آخر تحديث :الاربعاء 24 ابريل 2024 - الساعة:13:14:55
نزوح أم استيطان؟!
"الأمناء" تكشف أسرار وأبعاد النزوح الممنهج نحو الجنوب ومخاطره السياسية والعسكرية والاقتصادية والديموغرافية..
("الأمناء" تقرير/ عـــلاء عـــادل حــنش:)

لماذا ينزح الشماليون من مناطق آمنة نحو مناطق صراع بالجنوب؟

سياسيون يحذرون من خطر النزوح للجنوب وضربه سياسيًا وعسكريًا وديموغرافيًا

تغيير الديموغرافية بالجنوب.. خطر حقيقي يستهدف هوية الإنسان الجنوبي

أكثر من 90% من النازحين ليس بسبب الحرب أو المجاعة

مطالبات للانتقالي بوضع حد لمخطط النزوح وللرئاسي بإيجاد حلول سريعة

دعوات للمنظمات الدولية ببناء مخيمات نزوح منظمة

مطالبات بمسيرات سلمية للضغط على المنظمات لترحيل النازحين غير الشرعيين

 

تُشكل عملية النزوح الممنهج من محافظات الشمال إلى محافظات الجنوب خطرًا حقيقيًا يستهدف الجنوب شعبًا وأرضًا لا سيما بعد أن تكشفت كثير من الحقائق التي تؤكد أن النزوح من الشمال إلى الجنوب ذات طابع وأغراض سياسية وعسكرية واقتصادية وديموغرافية.

وشهدت العاصمة الجنوبية عدن خاصة، ومحافظات الجنوب عامة، موجة نزوح غير مسبوقة في العالم أجمع منذ حرب 2015م وحتى اليوم، لا سيما بعد أن انتصرت القوات المسلحة الجنوبية على ميليشيا الحوثي الإيرانية، وميليشيا نظام صنعاء.

ويتبين، من خلال الشواهد اليومية، أن النزوح من الشمال إلى الجنوب يحمل أبعادًا وأخطارًا سياسية وعسكرية واقتصادية على الجنوب، ويستهدف تغيير الديموغرافية في الجنوب، والأخير يُعد الخطر الأكبر كونه يستهدف هوية الإنسان الجنوبي بحد ذاته.

 

ما هو النزوح الحقيقي؟

ويُعرَّف النزوح، بحسب صحيفة دنيا الوطن الإلكترونية الفلسطينية، على أنه حركة الفرد أو المجموعة من مكان إلى آخر داخل حدود الدولة، ويتم النزوح رغمًا عن إرادة النازح؛ بسبب مؤثر خارجي مهدد للحياة كالمجاعة أو الحرب أو الجفاف والتصحر أو أي كوارث أخرى تدفع النازح إلى مغادرة موقعه والتوجه إلى موقع آخر؛ طمعًا في الخلاص من تلك الظروف.

ويُعرَّف النازحون داخليًّا بأنهم أشخاص أجبروا على النزوح عن ديارهم مع بقائهم داخل حدود بلادهم، وتتمثل الخصائص الرئيسية للنزوح الداخلي في طبيعته القسرية وحقيقة أن السكان المتأثرين لا يعبرون الحدود المعترف بها دوليًّا، وتعد الصراعات المسلحة والحروب الداخلية في المناطق التي تعاني من اضطرابات سياسية سببًا رئيسًا من الأسباب التي تدفع المواطنين إلى النزوح من مناطقهم الأصلية؛ هربًا من الصراع والعنف أو المخاطر الأخرى بحثًا عن مكان آمن لهم ولأسرهم، فالنزوح مصدر معاناة إنسانية هائلة ومصدر قلق إنساني، كما يشكل تحديًا إنمائيًّا خصوصًا في الحالات التي يطول أمدها؛ لما لها من آثار اجتماعية واقتصادية كبيرة في النازحين وفي المناطق المضيفة لهم، بحسب الصحيفة الفلسطينية.

ومما سبق يتضح أن النزوح الممنهج من محافظات الشمال إلى محافظات الجنوب لا لأسباب مهددة للحياة كالمجاعة أو الحرب أو الجفاف والتصحر أو أي كوارث أخرى، فالحرب كما هي في الشمال هي في الجنوب أيضًا، وربما في الجنوب ابشع استنادًا إلى ظهور جماعات إرهابية، وكذا ميليشيات كميليشيا الإخوان، والتي كشفت الفترة المنصرمة عن تحالفهما مع ميليشيا الحوثي، في حين أن الشمال خالي من الإرهاب، ويوجد فيه مناطق ومحافظات عديدة خالية تمامًا من الحرب، في حين تشتعل الحرب في كل محافظة ومنطقة جنوبية.. فلماذا ينزح الشماليين من مناطق آمنة بالشمال إلى مناطق صراع بالجنوب؟ مؤكدًا لأهداف سياسية وعسكرية واقتصادية.

