آخر تحديث :الاربعاء 27 نوفمبر 2024 - الساعة:09:41:57
مدير مديرية دار سعد عبود ناجي في حوار مع "الأمناء":هناك مناطق خدماتها من دار سعد وعائداتها للحج .. وهذا هو رصيد المديرية في البنك
(الأمناء نت / أجرى الحوار / عـــلاء عــــادل حـــنش :)

هناك مناطق خدماتها من دار سعد وعائداتها للحج

- المديرية تعاني من أوضاع صعبة في مختلف المجالات

- أكثر من "500 مليون" قمنا بتوريدها لحساب المديرية في البنك

 

أكد مدير مديرية دار سعد في العاصمة الجنوبية عدن، رئيس المجلس المحلي، الأستاذ عبود ناجي حسين أن "دار سعد إحدى مديريات العاصمة عدن المتضررة جراء سياسة ممنهجة مورست منذ ما بعد حرب صيف 1994م". مشيرًا إلى أن الحرب الحوثية العفاشية جاءت لتُكمل تدمير ما تبقى من البنى التحتية.

وقال إن أوضاع المواطنين صعبة وهناك حالة من التذمر، مشيرًا إلى أن استخدام القضايا الإنسانية كأوراق سياسية للضغط لم يعد يجدي نفعًا، مؤكدًا أن الأزمات الحاصلة ذات طابع سياسي.

وأكد أن النزوح الكبير إلى عدن والجنوب نزوح سياسي، معتبرًا مشكلات الأراضي من أكبر المشاكل التي تواجهها دار سعد، منوهًا بأن بعد تشكيل وحدة حماية الأراضي بالعاصمة عدن خفت مشكلات الأراضي.

كل ذلك وأكثر تجدونه في ثنايا الحوار المهم الذي أجرته "الأمناء" مع مدير مديرية دار سعد.. فإلى نص الحوار:

 

  • أولًا، نرحب بك أستاذ عبود ناجي، مدير مديرية دار سعد بالعاصمة الجنوبية عدن في صحيفة "الأمناء".
  • مرحبًا بك أخي الصحفي علاء حنش، ومرحبًا بـ"الأمناء"، وشكرًا لجهودكم الكبيرة في تملس أوضاع المواطنين وهمومهم.

 

  • نود منك أستاذ عبود إطلاعنا على أوضاع المديرية بشكل عام؟
  • مديرية دار سعد هي إحدى مديريات العاصمة عدن التي تضررت بشكل كبير جراء السياسة الممنهجة الخبيثة التي عانى منها الجنوب عامة وعدن خاصة منذ ما بعد احتلال أرض الجنوب في عام 1994م، ثم جاء الغزو الثاني لأرض الجنوب والممثلة بالحرب الحوثية العفاشية التي شهدتها الجنوب والعاصمة عدن بدرجة أساسية في عام 2015م، لتُكمل تدمير ما تبقى من البُنى التحتية لمديرية دار سعد وعدن والجنوب بشكل عام.

المديرية تعاني من أوضاع صعبة في مختلف المجالات سواء في الخدمات أو الطرقات أو الصرف الصحي أو المياه، أي أن البنية التحتية مدمرة بشكل عام، إلى جانب تدمير المباني والمنشآت الحكومية والخاصة، وذلك يعود لأن دار سعد كانت في حرب 2015م مسرحًا كبيرًا لعمليات الحرب الأخيرة، وكانت البوابة الرئيسية للنصر للجنوب، حيث صمدت المديرية صمودًا أسطوريًا تمثل بعدم سقوطها خلال حرب 2015م، ونتيجة لذلك الصمود دُمرت بنيتها التحتية، ليُستكمل تخريبها مع ما جرى من تخريب ممنهج في السابق.

 

  • هل يعني أن هناك تضرر كبير في دار سعد جراء الحرب الأخيرة؟ وهل هناك إحصائية بذلك؟
  • بكل تأكيد، والإحصائيات موجودة، فالمدارس ضُربت، والفنادق السياحية الواقعة على الخط الرئيسي تم ضربها بالكامل، وكذا مبنى السلطة المحلية في المديرية تم تمديره بالكامل رغم أنه كان مبنى حديثًا، إلى جانب تضرر أبراج الاتصالات، والمجمعات الصحية باعتبار أن دار سعد لا يوجد فيها أي مستشفى، وكذا تضررت عدد كبير من المنازل.

