آخر تحديث :الاحد 22 ديسمبر 2024 - الساعة:15:07:33
صحف عربية: على من تضحك إيران؟
(الامناء نت / متابعات)

كشفت ردود الفعل الدولية والعربية على الهجمات الحوثية الإرهابية ضد الإمارات، حجم الرفض المتنامي للإرهاب الحوثي، ومن ورائه المحاولات الإيرانية المستمرة للتدخل في شؤون المنطقة بما يخدم أهدافها التوسعية من جهة، ومحاولتها تسجيل نقاط في مفاوضات فيينا من جهة ثانية. وحسب صحف عربية اليوم الجمعة، تمثل الردود المنددة، والمواقف المؤيدة للإمارات والسعودية، تنامي الوعي بخطورة التحدي الذي تمثله الهجمات الإرهابية الحوثية، وبضرورة وقفها، ووقف الدعم الإيراني ولجمه، خدمة لأهداف المنطقة الحقيقية.

السيسي في أبوظبي
وفي صحيفة "العرب" اللندنية، قال خير الله خيرالله: "ليس صدفة أن يجيء العدوان الأوّل للحوثيين على الإمارات مع عودة ثلاثة دبلوماسيين إيرانيين إلى جدة حيث مقرّ منظمة التعاون الإسلامي. ففيما كانت إيران توجه، عبر الحوثيين، صواريخها وطائراتها المسيرة في اتجاه أبوظبي ومطارها، كانت إيران تعيد ثلاثة من دبلوماسييها إلى السعودية" وأَضاف "الأكيد أن التوقيت لم يأت صدفة".

ويقول الكاتب "تنفتح إيران على السعودية وتهاجم الإمارات بالصواريخ والطائرات المسيرة. أكثر من ذلك، شنت هجوماً ثانياً على الإمارات، وهي الآن تهدد وتتوعد بواسطة الحوثيين الذين تحولوا مع الوقت إلى مجرد أداة إيرانية. على من تضحك إيران التي تعتقد أن لا وجود لنواة عربية صلبة تعرف تماماَ ما على المحك؟".

ويلفت خيرالله إلى أن زيارة السيسي إلى أبوظبي، تندرج في سياق الردود العربية المباشرة على المخططات الإيرانية، قائلاً: "لم تكن زيارة الرئيس المصري لأبوظبي سوى تأكيد للفشل الإيراني في التعاطي مع الدول العربية بالمفرّق. هناك قيادات في دول عربية تعرف خطورة هذه اللعبة وهذا الرهان الإيراني وهي مستعدة لمواجهتهما. تندرج زيارة السيسي لأبوظبي في هذه المرحلة الدقيقة بالذات في هذا السياق لا أكثر ولا أقل".

حزب الله على البحر الأحمر 
من جانبها تعرضت هدى رؤوف في "إندبندنت عربية" إلى الهجمات الحوثية الإرهابية على أبوظبي قائلةً إنها رسالة إيرانية مفادها أن طهران "ليس لديها أي نية للتراجع عن طموحها في الهيمنة الإقليمية عبر توظيف الأحداث في دول مثل في سوريا، أو لبنان، أو العراق أو اليمن. والدلالة الثانية أن الهجوم يعبر عن إحباط الحوثيين المتزايد من جهودهم الفاشلة على مدار العامين الماضيين للسيطرة على مدينة مأرب".

واعتبرت الكاتبة أن هذه الاعتداءات تطرح أسئلة عن "تحول الحوثيين ليكونوا تحدياً للانتشار يتجاوز الحرب في اليمن، ووكيلاً إقليمياً ضمن الأجندة الإيرانية، مستنسخين نموذج حزب الله اللبناني، وتكون الجماعة حزب الله الجنوبي، على البحر الأحمر".

