آخر تحديث :الاحد 14 يوليو 2024 - الساعة:01:00:55
صحف عربية: تصريحات قرداحي تعيد التذكير بـ "ناكري المعروف"
(الامناء/وكالات:)

استدعت المملكة العربية السعودية، الجمعة، سفيرها لدى بيروت وأمهلت السفير اللبناني لديها 48 ساعة لمغادرة البلاد، فيما اتخذت مملكة البحرين إجراءات مماثلة في أحدث تداعيات للأزمة التي سببتها تصريحات وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي.
وسلطت صحف عربية صادرة اليوم السبت، الضوء على الأزمة التي سببتها هذه التصريحات وعلى المأزق الذي دائما ما تضع ميليشيا حزب الله، لبنان فيه، بسبب تغليبها مصالح إيران على مصالح اللبنانيين.
سياسات عدائية
وقالت صحيفة "عكاظ" السعودية، إن "المملكة قيادة وشعباً تكنان للبنان أرضاً وشعباً، مكانة كبيرة وبالغة الأهمية، وإن الإجراءات التي تم اتخاذها تجاه العلاقات الدبلوماسية لا تستهدف الشعب اللبناني بقدر ما تستهدف سياسات حكوماتهم العدائية وغير النزيهة، التي لا تتفق لا مع مبادئ الأخوة العربية ولا حسن العلاقات مع البلدان".
وأضافت الصحيفة "لطالما وقفت المملكة مع لبنان سياسياً واقتصادياً، وحافظت على أمنه وسلمه الأهلي والاجتماعي وجنبته ويلات الحروب والاقتتال، إلا أن الحكومات اللبنانية ترد على هذا الإحسان بالإساءات المتكررة، وهو ما يعتبر خطاً أحمر بالنسبة للسعودية في علاقاتها مع الدول العربية".
وتابعت أن "الطبقة السياسية الحاكمة للبنان وحدها من يتحمل مسؤولية بلوغ العلاقات مع السعودية إلى هذا الحد المؤسف الذي لم تكن لتلجأ إليه الرياض لولا استمراء السياسيين اللبنانيين من وزراء وغيرهم إساءاتهم المتعمدة تجاه المملكة".
وقالت: "لم تكن الإساءات القادمة من لبنان باتجاه المملكة بالأمر الجديد، حيث أتت مسبقاً وطويلاً من حزب الله الإرهابي"، مشيرة إلى أن الحكومة اللبنانية صمتت أمام تكرار الإساءات من وزراء الحكومة نفسها، وهو ما يعني أنها موقف رسمي من الدولة.
ناكرو المعروف
وقال علي العامودي الكاتب في صحيفة "الاتحاد" الإماراتية: "ليس أول ولا آخر ناكري المعروف على الساحة، إلا أن سقطة جورج قرداحي سواء بصفته الشخصية أو المهنية أو كوزير للإعلام في لبنان المنكوب، تمثل صورة من صور الحالة اللبنانية وليدة اختطاف حزب الشيطان اللبناني الإرهابي لبلد جميل وحضاري كلبنان الشقيق نكن له كل الحب والود والتقدير، وقد أصبح مسلوب الإرادة والسيادة".
وأضاف "جورج قرداحي صنع اسمه وشهرته من منصاتنا وأموالنا الخليجية، ونجح في الترويج لنفسه حتى وصل وأصاب شهرة واسعة ومكانة أكبر من حجمه الحقيقي طبقت الآفاق، ولولا الفرصة الخليجية لجمد وتجمد به الزمن، وظل قارئاً لنشرة أحوال الطقس في قناة (المنار) في أفضل الأحوال، عند المواقف الصعبة وتحديد الخيارات المصيرية تسقط الأقنعة وتتكشف الوجوه وما في داخل النفوس القبيحة، مهما حاولت تجميلها بالمساحيق".
وتابع "قرداحي عندما كان يحل ضيفاً على مجالسنا ومنتدياتنا يحظى بتكريم وتقدير لم يكن ليحلم به، كان يتقدم الصفوف ليكون في الأمامية منها مع كبار رجالات البلاد والأعيان المسؤولين. ولكنه اختار أن يكون أعمى الخيارات والرؤى، بعد أن انكشفت رؤاه والجهات التي تقف خلفه، وهولا يساوي فقط بين مليشيا إرهابية مدعومة من إيران وجيوش دول لديها عقيدة عسكرية وملتزمة بقواعد الاشتباك الدولية المتعارف عليها، تحرص على أرواح وممتلكات المدنيين والبنى التحتية للبلدان، ليس ذلك فحسب، بل يبرر الاعتداءات اليومية للميلشيات الحوثية الإرهابية على المدنيين والمنشآت العامة في جنوب المملكة العربية السعودية الشقيقة التي قدمت مع الإمارات الأرواح والأموال ما يفوق الوصف والتعداد، وهما ليستا بحاجة لمجاملة من أحد".
