- تعرف على سعر الصرف وبيع العملات مساء الأحد بالعاصمة عدن
- تصفح العدد الإلكتروني لصحيفة "الأمناء" الورقية رقم 1684 الصادر اليوم الأحد الموافق 22 ديسمبر 2024م
- د. عبدالجليل الشعيبي يلقي محاضرة حول الأزمة اليمنية في اتحاد نقابات المملكة المتحدة
- نتنياهو يتوعد .. وشعبة الاستخبارات تحدد قائمة "أهداف عسكرية" تتبع الحوثيين في اليمن
- "الأمناء" تكشف تفاصيل الضربات الإسرائيلية على الحوثيين ..
- «الأمناء» تنشر تفاصيل لقاء الرئاسي وسفراء الرباعية وفرنسا
- دبلوماسي وسفير سابق : خيار تحويل اليمن إلى دولتين قد يكون حلاً للأزمة الحالية
- القصف الإسرائيلي يضع الحوثيين إزاء خيار صعب بين مواصلة "دعم غزة" وحماية سلطتهم من الانهيار
- رئيس جامعة عدن يلتقي بوفدٍ من مؤسسة الدعم الدولي الأوروبية
- فريق التواصل وتعزيز الوعي السياسي يزور اللواء الخامس ويتفقد سد سبأ ومتحف ردفان بلحج
يعد الشاعر أحمد ناصر أحمد القطيبي- رحمة الله تغشاه- من أبرز شعراء الجنوب الشعبيين في مرحلة قبل الاستقلال إلى التسعينيات من القرن العشرين، وقد ساجل عددًا من الشعراء من مختلف المحافظات، فانتشر صيته في أغلب مناطق الجنوب وتناقل الناس شعره، وقد اقترن شعره بأحداث وقعت أو تأمُّل في الحياة وتقلباتها، تعبِّر عن مواقف اجتماعية أو سياسية أو قصائد وجدانية.
لقد نظم الشاعر أحمد ناصر القطيبي الشعرَ وهو في سن مبكرة واستمر إلى قبل وفاته بيوم واحد، فقد امتلك موهبة شعرية متدفقة، يحمل شعره جزءًا من ذاكرة الأحداث والتاريخ والمكان في ردفان والوطن عامة، نجد فيه أصالة الإنسان ومشاعره الوجدانية والإنسانية وقيم الشهامة والإباء والرفض.
وفي هذه المقالة نقدم لمحة من سيرة هذا الشاعر، وقد تكرم ولده الأستاذ ناصر أحمد بتزويدنا بها.
الشاعر أحمد ناصر أحمد حسن الوحّدي القطيبي، ولد في العام 1917 في منطقة وحّدة بلاد القطيبي ردفان، نشأ يتيما فقد توفي والده وهو في السادسة من عمره، وانتقل مع والدته وإخوانه للعيش في منطقة المصراح عند خاله، وتعلم مبادئ القراءة والكتابة في مسجد منطقة بجير. وفي 6/ 5/ 1936 التحق بالخدمة العسكرية في صفوف ما كان يسمى آنذاك جيش الليوي وهو في سن مبكرة من العمر حيث لم يتجاوز العشرين عاما، وقد واصل دراسته أثناء خدمته العسكرية، فتعلم القراءة والكتابة والحساب، وتلقى العديد من الدورات التدريبية في مجال الاتصالات اللاسلكية وكان متفوقا في دراسته ومثابرا في عمله.
وقد حصل على دورة تخصصية في مجال الاتصالات وتخرج منها بدرجة ممتاز ورقي إلى رتبة ملازم في عام 1940، وفي عام 1957 أحيل الى التقاعد وهو برتبة ملازم أول. وقد عمل مديرا لمالية إدارة القطيبي حتى عام 1968، ثم عمل موظفا حكوميا في لجان التطوير في مديرية ردفان ثم في إدارة الطرقات والأشغال مديرية ردفان المسماة حينها المديرية الشرقية حتى أحيل الى التقاعد عام 1994. توفي في صبيحة يوم السبت 22/10/1994، ودفن في منطقة المصراح بردفان.