 

90% من النازحين ليس بسبب الحرب أو المجاعة

وبحسب مصادر خاصة فإن أكثر من 90% من النازحين القادمين من الشمال إلى محافظات الجنوب، لا سيما العاصمة الجنوبية عدن، نزوحهم ليس نزوح حرب، أو مجاعة، أو أي أمر يتعلق بالنزوح، وإنما هو لأغراض سياسية وعسكرية واقتصادية بحتة، والشواهد تثبت صحة ما تقوله المصادر الخاصة.

وتساءلت المصادر الخاصة هل يُعقل أن يصبح النازح يتمتع بحياة أفضل من أصحاب الأرض؟ بكل تأكيد لا يُعقل، ولم يحدث هذا قط في أي مكان في العالم، مشيرةً إلى ان: "ظاهرة النزوح إلى مناطق الجنوب خصوصًا عدن يثير كثيرًا من التساؤلات، ففي حين توجد كثير من المناطق الآمنة بالشمال لاستقبال النازحين، إلا أنه يستمر تدفق النازحين إلى الجنوب يوميًّا بأعداد كبيرة، على عكس مستوى تدفقهم إلى محافظات الشمال القريبة منهم".

وقالت ان مراجعة عملية النزوح إلى الجنوب عامة وعدن خاصة من قبل قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي أصبح أمرًا مُلحُا، وبأسرع وقت ممكن، ووضع حد لذلك المخطط الخطير، فقد بات النزوح غطاءً لضرب الجنوب بعد فشل أعداء الجنوب سياسيًا وعسكريًا.

في سياق متصل، اكدت دراسة لمؤسسة "اليوم الثامن" للإعلام والدراسات بعنوان: "الهجرة والنزوح من مناطق سيطرة الحوثيين إلى الجنوب.. الأسباب والتحديات"، نشرتها في سبتمبر / أيلول ٢٠٢٢م، انه: "منذ اندلاع الحرب في مناطق الشمال عمل نظام صنعاء على سياسة النزوح والهجرة المنظمة الى محافظات الجنوب لتحقيق اهداف سياسية وعسكرية واقتصادية وقد ارتفعت تلك الحركة بعد عام 2015م، حتى اللحظة فقدت قدرت بالملايين حيث إشارة عدد من الدراسات انها بلغت ثلاثة ملايين نسمة وقد تركز تلك التجمعات السكانية في عواصم المحافظات ونالت العاصمة عدن النصيب الأكبر حيث بلغت عددها وفق تصريحات أحد الباحثين الميدانيين إلى (950) ألف نسمة متركزة في دار سعد والشيخ عثمان والبريقة والمنصورة والتواهي وخور مكسر والمعلا وكريتر، ومن ثم تلتها محافظة المهرة وأبين ولحج وحضرموت وشبوة".

وقالت: "لعل موجات النزوح التي شهدتها الجنوب، والتي ما زالت مستمرة، من أكبر ظواهر النزوح في المنطقة، وأشدها ضررًا، فقد أدى الإيقاع السريع للتغيرات المتلاحقة في مجالات الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية في الشمال إلى ظهور مشكلات اجتماعية وسياسية واقتصادية، ما أدى إلى صراعات دامية عنيفة، نتج عنها موجات نزوح مستمرة من الشمال إلى الجنوب، الأمر الذي أدى إلى تردي الأوضاع في الجنوب وظهور مشكلات عديدة بسبب عدم تنظيم عملية النزوح من الشرعية اليمنية، وكذا غياب دور المنظمات الدولية المهتمة بهذا الشأن". مؤكدةً أن: "موجات النزوح الى الجنوب من الشمال اتبعت في حركتها أشكالا مختلفة ومسارات متعددة، تبعًا للدوافع والأسباب، حيث تحولت العديد من المدن والقرى في محافظات الشمال إلى سيل دافق، يدفع موجات تضم الآلاف من النازحين الذين توجهوا صوب عدن، فضاقت بهم عدن بما رحبت، فشكّل ذلك عليها عبئًا جديدًا، زاد من مشكلاتها".

 

خطر تغيير الديموغرافية بالجنوب

بدورهم، حذر متابعون من خطر تغيير الديموغرافية بالجنوب، مؤكدين أن ذلك خطر حقيقي يستهدف هوية الإنسان الجنوبي.

وقالوا إن "تحول النزوح والعمالة إلى استيطان دائم يهدد هوية وكينونة المواطن الجنوبي، علاوة على الفساد المتنامي اللامحدود بشتى المجالات".

