كان لي الشرف بزيارة دولة الكويت الشقيقة بدعوة من شركة الكليب للأسماك، وتكررت الزيارة مرة ثانية لكن ذكريات الكويت لم تفارق خيالي.

إنها أرض طيبة وأهلها كذلك رغم ما حصل لها جحود من قبل بعض حكام العرب ومنهم عفاش حين ساند صدام بغزوه على الكويت مما أثر موقف عفاش على اليمنيين وخاصه الجنوبيين من حضرموت الذين يعمل أغلب أهلها في الكويت أمناء صناديق ومع ذلك تناست الكويت جراحها في اليمن وبدأ رجال الأعمال بالاستثمار فيها وكان أول رجل أعمال يدخل اليمن بعد القطيعة هو السيد ((جاسم  الكليب)) ويعتبر من رجال الأعمال في الكويت، حيث يعمل في المقاولات وكذلك في استيراد الأسماك من اليمن ثم يتم تصديرها إلى مكتبه في إسبانيا.

ولهذه الشخصية بصمات على جنوبنا الحبيب، فهو وولده سليمان قد أقاموا أكثر من مشروع خيري في مناطق الصبيحة منها حفر الآبار وتشييد المساجد، كما أنه يوجد لديهم مشروع مساحته 10000 متر مربع وقد بدأ العمل فيه لولا المشاكل التي طرأت على اليمن فتم توقيف المشروع الذي مقره في رأس عمران  وكان تصميم المشروع تجميد الأسماك ومستودعين سعة الواحد 400 طن مع مصنع ثلج وكان سوف يمنح فرصة عمل لأكثر من 70شخصًا من أهالي  المنطقة.

إن  كويت الخير والعطاء، نبع خير صافي، وفيض من العطاء ، ونهر بر لا ينضب، لكل أبناء الأمة العربية والإسلامية وللبشرية جميعا.

حين تحضر القيم الإنسانية الجامعة، والروح البشرية المسؤولة، تجد الكويت في مقدمة الحضور، وحادية الركب، وأيقونة السبق.

أيادٍ بيضاء حانية، وأرواح طيبة راقية، تمسح دموع المقهورين، وتزرع الابتسامة في شفاه المحرومين، وتواسي جموع المنكوبين.

إنها الكويت التي تعطي دون منّ، وتسدي دون أذى، وتزرع الخير، حيث تستطيع أن تضع البذور لتأتي أكلها الطيبة بإذن ربها في كل مواسم الحصاد.

إنها مدرسة متفردة، ومنهج متقدم على ما سواها في مجال المسؤولية الإنسانية، وأعمال الإغاثة والمواساة للمسلمين قاطبة.

تستهويني كثيرا حكمة ورشادة ومسؤولية هذا البلد العظيم، إنه نقطة ضوء مشرقة في هذا الزمن الرديء.

وقد كانت دولة الكويت لها تعامل خاص مع اليمن الجنوبي قبل الوحدة، فهي أكثر من ساند الجنوب واستقبلت كثيرًا من الطلاب الجنوبيين للدراسة، وبعد الحرب وطرد مليشيات الحوثي الآن فتحت مكتبًا تقوم بأعمال كثيرة مثل مشاريع المياه عبر مكتبه الذي تم فتحه لأجل المشاريع في الجنوب.

إن كل ما كتبته عن الكويت هو قطرة في بحر الخير الذي تقدمه لشعوب في كل بقاع الأرض فسلام لأهل الكويت حيثما حلوا وللكويت السلام والأمن والإيمان.