- الرئيس الزُبيدي يؤكد أهمية رفع قدرات خفر السواحل وتعزيز الأمن البحري
- جريمة جديدة في مأرب.. العثور على جثة سجين بعد تعرضه للتعذيب وسط اتهامات للإخوان
- رئيس مجلس القيادة يصل القاهرة للمشاركة في اعمال القمة العربية الطارئة
- جماعة الحوثي تبدد أموال اليمنيين على مشاريعها الطائفية رغم الأزمة الإنسانية
- الرئيس الزُبيدي يؤكد دعمه للجهود التطويرية لمؤسسة موانئ خليج عدن
- هزة أرضية هي الثالثة تضرب زبيد في الحديدة
- الرئيس الزُبيدي يطّلع على نشاط مصلحة الجمارك وأمن المنطقة الحرة
- محافظ شبوة يتفقد خطط تشغيل محطات الكهرباء خلال رمضان
- الأرصاد يتوقع هطول أمطار متفرقة على أجزاء من السواحل الغربية
- الهجرة الدولية : رصدنا نزوح 14 أسرة يمنية خلال الأسبوع الماضي

يعد العمل النقابي سواء أكان على مستوى الوحدات الإدارية أو المرافق العمالية أو الأكاديمية من أنبل وأشرف الأعمال، والنقابيون هم أمل العمال وملاذهم في انتزاع حقوقهم والانتصار لمظلوميتهم؛ لذلك يجب علينا العمل والتوعية بأهمية ومستقبل العمل النقابي، وسأركز في حديثي عن النقابة الأكاديمية، نقابة هيئة التدريس ومساعديهم في جامعة عدن وأخواتها جامعات لحج وأبين وشبوة المنضوية حتى الآن تحت عباءة نقابة واحدة على طريق المؤتمر النقابي السادس حتى تكون لدينا شريحة أكاديمية واعية بحقوقها وواجباتها.
من المعروف أن هدف العمل النقابي هو الدفاع عن حقوق أعضاء هيئة التدريس ومساعديهم من كرامة ومستوى معيشة وحق التطبيب، الوقوف أمام التشريعات والقرارات واللوائح المتعلقة بالأعضاء وحمايتهم من الجور والتعسف..إلخ.
ويمتاز العمل النقابي بالقوة العددية، فهو يشمل ويستقطب غالبه، إن لم أقل كل أعضاء هيئة التدريس ومساعديهم، وهذه الكثرة العددية تمثل عامل ضغط إذا أحسنت النقابة توظيفها.
كذلك فإنها تمتاز بالصوت الواحد، فما تتبناه النقابة ينبغي أن يمثل الصوت الجمعي لهيئة التدريس ومساعديهم.
ولكن ليس بمقدور كل المشتغلين بقيادة العمل النقابي أن يؤدوا هذا الدور، فلكي يقوم النقابي بهذا الدور لا بد أن يتوفر فيه شرط الإيمان الراسخ بقداسة وعدالة هذا العمل - طبعاً إلى جانب شروط أخرى - ولكن الإيمان بقداسة هذا الواجب هو جوهر العمل النقابي، وهو العنصر الأساسي في نجاح المهمة التي يقوم بها النقابي، فمن كان مؤمناً سيضحي، وعلى العكس من ذلك لا نتوقع من شخص لا يؤمن بقضية أن يضحي ويخلص لها ويقدم جهده وعمله ووقته لإنجاحها.