وأضافوا: "على المجلس الانتقالي الجنوبي بوضع حد لمخططات تغيير التركيبة السكانية لمحافظات الجنوب وكبحها".

وتابعوا: "تكشفت محاولات تغيير التركيبة السكانية في محافظات الجنوب من خلال تمليك وبيع مساحات شاسعة من الأراضي الجنوبية لنازحين في مسعى ممنهج لتوطينهم بهدف إحداث تغيير ديموغرافي في الجنوب".

 

دعوات للمنظمات الدولية

فيما استغرب مواطنون جنوبيون من قيام كافة المنظمات الإغاثية منذ عام 2015م بحصر خدماته ومساعداته على فئة النازحين فقط فيما هناك مواطنون في عدن والجنوب يعانون ويستحقون المساعدات الإنسانية التي تقدمها تلك المنظمات.

ودعوا المنظمات الدولية المختصة بالنزوح للقيام بواجباتها الإنسانية تجاه النازحين، وفي مقدمة ذلك بناء مخيمات نزوح منظمة لهم، وصون هذا الواجب الإنساني من اتخاذه مدخلا لتنفيذ أجندات سياسية للإخلال بالتركيبة السكانية للجنوب ونسيجه المجتمعي.

 

مطالبات بخروج المواطنين

نشطاء جنوبيون دعوا كافة المواطنين في كافة محافظات الجنوب من المهرة إلى باب المندب إلى الخروج في مسيرات سلمية للضغط على المنظمات لترحيل عشرات الآلاف من النازحين غير الشرعيين القادمين بشكل يومي من محافظات الشمال المحتلة من الحوثي ودول أفريقية للجنوب كي لا نخسر الجنوب.

وقالوا إن "خروج المواطنين في كل محافظات الجنوب في مسيرات سلمية للضغط على المنظمات لترحيل عشرات الآلاف من النازحين غير الشرعيين أصبح أمرًا مهمًا لإنقاذ الجنوب قبل فوات الأوان".

وأضافوا: "على كل جنوبي وجنوبية أن لا ينتظروا أن يصبحوا أقلية في مدنهم وبواديهم".

وتابعوا: "مطالبات واسعة وملحة بإعادة النظر في ملف النازحين لتحديد النازح الحقيقي من العميل الإرهابي المتربص شراً بأمن الجنوب واستقراره، فهذا الإجراء الوطني سيكشف للقاصي والداني أن 95% من النازحين لا يتمتعون بالشروط المطلوبة لقبولهم في الجنوب، ما يستوجب طردهم من الأراضي الجنوبية".

 

دعوة للانتقالي والرئاسي

ومما هو مؤكد أن المجلس الانتقالي الجنوبي يرفض كافة المخططات التي تقف خلفها أطراف معادية للجنوب تحاول توظيف الجانب الإنساني لتحقيق أغراض سياسية خطيرة، حيث بات غطاء النزوح وسيلة خبيثة لضرب الجنوب؛ لذا فعلى المجلس الانتقالي الجنوبي وضع حد لمخططات تغيير التركيبة السكانية لمحافظات الجنوب وكبحها.

كما يجب على مجلس القيادة الرئاسي وحكومة المناصفة إيجاد حلول سريعة لملف الهجرة غير الشرعية وملف النازحين.

 

سياسيون يحذرون

بدورهم، حذر سياسيون جنوبيون من الخطر الكبير من التوافد غير المعقول للنازحين إلى الجنوب، معتبرين أن ذلك النزوح عمل ممنهج من قبل أعداء الجنوب لضربه سياسيا وعسكريا واجتماعيا.

ونوهوا بأنه تدفقت إلى الجنوب في سنوات الحرب الثمان موجات بشرية نازحة مفاجئة ومتتالية، وجاءت تبعًا لتطور مراحل الأزمة والحرب نفسها.

وأشاروا إلى أن سكان العاصمة عدن يعانون دون غيرهم بسبب النزوح وتزايد النازحين فيها.

وقالوا إنه رغم أن العاصمة الجنوبية عدن ليست مؤهلة اقتصاديًّا لاستقبال ذلك الكم الهائل من النازحين، إلا أن النزوح كان وما زال مستمرًا يوميًّا إليها، مما أثقل كاهل المدينة وسكانها وضاعف من معاناتهم.

واستغربوا من أن تبقى أرض الجنوب أرضًا سائبة، فمن يريد أن يساعد النازحين فإن أرض الله واسعة ويمكنها أن تستوعبهم فيضعونهم هناك إلى حين أن تحل أزمتهم - حد وصفهم.

ودعوا كافة الجنوبيين للخروج بمسيرات للضغط لترحيل عشرات الآلاف من النازحين غير الشرعيين القادمين بشكل يومي.







شارك برأيك