آخر تحديث :الثلاثاء 16 يوليو 2024 - الساعة:22:49:39
صحيفة دولية : الحكومة اليمنية أبلغت المبعوث الأممي رفضها الشروط الجديدة للحوثيين
(الامناء/العرب:)

كشفت مصادر يمنية مطلعة لـ”العرب” عن رفض الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا مقترحات تقدم بها المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن هانس غروندبرغ للمضي قدما في تمديد الهدنة وفقا لاشتراطات جديدة تقدم بها الحوثيون، تتضمن توسيع الوجهات وعدد الرحلات الجوية من مطار صنعاء وتحميل الحكومة الشرعية أعباء دفع رواتب موظفي الدولة في المناطق الخاضعة لسيطرتهم.

وأشارت المصادر إلى أن الحكومة أبلغت المبعوث الأممي خلال زيارته إلى العاصمة عدن تحفظها على تقديم المزيد من التنازلات في حال استمرار رفض الحوثيين الالتزام ببنود الاتفاق وفي مقدمتها فتح الطرقات في مدينة تعز.

وتجد السلطة اليمنية الممثلة في المجلس الرئاسي نفسها في موقف صعب بين الحاجة إلى تمديد الهدنة لإعادة ترتيب أوضاعها في المناطق الخاضعة لسيطرتها وبين التكلفة الباهظة لهذا التمديد، لاسيما مع تمسك الحوثيين بمطالبهم المستجدة.

وتوقعت المصادر أن تثمر التحركات الدولية والأممية في تمديد الهدنة الهشة، لكن دون إحراز أي تقدم في المسارات الأخرى التي يأمل المجتمع الدولي في أن تقود في نهاية المطاف إلى تفعيل المسار السياسي في الأزمة اليمنية والاقتراب من صيغة توافقية لوقف إطلاق النار والانخراط في مشاورات بين الحكومة الشرعية والحوثيين.

ووفقا لوكالة الأنباء اليمنية الرسمية بحث وزير الخارجية وشؤون المغتربين أحمد عوض بن مبارك، في العاصمة المؤقتة عدن، مع غروندبرغ التطورات المتعلقة بالهدنة الأممية، والجهود الدولية الرامية إلى إيقاف الحرب وتحقيق السلام الشامل والدائم، المبني على المرجعيات المتفق عليها.

ونقلت الوكالة عن وزير الخارجية إشارته إلى حصول الحوثيين على 105 مليارات ريال من رسوم 26 سفينة وقود دخلت إلى ميناء الحديدة الخاضع لسيطرتهم منذُ بدء الهدنة، فيما يبدو أنه رد على شروط الحوثيين دفع رواتب الموظفين في مناطق سيطرتهم للموافقة على تمديد الهدنة الأممية التي تواجه صعوبات تهدد بانهيارها من قبيل التعنت الحوثي وتزايد حجم الاختراقات العسكرية.

وتزامن ذلك مع تحركات دبلوماسية قام بها المبعوثان الأممي والأميركي في المنطقة عقب قمة جدة لاستثمار حالة التوافق الإقليمي والدولي على خفض مستوى العنف في اليمن والبناء على الهدنة المؤقتة باعتبارها حجر الزاوية في جهود وقف إطلاق النار في اليمن بشكل كامل والشروع في مباحثات سياسية لإنهاء الحرب.

وتعليقا على زيارة المبعوث الأممي إلى عدن وهل تندرج في سياق الضغط على الشرعية في ظل التعنت الحوثي؟ أشار الباحث السياسي اليمني سعيد بكران في تصريح لـ”العرب” إلى “عدم وجود مؤشرات إيجابية تحملها زيارة المبعوث، حيث مازال الخطاب السياسي للحوثيين لم يتغير وتغلب عليه اللغة المتصلبة والعدائية التي ترفع سقف المطالب في الوقت الذي تقابله لغة هادئة وسلمية من جهة حكومة الشرعية”.

ولفت بكران إلى أن “المبعوث الأممي يعرف نفسه كوسيط بين اللغتين والجهتين وليس حكماً وقاضياً ولكنه يمارس ضغوطا من الواضح أنها موجهة بشكل كبير إلى الشرعية بينما الحوثيون الانقلابيون يرفضون التعاطي مع ما سبق من تفاهمات بخصوص تعز ويرفعون في الوقت نفسه من سقف مطالبهم بحزمة مطالب جديدة لتمديد الهدنة وهم بهذه الحزمة يضمنون الوضع في تعز كما هو”.

وفي الوقت الذي تتمحور فيه التحركات الدولية حول تمديد الهدنة الأممية لستة شهور قادمة والتوافق على توحيد الجهود الاقتصادية والإنسانية بين الحكومة اليمنية والحوثيين، تراهن الجماعة المدعومة من إيران على انتزاع المزيد من المكاسب السياسية والاقتصادية من الهدنة بالتوازي مع استمرار حالة التحشيد العسكري والتعبئة، فيما تطالب الحكومة اليمنية بتركيز الضغط على الميليشيات الحوثية ووجود ضمانات كافية قبل المضي قدما في أي اتفاقات قادمة.

