آخر تحديث :الاثنين 23 ديسمبر 2024 - الساعة:01:37:25
قراءة في كتاب (الجنوب العربي المنسي) للمؤلف الألماني "هانز هوليفر تيز"
("الأمناء" كتب/ شوقي عوض:)

في هذا الكتاب يقدم المؤلف "هانز هوليفر تيز" في مذكراته صورًا لمناظر شاهدها من الجنوب العربي عام 1932م، حيث يؤرخ فيها، ومن خلال هذه المذكرات، مشاهداته لتلك الأماكن والمعالم والوديان راصدًا ما شاهده في إقليم حضرموت من عادات وتقاليد وفلكلور وأحوال اجتماعية عكست نفسها في هذه الانطباعات للمؤلف هانز هوليفر تيز.

فإلى جانب السرد بالكلمات، زود المؤلف الكتاب بـ(146) صورة توضيحية و96 لوحة فنية نادرة عبَّرت عن أقدم المدن الحضارية على وجه الأرض في إقليم حضرموت، فالكتاب جدير بالقراءة والتأمل والاقتناء، كونه يعد من كتب أدب الرحلات الشيقة والتي سلطت الأضواء على ذلك الجنوب العربي المنسي، حيث شملت رحلة المؤلف الاستطلاعية إلى العديد من مناطق ووديان هذا الإقليم الحضرمي ابتداءً من المكلا عاصمة السلطنة القعيطية – آنذاك -  ووديانها بحضرموت ووادي دوعن وأهم مدنها سيئون وتريم وشبام... إلخ.

لذلك يكفي المؤلف "هانز هوليفر تيز" فخرًا في كتابه الجنوب العربي المنسي بأنه قد استطاع أن يؤرخ لوضع اجتماعي هام بحضرموت في كتابه بكل صخبها وعلاقاتها وتقاليدها الاجتماعية والثقافية في رؤية بانورامية مشتركة جمعت بين التاريخ والجغرافيا وما حوته من الأساطير والخرافات والرقصات والفنون الشعبية ووجوه وأمكنة في التاريخ جاءت كثمرة لحياة استثنائية في عمق الملاحظة والاستنتاج للمؤلف "هانز هوليفر تيز" في دلالات قد تصل إلى حد التماهي في سراديب أوصاف الحياة وما اتسمت به منطقة حضرموت من مفهوم في الهوية والخصوصية التاريخية والجغرافية منذ أحقاب مختلفة في التاريخ والجغرافيا ووفقًا لاستكشاف منطقي معرفيًا وتاريخيًا ورؤية ثاقبة تضعنا اليوم أمام حضرموت التاريخ والإنسان والجغرافيا والحضارة في كل أبعادها الإنسانية.




شارك برأيك