وباعتقادي أن تضرر دار سعد بهذا الشكل بسبب المقاومة الشرسة، والعدو حاول إسقاطها، لهذا لجأ العدو للقصف العشوائي على المدينة.

إضافة إلى كل ذلك، فإن دار سعد أصبحت بعد التحرير حاضنة لأعداد كبيرة من النازحين من الشمال، والمهاجرين الأفارقة.

 

  • لو توقفنا عند معضلة النازحين لنتحدث بشكل مفصل.. ما الصعوبات التي تسبب بها النازحون والأفارقة في عملكم؟
  • النزوح إلى مديرية دار سعد وإلى العاصمة عدن والجنوب بشكل عام هو نزوح نستطيع القول عنه إنه نزوح غير مبرر، أي أنه ليس نزوح حرب، لأنهم ينزحون من مناطق لا يوجد فيها أي صراع إلى مناطق كانت الحرب فيها مُستعرة، وباعتقادي أن هذا النزوح هو نزوح سياسي، فلو لاحظنا أن النزوح الكبير إلى عدن بدرجة أساسية، فمثلًا نحن في دار سعد لدينا مدرسة عمار بن ياسر تم إنشاؤها وتجهيزها بشكل كامل ولم يدخلها أي طالب بسبب تواجد النازحين فيها، بالإضافة إلى وجود معهد تدريب حديث ومؤهل تابع للتعليم المهني والفني يوجد فيه نازحون، إلى جانب وجود نزوح في التجمعات السكانية وغيرها، وبشكل فظيع جدًا.

هذا الأمر أثر بشكل رئيسي على الخدمات والبنى التحتية والحركة، حتى أنه أثر على المنظر الحضاري والجمالي للمديرية، أي أنه ضاعف الأزمة.

تخيل أن عدد سكان دار سعد وفق إحصائية عام 2014م كان (79) ألف نسمة، أما اليوم فيوجد في دار سعد أكثر من مليون نسمة، إلى جانب التوسع العمراني، حيث ظهرت مدن حديثة بدار سعد مثل (بير فضل، واللحوم الشرقية والغربية، والمصعبين، والسلام).

تخيل أن منطقة اللحوم اعتبارًا من مدخل المدينة الخضراء باتجاه دار سعد، وأيضًا المدينة الخضراء ذاتها كل ما يتعلق بالخدمات من كهرباء ومياه وصرف صحي ومدارس ونظافة وصحة وغاز نحن المسؤولون عنها، وتوفره دار سعد من مواردها اليسيرة والمحدودة لكن وللأسف فيما يتعلق بتحصيل الموارد يتم تحصيلها إلى محافظة لحج – مديرية تُبن، وهذه إشكالية أكثر من مرة طرحناها لمعالجتها بأسرع وقت، فالخدمات في هذه المناطق كثيرة ومُكلفة ومواردها قليلة لأنها مناطق جديدة وسكانية.

وأكبر مشكلة نعاني منها في هذه المناطق الجديدة هي الصرف الصحي، فلا يوجد فيها صرف صحي، ولو لم تُعالج هذه المعضلة سوف تكون هناك كارثة بيئية خطيرة في المستقبل، وبدورنا وجهنا رسائل للمعنيين، وأعددنا دراسات لهذه المناطق حتى تقوم الدولة والحكومة وقيادة المحافظة ببذل جهد أكبر، كما نسقنا مع عدد من المنظمات لمعالجة بعض الأزمات.

 

  • ما أهم الخطوات والإنجازات التي حققتموها في المديرية منذ توليكم قيادتها؟
  • طبعًا تولينا إدارة دار سعد منذ 18 مارس 2022م، أي أنها فترة قصيرة، لكن، والحمد لله، حققنا بعض الأمور وهي ملموسة لدى المواطنين، حيث ركزنا في بداية الأمر على تصويب وضع المديرية الإداري بعد أن كانت في حالة من الفراغ الإداري والتنظيمي، كما جئنا للمديرية وهي تعاني أزمة حقيقة في الغاز المنزلي، وحللنها بشكل جذري من خلال إشراك اللجنة المجتمعية في الإشراف وإعادة توزيع مندوبي الغاز، فالمناطق الجديدة والكبيرة لم يكن فيها مندوبو غاز، وقد أوصلنا الغاز إلى كل المناطق بما فيها اللحوم والمدينة الخضراء والسلام وبير فضل، ولأول المرة يدخل الغاز لهذه المناطق.

