"من أمِنَ العقوبة أساء الأدب" جعلته عنوان المنشور هذا؛ لأنه ينطبق على الحوثي الذي أعطي هدنة،  فقام بتأمين نفسه عسكريا واقتصاديا وسياسيا. من السخرية والمهانة تكرار استجداء ومراضاة الحوثي للهدنة والحوار من قبل الأطراف الدولية الراعية للسلام, فهل من المعقول أنه لم يتبقَ مع الشرعية أوراق ضغط لتغيير الواقع على الأرض, من خلال القوة لإجبار السلالة الحوثية للرضوخ للهدنة, بعد تقديم كل هذه التنازلات المجانية وتلبية شروطهم؟!

الهدنة هي هدية ثمينة للحوثي  أغلى من الذهب من بعد أن بات مرهقاً، خصوصاً بعد خسائره البشرية في مأرب وشبوة، ولهذا يحتاج إلى مخرج سياسي من مأزق الحرب والعزلة الدولية التي تضيق به يوماً بعد آخر، فكانت الهدنة جعلته يلملم صفوفه من الضربات التي تلقاها  فتبعثرت صفوفه ودخل فيهم الخوف من السماء والأرض، فكانت هذه الهدنة التي نسميها لعنة أصابت اليمنين بكل معانيها وانعكاسها على معاناة الشعب.

الهدنة أعطت الحوثي فسحة يقوم فيها بمهاجمة القوات الجنوبية في ضالع الصمود ويافع وكرش، رغم أن هناك بعض المواقع الجنوبية منذ سنين لم يحصل فيها من طرف الحوثي أي هجوم، مثل جبهة كرش وحد يافع، فهل هو غلط في الحساب أم  لمعرفة مدى القوات الجنوبية وجاهزيتها القتالية  مع أنه لم يهاجم أي جبهة شمالية؟! وهذا الأمر يجعل الشخص يدخل في حسابات سياسية، ماذا يدور تحت الطاولة مع بعض القادة المنتمين لحزب الإصلاح؟ الهدنة جعلت الحوثي يستعرض بقواته  بكل أريحية ويستعرض بصواريخه التي أدخلها بعد اتفاق استكهولم الميت سريريا، بل أدخل في هذه الهدنة من يشاء من المستشارين وخبراء في تركيب وصناعة السلاح وجنود من حزب الله استعدادًا لما بعد الهدنة.. هذا هو صنيع الحوثي في الهدنة، فماذا فعلت قياداتنا في الهدنة؟ قيادتنا لم تفعل شيئا سوى التنديد والشجب في كل هجوم حوثي، هو كلام دعاة سلام وأجزم أن بعض القيادة يعرف أن الحوثي لن يجنح للسلام، لأنه ليس حزبا سياسيا يتم التفاوض معه ليصل الطرفان إلى طريق مسدود.

لقد طالت يد الحوثي ليضرب المنشأة النفطية في شبوة، وفي حضرموت منشآت المسيلة، وهو أمر لا يسكت عنه، ولا بد من  قطع يده ليعود صاغرًا، وإلا سوف يستفحل الأمر مرة أخرى ويقوم بضرب الثانية والثالثة ما لم تتحرك كل الجبهات الجنوبية حتى يعرف الحوثي ومن خلفه أن موارد الجنوب خط أحمر لا يمكن تجوزها بأي طريقة كانت، ونأسف جدا من فعل التحالف العربي الذي قام بالتفاوض مع الحوثي بينما في الأصل هو جماعة إرهابية عند قوات التحالف، واليوم يتم الحوار معه! إذا تم طعن التحالف من قوات تخضع لعلي محسن الأحمر جعلت السعودية تتحاور مع هذه الجماعة الارهابية  فهناك قوات سوف تقطع يدي الحوثي وتجعله صاغرًا ذليلًا، لكن التحالف في عينيه غشاوة لا ينظر إلا لمن يحمل الود للحوثي وحسب نظرة أهل الهضبة، لا يقاتل بعضهم البعض وهذه نظرة جعلت الملكية تعود بعد ثورة 26سبمتبر التي تم قتل قادتها من المناطق الوسطى وسيطر أهل الهضبة على الحكم بما فيهم الملكيون الذين اليوم هم مؤيدون للحوثي.