لماذا ازدادت عمليات استهداف قوات سهام الشرق في أبين؟

ما سر صمت التحالف والرئاسي لما تتعرض له القوات الجنوبية؟

الإخوان يمولون اجتماعًا لقيادات القاعدة والحوثي لاستهداف سهام الشرق

ما وراء رسائل أدوات خلية مسقط والهاربين بتركيا مما يحصل في أبين؟

الأمناء/ تقرير خاص:

تتعرض عملية سهام الشرق لحملات إعلامية واسعة وشرسة من أطراف متخادمة مع تنظيم القاعدة وداعش، وذلك في الوقت الذي يواجه فيه أبطال القوات الجنوبية مفخخات الإرهاب على الأرض في الطرق والأودية والجبال في المنطقة الوسطى بمحافظة أبين.

وكشر الإعلام المدعوم من تركيا وقطر وإيران وعمان عن أنيابه ضد القوات الجنوبية في محافظة أبين، عقب الاشتباكات التي حصلت في قرية البقيرة شرق مدينة مودية، الأسبوع الماضي، بين القوات الجنوبية وعناصر قبيلة.

وشنت قيادات أبينية مقيمة في تركيا وعمان وقطر، خلال الأيام الماضية، هجومًا عنيفًا على قوات سهام الشرق، ودافعت عن الجماعات الإرهابية، وزعمت أن الحملة العسكرية ليست ضد القاعدة وإنما لإسقاط أبين وتركيع قبائلها.

واستغلت أدوات مسقط وقيادات الإخوان المقيمة في الخارج، تلك الحادثة للتحريض ضد القوات الجنوبية، وخلط الأوراق وإثارة الفتنة والفوضى وشق الصف الجنوبي في محافظة أبين.

الميسري يدافع عن القاعدة

وخرج وزير الداخلية السابق المهندس أحمد الميسري، أحد أدوات مسقط، في تسجيل صوتي مدته 16 دقيقة مهاجماً المجلس الانتقالي وعملية سهام، والإمارات، ومدافعاً عن الإرهاب في أبين.

الميسري في حديثه دافع عن تنظيم القاعدة، ونفى وجوده في محافظة أبين، زاعمًا أن القوات الجنوبية تقاتل المجتمع القبلي في المحافظة، حيث قال إن العناصر الإرهابية المتواجدة في محافظة أبين وشبوة هم أدوات مخابراتية تعمل لصالح دول التحالف العربي "السعودية والإمارات".

وهاجم الميسري رئيسَ المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزبيدي، وحرَّض القبائل للخروج ضد حملة سهام الشرق التي وصف جنودها بأنهم مجموعة من الأوباش والرعاع، وأكد أن القائمين على هذه الحملة لن يتنصروا في أبين.

وأطلق عضو مجلس الشورى الإخواني المقيم في تركيا، علي حسين البحيري، رسائل متطرفة، دعا فيها القبائل في محافظة أبين إلى الخروج للقتال في صف القاعدة وداعش ضد القوات الجنوبية.

أدوات مسقط تفشل في إثارة الفوضى وإشعال الفتنة

ونجحت قيادة محور أبين يوم الجمعة الماضي في إحباط محاولة استغلال المشكلة بين قوات سهام الشرق وقبائل آل فطحان، شرق مدينة مودية.

وقال مصدر أمني، إن قائد محور أبين العميد مختار النوبي، وصل إلى حلول مع قبائل آل فطحان بمديرية مودية، بشأن الإشكالية التي حدثت قبل أيام، وأفشل مخططًا تقوده أطراف محلية يهدف لخلط الأوراق وإثارة الفتنة والفوضى وشق الصف الجنوبي بدعم خارجي.

وعقب ذلك النجاح، خرج أبناء مديرية مودية بمحافظة أبين في تظاهرة واسعة تبارك الحلول بين قيادة سهام الشرق، مع قبائل آل فطحان، وتؤيد العملية العسكرية ضد الجماعات الإرهابية في محافظة أبين.

وقالت مصادر مطلعة، إن القبائل في محافظة أبين تستعد لتوقيع ميثاق شرف وموقف صارم ضد الإرهاب والقاعدة وداعش والحوثي وكل من يتعاون معهم أو يكون ذات صلة بهم أو ينفذ أجندتهم في المنطقة.

وعلى الرغم من نجاح الجهود في إفشال الفتنة والفوضى بين القبائل وقيادة سهام الشرق، ما زالت الأصوات المدعومة من الإخوان والحوثي، تحرض ضد القوات الجنوبية وتدعو لمؤازرة الإرهاب في الحافظة.

وما زالت القوات الجنوبية في محافظة أبين، تواجه المفخخات والعبوات الناسفة، التي يزرعها عناصر تنظيم إرهابي، وهو ما يؤكد أن هذا التنظيم المنظم مدعوم من قوى إقليمية ويتحرك لأغراض سياسية.

لماذا يدافع الإخوان والحوثي عن الإرهاب؟

ويرى مراقبون في تصريحات متفرقة لـ"الأمناء" أن الضربات الموجعة والهزائم التي تلقاها تنظيم القاعدة في محافظة أبين، وراء الهجوم الإعلامي، والتحريض على قوات سهام الشرق، تأتي كمحاولة لتحريك المجتمع القبلي في المحافظة ضد القوات الجنوبية. 

وقال الكاتب والصحفي الجنوبي صالح علي باراس، إن الحملة التي تتعرض عملية سهام الشرق في محور أبين لها ارتباط بالإرهاب عبر أبواق محلية تكفيرية، تحاول بطريقة مخزية حرف العملية وتحويلها إلى صراعات مع قبائل المنطقة.

