آخر تحديث :الاربعاء 19 فبراير 2025 - الساعة:09:31:02
القائد محمد علي الحوشبي.. قائد مسيرة الثورة وﺻﺎﻧﻊ ﻓﺠﺮ الحرية
(الامناء/خاص:)

كتب :محمد مرشد عقابي:

في العام 2015 للميلاد برزت ظاهرة ثورية على الساحة الجنوبية تمثلت في القائد الشيخ محمد علي احمد مانع أبو خطاب الحوشبي الذي ﻟﻘﻦ ﺍﻟﻐﺰﺍﺓ الحوثيين ﺩﺭﻭﺳﺎً قاسية وهو يدافع ﻋﻦ أرض الجنوب ﺑﻜﻞ ﺑﺴﺎﻟﺔ ﻭﺇﻟﻰ ﺟﺎﻧﺒﻪ ﻛﻮﻛﺒﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﺑﻄﺎﻝ ﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻗﻀﻰ ﻧﺤﺒﻪ ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻻﺯﺍﻝ ﻋﻠﻰ ﻗﻴﺪ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ.

ﻭكانت جبهات الحواشب بالمسيمير محافظة لحج مسرحاً للعمليات العسكرية التي قادها أبو خطاب قائداً ومقاتلاً ﺑﻜﻞ ﺷﺠﺎﻋﺔ وإقدام ضد جحافل المليشيات الغازية، فهو الرجل الثائر الورع الزاهد الذي يعرف بالهداية والإستهداء وبمعرفة الله تعالى والتنور بكلامه وكتابه الحكيم والتثقف بالقرآن والسنة النبوية المباركة ثقافة معرفية صحيحة يستلهم منها النور والإستنارة في تحركاته بالسير على طريق الحق.

أرتبط القائد الشيخ محمد علي الحوشبي حفظه الله ورعاه، ارتباطاً قوياً بمنهج النبي صلى الله عليه وسلم الأمر الذي انعكس إيجاباً على كل تحركاته في هذه الحياة، ومن هذا المرتكز العظيم تحققت المنجزات والنجاحات المذهلة التي اعطت الهدف ووضحت الصورة بان للحواشب رجال أشداء قادرين بعون الله على البناء والنهوض بواقع الأمة والرقي بهذا الوطن حتى في أصعب الظروف والمحن.

أثبت القائد الشيخ أبو خطاب، خلال مراحل النضال المختلفة التي اعقبت العام 2015م بان المواجهة الحقيقية التي تعزز من الأدوار وتخلق كافة الأدوات وتحصد مختلف النتائج للكفاح واصلاح الإختلالات ورسم الخطط وايجاد الحلول للسير الصحيح في الطريق الذي يحقق النجاحات المتعددة ويفشل مساعي العدو، والعاقبة للمتقين.

يعد القائد الشيخ محمد علي أبو خطاب، من قلائل الرجال الذين تتجمع فيهم قيم الشجاعة والبسالة والنخوة والشهامة والروح الثورية والإيمان العميق بالله عز وجل، فهو بذلك يمثل رؤية لقمة عالية بموجب تقواه وورعه وعلمه وزهده، رجل كلماته مخلصة وصادقة ومستلة من عمق التجارب فهو نموذجاً ومدرسة قل نظيرها، نقول هذا شهادة للتاريخ أمام الأجيال والحاضر والمستقبل.

القائد الشيخ أبو خطاب حفظه الله ورعاه، تتعزز شجاعته بقدرات العقل والإيمان والحكمة والحنكة والتدبير التي من خلالها يتدارس كل المواقف، فهو من خاض حروباً عديدة وشديدة واتخذ مواقف مهمة وحكيمة في لحظات حرجة، وهو من واجه أعتى الشدائد في ميادين واسعة وشهد التطورات الميدانية والمتغيرات الواقعية والمؤامرات الآنية وتنوع الأخطار فكان إزاءاها ثابتاً وشامخاً على مبادئه وثوابته الراسخة وغير مستعجلاً في اتخاذ القرارات والمواقف ولم ينطلق من حماس وثورية غير مدروسة في مواجهة تلك المتغيرات والتحديات، بل اعتمد على العقل والحكمة والتدبر ومخافة الله، فليس كل إقدام ممدوح مالم يقرن بالتدبر والحكمة والإيمان وإلا كان تهوراً وليس كل حكيم شجاع مالم يتحلى برباطة الجأش.

تحظى شخصية القائد الشيخ أبو خطاب الحوشبي، بحب وتقدير واحترام وقبول من قبل كافة ابناء الحواشب والجنوب، كما تتمتع شخصيته بالدراية والذكاء والفهم والفطنة العالية والوعي والعقلانية، علاوة على كلامه المؤثر ومواقفه المشرفة وعقليته المتفتحة والمفعمة برسوخ في الحكمة المعتمدة على الخوف والوجل والخشية من الله وتغليب مصالح الناس.

الشجاعة التي يبديها القائد الشيخ محمد علي الحوشبي، نادرة من نوادر الدهر جعلته يقف في الصف الأول للقادة الشرفاء والنزهاء والمخلصين الذين يخلدهم التاريخ في أنصع صفحاته، فهو من تحمل كل المهام وأدى كل الأدوار وعرف بحكمته توقيتات المعارك ضد الأعداء ونوعية المؤامرات وطبيعة الرد وأهمية الحكمة في وضع الخطط التي اثمرت تحقيق النجاحات والانتصارات في شتى ميادين وساحات المواجهة.

