آخر تحديث :السبت 20 ابريل 2024 - الساعة:00:43:00
"الأمناء" تستطلع أوضاع قسم الولادة بمستشفى ابن خلدون بلحج
(الأمناء/ عبدالقوي العزيبي:)

رئيسة قسم الولادة بمستشفى ابن خلدون بلحج لـ "الأمناء":

أُجريت 168 ولادة طبيعية و45 عملية قيصرية 25 ولادة في المنازل خلال شهر

نطالب بصرف المستحقات المالية للمتطوعات بشكل شهري ومنتظم

التغذية غير جيدة ولا تلبي احتياج المرضى والقائمات على القسم

مدير المستشفى: مخصص التغذية لا يزال كما هو منذ ما قبل حرب 2015

الأمناء/ تقرير/ عبدالقوي العزيبي:

يعاني قسم الولادة بمستشفى ابن خلدون العام بمدينة الحوطة، عاصمة محافظة لحج، من ضغوطات كبيرة وإمكانيات شحيحة ومبنى بحاجة إلى إعادة تأهيل، وأيضاً إلى وجود كادر طبي متخصص نتيجة لبلوغ عدد من الطبيبات والممرضات سن التقاعد، أضف إلى ذلك وجود متطوعات في انتظار الحصول على الوظيفة، حيث يعملون بمبالغ زهيدة ومع ذلك لا تصرف لهن شهرياً وبانتظام نتيجة للإجراءات الروتينية من قبل مكتب مالية لحج.

 

"الأمناء" بقسم الولادة

"الأمناء" قامت بزيارة مدير عام مستشفى ابن خلدون، الدكتور جلال السقاف، والذي تكرم بمرافقة "الأمناء" أثناء زيارة القسم لإجراء هذا الاستطلاع؛ نظراً لخصوصية قسم الوضع، والذي يعتبر من أبرز أقسام المستشفى ويعمل على مدار الساعة، وتحدثت لـ"الأمناء" وبشفافية الأخت/ لينا محمد سيف، رئيسة قسم الولادة في المستشفى، عما يعانيه القسم، وما مطالبهم وطموحاتهم للارتقاء بجودة العمل الطبي بقسم الولادة، على اعتبار أن عملهن مهني وإنساني وأخلاقي لخدمة النساء الحوامل وتقديم الرعاية الصحية لهن بشكل أفضل.

 

ضغوطات كبيرة

وأكدت رئيسة القسم عن زيادة الوعي عند الأسر بأهمية الولادة في المستشفى، وتحول المستشفى إلى واجهة لجميع الأسر على مستوى المحافظة، أضف إلى الأسر النازحة وأسر من محافظة عدن، حيث يلاحظ عزوف بعض الأسر من الولادة في المراكز الصحية بمناطقها، ولهذا يعاني القسم من ضغوطات كبيرة نتيجة لاستقبال العديد من الحالات بشكل يومي.

 

الحرب وأثرها السلبي

كما أوضحت لـ "الأمناء" رئيسة القسم على أن القسم كاد أن يكون منتهياً عقب حرب 2015، لعدم وجود معدات طبية وأدوية وعدم وجود أي دعم نفسي، ولا تصرف المرتبات أو الحوافز للطبيبات والممرضات، آنذاك، بشكل منتظم أو كافٍ، وبتعاون الجميع في القسم تمكنا تدريجياً إخراج القسم من ذلك الوضع المتدهور إلى وضع أفضل ونطمح أن يكون من أفضل الأقسام داخل المستشفى في تقديم خدماته بشكل راقٍ لما يحظى من سمعة طيبة عند جميع عامة الأسر.

