آخر تحديث :الاربعاء 27 نوفمبر 2024 - الساعة:12:52:55
حوار صحفي مع القائد بشير الحوشبي احد أعمدة الثورة الجنوبية المعاصرة
(الامناء نت/خاص)

تجشمنا صنوف العناء خلال المراحل النضالية المختلفة حتى توجت تضحياتنا بالنصر تحت قيادة الرئيس عيدروس الزبيدي


يعد القائد "بشير صالح حسن الحوشبي" أحد مؤسسين جمعية العاطلين عن العمل والحراك الجنوبي في مديرية المسيمير بمحافظة لحج والتي اعلن عنها مطلع العام 2007م، واعتقل على ذمة نشاطه النضالي والكفاحي عدة مرات من قبل قوات الأمن المركزي وتعرض لأشكال التعذيب بهدف إثنائه عن مواقفه الوطنية الثابتة والراسخة، كما يعتبر البشير واحد من نخبة الرجال الحواشب الأشداء الذين شاركوا بفاعلية في تحقيق النصر خلال المعارك التي دارت في جبال الأحمرين بردفان بين المقاومة الجنوبية وقوات نظام الإحتلال وقطعوا الإمداد عليها بمنطقة بله ومنعوها من التقدم والوصول الى ثكنات المقاومين الأبطال في ردفان، كما شارك في معظم الفعاليات والمليونيات الجنوبية التي اقيمت في عدن والضالع وردفان وأبين وحضرموت، وكان له حضور مؤثر وفاعل في الدعوة للخروج وتنظيم المسيرات الجماهيرية المنددة ببقاء قوات النظام اليمني الغاشم، علاوة على دروه الإعلامي ودعمه المادي لإنجاح الفعاليات والتكفل بايجار المشاركين فيها، في هذه المادة الصحفية التقينا المناضل بشير صالح الحوشبي وكانت هذه الحصيلة.

حاوره / محمد مرشد عقابي:

*نود ان تعطي القارئ الكريم نبذة عن دورك النضالي؟*

- أولاً اتوجه بالشكر اليك أخي الأستاذ محمد على إفساح هذه المساحة أمامي للحديث، وبالنسبة للإجابة على سؤالك فسابدأ بشرح عملي النضالي، حيث كان لي إسهام في عملية التأطير بمختلف مراكز المديرية الى جانب مساهمتي في تقديم الدعم المادي والمعنوي والتعبئة الإعلامية للدفع بالجماهير الى ساحات التظاهر السلمي منذ إنطلاق الإنتفاضة الجنوبية العام 2007م، فضلا عن قيامي بدور إلقاء البيانات ورسم الشعارات وأعلام دولة الجنوب في الرقع البيضاء واستخراج الميكروفونات والعمل في الجوانب التنظيمية الأخرى.

*هل كانت لك مشاركة في مقارعة قوات نظام صالح القمعي التي اتخذت من لواء لبوزة مقرا لها؟*

- نعم، كانت لي بصمات في مقاومة غطرسة وممارسات القمع التي كان يقوم بها قائد لواء لبوزة التابع لنظام الإحتلال اليمني المدعو جبران الحاشدي، واتذكر بانني ذات مرة افشلت مشروعه القائم لتأطير مشايخ المديرية في مايسمى بالهيئة الوطنية للدفاع عن الوحدة، حيث تسللت برفقة بعض الفدائيين من ابناء عمومتي في العام 2008م الى الجبل المطل على معسكر لبوزة الواقع في عقان ونفذنا كمين مسلح استهدف موكب قائد اللواء جبران الحاشدي لحظة خروجه من المعسكر صوب منطقة ريمه بهدف تشكيل هيئة للدفاع عن ما يسمى بالوحدة، كما نفذت كمينا آخر ضد الشخص ذاته في منطقة الوبح مما اجبره على العودة من حيث اتى واضطر حينها لسلوك طريق مخران - النخيلة المعروفة بوعورتها لكي يعود الى مقر اللواء، وكانت برفقته حينذاك عدد من الأطقم والمصفحات والعربات العسكرية، ولم يكن بحوزتي سوى سلاحي الشخصي وهو عبارة عن آلي وكنت ايضا بمفردي، ولم تقتصر أدواري على ذلك بل كنت اقوم بعمل توعية للمشايخ والأعيان بعدم الإنخراط في الكيان اليمني الذي يدعو اليه جبران الحاشدي في عدد من مناطق المديرية.