وعلى الصعيد الإقليمي والدولي جددت السعودية الثلاثاء دعمها الهدنة الأممية في اليمن، ومساندة جهود المبعوث الأممي الهادفة إلى إحلال السلام وإنهاء الحرب، كما دعت بريطانيا الأطراف المتصارعة في اليمن إلى الوفاء بالتزاماتها بموجب الهدنة الإنسانية والذهاب نحو اتفاق جديد لتمديدها بشكل أطول، وصولا إلى إنهاء الحرب المستمرة في البلد منذ سنوات.

وقال يعقوب السفياني، مدير مكتب سوث24 في عدن، إن “تحركات غروندبرغ تأتي ضمن الضغط المستمر الذي تمارسه الأمم المتحدة والمجتمع الدولي الغربي على الأطراف في اليمن لتمديد الهدنة أشهرا إضافية مع قرب انتهاء هذه الهدنة في الثاني من أغسطس المقبل”، مشيرا إلى أن المبعوث الأممي وصل إلى عدن على الأرجح حاملا المطالب الحوثية الجديدة لتمديد الهدنة أو لنقل التنازلات الجديدة المطلوبة من مجلس القيادة الرئاسي، وهي تنازلات مغلفة بالملف الإنساني والاقتصادي.

وتابع “الحوثيون طوال أربعة أشهر كانوا مستفيدين عمليا من الهدنة ولكن ما حصلوا عليه من تنازلات لم يعد كافيا بالنسبة إليهم، لهذا يشترطون تجديد الهدنة بتقديم تنازلات جديدة أكبر من قبيل الفتح الكامل لمطار صنعاء ودفع رواتب الموظفين بمناطقهم من خزينة الدولة الشرعية مقابل استمرار تعنتهم ورفضهم حتى فتح الطرقات الذي يخدم مناطقهم التي يدّعون أنها محاصرة”.

وعن رؤيته لمستقبل الهدنة في ظل التعنت الحوثي قال السفياني “بالنسبة إلى مستقبل الهدنة أظن أن تمديدها وارد جدا بفعل الضغوط الأممية القوية، حيث يدرك هانس غروندبرغ أن مصير هذه الهدنة هو مصيره بالمحصلة ويحدد مستقبله كمبعوث أممي إلى اليمن، لهذا فهو يسعى إلى تمديد الهدنة بأي ثمن كان ولو بشكلها الحالي المشوه، وهذه استراتيجية خاطئة لا تعدو أن تكون ترحيلا للمشكلات والأزمات إلى مرحلة لاحقة”.

ولم تفلح الهدنة في وقف التصعيد العسكري، حيث تتبادل الحكومة اليمنية والحوثيون الاتهامات اليومية بخرق الهدنة، وفي هذا السياق قال وزير الخارجية اليمني خلال استقباله المبعوث الأممي بعدن إن متوسط الخروقات الحوثية للهدنة يتجاوز الخمسين خرقا في اليوم الواحد منذ دخول الهدنة حيز التنفيذ، فيما يعلن الجيش الوطني بشكل يومي عن سقوط عدد من العسكريين والمدنيين نتيجة للقذائف الحوثية والطائرات المسيرة المفخخة.

وفي المقابل اتهمت الميليشيات الحوثية في أحدث بيان عسكري لها الثلاثاء التحالف العربي والحكومة اليمنية بارتكاب 183 خرقاً للهدنة الإنسانية والعسكرية، خلال الـ24 ساعة الماضية، فيما قالت غرفة عمليات ضباط الارتباط والتنسيق لرصد الخروقات التابعة للحوثي بمحافظة الحديدة، إنها سجلت 68 خرقاً خلال الـ24 ساعة الماضية.

ولا يجد الحوثيون حرجا في الكشف عن استمرارهم في التحشيد العسكري والاستعداد لمرحلة قادمة من الصراع العسكري؛ حيث كشفت وكالة الأنباء التابعة للجماعة الثلاثاء عن التقاء مهدي المشاط رئيس المجلس السياسي الأعلى للحوثيين، قائد ما يسمى “كتائب الدعم والإسناد” قاسم الحمران “لمناقشة ما تم إنجازه خلال الفترة الماضية في التحشيد والتعبئة العامة لرفد الجبهات”، وفقا للوكالة الحوثية التي نشرت خبرا عن عقد لقاء موسع بمدينة ذمار (جنوب صنعاء) الثلاثاء “تدشيناً لحملة التعبئة والتحشيد”.


 


مباشر انجلترا واسبانيا
مشاهده مباراه انجلترا واسبانيا
انجلترا ضد اسبانيا بث مباشر
انجلترا ضد اسبانيا بث مباشر

شارك برأيك