قناعتي الشخصية، في حال تم الإتفاق على إجراء إستفتاء لانفصال جنوب اليمن عن شماله، سأكون أول من يؤيد هذا الأنفصال.

قد يقول قائل لماذا هذا التأييد؟
والإجابة بكل وضوح، أن هناك اسباب كثير ومتعددة، تتعلق بعضها بفشل إدارة الدولة خلال سنوات الوحدة، ووصلت الأوضاع حد التعقيد، لايمكن في كل الأحوال والأساليب الحالية المتاحة معالجتها.

بالانفصال قد يذهب الجميع نحو التقليل من حجم الكوارث، وإيقاف عجلة الموت التي تزهق ألارواح، وانهاء الحرب المدمرة التي قضت على الأخضر واليابس في كل مناطق البلاد.

لاداعي في تصوري لأن تماطل ونؤخر في حسم القضية الأساسية، التي يمكن أن تكون المخرج والحل لليمن شماله وجنوبه، فالانفصال هو نتيجة حتمية تأخرت بسبب فعل جشع وطمع ساسة وإعلام يخدم مصالح أحزاب وجماعات وقوى اعتادت على النهب والتدمير من أجل تكوين ثروة هائلة على حساب شعب طحنته الحرب.

الوحدة.. اصبحت مجرد مادة للاستهلاك الإعلامي والابتزاز العاطفي بأسم الوطن، وبالمقابل أيضآ الانفصال مادة بنفس الشعارات
الرنانة وتتلاشى كلما وجدت القوى المتبنية لهذه الشعارات مصالح مادية معينة، وسرعان ماتعود إلى السطح بوتيرة أسرع.

بعض القوى التي خاضت صراعات قديمة بإدوات وشعارات جديدة، هي نفسها تخوض صراعات بنفس العقليات، وهي غير مدركة لعجلة التغيير والاحداث المتسارعة في المشهد السياسي اليمني، والمؤسف أنها غير قادرة على أستيعاب بعضها من أجل تحقيق أهدافها.

بأسم الوحدة تسفك الدماء تحت مبرر استعادة دولة الجنوب، وبنفس الشعارات تعيش عدن والمحافظات الجنوبية حالة فقر مدق في أوساط المجتمع، مع أنها لا تعيش أي حصار كما هو حاصل في بقية محافظات الشمال، وهذه تعود لأسباب وجود صراعات بين رموز الفساد السابقة والحالية.

في رأيي الشخصي يجب أن تتوقف شماعة الابتزاز، من خلال تحويل الجنوب إلى ملح أو يصبح مثل سنغافورة، فذلك شأن يخص الجنوبيين وحدهم .

بالمقابل ينبغي على ابناء الشمال إيجاد صيغة مصالحة وطنية بين كل الأطراف السياسية المتصارعة، تنهي حاله الاقتتال والتشرد، وأعتقد هذا سيكون افضل من الاصطفاف مع اطراف جنوبية ضد اطراف جنوبية.