- تصفح العدد الإلكتروني لصحيفة "الأمناء" الورقية رقم 1700 الصادر اليوم الأحد الموافق 23 فبراير 2025م
- انخفاض كبير في حركة الشراء بمديريات العاصمة عدن
- فلكي يكشف موعد تحري هلال رمضان لعام 1446هـ
- دراسة حديثة: 21% من اليمنيين يبيعون ممتلكاتهم لتأمين الغذاء
- ضبط قارب يقل 70 مهاجرًا غير شرعي قبالة سواحل شبوة
- مسؤولو إغاثة : وقف المساعدات يفاقم الأزمة الإنسانية ويزيد البطالة في اليمن
- الحوثيون يستهدفون مقاتلة "إف 16" أميركية بصواريخ أرض جو لأول مرة
- تعليق ترامب للمساعدات الأمريكية يفاقم أزمة اليمن الإنسانية
- البنتاغون يدرس خيارات الرد المناسبة على الحوثيين
- مصرع قيادي حوثي بارز في صعدة

قتل حلم الشابان الجنوبيان ( امان والخطيب ) الطامحان لمستقبل مزهر لحياتهما والمتمثل في مواصلة دراستهما الجامعية في المانيا – لكن هذا الحلم ذبح من وريدهما في صنعاء بعد ساعات من صعودهما سلم الطائرة الجاثمة في العاصمة الجنوبية عدن والتي اقلعت من المطار مصوبة قبلتها صوب مطار صنعاء .
لن ننسى ظلما جائرا مورس عنوة وبعنجهية وتكبر وغرور على أبناء الجنوب من قبل أبناء الاحتلال اليمني .. جرائم ارتكبت ترتقي إلى أن تكون جرائم حرب وإبادة جماعية وجب محاكمة مقترفها في محكمة العدل الدولية جراء بشاعتها وحقارتها ونذالة فاعليها.
هنا تذكرت حادثة أدمت قلبنا وتعرضنا بسببها للتهديدات بالقتل بسبب تعاطينا للجريمة البشعة التي ارتج منها عرش الرحمن لهولها – تخنقنا الكلمات وتتحشرج الحناجروتحتبس أنفاسنا ونحن نرص احرفنا وكلماتنا لقضية لم تمت فمازالت حية في قلوبنا وافئدتنا كونها لاتمت للإنسانية بصلة.
قتيلان دون ذنب ينتميان للجنوب على حلم بمستقبل واعد تم قتله في المهد وسحله في شارع وانتزاعه بصورة فجة من قبل أبناء الاحتلال اليمني – جريمة يقف خلفهاقياديا إخوانيا يمنيا يدعى الشيخ/ علي عبدربه العواضي ، ذو اللحية البيضاء المتدلية إلى صدره .
المكان والوجهة – بيت (بوس) شارع الخمسين ( صنعاء ) .. الزمان– الاربعاء (مايو) 2013م وفي تمام الساعة العاشرة والخمسة والاربعين دقيقة مساء وفي شارع ال(50) أعلن عن تنفيذ جريمة قتل استهدفت شابان جنوبيان كان في طريقهما إلى المأوى الكائن في (بيت بوس ) ومن ثم التحرك إلى السفارة الالمانية لأخذ تاشيرتهما والقاضيةالسماح لهما بمواصلة دراستهما في جمهورية ألمانيا.
الحدث – قتل الشابان الجنوبيان من أبناء عدن ( حسن جعفر امان وخالد الخطيب) .
الواقعة – كان الشابان العدنيان انفي الذكر وصلا إلى عاصمة الاحتلال اليمني وذلك لغرض أخذ موافقة السفارة الالمانية يوم الخميس بعد تحديدها للوقت سلفا لهما.. صديقهما( هشام القدسي ) وفي صالة المطار كان الانتظار في استقبالهما.. امان والخطيب يجرون حقائبهما بعد وصول الطائرة وحطت رحالها في مطار صنعاء.. ثم بعد هذا كان العناق بين الاصدقاء أدى في النهاية إلى فراق الاصدقاء– كحلم كلمح البصر كاد هشام وحتى يومنا هذا غير مصدقا لواقعة مجردة من الإنسانية بأن أصدقاءه( امان والخطيب ) كانوا هنا .. قضية نسردها اشبه بحكاية الف ليلة وليلة وبقية الاساطير الخرافية – لكنها واقعة حقيقية وقعت لم يستوعبها عقل حيوان مفترس اوتخطر على بال بشر حي في أرجاء المعمورة ( الأرض).
كانت الانطلاقة من مطار صنعاء صوب (بيت بوس) جنوب صنعاء ، وعبر شارع الخمسين سلكا طريقهما للوصول إلى ماواهما وعلى محياهم الفرحة التي بها حددت من قبل سفارة المانيا في صنعاء لوصول تاشيرتهما لإكمال دراستهما في المانيا .. هنا صعقت السماء واهتزت الأرض واعلنت صفارة انذار تصفية الشابان الجنوبيان وتحت حجة أنهما فحطا على موكب عرس بنات الشيخ/ العواضي ،كث اللحية البيضاء – وهو قياديا في التجمع اليمني للإصلاح ( عضو الهيئة العليا) للحزب الإخواني الإرهابي التكفيري .. لم يكن في حسبان شباب عدن ( حسن جعفر امان وخالد الخطيب ) بأن هناك خطرا على حياتهما من موكب عرس يمنع تجاوزه أو حتى لمجرد التفكير بذلك يجب عليهما التوقف حتى ينتهي الموكب من إكمال خط سيره.