*حدثنا عن دورك في حرب 2015م؟*

- خلال حرب 2015م، شاركت  في نصب الكمائن ضد تحركات مليشيات الحوثي، ثم كنت احد أفراد نقطة مريب الواقعة تحت جبل مشيقر، وبعد احتلال مركز المديرية كنت اقوم بإعداد ورسم الخطط التكتيكية والحربية من منطقة قبيل الأعلى ونصب وتنفيذ الكمائن ضد عناصر المليشيا واستقطاب المقاومين، وعندما عرفت المليشيات بنشاطي المقاوم ضدها شنت هجوما عسكريا كبير سيطرت من خلاله على سلسلة الجبال المحاذية لمنطقتي قبيل الأعلى، حينذاك وتحديدا في شهر يونيو من العام 2015م قمت انا بتنفيذ عملية انتحارية استهدفت فيها جبل الدريب والفقع وكان معي اثنان من أبطال المقاومة وحققنا انتصار كبير اجبرنا فيه مليشيا العدو على التراجع وكانت تلك أول شرارة لإندلاع ثورة تحرير المسيمير.

*وماذا حصل بعد ذلك؟*

- عند انتشار نبأ هذا النصر توافد الكثير من المقاومين الثوار للإلتحام الى جانب القائد البشير خاصة ابناء مخران وريمه ومقاومين من الأزارق وفي تلك الليلة سقط أول شهيد في جبهة التحرير بجبل الفقع وهو نبيل السروي، ثم بعد ذلك تحققت الإنتصارات وتم تعيين جامع العييري قائدا للمقاومة وتمكن الثوار من دحر الحوثيين الى جبل صرر المطل على أسفل قبيل، وبعدها استهدفت المليشيات منزل أسرتي بقذائف الهاون والبي عشرة انتقاما مني، وفي صباح اليوم التالي نفذت هجمة انتحارية معاكسة دون تنسيق مع أي جهة واقتحمت جبل صرر وقاتلت العدو بكل شراسة وتقدمت بمعية عدد من المقاومين الأبطال نحو تحرير مركز المديرية، وبالتزامن مع ذلك تقدمت انساق المقاومين من عدة محاور حيث أتت مجاميع من ناحية حبيل علاف يقودها الشهيد عبدالله الفيتر والتحمنا جميعا وتوجهنا لتحرير مدينة المسيمير ونجحنا في غضون ساعات قليلة وسقط خلال هذه المعركة كوكبة من الشهداء والجرحى.

*أشرح لنا أوضاع عائلتك في ظل هذه الظروف العصيبة والإستثنائية التي مرت عليكم؟*

- ظلت عائلتي تسكن لحالها في منطقة قبيل الأعلى وتقوم بمهام إعداد وتزويد أفراد المقاومة بالغذاء والماء والذين بلغ عددهم ما يقارب 200 فرد ولفترة تعدت الشهرين، صمدت الأسرة في هذه الظروف رغم المخاطر الكثيرة التي كانت عرضه لها ومنها سقوط قذائف المدفعية في محيط المنزل ومع ذلك لم تتزحزح، وكانت والدتي تتحدث وتقول لن اترك المقاومة بدون أكل وشرب ولن أخرج من البيت حتى يتحقق النصر او ننال الشهادة، وفعلا تحقق النصر ولكن للأسف بعد تحقيقه لم يتم الإلتفات الى أدوار هذه المرأة الجنوبية الحرة الأبية الثائرة المثالية ولم يتم تكريمها عرفانا لدورها النضالي الكبير والبارز، ولم يرمم منزلها الذي تشقق جراء سقوط قذيفة هاون عليه، كما لم تمنح والدتي حتى أنبوب لأيصال امدادات المياه الى منزلها، علما باننا نسكن في منطقة يشكو اهاليها من شحة المياه ويجلبونها عن طريق شراءها من شاحنات النقل بسعر خيالي وباهظ يتجاوز عشرين ألف للوايت الواحد، كل هذه المعاناة تحدث رغم ان كلفة الأنبوب ذو مقاس الواحد الهنش لا يكلف مائتي الف ريال للقيام بربطنا من مشروع المياه الواقعة بمنطقة الحومرة القريبة، والغريب ان المناطق المجاورة اعتمدت وانجزت مشاريع مياه وربطت منازلها بشبكات داخلية بينما نحن ما نزال ندور في حلقة الجحود والنسيان.