وأكد باراس أن هذه الحملة، تتطلب مواجهتها بوعي إعلامي وسياسي ومجتمعي بتفنيدها وشرح خطورتها بين القبائل في الجنوب، مؤكدا أن الحرب على الإرهاب حرب دولية ولن تعفي أي حواضن يتم استغلالها قبليا أو مناطقيا.

وأوضح أن محاولة حرف حملة سهام الشرق وتحويلها إلى صراعات مع القبائل، وسيلة يستخدمها سياسيون لم يعد يهمهم الوضع في أبين والجنوب، موضحا أن إفشال تلك المساعي يتطلب إشراك الحواضن القبلية المحلية في محاربة الإرهاب، وهي الطريقة الأسهل لقطع الطريق على محاولات استغلالها من قوى توظف لاستنزاف القوات الجنوبية.

الإخوان يمولون اجتماعًا للقاعدة والحوثي

رسائل الميسري والبجيري المتطرفة الهادفة لتفجير الوضع في محافظة أبين، سبقتها بأيام تحركات قام بها القيادي الإخواني عادل الحسني، لدعم الإرهاب في المحافظة.

ونجح القيادي السابق في تنظيم القاعدة الإرهابي المقيم في تركيا، عادل الحسني، بالتنسيق بين قيادات إرهابية وحوثية، بعقد اجتماع بينهما في إحدى مناطق محافظة أبين الحدودية مع البيضاء.

وتبرم المليشيات الحوثية والتنظيمات الإرهابية، الاتفاقات فيما بينهم في المناطق الحدودية الخاضعة لسيطرتهم في مديرتي جيشان ومكيراس التابعتين لمحافظة أبين.

وقال خالد الحجيلي، المسؤول الإعلامي المقرب من قائد محور أبين، إن القيادي الإرهابي عادل موفجة الحسني، نسق لاجتماع بين متطرفي جماعتي الحوثي والقاعدة في منطقة حدودية في أبين، وقدم دعما ماليا سخيا لإنجاح هذا الاجتماع.

وأوضح الحجيلي، أن الحسني نجح في التنسيق بين متطرفي القاعدة والحوثي، وعقد اجتماعاً من أجل زيادة وتيرة الإعمال الإرهابية ضد القوات الجنوبية في محافظة أبين.

وتوقع الحجيلي أن العمليات القادمة التي قد تستهدف القوات الجنوبية ستتبناها القاعدة، وهي في الأساس بدعم لوجستي وإمداد من الحوثيين.

وأكد الحجيلي أن معركة سهام الشرق ضد الجماعات الإرهابية، أجمعت جميع الخصوم للقضية الجنوبية، في إسناد وتمويل الإرهاب في محافظة أبين، لإحداث معركة استنزاف طويلة ضد القوات الجنوبية.

وأشار إلى أن جماعة الحوثي والإخوان، وجماعة خلية مسقط الهاربة، بالإضافة إلى بعض المكونات الأخرى، ينفقون دعما سخيا لضرب واستهداف القوات الجنوبية بوسائل عدة، بالإضافة إلى جهودهم المستمرة في تحويل الصراع بحجة مواجهة القبائل.

وأضاف أن هذه القوى لديها مصالح مشتركة، وتمول وتدعم الجماعات الإرهابية في محافظة أبين، بهدف إشغال قوات المجلس الانتقالي وقياداته في أبين، وعدم التفرق لتحرير ما تبقى من المناطق من التنظيمات المتطرفة.

وقال الحجيلي إن هناك مؤامرات كبيرة تحاك في أبين، واموال ضخمة تنفق في دعم عناصر تابعين ومناصرين للقاعدة، لاستنهاض عملهم بشكل كبير خدمة لتلك الاجندات الخارجية.

وأوضح الحجيلي إن الأموال التي دفعت لتنفيذ عمليات إرهابية، ضخمة لا يتصورها أحد، مؤكدا أن الدعم الواصل من الحوثيين وكذلك القيادات الهاربة في الخارج لتنظيم القاعدة وأنصارها يوحي بخطر كبير جدا يهدد أبين وأمنها واستقرارها.

ودعا المسؤول الإعلامي، أبناء أبين الشرفاء في المنطقة الوسطى، إلى الوقوف يدًا واحدةً مع القوات الجنوبية، ضد تلك المؤامرات، وعدم السماح لتلك القوى بالعودة للخراب والدمار ونشر الإرهاب والخوف.

رسالة إلى أبناء محافظة أبين

كما وجه الحجيلي رسالة إلى أبناء محافظة أبين، قال فيها: "كونوا أنتم العون والسند للقوات المسلحة الجنوبية، التي يضحي جنودها بأعز ما يملكون في سبيل ذلك وهي دماؤهم وأرواحهم وقفوا وقفة رجل واحد ضد من يريد إعادة الإرهاب والدمار والخوف إلى محافظتكم، فقد آن الأوان أن تنعم أبين بأمنها واستقرارها، ولتتفرغ نحو الحياة والتنمية وتخلص من عقدين من ذلك التآمر".

استشهاد قائدين بالقوات الجنوبية في مودية

استهدفت عناصر إرهابية الثلاثاء، طقما عسكريا للواء الخامس دعم إسناد بالقوات المسلحة الجنوبية بعبوة ناسفة في قرية البقيرة عومران بمديرية مودية في محافظة أبين.

وارتقى العقيد عبدالله سعد بارجيلة، رئيس عمليات اللواء الخامس دعم وإسناد (ب) والقائد مشعل العلياني ركن عمليات الكتيبة الأولى في اللواء الخامس دعم وإسناد (ب)، كما أصيب عدد من الجنود المرافقين.

وتواصل القوات المسلحة الجنوبية مهام عملية سهام الشرق في أنحاء محافظة أبين لملاحقة العناصر الإرهابية وتطهير المحافظة من قوى الإرهاب وداعميه.