كان الشارع واسعا ولا ازدحام البتة وبهكذا فإن تجاوزه عد تحديا سافرا للشيخ وبناته وجب قتل من يتجاوز العرس الميمون لزفاف الغواني بنات الشيخ القاتل والملطخة اياديه بدماء أبناء الجنوب.. حسن امان تجاوز الموكب وبجانبه زميله خالد الخطيب ،فيما كان صديقهما هشام القدسي في الخانة الثانية – فجأة استدارت سيارة شباب الجنوب ودون معرفة سبب طارى وبعد توقف السيارة المستديرة بسبب صدمة من طقم تابع لموكب العرس– (هشام القدسي ) قام بالنزول للتفاهم مع أفراد الطقم ولمعرفة سبب صدمهما فما كان منهم إلا أن اوسعوه ضربا وفي أعقاب البنادق حتى طرحوه أرضا ، من جانبه (خالد الخطيب ) نزل من السيارة وفي خطوات واثقة بأن لأخطاء مرتكب من قبلهما ، سارع لنجدةصديقه وفض الاشتباك لإنقاذ صديقه (هشام) وعلى منوال الوحوش هرعت سيارة جيب وعلى متنها أفراد ذو لحى، وعلى الفور صوبوا اسلحتهم باتجاه الشهيد المغدور ( خالد الخطيب) مرويا بدمه الأرض الذي ساح فيها – في ذات السياق الشاب الجنوبي ( حسن جعفر امان) لم يستوعب مايحدث وبذلك كانت يديه قابضة على سكان القيادة ورأسه منكسا خوفا ورعبا من موقف يشيب من الولدان وتنهد الجبال طولا وعرضا.. لم يكتفي القتلة بقتل (خالد الخطيب ) ربما أن شهيتهما وادمانهما على إرتكاب الجرائم جعلهم أيضا يحددون ضحيتهم الأخرى والمتمثلة قتل الشاب الجنوبي ( حسن امان) بينما (هشام القدسي) نجى بأعجوبة تم استغلالها من قبله أثناء قتل الخطيب وامان .
الحادثة ( الجريمة) الشنعاء التي لاقت تنديدات واسعة لاسيما من قبل الحراك الجنوبي الذي وصفها بأنها جريمة دبرت بأحكام من قبل قتلة الاحتلال اليمني كتصفية لأبناء الجنوب نتاج لفتاوى إباحية شرعنت في أن من قتل جنوبي جزاءه الفردوس الاعلى ولذلك تسابق المحتلون في قتل الجنوبيين تحسبا وتقربا إلى الله بحسب فتاويهم المحللة لدماءوالارواح الجنوبية.
امن الاحتلال اليمني لم يحرك ساكنا إزاء جريمة كهذه مشينة ومحرمة في كل الأديان السماوية.. بدوره قال القاتل ( علي عبدربه العواضي) في معرض رده على سؤال موجه إليه من قبل صحيفة ( الأولى) اليمنية عن تسليم قتلة الشابان الجنوبيان ( امان والخطيب) قال بأنه يجب التاني وعدم التسرع في إطلاق الأحكام جزافا عليه وعلى قتلته ، عارضا مليون ريال وسيارة تحكيم بحسب شرعهم ،الامر الذي تم رفضه من قبل أولياء الدم طالبين اولا القبض على القتلة وادخالهم السجن لتأخذ العداله مجراها.. عنجهية القيادي الاخواني اليمني وصلت حد الاستهزاء بأرواح بريئة أزهقت معتبرا ماحدث نسيا منسيا اي حدث عارض لاشي يجعله تسليم القتلة لطالما وأن شباب الجنوب الضحايا لاقبائل لهما ولا قوة أمنية أو عسكرية تبعهما وبوجهة نظرة بأنه هو القانون والقانون هو .
(هادي) الجنوبي والرئيس اليمني المؤقت حينها اكتفى ببعث برقية عزاء ومواساة لأهالي الضحايا متحسرا ومتاسفا لما حدث – هكذا كان قرار رئيسا منزوعا للصلاحيات وفاقد للهيئة كونه يدرك يقينا بأن حال اصدار قراره القاضي بإعطاء وزير الداخلية أمرا لسرعة التحرك والقبض على القتلة لن يتم تنفيذه وسيذهب جفاء وماخفي كان اعظم .. يقول نشطاء يمنيون بأن( هادي) أصبح أسيرا ومسيرا من قبل عصابة إخوانية تكفيرية ، وهذا مااثبتته الأيام والسنين – وحتى مابعد الانقلاب عليه واهانته من قبل أبناء الاحتلال اليمني لم يتعظ من دروسهم تجاهه وواصل تمسكه بهم إلى أن اطيح به إقليميا ودوليا.