آخر تحديث :الاحد 22 ديسمبر 2024 - الساعة:21:43:33
صحف عربية: محاولة اغتيال الكاظمي...رسالة إيرانية على جناح طائرة دون طيار
(الامناء/وكالات:)

أدخل استهداف رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي، ومحاولة اغتياله فجر الأحد، العراق في منعرج خطير جديد، وأطلق على ما يبدو شرارة مواجهة كانت مؤجلة بين الكاظمي من جهة والميليشيات الموالية لإيران من الحشد الشعبي، بدأت في التفاقم بعد الانتخابات الماضية، وخسارة أحزاب طهران، نفوذها في البرلمان، في مقابل تنامي حظوظ الكاظمي في رئاسة الحكومة الجديدة.
ووفق صحف عربية صادرة اليوم الإثنين، خسرت الميليشيات الموالية لإيران في العراق، كل فرص قبولها في الحكومة المقبلة، بعد محاولة اغتيال الكاظمي التي أتت بعد ساعات من تهديدات صريحة أطلقتها ميليشيات موالية لإيران في العراق، ضد الكاظمي شخصياً.
من صندوق الاقتراع إلى السلاح
قال موقع "إندبندنت عربية"، أن محاولة الاغتيال أتت بعد ساعات من تهديد ميليشيات موالية لإيران للكاظمي، بعدصدامات بين القوات الحكومية ومناصرين للفصائل المسلحة خلفت عدداً من القتلى والجرحى.
ويبدو أن التصعيد الأخير في العراق، محاولة من الميليشيات الموالية لإيران، لإفشال المفاوضات على تشكيل حكومة جديدة، بقيادة التيار الصدري الفائز في الانتخابات الماضية.
ويرى الباحث في الشأن السياسي هشام الموزاني، وفق الموقع، أن محاولة الاغتيال رسالة من الأطراف المسلحة الخاسرة في الانتخابات إلى الكتل السياسية مفادها أن "معادلة السلاح لا تزال الفاعل الأكبر في صياغة المشهد السياسي العراقي"، ويشير الموزاني إلى أن ما أثار الميليشيات محاولات الصدر "إعادة تشكيل المحاصصة بشكل يتفق مع مخرجات الانتخابات الأخيرة ويقصي القوى المسلحة"، مبيناً أنه سبب لجوء الميليشيات إلى "أقصى الضغوط لاستعادة أدوارها السياسية".
رسائل حارقة
وفي موقع "الحرة" رجح الباحث في مركز "تشاثام هاوس" ريناد منصور، أن يكون هجوم الأحد "مرتبطا بعملية تشكيل الحكومة"، وأوضح منصور أن الهجمات بالطائرات دون طيار "باتت استراتيجية شائعة لإرسال رسائل تحذيرية، هي تحذير للكاظمي لكن أيضاً لمقتدى الصدر" الفائز بأكبر عدد من النواب، وفق النتائج الأولية.
أما رئيس مركز التفكير السياسي، إحسان الشمري، فيرى أن محاولة اغتيال رئيس الوزراء ليست "رسالة تحذير، بل هي محاولة تصفية سياسية"، وقال الشمري إن الأطراف التي تقف وراء محاولة الاغتيال "قد تكون على علم بأن الكاظمي لديه حظوظ والصدر قد يعيد طرح اسمه"، وأن الاستهداف هدفه إبعاد الكاظمي عن الترشح نهائياً.
 