واختتم بالقول: "ما يثير الشفقة الحال الذي وصل إليه لبنان الحضارة والبلد العريق على يد (زعران الضاحية)، ولكن يظل الدرس المستفاد من السقطة المدوية للنجم الذي هوى، أن نعتني ونهتم بصنع نجومنا ونقدم لهم كل العناية والرعاية والاهتمام، لأن الاستثمار فيهم يثمر وينفع بعيداً عن الانتهازيين ناكري المعروف".
انهيار الدولة
ورأى الكاتب في صحيفة "النهار" إبراهيم حيدر، أنه لا يمكن وصف ما يجري في لبنان إلا بالسقوط وانهيار الدولة وغياب معالمها ودمار مؤسساتها، مضيفاً "فإذا التأم مجلس النواب للتصديق على مواعيد الانتخابات النيابية، لا يعني ذلك أن الأمور على ما يرام، فيما تتعطل الحكومة والمؤسسات ولا يستطيع الناس تدبر أمورهم".
وقال: "بالنسبة إلى قوى سياسية وطائفية يتقدمها حزب الله ليس مهماً عودة الحكومة إلى اجتماعاتها وتحمل مسؤولياتها، وأيضاً لا يقدم تقريب موعد الانتخابات أو ترحيلها ولا يؤخر في أجندته السياسية ومشروعه، فالبلد كله في حالة فوضى وانهيار".
وأضاف "الوقائع تشير في غير مكان إلى أن الحياة السياسية في لبنان لم تعد تحكمها معادلات وتوازنات كرستها الصيغة اللبنانية تاريخياً، فالتركيبة انهارت وتفككت لمصلحة فائض القوة التي يمتلكها الحزب فيما سلخت الممارسات السياسية والتقاليد الجديدة والأعراف التي تكرست بالأمر الواقع، لبنان من انتمائه العربي وباتت هويته مشوّهة ملحقة".
وتابع "هناك قوة سياسية وطائفية هي حزب الله تمتلك فائض قوة وأكثر تنظيماً ولديها مشروع بامتدادات إقليمية وبمرجعية خارجية، وتعبّر عن قوتها بوضوح وتستخدمها لتنفيذ أجندتها وأيضاً في إطار الصراع الإقليمي، وهو لا يخفي ذلك، هذه القوة تمكنت من تطويع غالبية المكونات والتمدد في بيئاتها، يتبيّن من خلال الممارسات أن الحزب يُمسك بكل مفاصل الدولة وهو الأقوى ويفرض ما يريد من طريق الهيمنة".
وقال إن "لبنان بات بلداً مهجّناً، ساهمت كل قواه بتفكيك الدولة وتشويه نسيجه الاجتماعي. ليس الموضوع الأمن والحروب الأهلية فقط، إنما الانهيار الاجتماعي والتفتت والجوع، وسُلخ لبنان عن عالمه العربي، وفي هذا يتحمل "الحزب" المسؤولية الأولى في هذا الأمر، بالعداوة التي كرّسها باسم الإيرانيين".
اختطاف لبنان
بدوره رأى الكاتب في صحيفة "العرب" الحبيب الأسود، أن جورج قرداحي نموذج من فئة منتشرة في المنطقة العربية تتحالف ضمنيا مع أعداء العروبة وتقف في صفهم بزعم الانتماء إلى محور المقاومة الذي تحول إلى حصان طروادة لاختراق المنطقة.
وقال: "لم يكن لبنان في حاجة إلى المزيد من التأكيد على أنه دولة مختطفة من قبل حزب الله وحلفائه ممن يريدون انتزاعه من جذوره العربية ليكون مجرد عربة في قطار الأطماع الفارسية".
وأضاف "تم ترشيح قرداحي لمنصب وزير الإعلام من قبل تيار المردة بزعامة سليمان فرنجية، ووجد ذلك هوى لدى الرئيس عون والتيار الوطني الحر، ولاسيما أن قرداحي معروف بدورانه كمتصوف في حلقة حزب الله، وبانتمائه إلى الطيف المسيحي المتحالف مع القوى الشيعية المرتبطة عقائديًا وسياسياً بالمشروع الفارسي الإمبراطوري التوسعي الذي يناصب دول الخليج العداء".
وتابع "كثيرون هم أدعياء القومية العربية الذين يدافعون عن الحوثيين، وهم في الأصل يدافعون عن المشروع الإيراني، ولا يرون مانعاً من فتح أبواب ونوافذ بلدانهم لاستقبال الغزاة الفرس بزعم الانخراط في مشروع المقاومة والممانعة، فيما يهاجمون دول الخليج العربي، وعندما تضيق السبل بدولهم لا تجد إلا تلك الدول لتمد لها يد العون والسند".
واختتم بالقول: "قد يكون هناك من يحملون نفس قناعات قرداحي، ولكن الثابت أنهم لن يغيروا الواقع ولن يحددوا ملامح المستقبل، ربما لسبب واحد وهو أن الدول القوية لا تهتم بالشعارات الجوفاء، ولغة العقل هي التي ستنتصر على مدغدغي المشاعر".



شارك برأيك