وأضافت الأخت لينا: "يعاني القسم ونتيجة لوجود متقاعدين في المنزل من عدم وجود كادر طبي نسائي ومؤهل من طبيبات وممرضات لتغطية عمل القسم بشكل كافٍ، ولهذا نأمل بتوظيف جديد بما في ذلك توظيف المتطوعات من طبيبات وممرضات نتيجة لعملهن في القسم منذ مدة طويلة، ولديهن مؤهلات، ولو التوظيف بالإحلال، حيث نعاني في القسم من ضغوطات كبيرة لوصول حالات إلى القسم من مختلف مديريات لحج وخصوصاً البعيدة، ووصولها في مراحل حرجة بعضها تعاني من انفجارات نزيفية داخلية، مما يحدث في أحيان كثيرة عدم وجود تكافؤ ما بين عدد الأخوات في القسم مع الحالات التي يستقبلها القسم".

 

أرقام كبيرة

وكشفت رئيسة القسم عن حجم الضغوطات التي يتعرض لها القسم، وقالت: "مثلاً خلال شهر أبريل لعام 2022، قام القسم بإجراء 168 ولادة طبيعية و45 ولادة بعمليات قيصرية، و25 ولادة في المنازل". لافتة إلى أن ذلك بوجود تنسيق مع القسم وبموافقة إدارة المستشفى وعبر نظام القسائم على إجراء ولادة مع الزيارة لبعض الأسر القريبة من المستشفى وفي حال الضرورة القصوى، وأشارت إلى أن عمل القسم منظم عبر توثيق جميع حالات الوضع في القسم عبر سجلات وأرشفتها بشكل سليم ومنظم.

 

وضع التغذية سيء

وعن التغذية داخل القسم للمرضى والعاملات تأسفت رئيسة القسم بخصوص التغذية، وهي عبارة عن وجبة أرز وسمك يومياً، منوهة إلى أن بعض المرضى يرفضن تناولها، وأردفت: "نتمنى وجود تغذية صحية وكافية ومتنوعة تلبي احتياج المرضى".

 

المدير يتدخل

وفي هذه الجزئية عن التغذية أوضح لـ "الأمناء" مدير المستشفى جلال السقاف، على أن مخصص التغذية لا يزال  بنفس مخصص ما قبل حرب 2015، وفي ظل ارتفاع الأسعار وعدم زيادة مخصص التغذية فإن المقاول غير قادر على توفير تغذية صحية تتناسب مع جميع حالات المرضى، وبخصوص معالجات هذه المشكلة، أكد المدير لـ "الأمناء" عن جهود تبذل من قبله مع المحافظة والمالية بزيادة مخصص التغذية للمستشفى في قادم الأيام.

 

النظافة من الإيمان

وإلى جانب التغذية يعاني القسم بشكل خاص، والمستشفى بشكل عام، من تدهور ملحوظ في النظافة، لعدم وجود مخصص مالي كافٍ، وأيضاً عدم صرفه سريعاً نتيجة إجراءات روتينية تقوم بها مالية لحج مع فرع البنك.

 

نظام العمليات

كما أكدت الأخت لينا أن "نظام القسائم ليس محصوراً على الولادة بالعلمية القيصرية، وإنما ما هو مخصص من مبلغ مالي يصرف في كل الحالتين من ولادة قيصرية أو طبيعية، وأي ولادة قيصرية لا يقوم بها القسم إلا بموافقة ولي الأمر بالمكتوب". وأضافت رئيسة القسم: "علماً أن بعض الأسر وربما لظروف مادية أو لبعد مناطقهم نجدهم مستعجلين على إجراء الولادة بعملية قيصرية، ومع ذلك لا نقوم بأي عملية إلا إذا دعت الضرورة لإجراء العملية طبياً وصحياً".