وهذا يتطلب أن تقوم بهذه المهمة كوادر نقابية قادرة على تحقيق الأهداف، بعيداً عن أية نزعات ومصالح ضيقةّ، حزبية أو مناطقية أو شللية أو غير ذلك، قد تضر بالعمل النقابي، والغاية التي وجد من أجلها، وهذا يعتمد على وعي أعضاء هيئة التدريس ومساعديهم عند اختيار قيادتها على مستوى الكليات والجامعة ومرافقة تلك القيادة في الفعاليات والأنشطة بالتأييد والمؤازرة إن أحسنت، وتقويم الاعوجاج إذا هي انحرفت بوصلتها فنجاح هذا الشخص في الانتخابات النقابية ليس صك غفران للخطايا اللاحقة تسمح له باستخدام ثقة الأعضاء به كسيف مسلط على رقابهم طول السنوات اللاحقة بل هو وكيل في مهمة، فإذا تخاذل أو خان ولم يقوم بالوكالة وفق ما تقتضيه مصلحة الموكل جاز للموكل سحب الوكالة منه متى شاء، ومن خلال تجربتي في عضوية مجلس النقابة جامعة عدن لدورتين نقابيتين متتاليتين منذ ٢٠١٢م ، الذي أصبح مجلس نقابة الجامعات الأربع بعد تأسيس جامعات أبين وشبوة ولحج مؤخراً لاحظت طوال تلك الـ10 السنوات عجز هذا المجلس عن القيام بالدور المناط به في الدفاع عن حقوق الأعضاء، بل ووقف البعض ضد حقوق موكليهم أي أعضاء هيئة التدريس ومساعديهم ومن منحوهم الثقة، بدون وجه حق أو بحجج أوهى من الواهية، وبقي القلة ممن أرادوا الانتصار لتلك الحقوق يخوضون في كل مرة حربًا خاسرة في الدفاع عن الحقوق بين مطرقة زملائهم في العمل وسندان قيادة المجلس، فما هي أبرز التحديات؟ وكيف يمكن التغلب عليها؟
أبرز التحديات أمام مجلس نقابة جامعة عدن وأخواتها
أولا) إن مجلس النقابة الحالي في ج. عدن والجامعات الناشئة عنها يعد مجلسًا فاقدًا للشرعية؛ فهو مكون من :
١)الهيئة الإدارية التي يحلو لي أن أطلق عليها الهيئة العتيقة الموغلة في القدم، فقد تجاوزت مدتها منذ انتخابها الـ١٣ سنة ولم يعد من أعضائها من يمارس العمل النقابي غير ٣ أو ٤ عند الحاجة الضرورية لهم.
٢) رؤساء اللجان النقابية وأنا أحدهم وقد مضى 6 سنوات على انتخابهم في آخر دورة، وإن كانوا أقل قدمًا إلا أنهم أيضاً قد تجاوزوا الفترة المقررة، وأمام هذا التحدي ونتيجة لمماطلة مجلس النقابة في الدعوة والعمل على عقد المؤتمر النقابي يقع على وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل ومكتب الشؤون الاجتماعية العمل بمحافظة عدن منع النقابة الحالية من التصرف برصيد النقابة مالياً، وتشكيل لجنة تحضيرية توافقية تعمل على التسريع بعقد المؤتمر بعد التلكؤ الذي أظهرته قيادة النقابة في تنفيذ الاتفاق الموقع في مايو 2022م والمتضمن التزامها بالدعوة لعقد المؤتمر النقابي السادس.
ثانياً) من أبرز التحديات التي واجهت العمل النقابي الأكاديمي في ج. عدن وأخواتها الجامعات الناشئة افتقادها لعامل التضحية من ناحية وسيادة المصلحة من ناحية أخرى، ونعني بالتضحية بذل الجهد والوقت وتحمل المشاق والأخطار دون انتظار أي مردود، ولا يضحي إلا من كان مؤمناً إيمانا عميقا بقداسة المهمة التي يقوم بها، أما من يقوم عمله على المصلحة الأنانية فمثل هؤلاء تحكمهم قاعدة (المنفعة والخسارة) يعجزون عن التضحية، فالمنافع الشخصية هي التي تقيد عملهم وتحكمه، وهذه هي العلة التي منيت بها نقابة هيئة التدريس ج٠عدن وأخواتها ، فهذه النقابة تشابكت مصالحها مع مصالح قيادة الجامعة لسنوات طويلة؛ فرئيس النقابة يقدم لرئيس الجامعة مقترحات بالمناصب الأكاديمية، ورئيس الجامعة يتدخل في فرض عناصر نقابية موالية وإبعاد عناصر لا تدين له بالولاء، فأصبحت الغالبية العظمى من أعضاء الهيئة الإدارية ورؤساء النقابات يشغلون مناصب أكاديمية في الجامعة والكليات، وهذه الفلسفة الدخيلة على العمل النقابي بمثابة طعنات بخناجر صدئة ومسمومة تصوب في نحر النقابة وحقوق الأعضاء، فهل تنتظر من نقابي منصبه الأكاديمي مربوط برضا رئيس الجامعة عنه أن يكون منافحاً عن حقوق الأعضاء منتقداً للسلطة ورئاسة الجامعة؟!
