- تصفح العدد الإلكتروني لصحيفة "الأمناء" الورقية رقم 1684 الصادر اليوم الأحد الموافق 22 ديسمبر 2024م
- د. عبدالجليل الشعيبي يلقي محاضرة حول الأزمة اليمنية في اتحاد نقابات المملكة المتحدة
- نتنياهو يتوعد .. وشعبة الاستخبارات تحدد قائمة "أهداف عسكرية" تتبع الحوثيين في اليمن
- "الأمناء" تكشف تفاصيل الضربات الإسرائيلية على الحوثيين ..
- «الأمناء» تنشر تفاصيل لقاء الرئاسي وسفراء الرباعية وفرنسا
- دبلوماسي وسفير سابق : خيار تحويل اليمن إلى دولتين قد يكون حلاً للأزمة الحالية
- القصف الإسرائيلي يضع الحوثيين إزاء خيار صعب بين مواصلة "دعم غزة" وحماية سلطتهم من الانهيار
- رئيس جامعة عدن يلتقي بوفدٍ من مؤسسة الدعم الدولي الأوروبية
- فريق التواصل وتعزيز الوعي السياسي يزور اللواء الخامس ويتفقد سد سبأ ومتحف ردفان بلحج
- السعودية واليمن تتفقان على تأسيس 3 شركات للطاقة والاتصالات والمعارض
كشف التطورات المتسارعة في الأزمة الجديدة بين لبنان ودول الخليج العربية، حجم المأزق الذي وقعت فيه بيروت بسبب حزب الله من جهة، وبسبب عجزها عن لجمه من جهة ثانية، ما وضعها بين فكي كماشة تدهور سياسي وانهيار اقتصادي مخيف.
ووفقاً لصحف عربية صادرة اليوم الخميس، يبدو حزب الله، مثل آلة هدم لا تكل ولا تمل ضرب جذور لبنان، وهز بنيانه، من أجل أهداف لا علاقة لها بانتظارات وطموحات اللبنانيين، الذين تحولت حياتهم إلى جحيم حقيقي، بعد انهيار العملة، وتوقف عجلة الاقتصاد، في انتظار ما سيحمله قادم الأيام.
الإمساك بقرني لبنان
في صحيفة العرب اللندنية، يقول فاروق يوسف: "لبنان بلد منهَك ومنتهَك، مُحتَل بطريقة تبتز الوطني المقاوم بالسيادي الزائف، بحيث يبدو احتلاله كما لو أنه جزء من بنيته الطائفية التي يقوم عليها نظامه السياسي".
وأضاف "إذا كان حزب الله قد خطط ونجح في الوصول إلى أهدافه، فإن ذلك النجاح يعد فشلاً للآخرين الذين تقاعسوا وتكاسلوا وفاتهم القطار غير مرة ولم يتعلموا النهوض من النوم مبكرين، لم يستنجدوا إلا بعد أن وجدوا أنفسهم يقفون خارج الحلبة".
وأوضح الكاتب "ما فعله حزب الله من أجل الإمساك بقرني الدولة اللبنانية كان مرئياً وتحت النظر، لم يفعل أي شيء في الخفاء، كان واضحاً إلى الدرجة التي يمكن من خلالها توجيه الاتهام إلى الآخرين بالتواطؤ معه أو العمى الذي كان سببه الغرق في المصالح الشخصية، بحيث لم يكن لبنان إلا سبباً للحصول على المزيد من الأموال".
وتابع "لقد أُهدرت أموال تكفي لإقامة دولة مثالية في ذلك البلد الصغير، في ملء جيوب زعماء طوائف تم استضعافها حتى غدت غير مرئية في ظل سطوع نجم حزب الله"، مشيراً إلى أن إيران لم تنفق ما أنفقه الآخرون في لبنان، وقال "الخطأ يكمن في غياب المشروع، أما التخلي عن لبنان وهو في أمس الحاجة إلى مَن يحميه من فظاظة ورثاثة وتفاهة وانحطاط وفساد فهو خطوة يمكن أن توسع من حجم الانهيار الشامل".
"ممانعة" مالية
وفي صحيفة الشرق الأوسط، قالت هدى الحسيني، إن حزب الله اللبناني بعد التصعيد الكبير الأخير في لبنان، وتعمده الضغط على الحكومة من جهة وعلى اللبنانيين بشكل عام من جهة أخرى، يُخفي على عكس ما يصدر عنه في الإعلام وفي التصريحات، حجم الأزمة الخانقة التي تردى فيها، بعد قطع طهران خط التمويل.
ويُدرك الحزب أنه لا خلاص من الأزمة، إلا الاتفاق النووي المعلق، وعودة إيران إليه، طمعاً في استئناف تمويله بعد رفع العقوبات عن طهران. وتضيف الكاتبة "يجاهر نصر الله بأعلى صوته أن للحزب 100 ألف مقاتل تكلفتهم الشهرية بأقل تقدير تفوق 50 مليون دولار بين رواتب، وعتاد، وطبابة، وهو يعلم أنه حتى لو كان هذا الرقم صحيحاً، وهو غير ذلك، فإن العدد هو أمر ثانوي لا قيمة له في ظل التكنولوجيا الحديثة والمسيّرات الجوية، والأهم من هذا، حرب الاقتصاد والتجويع التي تحول الجيوش إلى عبء".
