سيبقى اسمه  وشما على الذاكرة وأيقونة ثابتة تتوراثها الأجيال وعنوانا بارزا في مشروع الوطنية الصادقة.
هذا هو اللواء الركن صالح أحمد  البكري وكيل أول محافظة لحج  .
 فاتح الجسور أمام شعب تواق للحرية  للانتقال بعزة من ضفة الاستعباد إلى ضفة التحرير .
كل من يطالع المواقف السابقة والنضالات المتعددة في مسيرة اللواء صالح البكري تتضح أمامه حقيقة مطلقة بأن الرجل لم يصنع مجدا لنفسه فحسب بل لشعب بأكمله عانى الكثير من الظلم والتهميش بل والتمييز العنصري . 
لذا أصبح اللواء صالح البكري رمزا وطنيا ومحط إجماع في داخل الوطن وخارجه فهو حقا رجل المرحلة والتاريخ المعاصر الذي وضع قواعد حياة  جديدة وأسس لمواطنة  متساوية بعيدا عن التسلط والهيمنة فأحبه البسطاء واحترمه الفرقاء فاستحق أن يكون مرجعية وحافزا للباحثين عن دولة السيادة والقانون والعدل  .

لقد وهب اللواء الركن صالح البكري حياته دفاعا عن قضية عادلة ومنح الشباب المتحمس رمزية خالدة يدافعون بها عن قضاياهم المحقة فكان لهم بمثابة كتاب  وطني مفتوح يمكن العودة إليه لقراءة ماض قريب لشعب ودولة تحققت فيها إنجازات كبرى في وقت قصير .
عاش اللواء صالح البكري حياة الكفاح الغاضبة ومراحل النضال النابضة التي كانت تصارع الظلم والاستبداد  بقوة الصمود رغبة منه في الدفاع عن حقوق المظلومين من أبناء جلدته بعد أن تحسس معاناتهم وشاركهم كل  المسيرات في ساحات الميادين منذ العام 1994 م دون أن يتعالى أو يقلل من شأنهم  بل كان قريبا منهم فكان كتلة متكاملة تجمع المواصفات العاطفية والوطنية بحماس نضالي متأجج في داخله مثل نار مشتعلة لا تسكن في ذرات الرماد وظل وفيا للاسم والمبدأ رغم ملاحقته من قبل سلطة النظام المستبيح لأرض الجنوب وكان من أبرز المطلوبين الذين صدرت أوامر صريحة باعتقالهم لكونهم فقط رفعوا شعار ( لا للوحدة بالقوة لا للاستسلام نعم لطرد المحتل سلميا أو عسكريا ) 
 
إن من يحاول اليوم تجاهل رمزية اللواء صالح البكري النضالية فإنه يتعدى على قداسة وطن بأكمله .
فاللواء صالح البكري المناضل الصلب هو نفسه القائد الإنسان الذي يحتوي أبناء الوطن بكل مطامحهم ومشاعرهم وآلامهم وحتى أخطائهم .
ودوما ما كنا وما زلنا  نجد اللواء صالح البكري حاضرا في أربطة المقاتلين المغامرين  وحاضنا للأدباء والمفكرين وأبا حنونا للأطفال القاصرين  وأخا حاميا للنساء وابنا بارا للعجزة المسنين وكان منارة اهتداء للشباب الطامحين ولا غرابة في ذلك  فهو الماضي والحاضر والمستقبل في الجنوب .
إن اللواء صالح البكري وكيل أول محافظة لحج تجسد شخصه  في الصبر ومجابهة الصعاب فقط لأنه أراد بناء وطن والنهوض بشعب اتخذ العزة له شعارا في كل هتافات النضال .
فهل من تفسير  لامتداد هذا الاسم فينا مخترقا الأزمنة والأحقاب طاويا المسافات لتحقيق الانتصارات في زمن الهزيمة والتراجع - سوى أنه الصوت المدوي المزلزل في زمن الخرس والسكوت أنه الصوت الجامع لحكمة النفس الإنسانية في اعتصارها للخبرات والتجارب والمواقف والأحوال في زمن خواء النفس وتهافت الروح وعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم وتأتي على قدر الكرام المكارم .
هو ذاك اللواء صالح البكري رجل الدولة الأول الذي ينتظره الوطن .