وقد ابتدعت هذه الفلسفة في عهد رئيس الجامعة السابق عبدالعزيز حبتور وربما قبل ذلك، وسار على نهجه وبصورة أفظع د. الخضر لصور رئيس الجامعة الحالي، وهذه الفلسفة يجب أن تنتهي وتطمس نهائياً من قاموس العمل النقابي، وأن يضع أعضاء المؤتمر النقابي القادم مادة في اللائحة تحول دون تكرارها مستقبلاً، بتحريم ممارسة العمل النقابي لمن يشغل منصب رئيس قسم أو نائب عميد كلية فما فوق.
ثالثاً) ومن بين القضايا التي تشكل تحدياً حقيقياً، وتهدد استقرار العمل النقابي ج٠عدن وأخواتها خطابات نقابة التدريس ومساعديهم التسولية، وهذا مرتبط بالعاملين الأول والثاني حيث تجد أن خطاب النقابة ركيكًا يبدأ بالثناء على الجامعة أو السلطة التنفيذية وجهودها القيمة وإن لم يكن لها وجود، ثم تتوسل توسلاً إليها، وتتسولها تسولاً بأن تتكرم بالتوجيه وتحقيق هذا الحق المشروع والواجب عليها، تفضلاً منها وإحساناً، هذا في حال خرجت النقابة من شرنقة الصمت، وإلا فهي في أغلب المواقف تمسك العصاء من المنتصف في بادئ الأمر، ثم تميل تدريجيا لتقف في صف السلطة، ووصل بها الحال إلى حد الدفاع عن رئاسة الجامعة والحكومة ضد مطالب منتسبيها، وأتذكر أن هذا حدث في أكتوبر 2018م عندما طلب رئيس الجامعة د٠لصور إخراج رؤساء النقابات الذين اختارتهم هيئة التدريس في تلك الكليات في كليات ت٠عدن وصبر وممثل كلية العلوم، بدلاً عن النقباء الموالين لرئاسة الجامعة في تلك الكليات فما كان من رئيس النقابة إلا تنفيذ الطلب.
ومرة أخرى في يناير 2022م وبعد أن نجح الإضراب الشامل في مختلف كليات الجامعات الأربع تدخلت النقابة بالاشتراك مع فضل الجعدي الأمين المساعد للمجلس الانتقالي لتنقذ الحكومة والجامعة وتعلق الإضراب دون الرجوع لرؤساء اللجان النقابة، وتكرر ذلك مرة أخرى في مايو 2022م عندما أعلنت أغلب الكليات بيان استئناف الإضراب بيان رقم 6 فقام رئيس النقابة بإصدار بيان نقيض متماشياً مع إعلان مجلس القات الصادر عن اجتماع عبدالله العليمي عضو مجلس القيادة الرئاسي مع د. الخضر لصور في منزل الأخير، وفي اليوم الثالث قام بتنفيذ زيارة لكلية اللغات كانت بمثابة الدعوة إلى كسر الإضراب الذي تبنته نقابات الكليات.
*عضو مجلس النقابة وعضو لجنة التصعيد والمتابعة الممثلة لمجلس النقابة جامعات عدن ولحج وأبين وشبوة.