*حدثنا عن دورك بعد صنع ملحمة تحرير المسيمير؟*

- بعد تلك الإنتصارات اوكلت لي مهام قيادة اكبر مجاميع المقاومة الجنوبية وتمركزت في مريب عند بيت سابكو وكان الحوثيين يتمركزون في جبل مشيقر المقابل لموقعنا، ولم نستطيع التقدم بسبب تمركزهم المرتفع علينا، ثم كلفوني بمهمة الطلوع من جراب ومعي حوالي 60 مقاتل بقيادتي عندما كان الرئيس القائد عيدروس الزبيدي يتواجد في مدرسة الشهيد عباس بالمسيمير وتم تزويدي بعشر شنط رصاص من قبل المليشي على أساس ان اقوم بعملية اقتحام جبل الأسد من جهة جراب المعتليه، ثم نفذنا ذلك وحققنا النصر في اليوم الذي استشهد علينا القائد محسن سالم منجستو وعدد من الرفاق الأبطال، وفي الليلة التالية تمكنا من تحرير جبل الأسد الإستراتيجي حتى سهلنا لزملائنا التقدم من ناحية الوسط لإقتحام جبل مشيقر والسيطرة عليه، ثم سيطرنا على موقع البئر عند مدخل منطقة قيف وكانت أم الهجمات الإنتحارية التي تقدمت فيها لإقتحام جبل السنترال في عقان وكانت تلك اليوم شبيهه بالمحرقة حيث سقط فيها عدد كبير من الشهداء والجرحى من بينهم قائد محمد أحد افراد مجموعتي وحينها كان الرئيس القائد عيدروس الزبيدي متواجدا بالموقع الذي هجمنا منه عند بئر قيف، وقمنا بالإنسحاب الى مكان تواجد الرئيس عيدروس لحظتها أصيب علينا المقاوم البطل الشهيد فيما بعد العميد يسري العمري الحوشبي إصابة في كتفه عندما كان بجانب الشهيد بزاز العصيمي الحوشبي، واستمرينا حتى تم تحرير معسكر لبوزة في عقان وأول من دخل المعسكر انا وافرادي وكنت اخطط لحماية الممتلكات ومنع اعمال النهب والسلب ونصب نقطة تفتيش في طريق رهوة مريب لإيقاف عمليات السطو على ممتلكات المعسكر ولكن القيادة منعتني من القيام بذلك، ومكثت في اللواء حوالي أربعة أشهر حافظت خلالها على البوابة الشرقية بمخزن الذخائر الموجودة ولم اتلقى أي دعم يساعدني على الإستمرار في حماية العتاد العسكري المتواجد هناك.

*وماذا فعلت بعد ان انجزت هذه المهمة الوطنية؟*

- توجهت الى كرش وانخرطت في صفوف المقاومة تحت قيادة اللواء الركن فضل حسن ومعي مجموعة من المقاومين وتم تطهير كرش واتذكر لحظة استشهاد شقيق القائد فضل حسن العمري واستمرينا بالهجمات ضد المليشيات بجبهة كرش حتى تم السيطرة الناريو على جبل مشكورة وسفيان والإرسال ومن ثم هدئت اوضاع الجبهة، بعد ذلك طلبني عبدالخالق منجستو للمشاركة معه في جبهة حبيل ورفده بالأفراد حيث ذهبت ومعي عدد من رجال المقاومة وشاركنا في جبهة حبيل حنش وقعدنا فيها أيام عديدة، في تلك الأثناء كنت احمل هم توحيد قبائل الحواشب وأسسنا وقتها اتحاد قبائل الحواشب في عام 2017م انا ومجموعة من المشايخ والشخصيات الإعتبارية من مديريتي المسيمير والملاح وذلك كي نبقى جسد واحد لمعالجة القضايا والحقوق الخاصة بابناء الحواشب، واستمرينا نضحي ونبذل لأجل هذا الأهداف من جيوبنا ومازلنا ثابتين على هذا المبدأ حتى اللحظة.

