آخر تحديث :الخميس 25 ابريل 2024 - الساعة:05:14:04
التظاهرات في إيران فرصة لوقف مفاوضات فيينا
(الامناء نت / متابعات)

أكد الناشر المؤسس لموقع "واشنطن فري بيكون" والباحث في معهد المشروع الأمريكي ماثيو كونتينيتي، أن الوقت أصبح مناسباً ليتخلى الرئيس الأمريكي جو بايدن عن استراتيجيته الإيرانية. فقد أدت أحداث غير متوقعة إلى أزمة شرعية داخل النظام الإيراني.

عزل ومعاقبة النظام الإيراني على سلوكه العدواني في الخارج وقمعه في الداخل سيعززان المصالح الأمريكية في الشرق الأوسط الكبير.

للمرة الثالثة في ثلاثة عشر عاماً تندلع تظاهرات شاملة ضد الثيوقراطيين الذين يحكمون إيران.

والاضطراب هو فرصة لبايدن ليؤكد للمتظاهرين أن أمريكا إلى جانب الحرية، "الرئيس بايدن، الميكروفون لكم"، كتب كونتينيتي.

قال بايدن في الأسبوع الماضي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة: "اليوم نقف مع المواطنين الشجعان والنساء الشجاعات في إيران والذين يتظاهرون اليوم لتأمين حقوقهم الأساسية". كلمات الدعم مرحب بها. لكن ثمة حاجة إلى المزيد قولاً وفعلاً.

هذا ما فعلته إيران
أطفأت إيران الكاميرات التي تراقب منشآتها النووية المعلنة، وأجهزتها للطرد المركزي لا تتوقف عن الدوران. خطط عملاؤها لاغتيال وزير الخارجية الأمريكي السابق والمستشار الأسبق للأمن القومي الأمريكي، على أراضي الولايات المتحدة.

وفي الشهر الماضي، ألهمت فتوى المرشد الأعلى السابق الخميني شاباً من نيوجيرسي في الـ 24، ليطعن الروائي سلمان رشدي عشر مرات في مناسبة علنية بنيويورك.

وفي الشهر الماضي أيضاً، أرسلت إيران أول شحنة طائرات بلا طيار إلى القوات الروسية التي تستخدمها في اجتياح أوكرانيا.

اشمئزاز... 
بدأت التظاهرات بعد وفاة مهسا أميني في مركز اعتقال رسمي. أوقفت "شرطة الأخلاق" أميني بسبب جريمة وضع "حجاب بشكل غير ملائم".

دفع الاشمئزاز الشامل من التفسيرات والأعذار الرسمية لوفاة أميني الوحشية مئات الإيرانيات إلى إحراق حجابهن.

يسير الإيرانيون من جميع المشارب في الشوارع متحدين السلطات. تعاني الحكومة لإغلاق وسائل التواصل الاجتماعي والاتصالات الإلكترونية، فالأزمة حقيقية، ولها القوة لتهديد النظام نفسه، وتأتي في منعطف حاسم من التاريخ الحزين والدموي للثورة الإسلاموية، إذ تواجه الدولة أزمتي قيادة وتحول ديموغرافي مع وصول المفاوضات على إحياء الاتفاق النووي إلى طريق مسدود.

تصرفات دولة مجنونة
أضاف كونتينيتي أن هذه ليست تصرفات دولة ستتخلى عن طموحاتها النووية وتنضم إلى المجتمع الدولي، هذه تصرفات دولة مجنونة صادراتها الأساسية ليست الطاقة، بل الإرهاب، والعنف، والموت.

وورم الحكومة الإيرانية الخبيث ينتشر بالتأكيد خارج حدود الدولة. لكن ضحاياه الأساسيين هم الشعب الإيراني.

الإيرانيون أول من يعاني من الكلفة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والمادية لفواتير النظام. تزيد التحديات المتداخلة في إيران هشاشة النظام. لذلك فإن أفضل مسار تحرك للولايات المتحدة هو إنهاء المفاوضات مع إيران، وإعادة فرض العقوبات من خلال آلية الزناد وإعادة تهديد عسكري ذي مصداقية ومطالبة الحكومة الإيرانية باحترام حقوق الشعب الإيراني وكرامته.

ارتباك في النظام
لفت كونتينيتي النظر إلى أن علي خامنئي يبلغ 83 عاماً، وهو ليس في صحة جيدة، صحيح أنه ظهر علناً في بعض المناسبات في الأيام الأخيرة. لكن صوره القليلة لا توحي بالقوة تحديداً. كما يحصل في كل نظام تسلطي، لا شك أن أتباعه ومتملقيه يتسابقون إلى المنصب استباقاً لوفاته. إذا كان الأمر كذلك، فلا بد أن تكون هناك بيئة من الارتباك والشك على أعلى مستويات النظام.

لا شك أن صرخات الشباب الإيراني من أجل الحرية الفردية قد فاقمت الفوضى. هناك 88 مليون إيراني، ونصفهم دون الثانية والثلاثين، تحكمهم طبقة من المتصلبين الطاعنين في السن الذين يحولون الموارد إلى جيشهم الخاص، الحرس الثوري الإرهابي.

لقد مثلت أميني جيلاً من الإيرانيين أراد أكثر من الخيارات المحدودة والوحشية والدين المفروض من الدولة وهي أمور عرضت عليهم طوال 43 عاماً. لهذا السبب، أصبحت أميني رمزاً لأولئك المعارضين والمستائين من تشدد الملالي.

صنع الفارق
إن دفعاً أمريكياً سيصنع كل الفارق، فلا وقت أفضل لتغيير الاستراتيجية الأمريكية. لن يصل الاتفاق النووي إلى أي مكان.

إن القبول بأكثر مطالب إيران راديكالية على طاولة التفاوض سيجعل أمريكا تبدو ضعيفة وحمقاء وقاسية "الاستسلام لخامنئي وهو يقتل مواطنيه ويزود روسيا بالأسلحة لتستخدمها ضد الأوكرانيين؟ المعدة تضطرب من الفكرة". إذا كانت الفوضى الحالية اختباراً، فقد أجاب بايدن على السؤال الأول بشكل صحيح. لا يزال عليه إكمال الامتحان.

يقول مسؤولون أمريكيون إنهم تقدموا بآخر عرض لإيران. حسناً، رفضه آية الله. الآن على أمريكا رفض خامنئي أيضاً. إن عزل ومعاقبة النظام الإيراني على سلوكه العدواني في الخارج وقمعه في الداخل، سيعززان المصالح الأمريكية في الشرق الأوسط الكبير.







شارك برأيك