية في جهود الإغاثة في حالات الكوارث. وقد خلق هذا مشهدًا مؤثرًا حيث حصل البلدان المحتاجان على دعم عالمي في سبيل الأخوة الإنسانية من خلال التضامن في مواجهة الكارثة مع البلدين .

وقبل ذلك رأينا كيف جسدت جائحة كورونا ميثاق الاخوة الانساني والدور الإنساني العالمي من خلال التضامن ومد يد العون للدول النامية التي استبَدَّت بها الجائحة ، الى جانب الجهود الإنسانية المتضافرة في ايجاد لقاحاً للحدِّ نهائياً من كوفيد 19.

وهناك تحديات مشتركة ، واحدة تلو الأخرى ، تتراوح من زلزال كهرمان مرعش الى جائحة COVID-19 ، الى النزاعات الإقليمية إلى تغير المناخ. سَهلت تكوين التضامن الإنساني الحقيقي إلى تحقيق الوحدة والتنسيق على مستوى أكبر من أجل الإنسان .

وفي تحديات أسوء كارثة إنسانية شهدتها اليمن ، صرح الأمين العام للأمم المتحدة  "إن تبرعاتكم هي شريان حياة أساسي للشعب اليمني." جاء ذلك خلال المؤتمر الذي استضافته الأمم المتحدة يوم الأربعاء 16 مارس مع كل من السويد وسويسرا ، وحث الجميع على تمويل النداء الإنساني قائلاً "يجب علينا، من منطلق المسؤولية الأخلاقية وكرم الإنسان ورحمته بأخيه الإنسان وبوازع التضامن الدولي ولكون الأمر مسألة حياة أو موت، أن ندعم الشعب اليمني الآن."

 ما أثمر عن ذلك جمع ما يقارب  1.3 مليار دولار أمريكي للاستجابة الإنسانية في اليمن، من 18 جهة مانحة بينها دولة البرازيل ودول اخرى بعيدةٌ لاتربطها باليمن سوى رابطة الأخوة الإنسانية والقيم المشتركة من أجل الوصول إلى 17,3مليون يمني وإستنهاضهم من الفاقة والجوع والمرض .

ولا ننسى نهج الإمارات وسياساتها الرامية إلى تعزيز قيم ومبادئ الأخوة الإنسانية، باعتبارها ثقافة ينبغي أن تسود العالم، واتخاذها من التضامن الانساني و المساعدات الخارجية مدخلاً لا غنى عنه لتحقيق السلام والاستقرار والازدهار العالمي .

فقد "بلغت قيمة المساعدات الخارجية التي قدمتها دولة الإمارات خلال الفترة من 2010 وحتى 2021 نحو 20 مليار دولار أميركي ، لتواصل التزامها بدفع جهود السلام والازدهار العالمي، إلى جانب توفير الدعم التنموي والإنساني والخيري في عددٍ من الدول النامية، من بينها 50 من البلدان الأقل نمواً. حسب تقرير صادر عن وزارة الخارجية والتعاون الدولي .

فيما بلغت المساعدات الإنسانية لدولة الإمارات للمتضررين من زلزال كهرمان مرعش في تركيا وسوريا 100مليون دولار ، وتسيير سفينة مساعدات بجانب 220 طائرة إغاثية بإجمالي 7 آلاف و109 أطنان من المساعدات الإغاثية، حسب إعلان وزارة الخارجية الإماراتية

فيما بلغ إجمالي المساعدات التي قدمتها دولة الإمارات لليمن نحو 22.97 مليار درهم خلال الفترة من عام 2015 وحتى عام 2021.

فيما شكلت مساعدات دولة الإمارات  نحو 80% من حجم الاستجابة الدولية للدول المتعثرة خلال جائحة "كوفيد-19".

وتأتي تلك الجهود الانسانية الإماراتية ضمن استراتيجية الأخوة الإنسانية التي التزمت بها الإمارات ، وتضع في أولوياتها الإنسان دون التمييز بناء على أساس جغرافي او عرقي او ديني ؛ إلتزاما يستند إلى مبادرات تاريخية وجهود استثنائية قامت بها الإمارات لنشر مفهوم الأخوة الإنسانية وثقافة التضامن والتسامح .

ختاما ما أشرتُ إليه بعضاً مما يُعزز دور التضامن الإنساني في مضامين القيم الإنسانية المشتركة في ميثاق الأخوة الإنسانية .

 

 

 

 

 

 



شارك برأيك