آخر تحديث :الجمعة 29 مارس 2024 - الساعة:05:51:21
تعد عروس البحر العربي..
​​​​​​​ شقرة ومعاناتها مع تردي الخدمات.. نموذج للخذلان والتهميش الحكومي "تقرير مصور"
("الأمناء" تقرير/ عبدالله الظبي- عبدالعزيز باداس:)

"الأمناء" تزور مدينة شقرة وتلتقي الأهالي والصيادين والشخصيات الاجتماعية

يعتبر مستشفى شقرة أحد المرافق الصحية التي طالها الإهمال منذ (15) سنة

 

تعد مدينة شقرة الساحلية عروس البحر العربي الساحرة بجمال بحرها ونسيم جوها وأخلاق ناسها من أهم مناطق محافظة أبين وتتبع من الناحية الإدارية مديرية خنفر، حيث تبعد بحوالي (50) كيلو مترًا إلى الشرق عن عاصمة المحافظة زنجبار وتتميز بموقعها الجغرافي المطل على شاطئ البحر العربي.

وتعتبر من أهم مناطق المحافظة لإنتاج أجود أنواع الأسماك وأغزرها إنتاجاً وتزود الأسواق المحلية والخارجية المجاورة، واليوم تعاني هذه المدينة الجميلة، منبع رقصة الدحيف، من تردي الخدمات فيها وعدم وجود مياه صالحة للشرب، وكذلك تفشي مياه المجاري وتردي في الطرقات، خاصة الخط الدولي الذي يمر وسط سوق المدينة، كذلك عدم تشغيل المستشفى شقرة الريفي في ظل غياب الدعم من الجهات الحكومية، الأمر الذي يفاقم معاناة سكان مدينة شقرة.

"الأمناء" زارت مدينة شقرة الساحلية والتقت عددًا من الأهالي والصيادين والشخصيات الاجتماعية في المدينة والذين تحدثوا عن معاناتهم في تردي الخدمات وتهميش الحكومة، وعدم قيام الجهات المعنية في الحكومة والسلطة المحلية بتقدم الدعم حتى تتحسن الأوضاع فيها.

وتداعى مدير منطقة شقرة الأستاذ حسين الهاظل في مناشدة شديدة لكافة قيادة المجلس الرئاسي وكذلك الحكومة التي وصفها بالغائبة عن هموم ومعاناة الأهالي بالمدينة بمختلف الجوانب والمجالات الخدمية والمجتمعية.

وشدد الهاظل بمناشدته قائلاً: "شقرة قدمت الكثير، ألم يحن الوقت لتلبية أبسط مطالب مقومات الحياة، كما ندعو الأخوة في المجلس الرئاسي بالمبادرة، وأن يكون منصفًا لمدينة شقرة لما تعرضت له من مآسٍ منذ 2011، داعياً كذلك الحكومة والسلطات بالمحافظة للعمل بموجب دراسات لدينا تستحق المباشرة والنهوض بها لرفد المدينة والوطن".

 

القطاع السمكي من أهم القطاع

بدوره، يقول أشرف بدر أحمد في حديثه "الامناء": "يعد القطاع السمكي من أهم القطاعات بشقرة يشتغل فيه أعداد كبيرة من السكان من أبناء المحافظة، بالإضافة إلى نشاط الجمعيات السمكية فيها، وشهد هذا القطاع تراجعاً في عمله خلال العشر السنوات الماضية وزادت مشكلاته خلال ظروف الحرب منذ 2011م وما بعدها ما انعكس سلباً على أوضاع المشتغلين في هذا القطاع بشكل كبير".

وأضاف: "يوجد بشقرة عدد من الجمعيات السمكية وعلى رأسهم جمعية شقرة التي تساهم مساهمة كبيرة إلى جانب (4) جمعيات تعاونية تعمل في المدنية على دعم وتسهيل عمل الصيادين، ولكن دون إيجاد الحلول لواقع وعمل قطاع الثروة السمكية وضمان التسويق من قبل الجهات المعنية في وزارة الثروة السمكية، حيث يأمل الصيادون من المسؤولين بالمحافظة ووزارة الثروة السمكية تقديم الدعم السريع للعمل السمكي بمنطقة شقرة باعتبارها المتضرر الأول من تردي الأوضاع التي يعيشها هذا القطاع".

 

إهمال مستشفى شقرة منذ خمس عشرة سنة

ويعاني مستشفى شقرة الريفي بمدينة شقرة ساحلية بأبين منذ تأسيسه الإهمال لأكثر من خمسة عشر عاماً.

