آخر تحديث :الخميس 25 ابريل 2024 - الساعة:05:14:04
(شعب العرمي) بيافع.. شعب المبادرات الخلاّقة
(الامناء نت / علي صالح الخلاقي)

شعب العرمي في يافع.. يحق لنا أن نطلق عليه بامتياز..شعب الخير والعمل المجتمعي المثمر..شعب المبادرات الخلاقة المنقطعة النظير..

ولمن لا يعرف (شعب العرمي) فهو منطقة تتبع قبلياً مكتب يهر، وإدارياً مدرية رُصد-يافع، محافظة أبين، وتضم عدداً من القرى المتناثرة في بطون الجبال وسفوحها وأوديتها الخضراء.. 

لا نبالغ إن قلنا: إن مبادرات أهالي شعب العرمي وأعمالهم التي يقومون بها تدل على أنهم يمتلكون عزم شعب بكامله، له حكومته الفريدة ممثلة بأصحاب المقام..من أهل الخير الكرام، وفي المقدمة منهم المغتربين ممن يتعاونون ويتسابقون إلى فعل الخير بكل سخاء وكرم لصالح مشاريع منطقتهم، فحلوا بتعاونهم محل حكوماتنا المتعاقبة التي لا وجود لأي بصمة تدل عليها في منطقتهم.. 

ومن دون شك فالمبادرات المجتمعية ليس حكرا عليهم، فيافع تزخر بمثل هذه المبادرات التي تشمل حالياً عموم مناطقها وتشكل ظاهرة عامة، وخاصة في ثورة الطرقات من شق وتعبيد، لكنهم هنا في شعب العرمي متميزون، ومقدامون، ومستمرون بالعطاء وتتنوع مبادراتهم المثمرة التي لا ينقطع مددها لتشمل مجالات متعددة ذات الصلة بمصالحهم ومصالح أبنائهم..

ومن سجل عطائهم المثمر والزاخر بالنجاحات نذكر بكل فخر وإجلال تعاونهم في قهر الطبيعة الجبلية بتضاريسها الصعبة وتليينها لإرادتهم الفولاذية، حيث نحتوا الطريق في صميم الصخور، وسهلوا لعبور الآمن للسيارات إلى مناطقهم بين سلاسل الجبال، سواء من جهة جبل لمطور إلى الراحة، التي لم ترتاح ويرتاح أهلها إلا بعد أن وصلتها السيارات، أما قبل ذلك فقد كانت (راحة في ضاحة) واسم بلا مسمى، أو الطريق الأخرى من جهة معربان.

أما الاهتمام الأكبر فيكرس على الدوام للعلمية التعليمة وقاعدتها الأساسية والرئيسية في ، الأمر الذي أدى إلى زيادة أعداد الطلاب والطالبات عاما بعد عام، حتى أصبحت المدرسة القديمة لوحدها لا تفي باستيعاب أعدادهم، ولأن انتظار دعم الدولة سيطول دون أمل يلوح بالأفق لتوسعتها أوبناء مدرسة جديدة ، فقد بادر المغتربون والأهالي إلى بناء مدرسة متكاملة بتكلفة 800 ألف ريال سعودي، وتتكون من 13 فصلا دراسياً، فضلا عن اعتمادهم رواتب للمعلمين المتعاقدين بسبب النقص في أعداد المدرسين والمدرسات، في مدرستي (هرمان) و(الوسطى) وكذا الدعم الإضافي للمعلمين الرسميين كتحفيز لهم لمزيد من العطاء والبذل في رسالتهم التربوية، ومساعدتهم في مواجهة ظروف المعيشة الصعبة التي تمر بها البلاد بسبب الغلاء وانهيار قيمة العملة المحلية.. وفي هذا المنحى لم ينقطع دعمهم للتعليم وتشجيع الطلاب والطالبات والمعلمين، والاحتفاء بالمبرزين منهم، كتقليد سنوي، بما يحفز أبناء المنطقة للتفوق ومواصلة التعليم، ويشمل التكريم المبرزين في الداخل والخارج، وأتذكر أنني حضرت عام 2014م حفلاً تكريماً بهيجاً في جدة للمبرزين من الدارسين من أبناء شعب العرمي وجبل السعدي في المملكة العربية السعودية، ومثل هذا التكريم يستمر سنوياً في الداخل والخارج، مع تبني دعم المتفوقين لمواصلة تعليمهم الجامعي، وكما علمت تخرج حتى الآن أربعة منهم، وهذه بداية الغيث المدرار.

كما شمل دعمهم التعليم في محافظتي لحج وأبين،وكان نصيب كليتنا- كلية التربية يافع- أن حظيت برعاية ملتقى أبناء شعب العرمي لتنظيم ندوة علمية لقسم اللغة الإنجليزية عام 2019م، بعنوان(nglish language as a means of a communication and a course of study) وكانت من أنجح الندوات بمشاركة أساتذة اللغة الانجليزية من كليات لودر، ابين ، عدن، صبر،الضالع.

وفي الجانب الصحي، يشمخ بجانب مدرسة هرمان مبنى حديث هو المركز الصحي المتكامل المؤلف من ثلاثة طوابق، قام الأهالي والمغتربون بتشييده على نفقتهم، وبكلفة قدرها مليون ونصف مليون ريال سعودي، ويقدم خدماته العلاجية والطبية لأبناء المنطقة..

ولا يفوتنا الإشارة بكل فخر إلى مبادرات أبناء شعب العرمي في جوانب متعددة خارج منطقتهم، سواء على مستوى يافع أو خارجها، حيث دعموا أسر الشهداء ووفروا كراسي كهربائية للجرحى وكسوة العيد لأبناء شهداء الجنوب، كما وصل دعمهم في الجانب الصحي والتوعي إلى مستشفيات عدن ولحج وأبين أيام الإسهالات وجائحة كورونا من خلال التكفل بالعلاج أوالتوعية، فضلاً عن دعم النشاط التوعوي على مستوى يافع الجبل والساحل بخطر المخدرات. 

وهذا غيض من فيض العطاء والبذل المتواصلين لشعب العرمي..ولعلكم توافوني على أن همة أبناء (شعب العرمي) لا نظير لها، وتماثل همة أمة، ولذلك تستحق التقدير والاحترام..

وهذه مجرد تحية إعجاب وتقدير لصانعي هذه النجاحات من أهل الكَرَم والخير والجود، وأخص بالذكر الدينمو المحرك لكل هذه المبادرات والنجاحات رجل الأعمال الفاضل أمين حيدرة مع المغتربين ورجال الخير، فلهم منا جزيل الشكر والاحترام، وجعلهم الله أسوةً حسنةً يُقتدى بها في فعل الخير.

وصدق الشاعر القائل:

 

على قَدْر أهل العزم تأتي العزائم 

وتأتي على قَدْر الكرام المَكارم







شارك برأيك