آخر تحديث :الخميس 22 اغسطس 2024 - الساعة:00:50:00
واقع التعليم والنهوض به (ملامح و مؤشرات)
(د. الربيعي)

مقدمــــة:

تولي الحكومات والانظمة اهتماما كبيرا بالعملية التعليمية والتربوية وتحسينها وتطويرها بصورة مستمرة، كونها المقياس الحقيقي لحضارة الأمة ورقيها، عبر إعداد جيلا مؤهلا قادرا على حل المشكلات والتفاعل مع معطيات العصر ومتغيراته في كافة مجالات العلوم الطبيعية والاجتماعية.


ويُعد موضوع الاهتمام بالتعليم وتطويره في الوقت الراهن من أهم المسائل التي تشغل الفكر التعليمي والتربوي الحديث، إذ أخذت الجهود تتجه نحو التغيير والتحديث المخطط لمضامين التعليم بغيت إحداث تنمية حقيقية هادفة، وتتسابق المجتمعات في العصر الراهن في إنتاج أحدث المناهج والوسائل التعليمية التي توجه التعليم نحو الارتقاء وتطويره ليواكب متطلبات العصر الراهن ويسهم في حل ومعالجة مشكلات الواقع وتحقيق تنمية متطورة ومزهرة.


إن تحديث التعليم تُعد إحدى الضرورات التي تنشدها المجتمعات اليوم، وتتصدر أولويات برامج السياسات التعليمية للحكومات بوصف ذلك أهم المداخل والوسائل الناجحة في عملية النهوض بالمجتمعات واللحاق في ركاب التقدم الاجتماعي والصناعي.


أن تطوير وتحسين بيئية النظام التعليمي بمكوناته المادية والبشرية، تُعد ضرورة ملحة، وخياراً استراتيجياً تمليه طبيعة الحراك التعليمي والتربوي في العصر الحاضر. فلم يتحقق تعليم قوي وفعال إلاّ من خلال وجود سياسة تعليمية واضحة المعالم تتضمن وضع الخطط الاستراتيجية للنهوض في التعليم وتوفير نظم تدريب عالية المستوى للمعلمين والاهتمام بمؤسساته الإدارية، وحسن اختيار شاغلي هذه المؤسسات وتفعيل نظام المتابعة والمراقبة والتقويم المستمر للعملية التعليمية لتجنب الأخطاء.

أولا: التعليم بين الامس واليوم

يمكن القول إن واقع التعليم في الجنوب (جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية ) سابقا، قبل عام 1990م قد حقق إنجازات ملحوظة لا يستهان بها، سواء من حيث نوعية التعليم ومخرجاته أو نسب الالتحاق فيه، فضلا عن رفع شان وقيمة التعليم والمعلم معا، حيث كانت الدولة الجنوبية السابقة تولي التعليم اهتمام كبير عبر سياسة تعليمة واضحة تركز على جودة التعليم وتحسين مخرجاته، وقد بينت التقارير الدولية دور اليمن الديمقراطية في مجال التعليم والنهوض به منذ ظهور الدولة الجنوبية السابقة بعد الاستقلال الوطني في 1967م.


يكفي هنا ان نشير إلى أنه في عام1985م أعلنت منظمة اليونسكو ان جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية تحتل المرتبة الأولى في دول شبهه الجزيرة العربية من حيث التعليم وان نسبة الأميه تساوي 2% من عدد السكان، وهذا يؤكد مستوى تطور التعليم في تلك الفترة. فقد شهد الجنوب من 1967م-1990م نهضت تعليمية كبيرة، تم تشييد المدارس والكليات والمعاهد التخصصية في كل مناطق الجنوب، وتخرج عشرات الاف من الجامعات في الداخل والخارج.
إلا أن واقع التعليم اليوم يظهر صورة مغايرة لما كان عليه في الفترة الماضية.


إذ تعرض الجنوب بعد حرب 1994م لتدمير كبير في كل المؤسسات، ولعل أخطر وأكبر ضرر وتدمير هو ما لحق بالتعليم ومؤسساته، الأمر الذي أدى إلى تدني وضعف قدرات المعلم والطالب معا، وتأهيلهم الجيد لواجبهما كمعلم من ناحية؛ ومتلقي التعليم من ناحية ثانية، حيث تراجع مستوى التعليم وتدني نوعيته، واختفت قيمة التعليم والمعلم.


ثانيا : مؤشرات ضعف التعليم

يمكن هنا أن نشير إلى أهم بعض تلك المؤشرات في ضعف التعليم في الاتي:

1ـ تدني نوعية التعليم وتراجع مستواه إلى حد كبير، هذا التدني برز بشكل واضح في ضعف مستويات الطلاب، وتراجع اهتمام المعلم بواجباته، والمتمثلة في ضعف بناء القدرات العقلية والعلمية لدى الطلاب والتلاميذ، التي تقوم بها البرامج التعليمية عبر وجود سياسة تعليمية .

2. الغاء وتقليص بعض المواد الدراسية التي تحفز الطالب على تفتح مداركة الذهنية والثقافية، مثل تقليص مواد الرياضيات والعلوم وإلغاء مواد التربية الوطنية والتربية الفنية والرياضية، وحشو المنهج الدراسي بثقافة متأثرة بالصراعات وتزوير حقائق التاريخ.

3 ـ الاستمرار في نمطية التعليم، التي لا تستجيب للتطور والتحولات الاجتماعية والاقتصادية والتكنولوجية الحاصل في الوقت الراهن، وبقا التعليم بعيدا عما يجري من تحديث في النظم التعليمية يكرر إنتاج الفكر المازؤم والاتكالية والنفعية المادية.

4. تدخل الاجندة السياسية والحزبية في برامج التعليم والتعيينات في المؤسسات التعليمية كافة، بدءا من المعلم وانتهاء بوزير التعليم، بعيدا عن المعايير والكفاءات العلمية والمهنية التي تتطلب ذلك.

5. الغاء الأنشطة المدرسية اللاصفية التي كانت تقدم فرصاً مناسبة لاكتشاف ابداعات ومواهب الطلاب وتنمية مهاراتهم المختلفة.


مباشر انجلترا واسبانيا
مشاهده مباراه انجلترا واسبانيا
انجلترا ضد اسبانيا بث مباشر
انجلترا ضد اسبانيا بث مباشر

شارك برأيك