آخر تحديث :السبت 20 ابريل 2024 - الساعة:15:12:32
ألوية العمالقة.. القوة الضاربة التي كسرت شوكة الحوثي والإخوان في شبوة
(الامناء/خاص:)

تمكنت ألوية العمالقة الجنوبية خلال الأيام الماضية من إخماد التمرد الإخواني في مدينة عتق - مركز محافظة شبوة - الذي قادته قوات الأمن الخاصة وبعض الوحدات العسكرية في المحافظة التابعة لإخوان اليمن (حزب الإصلاح)، والتي أعلنت تمردها على قرارات محافظ محافظة شبوة الشيخ عوض ابن الوزير العولقي وقرارات مجلس القيادة الرئاسي.
وأحكمت قوات ألوية العمالقة الجنوبية سيطرتها على مدينة عتق وفرضت سيطرتها الكاملة على كافة مناطق المدينة بعد تمكنها من اقتحام معسكرات ومواقع القوات التابعة لحزب الإصلاح (إخوان اليمن) التي فرت تجر أذيال الهزيمة إلى خارج مدينة عتق مخلفة كميات من الأسلحة الثقيلة والذخائر التي تكشف جليا أن هناك استعداد مبكر لتلك القوات المتمردة لخوض هذه المواجهات.
وجاء إخماد قوات العمالقة الجنوبية لذلك التمرد الإخواني بعد استنفاد كل المساعي الممكنة لإقناع تلك القوات المتمردة بالتراجع والعدول عن خيار العنف والمواجهة المسلحة، والقبول بقرارات مجلس القيادة الرئاسي ومحافظ شبوة، تجنبا لإراقة الدماء.
وبحسب مراقبين، فقد عمل حزب الإصلاح بعد سيطرته على محافظة شبوة في 2019 على تعزيز نفوذه في المحافظة وتكرار نموذج محافظة مأرب، من خلال تعيين الموالين للحزب في قيادة المؤسسات الأمنية والمدنية والعسكرية في المحافظة، قبل أن يقوم الرئيس السابق عبدربه منصور هادي في أواخر ديسمبر الماضي بإقالة محافظ شبوة السابق محمد صالح بن عديو المنتمي لحزب الإصلاح على خلفية سقوط ثلاث مديريات في المحافظة (بيحان وعسيلان وعين) بأيدي الميليشيات الحوثية دون مقاومة تذكر، قبل أن تستعيدها قوات العمالقة الجنوبية في وقت لاحق، وتم تعيين الشيخ عوض بن الوزير العولقي المحسوب على حزب المؤتمر الشعبي العام خلفا لـ "بن عديو" الذي شهدت محافظة شبوة في عهده تدهورا في الأوضاع المعيشية لدى أبناء المحافظة.  
وظلت الأجهزة الأمنية في شبوة تدار من قبل حزب الإصلاح عن طريق المحافظ السابق بن عديو حتى بعد تعيين محافظ جديد، حيث عملت تلك الأجهزة الأمنية على تجاهل تعليمات المحافظ ابن الوزير والتمرد عليها، لتتدخل بعض الكتائب من ألوية العمالقة هناك من إخماد ذلك التمرد وطرد القوات المتمردة إلى خارج المحافظة، قبل أن تتمكن من تنفيذ الانقلاب العسكري الذي كانت تعد العدة له، بحسب معلومات مؤكدة.

 العمالقة تُفشِل وصول تعزيزات الإخوان إلى شبوة 

إلى ذلك تمكنت قوات من ألوية العمالقة الجنوبية خلال اليومين الماضيين من رصد تعزيزات عسكرية في منطقة الشبيكة شمال مدينة عتق بمحافظة شبوة قادمة من محافظة مأرب لتعزيز مليشيا الإخوان المتمردة، فأحكمت السيطرة عليها تماما.
وبحسب مصادر، فقد رفض عناصر الإخوان القادمين من محافظة مأرب تسليم أنفسهم مع السلاح، ما أدى إلى استهدافهم والقضاء على عدد منهم وجرح آخرين ووقوع الكثير منهم في الأسر بمنطقة الشبيكة، شمال عتق، من قبل قوات تابعة لألوية العمالقة.
كما تمكنت قوات ألوية العمالقة خلال اليومين الماضين من التصدي أيضا لتعزيزات عسكرية قادمة من محافظة مأرب عبر طريق الرويك الصحراوي إلى محافظة شبوة مُقدرة بـ15 آلية عسكرية معززة بترسانة مسلحة وأعيرة لقذائف الهاون والمدفعية الثقيلة، بحسب مصادر ميدانية.