وشددت الكاتبة على الدور الأمريكي السلبي في الأحداث الأخيرة، معتبرة أن قرار إدارة بايدن برفع الحوثيين من قائمة الإرهاب وضع واشنطن في موقف صعب وشكل "تراجعاً في قوة الردع الأمريكية ليس أمام إيران فقط، بل حتى وكلائها الإقليميين، لذا لا بد من عودة قوة الردع المتمثلة في الرد على أي تهديدات للمصالح الأمريكية في المنطقة ومصالح حلفائها، والتي تمتد حتى إلى تهديد الشحن والملاحة الدولية وتدفق الطاقة".

ضد الهمجية
من جهتها قالت صحيفة "الاتحاد" في افتتاحيتها، إن الهجمات الإرهابية الهمجية للحوثيين، لم تكن صدفة، أو اعتباطاً، بل رداً على مواقف وقرارات الإمارات، في الأزمة اليمنية.

وأوضحت الصحيفة أن الإمارات لا تريد في اليمن سوى " إنهاء معاناة الشعب التي يتحمل مسؤولية تفاقمها الحوثيون فقط، منذ انقلابهم على الشرعية في 2014" وهو ما لا يستسيغه الحوثيون، إلى جانب العمل على "تهيئة الظروف المناسبة ليحل ميناء عدن مكان ميناء الحديدة الذي تحول مقراً لتصدير الإرهاب" لذلك كان الرد الحوثي على هذه الرؤية، بل استهداف أبوظبي، في محاولة يائسة للتأثير في مجريات الأحداث.

وأضافت الصحيفة، أن الهجمات الحوثية، تقف على طرف نقيض مع المبادرات الإماراتية في اليمن، فالإمارات ضخت "23 مليار درهم، مساعدات الإمارات لليمن من 2015 حتى 2021 شملت كل القطاعات والبرامج التي تلبي حاجات الشعب. بينما الحوثيون يتصدرون سرقة المساعدات الدولية، وينتهكون الاتفاقات بما فيها اتفاق ستوكهولم لتهريب الأسلحة عبر ميناء الحديدة، بدلاً من استخدامه في إغاثة ملايين اليمنيين".

إن هذا التباين هو بالضبط ما كشف حقيقة الخطر الحوثي الذي "تجاوز كل الحدود في همجيته، صاروخاً كان، أو طائرة مسيرة، أو غير ذلك. ولا بد من حزم في التصدي له، يبدأ أولاً بإعادة تصنيف الميليشيات منظمة إرهابية بما يعطل شبكة دعمها مالياً وتسليحياً".

مساومة
أما في صحيفة "البيان" فلفت محمد الصوافي إلى أن "الإمارات كما هو موقفها الأساسي لا تعرف تقديم تنازلات مع الإرهابيين في أي مكان في العالم، وليس مع ميليشيا الحوثي فقط التي تطاولت على سيادتها بكل وقاحة"، معتبراً أن الهجمات الحوثية، تعكس اليأس من تحل مواقف أبوظبي، التي أكدت أنها "غير مستعدة للاستسلام أمام مجموعة من المجرمين اعتادوا على مساومة بعض الأنظمة في العالم أو التفاهم معهم سواءً فوق الطاولة أو تحتها. ولذلك فمع مرور الوقت ستكون ميليشيا الحوثي مثالاً ودرساً من الإمارات، عقدة الإرهابيين والمتطرفين، في كيفية مواجهة التنظيمات الإرهابية".

وشدد الكاتب على أن "التساهل مع هذه التنظيمات الإرهابية والجبن من مواجهة الداعمين لها فرخ هذه الميليشيات وجعلت العالم يعاني. وصارت المواجهة تقتصر على الإدانات والاستنكارات، وتخلت عن استخدام القوة المشروعة باعتبارها الوسيلة الوحيدة التي يفهمها هؤلاء، فهذا التردد أعطى مجالاً للحوثي ليعتدي على دول تقدم مساعدات إنسانية، ويختطف سفناً تحاول إنقاذ حياة اليمنيين، فحسابات هذه الميليشيا السياسية لا علاقة لها بالإنسان سواءً من مواطني اليمن أو في أي مكان في العالم، ما يهمها تنفيذ أجنداتها ومشروعاتها الأيديولوجية".




شارك برأيك