آخر تحديث :الاربعاء 18 سبتمبر 2024 - الساعة:15:42:49
الشهيد البطل مجدي "أبو حرب" وتاريخٌ حافلٌ بالتضحيات
(الأمناء نت / محمد ناشر مانع :)

كان مجدي، المولود عام 1988 ميلادية، يقطع مسافة ساعتين مشياً على الأقدام من بلدته الثيّلة إلى مدرسة الجبلة لمواصلة دراسته "الأساسي والثانوي"، وكان لجبال ردفان الشامخة الأبية نصيبها في تكوين شخصيته الفذة وإرادته الفولاذية وبسالته النادرة التي لا تلين، فضلاً عن انحداره من عائلةٍ ارتبطت حياتها بالنضال من فجر تاريخ الثورة الأكتوبرية المجيدة، فجده قاسم نصر أحد أبطالها الميامين، ووالده أحمد قاسم نصر من الكوادر الكفؤة لوزارة الداخلية في جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، وإليه أُسندت مهامٌ عديدة منها مديراً للأمن لعدد من مديريات محافظة شبوة ومنها بيحان وكان مجدي ثاني أولاده الثمانية:

مجدي أخيراً ومجدي أولاً شرعاً

           والشمس رأد الضحى كالشمس في الطَّفلِ

بعد أنهائه التعليم الثانوي التحق بالأمن و كان يتمتع بالنزاهة والتواضع والصفات القيادية وقدراتٍ عالية في كسب ثقة الناس وثقة قيادته التي منحته فُرَص التدريب في أرقى دول العالم بالولايات المتحدة الأمريكية رغم صغر سنه وحداثة التحاقه بالسلك العسكري. وعند توغل القوات الحوثية الغازية في الجنوب كان من الرجال الذين تطوعوا للدفاع عن الوطن وقاد المعارك في جبهة النخيلة، وفي المخا كان قائداً متميزاً لإحدى كتائب اللواء العشرين، وهناك نال شهرة واسعة لما وهبه الله من كفاءة مبهرة في القدرة على تحقيق الانتصارات بسرعةٍ مذهلة في كل العمليات الحربية التي يكون دوماً فيها بمقدمة صفوف الجنود الذين يقودهم، و من ثَمَّ تركه لقيادة الكتيبة بعد أن أحس بأن هناك عناصر تم الدفع بها للدخول معه في خلافات هو في غنى عنها، ولأن هذا الشاب النبيل يبني جسوراً متينة من العلاقات مع جنوده فقد ترك كل جنوده في الكتيبة عملهم تضامناً معه ولأنه رجلٌ من معدنٍ نقي أصيل فقد جلس مع الجنود وحثهم على البقاء فاقنع عددٌ منهم وآثر آخرون التضامن معه حتى تم استدعاؤه لاحقاً نظراً لحاجتهم إليه لقيادة اللواء الثالث عمالقة، فاستدعى كل الجنود الذين تركوا أعمالهم مؤازرةً له وضمهم إلى اللواء، فكان يوجه ضربات موجعة للحوثيين فتعرض هو و لواؤه للاستهداف بصواريخ الحوثي وكانت الضربة الصاروخية لجنود اللواء وهم يتدربون في العند هي الأعنف. كان لواؤه آخر الألوية التي انتقلت إلى شبوة ومن لحظة وصوله بدأ يبث الرعب في صفوف الأعداء من خلال تحقيقه الانتصارات المتسارعة في كل لحظةٍ و ساعة ودقيقة فحرر بيحان من الغزاة بفترة زمنية قصيرة. أصيب في اليوم السابق لاستشهاده بإصابة طفيفة لكنها لم تمنعه من مواصلة قيادة العمليات الحربية بنفسه في مقدمة صفوف جنوده حتى سقط في الثامن من يناير 2022 م شهيداً لترتقي روحه النقية إلى بارئها.

تغمده الله بواسع الرحمة والغفران وأسكنه فسيح الجنان، إنا لله وإنا إليه راجعون.


مباشر مباراه
مباشر مباراه
مباشر مباراه
مباشر مباراه
مباشر مباراه
مباشر مباراه
مباشر مباراه
مباشر مباراه
مباشر مباراه
مباشر مباراه
مباشر مباراه
مباشر مباراه
مباشر مباراه
مباشر مباراه
مباشر مباراه
مباشر مباراه

شارك برأيك