 كيف دخلت ألوية العمالقة إلى شبوة؟ 

في سبتمبر من العام الماضي سيطرت مليشيات الحوثي على مديريات شبوة الثلاث (عسيلان، بيحان، عين) في سبتمبر من العام الماضي، بتواطؤ من سلطات الإخوان في المحافظة ممثلة بالمحافظ المقال محمد صالح بن عديو، ، مرتكبةً آلاف الجرائم بحق المدنيين والمعارضين، وصفتها تقارير منظمات محلية ودولية بـ"جرائم حرب".
وفي أواخر ديسمبر 2021 تحركت قوات تابعة لألوية العمالقة من جبهة الساحل الغربي إلى الساحل الشرقي في محافظة شبوة بقيادة الشيخ أبو زرعة المحرمي القائد العام للألوية، وتمكنت في غضون عشرة أيام فقط من تحرير كامل تراب محافظة شبوة من رجس مليشيات الحوثي في يناير من العام الجاري 2022م في معارك مفصلية تاريخية. 

 العمالقة تطهر شبوة من الحوثيين والإخوان 

وجاءت انتصارات قوات ألوية العمالقة الجنوبية في شبوة على مليشيات الحوثي الإجرامية ثم على مليشيات الإخوان المتمردة مؤخراً بفضل الله تعالى ثم بفضل الحنكة والخبرة القتالية التي يتميز بها قائد الألوية العام الشيخ أبو زرعة المحرمي وبقية زملائه من قادة ومقاتلي ألوية العمالقة تلك القوات التي تغير المشهد العسكري تماما في كل معركة تشارك فيها.
واعتُبِر تحرير محافظة شبوة من الحوثيين والإخوان نقطة تحول كبيرة وفارقة في معركة تحرير محافظات الجنوب، وسجل ذلك الانتصار بطولة أضيفت لانتصارات قوات العمالقة الجنوبية التي تتشكل من 17 لواء، ويصل قوامها إلى نحو 50 ألف مقاتل، وتنتشر في جبهات الساحل الغربي ومؤخرا في محافظة شبوة، والتي مثلت خط الدفاع الأول في تأمين المديريات الساحلية لمحافظات تعز ولحج والحديدة على البحر الأحمر، وشاركت في تأمين 250 كم من الشريط الساحلي الغربي لمنع تدفق الأسلحة الإيرانية إلى الحوثي.
وتشكل محافظة شبوة أهمية جيوعسكرية كبيرة لموقعها الجغرافي الذي يتوسط المحافظات الشمالية والجنوبية من البلاد، ولها أهمية استراتيجية حيث تمثل منفذ جنوب اليمن وشماله نحو شرق البلاد (حضرموت والمهرة،) وتتاخم محافظات أبين من الجنوب والغرب، ومحافظة البيضاء من الغرب، ومأرب من الشمال الغربي، هذا بالإضافة إلى أنها محافظة غنية بالثروات النفطية.

 كيف تشكلت ألوية العمالقة؟ 

تشكلت ألوية العمالقة الجنوبية في عام 2017 بعد النجاحات التي حققتها كتائب المقاومة الجنوبية في تحرير باب المندب والمخا التي تتبع إدارياً محافظة تعز بمبادرة من القائد العام لقوات العمالقة أبو زرعة المحرمي، ودعم وإسناد التحالف العربي وخصوصا دولة الإمارات العربية المتحدة، لتصبح قوة ضاربة مقدمتها في شبوة ونهايتها في الساحل الغربي.
وكانت ألوية العمالقة قبل تشكيلها عبارة عن 3 كتائب عسكرية قوامها نحو 15 ألف جندي من المقاومة الجنوبية ومقاتلي "دماج وكتاف"، والتي استطاعت اقتحام مديرية المخا وباب المندب في الساحل الغربي، وأظهرت دوراً بطولياً كبيراً في زمن قياسي، وأسهمت في تأمين الملاحة الدولية، ثم تطورت إلى قوة كبيرة ضاربة قوامها 17 لواء في كل لواء نحو 3500 مقاتل، ويطلق على اللواء "محور العمالقة" ويقسم إلى محورين رئيسيين (أ.ب)، وكل محور له قائد وأكثر من 1500 فرد يخضعون لقائد اللواء، وجميعهم يخضعون لأوامر القائد العام للألوية الشيخ أبو زرعة المحرمي، الذي تم اختياره كعضو في مجلس القيادة الرئاسي.
وألوية العمالقة هي كتائب جنوبية إضافة إلى مجموعة من مقاتلي دماج وكتاف ممن شاركوا في قتال الحوثي في صعدة ويتمتعون بخبرات قتالية كبيرة. وأجبرتهم الأحداث بعد صمود أكثر من شهرين ومقتل 600 من الأطفال والنساء من أبنائهم على أيدي المليشيا الحوثية وجرح المئات في نوفمبر 2013، أجبرتهم على مغادرة مساكنهم ومدارسهم إلى صنعاء ومنها إلى عدن.
وتتميز الألوية بالعقيدة القتالية القوية وضرورة القضاء على الحوثي الذي يشكل تهديدا لليمن وللملاحقة الدولية، ويهدد مصالح أبناء الجنوب وقضيتهم العادلة ونهب ثرواتهم.







شارك برأيك