لقد كان له إسهامات كبيرة في اللجان الزراعية ولجان الدفاع الشعبي واتحاد الفلاحين وكذلك في الجانب الاجتماعي بالمنطقة والمديرية، لقد صقلته التجارب وحنكته الأيام فتميز بالحكمة والهدوء والرصانة.
تمتع الشاعر أحمد ناصر القطيبي بثقافة دينية وعامة، فقد كان حريصا على الاطلاع المتنوع، ومتابعا ومستمعا دائما للأخبار من مختلف محطات الإذاعات المحلية والعالمية فاكتسب ثقافة كبيرة ومعرفة واسعة، كان لهما أثر في شعره.
ولا شك في أن الشعر الشعبي له أهمية كبيرة في التأثير في الناس، فهو يصوغ الاتجاهات ويصنع المواقف، لسهولة ألفاظه وقربها لفهم الناس، كما أنه يحمل دلالات عميقة، وشاعرنا أحمد ناصر القطيبي، رحمة الله تغشاه، تميز شعره بقوة التأثير في الناس، وقد تناول عددا من الموضوعات، منها: السياسية والاجتماعية والوجدانية والدينية، وله قصائد غناها عدد من الفنانين منها: باسم الله أبدا على حرف الألف.. سبحان من ليس وعده يخلفه.
وقصيدة: يا الله يا من على العرش اعتليت.
وقد طغى الجانب السياسي على كثير من قصائده نظرا لتفاعله مع الأحداث والوقائع، فكان المتحدث عن الناس وهمومهم ومعاناتهم، فتناقلوا شعره وحفظوه وأضحوا يستشهدون به في مواقف ومناسبات كثيرة إلى يومنا هذا، فكان شعره صورة للذاكرة الشعبية في ردفان وغيرها من المناطق..
ويمكن أن أقسم شعره الى مراحل: مرحلة قبل الاستقلال، ومرحلة بعد الاستقلال، ومرحلة بعد الوحدة.
مرحلة قبل الاستقلال: وهي المرحلة الأولى من تجربته الشعرية. فقد قال الشعر في وقت مبكر من حياته، ومع أنه لم يبلغ الخامسة والعشرين من العمر إلا أنه يمتلك قوة شاعرية ووعيا كبيرا، ولم تثنه وظيفته في السلك العسكري في التعبير عن رفضه لسياسة المستعمر، بل جاهر في المقاومة وتأييد حركات التمرد والثورة.
ويبدو أن أول قصيدة نطالعها في تجربته الشعرية؛ قصيدة عن معركة الحمراء في بلاد القطيبي بردفان، فقد كانت المعركة رفضا لوجود القوات البريطانية وكان ذلك في بداية أربعينيات القرن العشرين، والقصيدة جواب على الشاعر محمد بن ناصر العولقي، ومطلعها:
نبدأ بمن عينه علينا ناظره... ناظر على خلقه وساهر لا ينام
ونقتطف منها بعض الأبيات التي تناسب هذا المقام، وهي تلك الأبيات التي يفتخر فيها الشاعر بأهله وقبيلته ومواقفهم البطولية في كل المراحل وعشقهم للتضحية والمقاومة،
ثم يقول فيها:
ردفان له عادة يسيها تذكرة.. وأهله تربوا عل الحرابة والصدام
ردفان صيته بالسنين الغابره .. قد حارب التركي ورد جيش الإمام
شف من عبر في أرضنا بانعشره.. عاداتنا ندهم ونزقر بالخطام
أرض القطيبي من دخلها تقبره.. ما شي حنق من ضرب لمقاص النمام
نحن جهنم من قربنا نزفره.. لما يحاسب في ذنوبه بالتمام
وإبليس سينا له صمل دي تزجره .. وندق لحومه هي ودمه والعظام
كما قال قصيدة يمدح فيها الشهيد البطل محمد بن عواس الأزرقي عندما قام بقتل الضابط السياسي البريطاني (ديفي) في 17 ابريل1948م، وقد أرسلها وهو في عمله بعيدا عن أهله وقبيلته، ومنها هذه الأبيات:
كريمان رب الجود باقي لم تزل ... تعززت بالجبروت يا فرد معتلي
سألناك تهدينا على الصالح العمل ... وتلطف بنا من يوم هايل وطايلي
... ولما نصيف الليل وإن هاجسي وصل.. ولما وصل همي تفرج وشاغلي
وقلت له جب لي خبر (ديفي) نهار استوى القبل.. وقال الخبر عندك كما هو مفصلي
(ديفي) من الضالع سرح ساقه الأجل.. سرح أرض بن عواس سياسي ومصملي
يبا الجيد بن عواس يدخل في الجدل.. ويؤمر بغير الحق ولا هو معولي
ويحسب محمد مثل جلابة البصل.. وهو محرقي يقلع بنابه ويفعلي
وسعفه علي ما عاد شي منهم خجل.. سقوا خصهم ميزر مشوك وجعبلي
كما الجيد بن عواس با يضرب المثل.. له البيض تحجر ناكسات المجاولي
ويا مرسلي قم اترك النوم والكسل.. وبلغ المرقوم بادر وعاجلي
تصل لا بلد محمي بجثمود من عول.. بلاد القطيبي حد كمن مقاتلي
نمارة تزوع الحيد وتورع السيل .. مكاريبهم للخصم تصلي وتشعلي
ردفان لا له دَين ما يقبل المهل.. يسرح على خصمه بعايق وزاملي
وفي قصيدة مرسلة للقائد عبدالقادر بن شايع الذي كان مساعد الضابط السياسي في ردفان عندما طلب اللقاء بمشايخ القطيبي عند اندلاع الثورة في 14 أكتوبر 1963، ويبدو أنه كان لتدارس الوضع، يقول:
طلبناك يامن بيدك الضيق والنفس.. وعالم ضماير العبد ذي فيه وسوسه
يا مخضر الأشجار من بعد ما تبس .. متى رشت الأمطار بأوراقها أولسه
أعوذ برب الناس من شر ذي خنس .. من إبليس دي شوره خداعة وخنوسه
أنا أستغفرك يا الله ما عالماً درس .. وما ينشرون العلم في كل مدرسه
ثم قال بن ناصر أنا قلبي اهتجس .. هيهات كم شعار مثلي تهجسه
وما شيء عليّ لوم لو قلبي انطمس .. من الهم، والدنيا كثير المعاكسه
ومها نسيت الشعر وقلبي انعكس.. لكن فصول الشعر عندي مقرطسه
وأنا ليس متملق ولا أنا من الجسس .. ولا أساعف أهل الدس أهل الملاوسه
أنا دوب متحفظ على منطقي وبس.. ولا اليسر بالحكمة ولا العسر فلسفه
ثم يتأسف من حالة الخلاف ويتحسر على غياب رؤوس القوم نظرا لقيام المستعمر بسجن عدد منهم وتشرد عدد آخر، ويحذر من عواقب هذه التصرفات:
أسف من خلاف الشور كلن به ابتخس.. وضاعوا رؤوس القوم أهل المقاوسة
فمنهم من اتشرد ومنهم من احتبس .. رعى الله هاتاك الوجوه المنومسة
ودي حل بالسلطة على كرسيه جلس.. ولم يستشر أهل العقول المجلّسه
وضيع زمام الأمر من يده اختلس.. ومهما عقد لطراف تصبح مخلّسه
ثم يأتي بحكمة عميقة الدلالة؛ إذ يشبه غياب رؤوس القوم والحكماء بفقدان الأضراس، فعندما تسقط الأضراس لا ينفع الجَنس (اللثة)، ولا تنفع الأضراس المصنوعة، يقول:
إذا تناثرت لضراس ما ينفع الجَنس.. ولا ينفع التقليد صنعة ملبسه
ومن له عتد يركب على السرج والفرس.. وتخضع له الفرسان دي هيه معنسه
ويخضع له الشجعان دي فيهم الحمس.. وسدد مشاكل بالبصر والمسايسة
يطيعون أمره مثلما قائد الحرس.. جنوده مطيعة للعمل والممارسة
ثم يوجه سلامه لبن شائع، مساعد الضابط السياسي، مشيدا به ومنبها ومحذرا له في الآن نفسه:
سلامي لبن شائع مع الفوج يوم نس.. وما الشرقية تطلع على الأرض وشمسه
ما تكلمت لكناد بصواتها الشكس.. كما صرفها بأمشاط تخرج مخمسه