وتعتبر الكاتبة أن إيران "وفي وضع سيئ كهذا، كان من البديهي أن تتوقف الدولة عن تمويل كثير من نشاطات أذرعها في الخارج وطلب المرشد من قيادات الأذرع أن تسعى إلى التمويل الذاتي بشتى الطرق المتاحة، وهنا لب مشاكلها" ما دفع حزب الله إلى تعزيز التوجه لإنشاء الخلايا والشبكات في أمريكا اللاتينية لتهريب المخدرات، والعمل على إنتاج المخدرات محلياً، وتهريبها إلى دول الخليج لجني المال فكانت صناعة الكبتاغون التي ذاع صيتها عند القاصي والداني" كلها مؤشرات على حجم المأزق المالي الخطير الذي يعانيه حزب الله، ما يجعل أمله الوحيد للنجاة، التوصل إلى اتفاق جديد مع إيران، ورفع العقوبات عنها، طمعاً في عودة تدفق الأموال، لإنقاذ ما يُمكن إنقاذه.
جبر ضرر
ومن جهتها، قالت صحيفة الجريدة الكويتية، إن رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي، جدد "تأكيد موقفه من أولوية العلاقات الأخوية التي تربط لبنان بدول الخليج، وضرورة تغليب المصلحة الوطنية العليا، في الشأن السياسي وفي العلاقات الدولية، على المصالح الفئوية والشخصية".
وأوضحت الصحيفة، أن التطورات الأخيرة في لبنان بعد قضية تصريحات جورج قرداحي المسيئة، وقرار السعودية، والبحرين مطالبة السفيرين اللبنانيين بالمغادرة، كشف حجم المعاناة المستمرة التي يكابدها لبنان، بسبب تحريض حزب الله، وحلفائه، ما دفع سفيري لبنان في السعودية فوزي كبارة، وفي البحرين ميلاد نموّر، يُعربان لرئيس الحكومة "عن تخوّفهما من تفاقم تداعيات هذه الأزمة على مستقبل العلاقات الثنائية بين لبنان ودول الخليج، وانعكاسها على مصالح اللبنانيين والجاليات هناك"، وأكدا له أن "كل يوم تأخير في حل الأزمة سيؤدي إلى مزيد من الصعوبة في ترميم هذه العلاقات وإعادتها الى ما كانت عليه سابقا".
ونقل السفيران إلى رئيس الحكومة "تأكيد المسؤولين السعوديين والبحرينيين لهما، لدى مغادرتهما، حرصهم العميق على الروابط الأخوية الوثيقة وعلى الصداقة المتينة التي تربطهم بالشعب اللبناني بكل فئاته" ما يعني أنهم يحملون الحكومة اللبنانية المسؤولية كاملةً عن تدري وتدهور هذه العلاقات، ومسؤولية إصلاحها وجبر الضرر.
تعنت
وفي صحيفة أخبار الخليج قال السيد زهرة: "في لبنان، معروف أبعاد الأزمة التي فجرتها تصريحات وزير الإعلام اللبناني بين لبنان ودول مجلس التعاون الخليجي وما صاحبها من إجراءات وتطورات".
ويضيف الكاتب "الأمر الملفت هنا أن أفراد الطبقة السياسية اللبنانية، وعلى رأسهم بالطبع حزب الله والمتحالفون معه، يصرون إصراراً حاسماً على رفض الإقدام على أي خطوة من أي نوع يمكن ان تخفف من الأزمة أو تمهد لانفراجة. هم يرفضون مثلاً بشكل قاطع أن يقدم وزير الإعلام استقالته أو أي إجراء آخر".
ويعتبر الكاتب أنهم" يصرون على التصعيد وتأجيج الأزمة بمواصلة شن الحملات على السعودية.
مؤخراً مثلاً زار حسام زكي الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية لبنان لاستكشاف إمكانية حلحلة الأزمة. وكان من رأيه، وهو على حق بالطبع، أنه لأن الأزمة بدأت من لبنان فإنه يجب أن تأتي المبادرة من لبنان أيضا. وطرح بعض الأفكار في هذا الخصوص. لكن الملفت أن حزب الله بالذات أصر وبشكل فوري على رفض أي فكرة أو اقتراح. رفض مثلا فكرة أن يعود الوزراء المرتبطون به إلى الحكومة كبداية لبحث الأزمة.أصروا على رفض أي فكرة او اقتراح رغم أن هذه كانت فرصة لحلحلة الأزمة تحت مظلة الجامعة العربية".
ويضيف الكاتب أن "القوى الطائفية في لبنان تريد أن ترسخ الاعتقاد في لبنان ولدى كل الدول العربية بأن هذه الهيمنة الطائفية على مقدرات لبنان هو واقع راسخ لا يمكن أن يتغير وأن الكل يجب أن يرتب نفسه على هذا الأساس".