آخر تحديث :الاربعاء 17 يوليو 2024 - الساعة:01:13:57
هدنة الشهرين تمنح فرق الإغاثة فرصة لإطعام الجياع في اليمن
(الامناء/العرب: )

أتاحت الهدنة التي بدأ تطبيقها في اليمن مع بداية شهر رمضان الفرصة أمام منظمات الإغاثة لتكثيف المساعدات للملايين من الجياع في البلاد، لكن من المتوقع أن يتفاقم سوء التغذية الذي يعاني منه الأطفال في حالة استئناف القتال أو عدم انتظام تمويل المساعدات.

وذكرت إيرين هتشينسون مديرة شؤون اليمن في المجلس النرويجي للاجئين أن "الفوائد المترتبة على الهدنة في أسابيعها الأولى كبيرة بالفعل". وتمكنت المجموعة من تقديم مساعدات إلى 12 ألف شخص في إحدى مناطق محافظة حجة التي لم يصل إليها أحد منذ أكثر من ثلاث سنوات.

ودمر الصراع اليمني المتفجر منذ ثماني سنوات اقتصاد اليمن وشرد الملايين وجعل أسعار المواد الغذائية بعيدة عن متناول الكثيرين. وتتزايد الضغوط بفعل ارتفاع أسعار الحبوب والسلع العالمية، نتيجة الأزمة الأوكرانية.

وقال ريتشارد راجان من برنامج الأغذية العالمي الذي يحاول إطعام نصف سكان اليمن، البالغ عددهم 30 مليون نسمة، في أحد أكبر برامجه على الإطلاق "يعيش العشرات من الملايين في اليمن على حد الكفاف".

ويعاني جياد جلال البالغ من العمر سنة واحدة من نقص النمو والضعف لسوء التغذية الحاد. وتبدو على جلده علامات الجفاف والتجعد كما أن جمجمته وأطرافه بارزة من شدة النحول.

ريتشارد راجان: العشرات من الملايين في اليمن يعيشون على حد الكفاف
ويعيش جياد في مخيم مؤقت للنازحين في خديش، بمحافظة حجة، إحدى أفقر مناطق اليمن. وهو واحد من 2.2 مليون طفل دون سن الخامسة، من بينهم 538 ألفا يعانون من سوء التغذية الحاد، والذين قدرت الأمم المتحدة، قبل وقف إطلاق النار، أن حالتهم ستتدهور إلى سوء التغذية بصورة حرجة هذا العام.

وقالت جدته زهرة أحمد "نأكل فقط ما يمكننا الحصول عليه من وكالات الإغاثة. قمح وفاصوليا ومثل هذه الأشياء. إذا لم نتلق الطعام، فإننا نأكل في بعض الأيام ونجوع في أيام أخرى".

وأضافت "نحن محاصرون بين الجوع والتعب. انظروا إلى الأطفال"، في إشارة إلى جياد الصغير الذي لا يستطيعون تحمل تكاليف نقله إلى العاصمة صنعاء لتلقي العلاج.

وأظهرت بيانات الأمم المتحدة في شهر مارس أن مشكلتي الجوع وسوء التغذية تفاقمتا هذا العام، وتوقعت أن تصل أعداد غير القادرين على تأمين الحد الأدنى من الغذاء إلى مستوى مرتفع جديد يبلغ 19 مليونا بين يونيو وديسمبر ارتفاعا من 17.4 مليون حاليا.

وقال تحليل لبرنامج "التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي" التابع للأمم المتحدة إن عدد من يواجهون ظروفا شبيهة بالمجاعة قد يرتفع من 31 ألفا إلى 161 ألف شخص.

وفي المهرة بشرق اليمن، قامت نساء في مخيم للنازحين يتألف من ملاجئ بالية بإشعال النيران في الهواء الطلق. وتقلي النساء كرات العجين كي يمضغها الأطفال، ويضعن الخبز في أفران الطين الساخنة.

وصرحت فاطمة قايد وهي أم لعشرة أطفال "نحن الكبار علينا التحلي بالصبر وتحمل الجوع لإطعام الأطفال. لو تعلمون كم أنا متعبة لأنني لا أطعم إلا أطفالي".

وأضافت أنهم لا يتلقون مساعدات إلا مرة واحدة في العام خلال شهر رمضان وأنهم يشترون الطعام عن طريق جمع وبيع العلب البلاستيكية، ونادرا ما يرون اللحوم.

وتغذي سهام عبدالحكيم، وهي أم لأربعة، أطفالها الصغار على السكر المذاب في الماء لأنها لا تستطيع الحصول على الحليب. وقالت المرأة البالغة من العمر 36 عاما "عندما أكون حاملا، لا أتناول الطعام تقريبا.. الشاي والخبز فقط".

الصراع اليمني المتفجر منذ ثماني سنوات دمر اقتصاد اليمن وشرد الملايين وجعل أسعار المواد الغذائية بعيدة عن متناول الكثيرين
وأعلن مبعوث الأمم المتحدة لليمن هانس غروندبرغ هذا الأسبوع أن الهدنة التي تستمر شهرين وبدأت في الثاني من أبريل صامدة إلى حد بعيد مع "انخفاض كبير في العنف وتراجع سقوط الضحايا المدنيين".

وتشمل الهدنة، وهي أول وقف للعمليات القتالية على مستوى البلاد منذ العام 2016، وقفا للعمليات العسكرية الهجومية والسماح باستيراد الوقود إلى المناطق التي تسيطر عليها جماعة الحوثي المتحالفة مع إيران وببعض الرحلات الجوية التجارية من صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون.

وقالت الخطوط الجوية اليمنية الأسبوع الجاري إنها ستبدأ تسيير رحلات ذهابا وعودة بين صنعاء وعمان في الأردن اعتبارا من السبت. ويسيطر التحالف العسكري بقيادة السعودية، الذي تدخل في مارس 2015 لدعم الحكومة اليمنية ضد الحوثيين، على المجالين البحري والجوي لليمن.

وقال راجان من برنامج الأغذية العالمي إن وقف إطلاق النار سمح للبرنامج والشركاء التجاريين بزيادة عمليات الطحن والتوزيع. وأضاف أن عمليات برنامج الأغذية العالمي متأخرة عن الجدول الموضوع لها بما يتراوح بين 60 و75 يوما بسبب التصعيد السابق في القتال.

وإذا لم يسمح السلام بإعادة بناء الاقتصاد اليمني، فإن ثمانين في المئة على الأقل من البلاد سيظل يعتمد على المساعدات الإنسانية. لكن في مارس تلقت الأمم المتحدة 1.3 مليار دولار فقط لعام 2022، أي أقل بكثير من المبلغ المنتظر والذي يبلغ 4.27 مليار دولار.

وجاءت تعهدات إضافية منذ ذلك الحين من السعودية والإمارات والاتحاد الأوروبي، لكن التمويل لا يزال غير مستقر. وخفض برنامج الأغذية العالمي منذ يناير الحصص الغذائية لثمانية ملايين شخص من أصل 13 مليون شخص يقوم بإطعامهم شهريا بسبب نقص التمويل.


مباشر انجلترا واسبانيا
مشاهده مباراه انجلترا واسبانيا
انجلترا ضد اسبانيا بث مباشر
انجلترا ضد اسبانيا بث مباشر

شارك برأيك