آخر تحديث :الاثنين 06 مايو 2024 - الساعة:19:11:27
من هو السلطان فيصل بن سرور الحوشبي؟ ومتى تولى مقاليد الحكم؟
(الأمناء نت / خاص :)

ورد في كتاب (هذا الجنوب أرضنا الطيبة) للطيب الذكر عبدالرحمن جرجرة أن سلطنة الحواشب انضمت إلى اتحاد الجنوب العربي في شهر أبريل 1963م، ويحد السلطنة من الشرق يافع السفلى، ومن الغرب اليمن، ومن الشمال ردفان والعلوي وإمارة الضالع، ومن الجنوب سلطنة لحج.

عن حدودها الفرعية ورد في الكتاب (ص 72) أن سلطنة الحواشب تقع إلى جنوب شرقي سلطنة الفضلي، وجنوب غربي سلطنة لحج، وشمال شرقي ردفان، وشمال غربي اليمن الشمالي.

تنقسم سلطنة الحواشب إلى منطقتين: سهلية وجبلية، وتنقسم المنطقتان إلى ستة أقسام كبيرة مهمة، هي: المسيمير وجول مدرم والدريجة، وهذه الأقسام واقعة في المنطقة الجبلية، أما الأقسام الثلاثة الأخرى: الملاح والراحة والحرور فواقعة في المنطقة السهلية.

لا يتسع المجال لحصر كل قبائل الحواشب التي وردت في كتاب جرجرة السالف الذكر، وسأكتفي بذكر عدد منها على النحو التالي: قبيلة آل فجار التي ينتمي إليها السلطان فيصل بن سرور، وقبيلة آل يحيى، وقبائل البكري والغبران والساحة، وفي الحرور تسكن قبيلة العوجري وفروعها كثيرة، وفي الملاح تسكن قبائل العييري والبركاني والعبيدي والعمري والطيري والجعدني والبسيسي والوحيشي والسعدني وغيرها، وفي جول مدرم تسكن قبائل الجعدني والسقياني والجلحوز والفرجي والجابري والجويلي والعامري والهيثمي، وتسكن المسيمير قبائل الرباكي والطميري والهشيمي والعمري والفتاحي والمقري والمقبلي والعبادي، وتسكن الدريجة قبائل القزاعي وقزعان نعمان والحدوري والطملة والمسهري.

يضيف جرجرة أن القبائل الحوشبية على وجه العموم أهل نجدة وشجاعة وكرم، من سلالة عربية أصيلة، لا تزال النخوة العربية والشهامة القبلية موجودة فيهم.

ورد في ترجمة مختصرة قدمها الشاب محمد مرشد عقابي من المسيمير أن السلطان فيصل بن سرور بن محمد الفجاري من مواليد يونيو 1935م، وكان ترتيبه بين إخوته الثاني، حيث يكبره أخوه السلطان الراحل محمد بن سرور، وتصغره أخته سلطنة بنت سرور، وكانت ولادة السلطان فيصل بن سرور في المسيمير حاضرة السلطنة الحوشبية.

نشأ السلطان فيصل وترعرع في كنف أسرة ميسورة الحال، عميدها السلطان سرور بن محمد الفجاري، الذي آلت إليه مقاليد السلطنة بعد وفاة السلطان محسن بن علي مانع.

تلقى السلطان فيصل بن سرور تعليمه الأولي في المسيمير (عاصمة السلطنة الحوشبية) وأكمله في مدارس السلطنة اللحجية العبدلية بمدينة الحوطة، وهيأت له فرص الاحتكاك بشخصيات عامة وهامة في السلطنتين الحوشبية واللحجية وفي مدينة عدن، فتأسست لديه الخلفية السياسية والثقافية والإدارية التي أفادته كثيرا في إدارة وحكم سلطنته خلال فترة الإدارة الاتحادية.

تولى فيصل بن سرور الحوشبي مقاليد الحكم خلفا لأخيه الأكبر محمد، وأصبح فيصل سلطانا للحواشب عام 1955م، وعند قيام اتحاد إمارات الجنوب العربي في فبراير 1959م المكون من إمارة بيحان والسلطنة العوذلية والسلطنة الفضلية وإمارة الضالع ومشيخة العوالق وسلطنة يافع بني قاصد، وفي أكتوبر من نفس العام انضمت جارتها السلطنة اللحجية، وفي مارس 1960م انضمت إلى الاتحاد سلطنة العوالق السفلى ومشيختا العقارب ودثينة، تريثت السلطنة الحوشبية حتى أبريل 1963م، أي بعد دخول عدن بشهر واحد، الأمر الذي يؤكد أن السلطان فيصل بن سرور كانت له حساباته الخاصة، بالإضافة إلى عضويته في المجلس الأعلى الاتحادي كان السلطان فيصل بن سرور وزيرًا بلا وزارة، أي وزير دولة، وكان إلى جانب ذلك يدير شؤون سلطنته، متعه الله بالصحة وطول العمر، معروفا عند مواطني السلطنة بالتواضع، ونأى بسلوكه بعيدا عن التعالي والغرور.

وورد في الترجمة الموجزة للعقابي أن السلطان فيصل بن سرور الحوشبي «خاض في فترة حكمه عدة معارك مع السلطنة العبدلية، كان الاستعمار البريطاني له دور بارز فيها بزرعه الفتن بين سلطنتي الحواشب والعبادل والتي استمرت بشكل متقطع إلى حين مغادرته أراضي السلطنة الحوشبية إلى خارج الوطن».

شهدت المنطقة برمتها ظرفًا سياسيًا وعسكريًا وأمنيًا بالغ التعقيد، فعلى المستوى القومي بلي الوطن العربي بنكسة مهينة في يونيو 1967م عندما انكسرت جيوش مصر وسوريا والأردن، واحتلت إسرائيل سيناء والجولان والضفة الغربية وغزة، وعلى المستوى الوطني شهدت الأوضاع في الشمال والجنوب تدهورا متسارعا لا يتسع المجال للحديث عن تفاصيله.

أثناء غياب السلطان فيصل في عدن خاض أخوه غير الشقيق ونائب السلطنة محسن بن فضل معارك طاحنة ودامية ضد قوات الجبهة دامت عدة أيام، انتهت باعتقاله واقتيد إلى تعز اليمنية، حيث أودع بأحد سجون الجمهورية العربية اليمنية، وضيقت قوات الجبهة أو جيش التحرير الخناق على السلطنة الحوشبية، وأدرك السلطان فيصل أن انهيار النظام بات قاب قوسين أو أدنى، فشد الرحال إلى بيروت وأقام فيها مدة قصيرة، وغادرها بعد ذلك إلى المملكة العربية السعودية التي منحته حق اللجوء السياسي والإنساني مع إخوانه من السلاطين والشيوخ والوزراء.

انقطعت السبل بالسلطان فيصل بن سرور الحوشبي عن وطنه حتى عام 2002م عندما قام بزيارة لأهله وناسه بعد انقطاع دام 35 عاما، وتزوج السلطان فيصل من أربع نساء أنجب منهن عشرة أولاد، 6 ذكور و4 إناث.



شارك برأيك