 

نرفض التهديد

كما تطرقت رئيسة القسم إلى وجود حالات نادرة يتعرض لها القسم من قبل آخرين من خارج المستشفى كمرافقين لحالات مرقدة في القسم، بقيامهم بتهديد الطبيبات أو الممرضات، وأوضحت بقيام القسم باستقبال حالات طارئة لإجراء عملية الوضع، مما يتم تأخير بعض الحالات العادية حتى إجراء العملية الطارئة، وللأسف بعض الأخوة المرافقين لا يستوعبون مثل هكذا أمور صحية وطارئة، فتبرز عنهم سلوكيات خاطئة منها التهديد وغير ذلك من الكلام. وأشادت رئيسة القسم بدور الإدارة والجانب الأمني في المستشفى بدعم قسم الوضع في مثل هكذا حالات، وضبطها في حينها، لوجود علاقة عمل متبادلة وطيبة، وقالت: أدعو الجميع  بضرورة التحلي بمكارم الأخلاق وتقدير عمل الطبيبات والممرضات، كون عملهن إنساني ويقمن بعملهن اليومي بأمانة رغم الضغوطات على القسم وشحة الإمكانيات.

 

الكادر الطبي

وعن عدد الكادر الطبي داخل القسم قالت رئيسة القسم، يوجد في القسم 16 طبيبة بتخصص عام واختصاصيات نساء وولادة، وأيضاً 20 ممرضة ما بين موظفة ومتطوعة، وجميعهن موزعات نوبات صباحية ومسائية بداخل القسم.

 

مطالب عاجلة

وفي ختام زيارة القسم طالبت رئيسة القسم بسرعة إعادة تأهيل قسم الوضع بشكل متكامل مع دعمه بمختلف المستلزمات الطبية الحديثة والمتكاملة مع الأدوية للمرضى، أضف إلى ضرورة تفعيل الدورات التأهيلية لكادر القسم من قبل مكتب الصحة والمنظمات للارتقاء بعملهن التمريضي وتقديم خدمة أفضل تتواكب مع التطورات العلمية.

 وأضافت: "نطالب بتوفير تغذية صحية ممتازة للمرضى في القسم وللقائمين على إدارة القسم من طبيبات وممرضات خلال ممارسة عملهن في النوبات، ومتابعة دور النظافة على اعتبارها من الإيمان ولأنها شرط أساسي بوجود النظافة على مدار الساعة داخل القسم والمستشفى. وأضافت: "نأمل من المحافظة ومكتب الصحة بلحج ومكتب المالية، بمنح كادر القسم كافة مستحقاتهم المالية ورفع سقفها المالي نتيجة للوضع الاقتصادي المتدهور ونظراً لعملهن على مدار الساعة، مع ضرورة صرف حوافز مالية تساعد القائمات على القسم من العطاء والارتقاء بالخدمة، بالإضافة إلى مطلب توظيف المتطوعات من لديهن مؤهلات، ونطالب أيضاً جهات الاختصاص في المحافظة بصرف مستحقاتهن المالية شهرياً وبانتظام وبكل يسر وسهولة وعدم تأخيرها، كون المتطوعات لا يمتلكن مصدر دخل غير هذا المستحق المالي، والذي للأسف لا يصرف بشكل منتظم وشهرياً".

 

المالية هي الإعاقة

"الأمناء" وفي ختام الزيارة إلى المستشفى استمعت إلى آراء بعض المرضى والمرافقين في فناء المستشفى، واتضح جلياً أن أسباب تدهور المستشفى بسبب القيود المالية التي تقوم بها مالية لحج من خلال اتباع إجراءات روتينية مهلكة للمستشفى بحجة الحرص على المال العام، ينتج عنها تمديد المعاملات المالية وعدم صرف أي استحقاق مالي سريعاً، وهذا التأخير أوجد أزمات متراكمة داخل المستشفى، بالإضافة إلى ضعف دور مكتب الصحة بلحج، بالرغم من الدعم المعنوي والمادي والزيارات التي يقوم بها المحافظ لغرض النهوض بوضع المستشفى، مما يبرز السؤال: هل المحافظ قادر على كسر تلك القيود المالية والتي هي من أبرز الأسباب في تدهور الخدمة داخل المستشفى؟ كما تساءل بعض الموظفين: متى سيتم تحويل المستشفى إلى هيئة؟ ولماذا إلى اليوم من عام 2022 والنظام المالي داخل المستشفى لا يزال وفقاً لموازنة عام 2014م؟!

 



شارك برأيك