ويقول بشير عثمان نائب مدير المستشفى: "منذ تأسيس المستشفى في عام 2007م وهو يعاني من عدم وجود كادر طبي متخصص رغم وجود المعدات الطبية فيها وكذلك عدم وجود الميزانية التشغيلية خاصة بالمستشفى منذُ إنشائه قبل 15عاما ًحيث يأتي هذا الإغلاق للمرة الثالثة بعد تدخل سابق من قبل عدد من المنظمات الدولية التي تعمل في الجانب الصحي بالمحافظة".

واضاف: "بعد مناشدات أطلقها أهالي المدينة الساحلية تدخلت بعض المنظمات الدولية من أجل إعادة افتتاحه، وتقديم الدعم في الأدوية والأجهزة الطبية والكوادر منها هيئة الهلال الأحمر الإماراتي التي دعمت بغرفة العمليات تم تشغيله في شهر 5 / 2021م إلى شهر ٢ من عام 2022م ثم أغلق حتى يومنا هذا في ظل غياب الدعم من الجهات الحكومية ممثلة في وزارة الصحة والسكان".

وأكد عثمان أن "المستشفى يقدم عند تشغيله ما بين الحين والآخر من قبل المنظمات الدولية الخدمات الطبية لأبناء المدينة، والمارين لكونه واقعًا على خط دولي طويل وتكثر فيه حوادث الطرق إلى جانب زيادة كبيرة للسكان بسبب هجرات الناس لشقرة لطلب الرزق في صيد الأسماك".

وأشار إلى أنه: "يوجد بالمستشفى عديد الخدمات منها الطوارئ بجميع أشكالها للنساء والتوليد والجراحة العامة والباطنة، والأطفال، والتحصين، ومعالجة سوء التغذية، وقسم أشعة مختبر، وخدمة إسعاف على مدار الساعة، ومع الأسف كل ذلك النشاط سيتوقف".

وتابع: "نناشد الجهات المعنية في السلطة المحلية بالمحافظة وزارة الصحة والمنظمات الدولية بتقديم الدعم الكافي للمستشفى حتى يعود إلى العمل في خدمة أبناء المدينة لكونها عانت الكثير خلال سنوات الأخيرة جراء الحروب التي شهدتها المدينة".

بدوره تحدث أسامة زيد دابي، ناشط مجتمعي من أبناء المدينة، عن معاناة أبناء المدنية في القطاع الصحي وذلك لعدم تشغيل المستشفى الريفي الكبير من قبل الجهات المعنية في مكتب الصحة والسكان بالمحافظة لكون المستشفى إذا اشتغل سيستفيد منها المواطنون بشكل كبير كون المدنية تعد ممرًا يربط المحافظات الشرقية والغربية وكذلك دول الخليج.

وناشد بسرعة التدخل ودعم المستشفى بالكادر الطبي والأدوية.

 

شقرة والتحديات

وتعاني شقرة من تحديات كثيرة وتردي الخدمات بشكل كبير منها عدم وجود مياه صالحة للشرب منذ سنوات، كذلك تفشي مياه المجاري وتردي في الطرقات خاصة الخط الدولي الذي يمر وسط سوق المدينة.

وتقول رحاب محمد سوبان، رئيس مؤسسة بصمة للتنمية بالمدينة في حديثها عن تردي الخدمات: "نعاني اليوم معاناة كبيرة في هذه المدينة من عدم وجود مياه الشرب، حيث يضطر الأهالي إلى شراء الماء عبر البوز الخاصة رغم تكلفتها الكبيرة، ويضطر الأهالي للدفع في ظل الظروف المعيشة الصعبة وعدم توفر رواتب بالإضافة إلى عدم وجود مشروع لمياه الصرف الصحي كون المدنية أصبحت كبيرة وعدد سكانها كثير وهي بحاجة لهذا المشروع حتى يستفيد منه المواطن".

وأشارت إلى أن "هناك ترديًا كبيرًا للطرقات في المدينة، وكما تعرفون يمر الخط الدولي وسط سوق المدينة ويربط شقرة بكافة محافظات الجنوب، ودول الخليج العربي، حيث أصبحت الطرقات متهالكة وغير صالحة، حيث تسببت بكثير من الحوادث، لذا نناشد الجهات المعنية في الحكومة ووزارة الأشغال العامة والطرقات والسلطة المحلية بالمحافظة والمنظمات الدولية بسرعة إعادة تأهيل الطرقات حتى تكون بشكل أفضل".



شارك برأيك