- تعرف على سعر الصرف وبيع العملات مساء الجمعة بالعاصمة عدن
- الموت بسلاح وحماية محور تعز.. سبعة أشهر وجثمان المواطن الراشدي في الثلاجة وقائد المحور يرفض تسليم شقيقه المتهم بإرتكاب الجريمة
- تزامنا مع وديعة سعودية بنصف مليار .. الشرعية تواجه موجة الانتقادات بحملة على الفساد
- شائعة الحملة العسكرية في المكلا.. مؤامرة خبيثة لتصدير الفوضى لحضرموت
- عقب هجوم استهدف صنعاء والحديدة .. الجيش الإسرائيلي يتوعد قادة الحوثي "لا حصانة لأحد"
- تفاقم أزمة الكهرباء في عدن وانقطاع التيار يصل إلى 18 ساعة يوميًا
- المجلس الانتقالي في لحج يؤكد دعمه لجامعة لحج ويدعو لحماية حرمها الجامعي
- الـرمال المتحـركة تحاصر وتطمّـر عدد من منازل المواطنين في الـوعـرة دون أي حلـول جـذرية من سلطة لحـج
- بعد عجز الدولة والجهات المختصة ..حملة خيرية لإعادة بناء وترميم مدرسة الشهيد الحدالي في الشعيب تتحدى عجز الدولة
- الحملة الأمنية لقوات العمالقة الجنوبية في الصبيحة تضبط شحنة ذخائر وقذائف مهربة
الأسبوع الماضي 16 ديسمبر بالتحديد 2014م، تدخل ذكرى الرحيل عامها 43 للشاعر الكبير الذي أثرى من حركة تطور الشعر اليماني وفي عدن بالتحديد والشعر العربي اضافة جديدة ففي شعره تمتزج الغنائية الرومانسية والثورية الجياشة ، حيث عاش مرحلة تحرر عنيفة صاخبة ثورية تحمل مصير مجتمعه..
بتحوله من الرومانسية المغولة في الإفراط التي وصلت إلى خدش المشاعر واخلاقيات المجتمع مستفيدا أو بفضل النقد الناصح الهادئ إلى الطريق القويم ، طريق إثراء الحياة وتعمير النفس البشرية وقفز من مجرد "الفن للفن" استهلاك إلى مسار "الفن للحياة" من زميله وتلميذه في مدرسة بازرعة وسط كريتر عدن المبدع سياسة وفن ووطنية المناضل الصحافي المتميز بالانحياز للبسطاء من الشغيلة والكادحين من كل أصقاع الوطن اليمني عبدالله عبدالرزاق باذيب. ولكون النقد أتى من هكذا قامة لم يكن للطفي الشاعر مرهف الحس رقيق المشاعر مسار إحباط أو يأس واستسلام بل حاضرا ودافع للتوجه للمشاعر الجياشة تجاه وطنه ومعاناة شعبه في ظل المحتل البريطاني الذي جاء وصفه في اشعار لطفي (بالانجليزي الحقير) وهذا أقل ما يقال من غاصب محتل مستفز وذلك من رائعته الشهيرة "المزهر الحزين"، يا مزهري الحزين.. من ينعش الحنين.. الى ملاعب الصبا وحبنا الدفين.
ملحمة يصف فهيا وقائع واحداث تضمنها مرحلة مهمة من مراحل تاريخنا الحديث والمعاصر دامت قرابة 130 عام من 1839-1967م، يروي خلالها قصة احتلال بريطانيا للجنوب اليمني آنذاك عبر شواطئ عدن (صيرة) بأسلوب بليغ وتسلسل تاريخي بديع.
مبتدأ بالذريعة الاستعمارية.. حين يتحفنا بالقول (انجليزي حقير رسا هنا)..الخ.
وظل لطفي منذ تخلصه من مسار (الفن للفن نزوة) إلى صاحب رؤية وموقف شعري واضح المعالم تجاه الأوضاع التي عاشتها عدن خاصة والجنوب عامة آنذاك في زمن المحتل البريطاني .
دور لطفي في تطوير الأغنية اليمنية
المتتبع للاغنية اليمنية في مسارها منذ الخمسينات يلمس دور الشاعر والفنان صاحب المواهب المتعددة الفنان الشامل حيث احدث في الاغنية تطورا يصل الى حد لغة الاغنية العربية الحديثة في مستواها الراقي من حيث المفردات والتصوير الفني والرؤيا والموقف والبنية اللغوية في عاميتها وفصحها وخصوصيتها في التواصل مع الزمن والاجيال.
وقد اعتبر الشاعر والكاتب د. عبدالعزيز المقالح اطال الله في عمره في ديوان الحضراني "لعلوان مهدي الجيلاني" لطفي جعفر امان ممن قفزوا بالشعر الحديث في بلادنا الى جانب الشاعر ابراهيم الحضراني واحمد الشامي وابراهيم الشامي قفزات سريعة وطويلة بمناداتهم بالممارسة الابداعية وليس بالبنيات وحدها تحطيم القيود التي تكبل الشاعر وتمنعه من الانطلاق الى الافق الرحب.
لطفي في مرآة النقاد العرب
قبل ما يقارب 49 عاما بالتحديد 1965م تناول الاستاذ فوزي عبدالقادر الميلادي من مجلة الشعر العدد 20 السنة الثانية من شهر اغسطس التي كانت تصدر عن وزارة الثقافة والارشاد القومي من مصر يوم كان العربان اخوة واصحاب نخوة حتى اواخر الستينات.
شاعر من عدن
يقول الناقد الميلادي بعد الاستهلال عن دور العاطفة في الشعر وارتباطها بالوحدة العضوية وهو بصدد تناول ديوان (الدرب الاخضر) للشاعر لطفي جعفر امان عندما وصلت الى نهاية الصحائف.. والقول للناقد الميلادي استبان لي ان عددا كبير من قصائد الديوان (الدرب الاخضر) على اختلاف مستوياتها واختلاف موضوعاتها تصدر عن نبع واحد يكفل للديوان وليس كل قصيدة على حدة نوعا من الوحدة الفنية هذا النبع هو عاطف الحب التي تجيش بصدر الشاعر لطفي امان وتملك عليه حياته وافكاره ومشاعره وقد انتقى الناقد مثلا مدونيا من ديوان "الدرب الاخضر" يؤكد ان معظم اعمال لطفي تنبع من تجربة ذاتية او انسانية مشوبه بعاطفة تهز الوجدان لذا تأتي قصائده متنفسا ثم يأتي الاطار والالفاظ ذات الاجراس الموسيقية الشجية المنتقاة بريشة فنان وفي مسار حديث الناقد الميلادي يتدرج شاعرنا شاعر الحب والثورة والوطن من محيط الاسرة الى المجتمع ومن ثم المحيط العربي الكبير ومنه الى رحاب الانسانية فقد طاف البلاد واختلط بالعباد من كل الاجناس وعاش من ادغال البلاد الافريقية وهذه حكاية سيكون لنا معها شأن اخر في مجال العطاء الانساني الذي ينضح من رسائله للاهل والاصدقاء من الغربة ومن على سرير المرض ومع اخر رمق ونفس من حياته.
ويورد الناقد مقاطع في مجال الاسرة يصعد من خلالها الشاعر لطفي جعفر امان الى روائع عيون شعر الحنين.