آخر تحديث :الثلاثاء 16 يوليو 2024 - الساعة:22:34:28
تفاصيل انتصار الجيش الجنوبي بقيادة علي عنتر على الجيش اليمني ..
جار الله عمر والصراع اليمني الجنوبي.. مرتزقة صنعاء أكثر إخلاصًا من مرتزقة عدن (1)
( "الأمناء" تقرير/ بشائر أحمد:)

كشفت مذكرات القيادي في الحزب الاشتراكي الراحل جار الله عمر عن تاريخ صراع المرتزقة بين اليمن والجنوب، حيث كان كل نظام يستخدم مرتزقته في مواجهة النظام الآخر.

وتحصلت (اليوم الثامن) على نسخة من مذكرات القيادي الاشتراكي الذي اغتيل بصنعاء، خلال مشاركته في مؤتمرٍ عام لتنظيم الإخوان بحضور زعيمه عبدالله بن حسين الأحمر في عام 2000م.

وقال جار الله عمر إن "حربا اندلعت بين اليمن والجنوب، على خلفية مقتل زعيم قبلي يدعى ناجي الغادر في منطقة بيحان بشبوة"، مشيرا إلى أن "قيادة الحزب في صنعاء أرسلته إلى عدن لكي يبلّغ قيادة الدولة والجبهة القوميّة بأنّ الوضع سيّئ وانّ احتمال الحرب قائم".

وقال: "حملتُ رسالة إلى قيادة الدولة في الجنوب نشرح فيها لهم الأوضاع هنا ونطلب رأيهم فيما نحن فيه. سلَكت سرّاً طريق جبال الحجرية في محافظة تعز. في عدن، قابلت رئيس الدولة سالم ربيع علي وعبد الفتاح إسماعيل وكنت على معرفة بهما من قبل، حيث كان ربيع في صنعاء عندما دخلنا السجن وهرب، وقابلت علي ناصر محمد، وكان وزيراً للدفاع، وشرحت لهم الأوضاع بالشمال وقلت لهم إنّ احتمال الحرب قائم. وفاجأني سالم ربيع عندما رد عليّ بأنّ الحرب الآن أفضل من بعد ذلك: «نريدهم يقومون بالحرب الآن». أدهشني أنّه كان يرحّب بالحرب ولم يكن خائفاً، مع أنّ الشمال كان أقوى".

 

قوّات الجمهوريّة العربيّة اليمنيّة في تعز تجهز مدفعيّة لضرب عدن

ويقول الراحل جار الله عمر: "أثناء حديثي عن استراتيجيّة الشّمال ارتكبت خطأً، وكان هناك بعض الضبّاط المتخصّصين بالطوبوغرافيا يعرفون ذلك، قلت لهم إنّ قوّات الجمهوريّة العربيّة اليمنيّة في تعزّ ستركّب مدفعيّة، وقالوا «إيش الهدف من هذا فهي منطقة فارغة وما فيها معسكرات؟»، فأشرت لهم إلى قلعة المقاطرة المطلّة على مديرية طور الباحة، فضحكوا من كلامي حول تركيب المدفعيّة في قلعة المقاطرة «من شان يضربوا مصفاة النفط في عدن». وقالوا إنّه لا يوجد أيّ سلاح مدفعيّة، حتى الآن، يستطيع أن يصل من قلعة المقاطرة إلى عدن إلّا الصواريخ، وحكومة صنعاء لا تمتلك هذه الصواريخ، والمسافة بين قلعة المقاطرة وعدن تقدّر بأكثر من ١٨٠ إلى ٢٠٠ كلم والمدى الأقصى لسلاح المدفعيّة لدى الشّمال هو ١٥ إلى ٢٠ كلم وهو لا يصل إلى أقرب منطقة عند حدود الجنوب. وهنا أحسست بالإحراج لجهلي بأنواع الأسلحة كما بالطوبوغرافيا ولانعدام موثوقية مصادر معلوماتي في هذه الشؤون. وكان هذا واضحاً أمام هيئة أركان الدولة وقيادة الجيش الحاضرين، لكنّهم تجاوزوا هذه الغلطة منتقلين إلى حديث آخر".

 

مرتزقة صنعاء أكثر إخلاصًا من مرتزقة عدن

وأكد جار الله عمر في مذكراته أن من وصفهم بالجنوبيين الهاربين في صنعاء كانوا أكثر إخلاصا لنظام الجمهورية العربية اليمنية، أكثر من الهاربين من اليمن إلى الجنوب، حيث يوضح قائلا: "شنّ الهاربون من الجنوب إلى الشمال هجوماً على الجنوب عن طريق قعطبة، ونشبت الحرب بين الجنوب واليمن، وكانت بدعم من السعوديّة ومساندة جيش الجمهورية اليمنيّة العربية، وتمكّن المهاجمون من احتلال عشر قرى من مديرية الضالع. كان جيش الجنوب ضعيفاً لكنّه جيش ثورة، وكانت معنويّاته أعلى، وكانوا قد حصلوا على صواريخ الكاتيوشا ذات المدى القصير، ١٤ كلم، أوّل مدفع كاتيوشا يأتي إلى عدن، وكان غير معروف في تلك الأيّام بنسخته الجديدة".