سياسي محنك يدرس الوضع بالنفس.. يتابع الأخبار وقت المجالسه
وقل له جبل ردفان لا حط ولا انتكس.. فهيهات ما مثله شوامخ تنكسه
فعاده طويل الميح وعاد الطرف غطس.. في البحر من حيث النشب والمعاكسه
لكن مع الأيام والسيرة النفس.. تحلوا مشاكل عندكم ألف هندسه
وصلوا على المختار ذي نوره اقتبس.. من العرش طه له أنوار قابسه
- وفي مرحلة بعد الاستقلال كان الشاعر يمثل صوت المواطن في التعبير عن المعاناة ونقص الخدمات، وكان يدعو إلى لم الشمل والابتعاد عن الصراعات، وكان صوتا شجاعا ينادي بمطالب واقعية وملحة تعم عامة الناس، وكان هذا الأمر يخالف أصوات المزايدين والشعارات الطاغية آنذاك، وكانت سلطة بعد الاستقلال تضيق بالصوت الآخر والرأي المتزن، فلم يتركوا هامشا للتعبير عن الرأي، فقد تعرض شاعرنا أحمد ناصر القطيبي للسجن والمضايقات بسبب زامل قاله في إحدى مناسبات الزواج، ينتقد فيه طريقة الجبهة القومية في إدارة شؤون الناس وعدم حرصها على الاهتمام بالأحوال المعيشية للشعب، يقول:
العام لول هل والثاني دخل.. والقومية كادح كما احجور الخداد
الشك ماشي شك بتوحيد القوى.. وإلا طلبنا الله وثورتنا تعاد
وفي عام سبتمبر 1983 حضرت عدد من قيادات الحزب حفل زواج الكابتن محمد مقبل في منطقة المصراح ومن بين هذه القيادات علي عنتر وعلي شائع وعلي البيض، وكانت القصيدة ترحيبية بهذه القيادات لكنه لم يجامل ولم ينس التعبير عن هموم الناس ومطالبها، مبينا افتقار ردفان لأبسط الخدمات على الرغم أنها قدمت تضحيات جسيمة في سبيل العيش بكرامة، فلا يوجد في ردفان مستشفى عدا العيادة التي تأسست أيام الاستعمار البريطاني في عهد الضابط السياسي (ميلن) ومن بعده (تمبلن)، ولا كهرباء ولا ماء ولا طريق، ويطلق الشاعر على هذه القيادات (ترابل علي) أي ثلاثي علي، وهذا يدل على ثقافته الإنجليزية وأيضا يستخدم مصطلحات طبية، فالشاعر يصف معاناة الناس الأليمة، لنقرأ الأبيات:
يا مرحبا حيا ملء وادي سبأ... وزن الشوامخ دي قممها مستقيم
ترحيب من الأعماق ما شي به نفاق... حيا بكم يا قادة الشعب العظيم
با كرر الترحيب مخطئ أو مصيب ... رحب بكم ردفان ذي سرمد يتيم
يتيم من الإنجاز وأبسط لعتزاز... هل صح نبقى أعواز وأنتم في نعيم؟!
أمراضنا ماتوا وبعض اتشمتوا ... ولا نظروا حالة مصحتنا الذميم
ذي من قبل (ميلن) وبعده (تمبلن) ... لا طب يجد فيها ولا فيها حكيم
من جاب طفله فوف جنبه يحمله ... قالوا الدواء بالصيدلية يا غشيم
حبوب نوفلجين فيها واسبرين ... ما ينفع المسكين ذي جسمه أليم
وإلى متى نبقى على هذا الشقاء ... هل شي أمل نحصل من الراحة قسيم
ثمان وأربع فوق أربع يا جدع ... سنين مرت والإفادة سين جيم
لا كهرباء معنا ولا ماء جاءنا ...كنا ومازلنا بحالتنا القديم
بالرغم إن ردفان في حكم المكان ... قريب من شمسان لكنه شويم
(ترابل) علي جاؤوا قرانا الداخلي ... في منطقة ذي منها صر الشريم
من حيث راجح دمه الغالي سفح... سجل بدمه في صفا صارم صميم
يا هل ترى ما هي نتيجة مصرعه.. تحرير واستقلال للشعب الكريم!!