كما قمنا بإعادة تأهيل جولة الشهيد القعيطي وسفلتتها وعمل التشجيرات حولها، بعد أن كانت شبه مدمرة، وذلك بفضل مساعدة محافظ العاصمة عدن الأستاذ أحمد لملس ومشروع صيانة الطرق بعدن، واتخذ قرار من المكتب التنفيذي بالمحافظة بتسميتها باسم جولة الشهيد القعيطي.

كما قمنا بإعادة صيانة شارع جولة السفينة وشارع الشهيد القعيطي وترميمه، وأزلنا المظاهر غير الحضارية التي كانت بالشارع مثل بائعي الأسماك وغيرهم، كما عملنا مع بعض المنظمات على معالجة بعض المشكلات خاصة في قطاع المياه، كما قدمت لنا منظمة (البحث عن أرضية مشتركة) بعض المساعدات خاصة فيما يتعلق بتسوير ملعب في دار سعد الشرقية، وإصلاح شبكة المياه في حي زهراء خليل، كما تبنت منظمة (سيدي أف) الألمانية بناء خزان دار سعد المركزي ببير ناصر، وهذا الخزان سيُعالج مشكلة انقطاع المياه، وخلال (6) أشهر سيتم إنجازه.

كما أعلنا عن خمس مناقصات لخمسة مشاريع متمثلة في بناء مظلة لثانوية اللحوم، ومظلة لمدرسة السلام، وعملنا أربع غرف إضافية للمجمع الصحي العماد، وتسوير روضة في بير فضل، طبعًا هذه المناقصات تم إعلانها، واستلمها المقاولون، وبدأ العمل فيها.

كما لدينا مناقصة سنعلنها خلال اليومين القادمين تتمثل في بناء غرفتين إضافيتين للمجمع الصحي بالبساتين.

كما عملت مفوضية شؤون اللاجئين مشكورة على إنجاز مشروع مياه وصرف صحي متكامل لمنطقة البساتين باعتبار أن المنطقة يسكنها الأفارقة، وننتظر أن تستلمه مؤسسة المياه والصرف الصحي بعدن.

هذه أبرز القضايا التي عالجناها خلال هذه الفترة الزمنية القصيرة الماضية، وخلال الأشهر القريبة القادم سنُعلن عن بدء سفلتة شارع عباس الذي يعتبر الشارع الرئيسي للمديرية، وهو مُهمل منذ فترة طويلة، ورغم أن تكلفته كبيرة إلا أننا عازمون على إنجازه، ولدينا خطة استثمارية لتجهيز نادي وملعب النصر.

كما وفرنا لبعض المجمعات الصحية من بعض المنظمات أجهزة حديثة لفحصCBC) )، واستطعنا أن نخلق آلية لتوزيع المساعدات بمساعدة اللجان المجتمعية ومكتب الشؤون الاجتماعية بالمديرية، حيث قمنا بتوزيع قرابة (11 ألفًا و600) سلة غذائية وثمانية ألف وخمسمائة كرتون تمر خلال شهر رمضان، وهذا الأمر لأول مرة يحدث بدار سعد، وهذا كان بدعم كثير من المنظمات ومركز الملك سلمان ورجال الخير، كما أقمنا دوريًا رمضانيًا ولأول مرة بكل أحياء دار سعد، بالإضافة لأمسية رمضانية دعينا فيها كل أطياف المجتمع بدار سعد.

 

  • معروف أن مديرية دار سعد تكتظ بالسكان والأحياء العشوائية.. كيف تتعاملون مع هذه المعضلتين؟
  • هاتان معضلتان رئيستان، فالبناء العشوائي معضلة كبيرة وتحتاج إلى قرار ومعالجة، لكن أعتقد أنها ليست من الأولويات، فنحن نركز على ترميم المجتمع في دار سعد نفسيًا، فأحيانًا نتائج الحروب تؤدي إلى شيطنة بعض المناطق أو بعض العناصر تحاول شيطنة المنطقة لكن مجتمع دار سعد مجتمع طيب وفقير وبحاجة إلى الرعاية والانتباه.