القائد الشيخ أبو الخطاب، استطاع بدهاء العباقرة وحنكة العظماء ان يهزم الأعداء ويفشل مخططاتهم، واستطاع توظيف قدرات المقاومين الأحرار في بلاد الحواشب واستنهاضها بما فيه مصلحتهم ومصلحة الوطن، واستطاع ان يحث الخطى نحو التحرر والسيادة والأمان وتثبيت دعائم الأمن والاستقرار، فقد أثبت بانه قائداً شجاعاً ومدبراً وذكياً ومدرسة عسكرية وأمنية ووجاهةً قبلية وإجتماعية على امتداد رقعة جغرافيا الوطن، ونموذجاً فريداً من نوعه يمتاز بالإتزان والنضج والهمة العالية والرؤية الثاقبة والنزاهة المتناهية التي تجعله يتبوئ أعلى درجات الشرف.

واجه القائد الشيخ محمد علي الحوشبي حفظه الله ورعاه، خلال مسيرة النضالية والثورية المظفرة الكثير من الأحداث الحادة والمهولة، فكان يقابل كل تلك الأحداث بالتقوى والزهد والورع والإيمان والإلتزام بأسس الشريعة، ولم يكن يوماً من أهل التظاهر والرياء، عمل ويعمل دوماً بإخلاص ونتيجة لذلك كسب حب ووفاء الشعب، فقد ربط بين شجاعته وحضوره في الميدان وبين حبه لله وتقواه وابتعاده عن الدنيا ومغرياتها وحب الظهور والغرور والإنتشاء، وهذا الأمر اوجب ان يكون أبو خطاب رمزاً ومحركاً للثوار والمقاومين، ومدرسة لهم ومحبوباً لدى الجماهير، خالداً مادام ضمير الحق متحركاً في وجدان الأمة، فهو الشخص الذي تبلورت فيه مكارم الأخلاق وتجسدت قيم الفداء  التضحية والرجولة والإنسانية، فهو من حارب الأعداء وقاتل المجرمين وخاض المعارك في الصف الأول ولازال دفاعاً عن الوطن وليحمي ابناء الشعب ويصون أعراضهم، مدركاً انه مسؤول عن حماية حمى هذه الأرض وهذا الشعور والعقيدة استمدها من الشريعة والفقه والقرآن ومنهج النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

تبرز سمة الخلق الرفيع والتضحية والابتعاد عن الدنيا وملهياتها والجاه والظهور والبحث عن الثروات والزوائل والمصالح الشخصية في شخصية هذا القائد الفذ ليصبح قدوة كبرى للأخرين، وتتجلى في تحركاته قيم الإيمان بالجهاد الحقيقي لا لغرض دنيوي زائل ولا لهدف او مصلحة شخصية بل يذوب في ذات الله عاملاً بما يرضيه جل في علآه.

القائد الشيخ محمد علي، هو احد مفاخر ثورة الجنوب التي نعتز بها، وهو اسطورة وطنية سطرت ملاحمها خلال السنوات المنصرمة، وهو رمزاً في مواجهة الإرهاب وترسيخ مداميك الأمن في الجنوب، وهو قائداً استثنائياً واستراتيجياً عسكرياً قل نظيره، ينبغي لشخصيته وافكاره وصولاته وجولاته وبطولاته وانجازاته ان تدرس في أرقى الجامعات والمعاهد والأكاديميات العسكرية والحربية في عالمنا اليوم، وهو الذي عند ذكر أسمه فقط يقض مضاجع الأعداء وقوى البلطجة والشر والإرهاب، وترتجف اوداجهم وترتعد مفاصلهم عند سرد سيرته، لكنه في حضرة الشهداء والمناضلين والأحرار والشرفاء والمقاومين الأبطال يبقى عفوياً ومحباً وترابياً بشكل يبعث على الدهشة، فكنت ترى ان هيبته العسكرية وشخصيته القيادية السامية والبارزة قد امتزجت بمحبة وعفوية وعاطفة غامرة تجاه المناضلين الأحرار والصادقين في حب الوطن.

يظل نجم هذا القائد ساطعاً في سماء المجد ابد الدهر، فهو الرائد والعنوان الأبرز لتلك الحالة الوطنية التي مثلت رمزاً لكل المفاهيم العظيمة للوطن، فهو ايضاً رجل الحوار والتشاور والتفاوض والسلام، وهو رمز الدولة والمدنية والحوار، وهو افضل قائد عرفته الساحة المحلية ملأ فراغ التصالح والتسامح والاصطفاف بروحه المحبة للجميع وبقدراته القيادية الفريدة، كما يمثل القائد الشيخ أبو خطاب رمزية وطنية كبرى وزعامة ثورية جامعة، وقيمة نضالية عظيمة، ورمزاً شامخاً لاتغيبه تقلبات الأزمان ولاتخفيه تجاعيد الدهور وجدران الظلام مهما زادت المسؤوليات وتعددت التحديات وتضاعفت المهام.




شارك برأيك