هذه الحرب بينت معادن الرجال والنساء وبينت الذهب الصافي من المغشوش هكذا هي الحروب تميز الاشخاص كانوا رجال او نساء ونحن بدورنا سنكتب وسنسلط الضوء على كل جندي مجهول عمل بصمت وإخلاص وعرض حياته للخطر لإنقاذ الآخرين .

اليوم سنكتب عن شخصية امرأة لم تهاب الموت وصلت للعمل في خطوت التماس لإنقاذ الجرحى حين لم يكن هناك إلا القلة القليلة من الأطباء والعاملين الصحيين في جبهات القتال .

نتحدث اليوم عن الدكتورة إشراق ربيع السباعي التي وهبت نفسها لله واخذت على نفسها عهد ان ترابط مع المرابطين في سبيل تحرير الارض والعرض ووصلت حتى خطوط التماس في جبهات الساحل الغربي معرضه حياتها للخطر غير مكترثة بعواقب عملها وكان همها الأول والأخير هو إنقاذ الجرحى مع ان القواعد العسكرية تجعل الفريق الطبي في المؤخرة لعلاج الجرحى ولكن بنت ربيع السباعي كانت قد تشربت الشجاعة منذ نعومة أظافرها .

حين نستعرض هذه المواقف للدكتورة إشراق السباعي فاننا لا نريد جزاء ولا شكورا من أحد ولا نريد مدحها لأنهاء في غنى عن كلام المديح فهي من الشخصيات التي يشار اليها بالبنان وترى السباعي بأن القسم الذي اقسمت عليه يوم استلام شهادتها لم يكن قسم عادي بل كان قسم مقدس يستوجب عليها ان تكون موجودة في وقت الحاجة والضرورة  وفي حالات الطوارئ في الحرب أو السلم لتؤدي واجبها بإخلاص .

ينبغي الإشارة والتذكير بأن الدكتورة إشراق السباعي كانت لديها عيادة خاصة تعمل بها وحين دقت ساعة العمل ووجدت بأن الواجب الوطني والإنساني يستوجب ان تكون حيثما يتواجد المقاتلون من الجنود لتقدم لهم الرعاية الصحية والإنقاذ متى تطال الأمر لهذا قررت ترك عيادتها واعتذرت لمرضاها بورقة كبيرة وضعتها على بوابة العيادة تقول فيها (عفوا .. اعتذر لكل مريض فان واجبي يحتم عليّ ان اكون في الجبهة في صف الوطن) .فما أعمقها من كلمات لها تأثير في النفس وتحمل الكثير من المعاني والدلات .

ان من مثل هؤلاء النساء وهن قلة قليلة تجدهم في مجتمعنا ينبغي أن يشار اليهن بالبنان وتقديرهن وإعادة لهن الجميل ورد الاعتبار وما أحوجنا اليوم خصوصا ونح في غمرة احتفالات شعبنا بالذكرى الـ"59" لثورة "14" أكتوبر المجيدة أن نبادر بتكريم مثل هؤلاء الشخصيات النسوية بوسام الشجاعة كأقل واجب نقدمه لهن نظير مواقفهن الشجاعة التي سيكتبها التاريخ بأحرف من ذهب .