 

  • بخصوص تردي الخدمات ونقص المياه وطفح المجاري.. هل هناك حلول بهذا الشأن؟
  • كما أشرنا، سبب طفح المجاري بسبب شبكات المدينة القديمة، والضغط السكاني الكبير الذي عليها، إلى جانب مشكلة النزوح، والهجرة الأفريقية، وبخصوص هجرة الأفارقة نسقنا مع منظمة (إنتر سوث) ومنظمة الهجرة الدولية لإيجاد آلية لعودة الأفارقة الطوعية خصوصا للأفارقة الإثيوبيين، ولو تلاحظ أن هذه الظاهرة قلّت.

كما أن المجتمع غير مساهم في حل أزمة طفح المجاري بسبب الإهمال، فالكثير من السكان يرمي المخلفات في الشارع، وحاليا أصلحنا مضخة (كابوتا) والتي ستخفف كثيرًا من أزمة طفح المجاري.

أما بخصوص المياه فاستكمال بناء خزان دار سعد المركزي ببير ناصر، والذي سيُنجز خلال (6) أشهر، سيُعالج المشكلة.

 

  • كم الإيرادات التي حققتها المديرية منذ توليك منصب مدير مديرية دار سعد؟
  • رصيد المديرية في البنك إلى نهاية شهر يونيو (خمسمائة مليون وستمائة ألف)، وهذا رقم ممتاز وأول مرة يحدث بالمديرية.

 

  • ما أهم الصعوبات والتحديات التي تواجهونها في عملكم؟
  • الكهرباء بدرجة أساسية، والمياه والصرف الصحي والنازحون وبقاؤهم في المدارس والمعاهد وغيرها الكثير، وأعتقد أن الأزمات لها طابع سياسي.

 

  • هل تحصلون على أي دعم من المنظمات الدولية؟
  • كسلطة محلية لا يوجد أي دعم مباشر، فالمنظمات الدولية تأتي وفق احتياجات معينة ونحن نُشرف عليها ونوجهها وننسق معها فقط.

 

  • هل هناك دور للجان المجتمعية في مديرية دار سعد؟ وما هو؟
  • رغم حداثة تجربة اللجان المجتمعية إلا أنها ساعدت في كثير من الأزمات، ولعبت دوراً كبيرًا في حل بعض الإشكاليات رغم أنها لا تمتلك إمكانيات ولا دعمًا مادياً، وتعمل بشكل طوعي، ونشكرها على ما تقدمه.

 

  • فيما يخص مشكلات الأراضي بالمديرية.. كيف تحلونها؟ وهل تشكل عائقًا أمامكم؟
  • مشكلات الأراضي تعتبر أكبر مشكلة تواجهها دار سعد، فأكثر مشاكل الأراضي تقع في إطار المديرية، لكن وبعد تشكيل وحدة حماية الأراضي بالعاصمة عدن خفت مشكلات الأراضي، ونرى أنه يجب فتح المحاكم وتشكيل لجان لحل هذه المشكلات بصدق.

 

  • ما هي خططكم المستقبلية في المديرية؟ وعلى ماذا ستركزون؟
  • كل مديرية لديها برنامج استثماري طموح، لكن ما يقيدك هي الموارد، ونحن لدينا برنامج استثماري وبحسب مواردنا سنعمل بها، وسنركز على إيجاد مياه وصرف صحي بالمناطق التي لا يوجد بها. ثم سنركز على الكهرباء والطرقات، وغيرها، وهناك طرقات كلفتها المالية كبيرة.

كما سنحاول تفعيل القطاع السياحي بالمديرية وكثير من الجوانب التي نسعى لتحقيقها، ولدينا آمال كثيرة في تصحيح مسار قطاع التعليم والمدارس وغيرها.

 

  • كلمة أخيرة تود قولها أستاذ عبود عبر "الأمناء" في ختام حوارنا؟
  • أود توجيه رسالة للمجلس الرئاسي وحكومة المناصفة مفادها أن أوضاع المواطنين صعبة، وهناك حالة من التذمر، وحالة من الترقب بماذا سيقدم المجلس الرئاسي وحكومة المناصفة للمواطن.

كما أوجه رسالة للإخوة بالتحالف العربي بأن يلتفتوا لوضع المواطن، فاستخدام القضايا الإنسانية كأوراق سياسية للضغط لم يعد يجدي نفعًا.

وأقول للمواطنين في محافظات الجنوب بشكل عام ودار سعد بشكل خاص: مزيدًا من الصبر، فنحن واثقون من أن الأمور ستُفرج، ونحن معكم، وسنعالج القضايا وفق الإمكانيات المتاحة.





شارك برأيك
صحيفة الأمناء PDF
تطبيقنا على الموبايل