 

انتصار الجيش الجنوبي بقيادة علي عنتر

ويقول القيادي الاشتراكي الراحل: "أرعب الكاتيوشا الجديد المتقدّمين بصوته الجديد ودويّه المزلزل، وانسحب المهاجمون، وتمكّن الجيش الجنوبيّ بقيادة علي عنتر وآخرين من أن يحتلّوا مدينة قعطبة. وانتقلتُ أنا من عدن إلى الضّالع لكي أشاهد المعركة. هُزم الجيش «جيش الجمهورية العربية اليمنية». وكان من أسباب هزيمته أنّه كان لا يزال لليسار قياديون في الجيش وفي سلاح طيران اليمن، ولم يكونوا يضربون الأهداف بدقّة كي لا يصيبوها وكان الجيش «جيش الشمال» لا يزال جيش الثورة، «ثورة ٢٦ سبتمبر»".

 

حرب ونظرتان للوحدة بين صنعاء وعدن

ومضى السياسي الراحل في سرد مذكراته، حيث قال: "انتهت الحرب بانتصار الجنوب انتصاراً جزئيّاً. وعملت بعض الدول العربيّة على جمع اليمن بالجنوب في مفاوضات في القاهرة وطرابلس في ليبيا ومصر، وتوصّلوا إلى اتّفاق هدنة إثر مفاوضات متشعّبة، واتّفقوا على إقامة الوحدة مستقبلاً، وكان الجنوب أكثر إلحاحاً في طرح قضيّة الوحدة اليمنيّة وكان يعتبر النّظام في صنعاء نظاماً رجعيّاً، وكانت كلّ القوى والأحزاب السياسيّة باليمن مؤيّدة للجنوب؛ لأنّ الأحزاب القوميّة قامت على أساس الفكر الوحدويّ. ثمّ إنّ كثيرين من اليمنيين كانوا موجودين في عدن وكثيرين من الجنوبيّين موجودون في صنعاء. وكان كلّ طرف يعتبر أنّ شعار الوحدة يمسّه لأنّ الشّعب اليمنيّ كلّه كان يؤيّد الوحدة، فالّذي كان يرفع شعار الوحدة يحصل على تأييد كبير".

 

رسالة دعم وتأييد للجنوب أضرّت بسمعة الجمهورية العربية اليمنية

وقال جار الله عمر: "كتب بعض قدامى ضبّاط الثّورة رسالة إلى القاضي عبد الرحمن الأرياني ورئيس الحكومة محسن العيني، احتجّوا فيها على الحرب بين البلدين، ومن ضمنهم وزير الداخليّة أحمد الرّحوي الذي كان متعاطفاً معنا، وكانت هذه الرسالة عنصر دعم وتأييد للجنوب فيما أضرّت بسمعة اليمن".

وذكر أن "اتفاق القاهرة وبيان طرابلس بين اليمن والجنوب كان عبارة عن هدنة مؤقّتة «مش» بيان جدّيّ حالة إيقاف حرب مسلّحة لم يسيطر فيها أحد على الآخر، كانت عبارة عن اتّفاق سياسيّ لكنّ الصّراع ظلّ بين الطرفين، اليمن يعتقد أنّ الجنوب متمرّد و«لازم» يُضَمّ إلى صنعاء ويجب تحقيق الوحدة بالقوّة".

 

القوميون اليمنيون الذين لم يسقطوا نظام صنعاء

وقال إن "الجنوب بقيادة الجبهة القوميّة (وهم يمنيون شماليون)، من التنظيم السياسي، وباقي الأحزاب في صنعاء يعتقدون بوجوب إسقاط النّظام في صنعاء لأنّه نظام رجعيّ مُوالٍ للسعوديّة، وتوحيد اليمن تحت قيادة الأحزاب القوميّة والماركسيّة وبالذّات التنظيم السياسيّ والحزب الديموقراطيّ الثوريّ المؤيّد له في صنعاء وكلّ الشخصيّات اليساريّة والتقدّميّة الموجودة في الجمهورية العربية اليمنية".

وقال: "بدأ النظامان نوعاً جديداً من الحرب، حرباً دعائيّة وإعلاميّة واقتصاديّة، وإغلاق حدود وتأييداً لحرب العصابات التي يشنّها كل شطرٍ ضد الآخر، حيث كان لدى نظام الجمهورية العربية اليمنية قوّة كبيرة من الهاربين من الجنوب قدّم لهم الدعم ودفع بهم للقيام بحرب عصابات ضدّ الجنوب بواسطة عناصر «جبهة التحرير» والذين انشقّوا عن الجبهة القوميّة، ومعروف أنّ الجبهة القوميّة انقسمت إلى يمين ويسار، وهرب كوادرها إلى اليمن، وكانت تدعمهم السعوديّة والأردن والعراق أحياناً".


مباشر انجلترا واسبانيا
مشاهده مباراه انجلترا واسبانيا
انجلترا ضد اسبانيا بث مباشر
انجلترا ضد اسبانيا بث مباشر

شارك برأيك