ختم الكلام التام يا قادة كرام... حيا بكم ما هزت أفواج النسيم
وفي قوله (من حيث راجح دمه الغالي سفح) يشير إلى سقوط أول شهيد للثورة، وهو راجح بن غالب لبوزة، في جبل البدوي المطل على وادي المصراح .
وفي المراحل التالية ظل شاعرنا يعبر عن صوت الناس وهمومهم، وكانت لديه رؤية ثاقبة للأوضاع، ويدرك عواقب الأمور، وينتقد سلوكيات الساسة، فهذه قصيدة قالها في 10/12/1993 :
أصحابنا ركبونا فوق صعب أعرج... وهم على الخيل بيحفون من طارف
الجوف شلوا خيوله كلها مسرج ... مع خيول العوالق بالثمن كالف
خلوا بنوك اليمن قردوح بيدحرج... وهربوها سويسرا ذي قدة آلف
جاءوا طرق شايكة صعيبة المخرج... كم باتداري رجل مطشوش أو سارف
والشعب صامت بيراقب وهو محرج... محرج بدي أسسوا التوحيد متناصف
قولوا لمن قال بافالج وما يفلج... هذا الخطأ لا محالة رأي متخالف
.. من خان لا كان له درجة عدى مدرج .. من فوق هياف شاهق يلطمه صاعف
ومن قصائده التي تعبر عن مواقفه من تصرفات المسؤولين وفسادهم، عندما هرولوا وراء الأموال والاستعراض الزائف في حين كان الشعب يعاني سوء المعيشة وارتفاع الأسعار فقد أضاعوا حقوق الشعب ومكتسباته، هذه القصيدة القوية يبدو أنها كانت موجهة للقيادة عقب الوحدة تقريبا في عام 1992، وكأنها تحاكي واقعنا اليوم، يقول، رحمه الله:
دولة العدل والقانون راكب فرس... والفرس لاجفل في راكبه بايدوسه
ومن على كرسي السلطة طلع وارتوس ... قل له الظلم والظالم مؤكد نكوسه
ومن معه قسم في شركه وخزنة بيس... قل له الشعب من لسعار ضاقت نفوسه
با يحاسب بذنبه من رشي واختلس... لا تقولون هذا الشعب حامل نحوسه
ومن معه طقم أو ألفين بعده حرس... قد سبق للإمام أحمد وجنه حروسه
لكن الجن ضاعت كلها والحرس ... بعدما الشعب مل حكمه وظلمة حبوسه
جاه علفي وقال الظلم لا هنه وبس... شربه كأس حامي حيث طير نعوسه
حاذروا قبل طعم الحلو يرجع هدس... والمثل قال: شف حبك دماره بسوسه
حافظوا على المكاسب وعادكم في نفس... قبل ما يصبح المقدام يخلع لبوسه
ونختم هذه الوقفة مع الشاعر أحمد ناصر القطيبي بقصيدة من قصائده الوجدانية الجميلة:
أنا أسالك يا إلهي لا يلاني شر ... تغفر ذنوبي وتسكني بعدناني
من بعد ذلحين قال المولعي نشّر ... وطاب لي الشوق وزيدني بألحاني
حنبت باثنين ذا يسلى وذا يضجر ... ولا سلي ذاك حانق مني الثاني
هذا لبس ثوب وهذا أردف الشيذر ... هذا متلل وذاك ثوب بيحاني
هذا بن تسع وأربع وهذا بن ثلتعشر... مكتوب تاريخهم في شهر شعباني
هذا زبرجد طبخ بالهيل والسكر... وهذا دواء ينفعك يا قلب وجعاني
هذا عسل علب حالي والعنب لخضر ... هذا مصفى وهذا مرح دوعاني
.. هذا جعيده سيّن منسوع مثل الجر... وهذا جعيده منسع شغل سيواني
راح الضنى قال بن ناصر وراح الكر... من بعد ما جاب المرش بيده ورشاني.
رحم الله الشاعر الكبير أحمد ناصر القطيبي فقد كان شعره ذاكرة للأحداث والتاريخ، ومعبرا عن هموم الناس ومعاناتهم، ومسجلا العديد من المواقف تجاه عدد من القضايا، لذلك فإن إنتاجه الشعري يستحق الجمع والتوثيق والنشر.