*حدثنا عن علاقتك بالشهيد العميد يسري عبيد حازم الحوشبي، وعن تنصيبك رئيسا للكيان الاقتصادي بالمديرية؟*

- عند تولي الشهيد يسري قيادة الجبهة وبعد تعيينه قائدا للواء العاشر صاعقة انضميت للواء وتم تكليفي ركن طبي في اطار اللواء وقمت بواجبي وشاركت مع الشهيد يسري في جبهة حبيل حنش وعند تحرير جبل التنيم، كما شاركت معه في معارك عدن لتحريرها من الجماعات الإرهابية عندما استشهد علينا الجندي جمال ضيف، ثم شاركت في جبهة أبين حتى استشهد العميد يسري ومازلت حتى هذه اللحظة ركن طبي للواء العاشر صاعقة، ومؤخرا تم تكليفي رئيسا للاتحاد العام الاقتصادي الجنوبي بالمديرية ونتعهد من واقع مسؤوليتنا ان نبذل الغال والنفيس في سبيل وطننا الجنوب في أي جبهة للمقاومة سواء كانت عسكرية او اقتصاديه او إعلامية، وسنظل متمسكين بممثلنا الشرعي المجلس الانتقالي الجنوبي وبالرئيس القائد عيدروس قاسم الزبيدي، وسنظل أوفياء لدماء الشهداء حتى يتحقق الهدف الذي نحمله وهو استعادة دولة الجنوب كاملة السياده بحدود ماقبل عام 90م، هكذا كنت وساظل حاملا لهموم واعباء ابناء وطني في كافة الجوانب التحررية وكل ما جمعته من مال من عرق جبيني سخرته لقضية وطني الجنوب العادلة ولم اهتم بمستقبلي او حتى في بناء بيتا لي حتى هذه اللحظة، واجدد القسم باني سوف استمر على هذا العهد حتى النصر او الشهادة.

*هل خالجك يوما من الإيام الشعور بالإقصاء والتهميش جراء نضالاتك الكبيرة؟*

- نعم، هذا الشعور ينتابني وهو احساس اشعر به والمسه على أرض الواقع، ورغم كل ما تعرضت له من اقصاء وتهميش وعراقيل يزرعها بعض الرفقاء الذين كنا نعول عليهم خيرا في مراحل النضال، إلا ان كل ذلك لن يثنينا عن مواصلة السير في ذات الدرب سيما وقد وضعنا للوطن قيمة أغلى من كل المناصب والمصالح الشخصية، وسوف نبقى ثابتين العهد ولانريد جزاء ولاشكورا من احد، فنحن نناضل ونضحي من أجل وطن وهوية وقضية عادلة، ولو كنت من هواة المتاجرة والإسترزاق بقضايا الوطن لكنت رضخت للعروض والإغراءات التي قدمها لي قائد لواء لبوزة جبران الحاشدي بعد الاحداث التي نفذتها ضده حيث اتصل بي شخصيا وطلبني للمجيئ الى عنده بحق القبيله متعهدا بعدم الغدر بي او القبض عليا وذهبت حينها ومعي مجموعة من المشايخ وقدم لي الإغراءات وخيرني بالمناصب مقابل ان أتخلى عن نضالي وسوف يمسح عني 12 ملف في قضايا بحق الدول فقلت له بالحرف الواحد وبالفم المليان ان القضية التي اناضل لأجلها ليست قضية شخصية وانما هي قضية وطن، فرد عليا بالقول نحن دولة ونستطيع ان نلقي القبض عليك في عقر دارك، فقلت له ونحن مطلبنا مطلب دولة ولن نتازل عن أهدافنا ومبادئنا مهما كلفنا ذلك من ثمن، وحاول عدة محاولات اقناعي بالعدول مقابل امتيازات خاصة لكنني رفضت كل تلك الإغراءات في سبيل الإنتصار لقضية الجنوب العادلة، وقال لي اذهب فقد وعدتك اني لن اقبض عليك على ذمة هذه الدعوة ولكن ستظل مطلوب لدينا على ذمة 12 قضية مقيدة لدينا، وعندما يحين لنا الوقت سوف نحاسبك حتى في عقر دارك ولن توقفنا اي قوة عن معاقبتك وامثالك من المتمردين، ثم انصرفت من عنده وانا شامخ الرأس وثابت المبدأ ولم اتماهى مع اساليب الترهيب والترغيب والإغراءات والإمتيازات التي وعدت بها مقابل العدول والتنازل عن موقفي المناهض لبقاء قوات نظام الإحتلال، كما ان لهجة التهديد والوعيد التي اطلقها ضدي للرضوخ الى مطالبه لم تغير شيئا من مواقفي الثابتة والتي لن اتزحزح عنها حتى آخر رمق من حياتي.





شارك برأيك
صحيفة الأمناء PDF
تطبيقنا على الموبايل