لماذا يقع اللوم دوما على المرأة في مجتمعنا؟ 
إن طلقت وطلقها زوجها وقع اللوم عليها فورا بدون أن يسألوا عن الأسباب، وان طالبت هي بالطلاق يقع اللوم عليها أيضا بأنها امرأة لاتتحمل ولاتصبر على زوجها، وان صلح أولادها فالفضل يعود للأب وإن خرب أولادها فالإساءة تعود للأم، وإن نجحت في مجالها وواصلت تعليمها وأخذت الرسالات العليا وتقلدت في أعلى المناصب القيادية في الدولة فهي إمرأة بلا رجال، وان عملت مع الرجال وتكلمت مع معهم فهي إمرأة بلا احترام، وإن خرجت ودخلت ولبست على الموضة فهي امرأة منفتحة لاتستحي. 
ماتلك النظرة التعسفية على المرأة دوما؟ ومن من تأتي لها هذه النظرة؟ 
من أقرب الناس إليها أهلها أو أقاربها (الا من رحم الله)... 
اروي لكم قصة لفتاة اعرفها يتيمة الاب كانت تدرس في كلية الطب وعندما يأتون عمومتها أو أي احدأ من أقارب والدها من القرية ويمكثون عندهم عدة أيام أو اسبوع تمتنع تلك الفتاة الذهاب لكليتها خوفا لئن ينكشف أمرها بأنها تدرس بالكلية وتذهب عنها المحاضرات أو الأختبارات واحيانا الامتحانات، ويظل حالها هكذا لسنوات عديدة إلى أن تخرجت وتزوجت بزميليها في الكلية عربي الجنسية وهما الآن طبيبان يعملان خارج البلاد. 
اذكر أيضا قصة أخرى لأستاذة مشهورة جداً عندما أرادت استكمال دراستها في الخارج بموافقة والدها طبعاً وعندما علم عمومتها بذلك الخبر جاءوا ببنادقهم يقتحمون بيت اخيهم ليقتلوها، فأتى على الفور أمرا من حاكم تلك المنطقة آنذاك يأمر بتسفيرها وتسهيل أمورها فما كان من عمومتها الا انهم انصاعوا للأوامر فنسحبوا. 
هكذا هي المرأة في مجتمعنا يحاربوها ويشتموها ويتهموها، فلابد لكل امرأة تظل قوية بمواقفها، مصرة على مبادئها، لاتهتم لكلام الناس ومابدر منهم من إساءة اوتجريح كوني كالجبل الواقف واثقة من نفسك لاتهزك اية ريح أيتها المرأة العظيمة. 

ميسان اليمان. 
"من يستند على امرأة قوية لايسقط أبداً "