ويتفق الباحث السياسي، بسام القزويني، مع الشمري في أن "عملية الاستهداف الفاشلة هي رسالة واضحة بأن لا يتولى الكاظمي ولاية ثانية، الرجل مؤمن بالعملية الدستورية والقانونية ولم يفرض نفسه ولم يدخل في حزب خلال الانتخابات الأخيرة".
ويؤكد القزويني في حديث لـ "الحرة" أن الاستهداف يهدف إلى التأثير في "طاولة المفاوضات" لتشكيل الحكومة. 
حل الحشد الشعبي
ومن جهتها قالت صحيفة "العرب" إن إيران بعد محاولة الاغتيال، وفق مقربين من الكاظمي، سعت للتنديد بها "لأنها فشلت" فالطائرات دون طيار إيرانية، والميليشيات التي أطلقتها إيرانية، وأوامر التنفيذ إيرانية، أما التنديد فهو نفسه "تقية" إيرانية.
ويقول مراقبون إن "محاولة الاغتيال الفاشلة يُفترض أن تضع حداً لبقاء ميليشيات الحشد الشعبي، قوة مسلحة شاذة، تمارس التهديدات وترتكب الجرائم وتخدم أجندات إيران، بينما تتلقى أموالاً من الحكومة العراقية".
واعتبر مسؤول أمنى عراقي رفيع أن استهداف منزل الكاظمي "مغامرةً بكل ما تبقى من رصيد تمتلكه الميليشيات على أمل تغيير مجريات الأحداث التي تجري بما لا يصب في صالحها".
وقال المسؤول في تصريح لـ"العرب"، إن "الميليشيات الولائية وعدد من قادة الأحزاب أمام مفترق طرق، فإما أن يكون لهم موقع في الحكومة الجديدة يحافظ على وجودهم أو يفعّلون سيناريوهات معدة مسبقاً لإرباك الوضع".
ورجح أن يكون السيناريو الحوثي إحدى الخطط التي تفكر فيها الميليشيات الشيعية لفرض الأمر الواقع، عندما تفقد الخيارات الأخرى للبقاء والسيطرة على الدولة.
ووصف برلماني عراقي فائز في الانتخابات الأخيرة، استهداف منزل الكاظمي بدلالة واضحة على أن الفصائل المسلحة مستعدة للوصول إلى أقصى تصعيد ممكن في سبيل الحصول على الكراسي التي حرمها منها قانون الانتخابات الجديد وقوة تنظيم القوى المنافسة.
وعبر البرلماني في تصريح لـ"العرب" عن اعتقاده بأن العراق مقبل على صدامات مسلحة طرفها الأول الحكومة و"سرايا السلام" للتيار الصدري، وطرفها الثاني الفصائل المسلحة المدعومة من إيران.
اغتيال الدولة...
وفي صحيفة "أخبار الخليج"، قال السيد زهره، إن الأمر‭ ‬ليس‭ ‬في حاجة‭ ‬الى‭ ‬اجتهادات‭ ‬كثيرة‭ ‬لمعرفة‭ ‬ ‬الجهة‭ ‬التي‭ ‬تقف‭ ‬وراء‭ ‬المحاولة‭ ‬الإرهابية‭ ‬لاغتيال‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬العراقي‭ ‬الكاظمي.
وأضاف "هي‭ ‬نفس‭ ‬الجهة‭ ‬التي‭ ‬بمجرد‭ ‬أن‭ ‬ظهرت‭ ‬نتائج‭ ‬الانتخابات‭ ‬الأخيرة‭ ‬واكتشفت‭ ‬أن‭ ‬الشعب‭ ‬نبذها‭ ‬ولم‭ ‬يمنحها‭ ‬الا‭ ‬عدداً‭ ‬محدوداً‭ ‬من‭ ‬المقاعد‭ ‬النيابية"‭ ‬هددت‭ ‬بإلغاء‭ ‬الانتخابات،‭ ‬ومنع قيام‭" ‬برلمان‭ ‬أو‭ ‬حكومة‭ ‬بناء‭ ‬على‭ ‬النتائج‭ ‬المعلنة، وهي نفس الجهة التي واصلت إطلاق تهديداتها"‭.
ويرى الكاتب أن "هذه‭ ‬المليشيات‭ ‬العميلة‭ ‬لإيران‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬لا‭ ‬تتصور‭ ‬أبداً‭ ‬أن‭ ‬توجد‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬حكومة‭  ‬بعيدة‭ ‬عن‭ ‬هيمنتها‭ ‬وسيطرتها‭ ‬أو‭ ‬برلمان‭ ‬لا‭ ‬تتحكم‭ ‬فيه"، موضحاً‬ أن "جريمة‭ ‬الكاظمي‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬هذه‭ ‬المليشيات‭ ‬أنه‭ ‬قاد‭ ‬إجراء‭ ‬انتخابات‭ ‬بلا‭ ‬تزوير‭ ‬بشهادة‭ ‬الجميع‭ ‬أظهرت‭ ‬حجمهم‭ ‬الحقيقي‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬وحقيقة‭ ‬موقف‭ ‬الشعب‭ ‬منهم‭ ‬ورغبته‭ ‬في‭ ‬نبذهم‭ ‬وإقصائهم"‭.‬




شارك برأيك