آخر تحديث :السبت 20 ابريل 2024 - الساعة:16:59:46
صحف عربية: أزمة عالمية بعد تعطل فيس بوك...والسودان بين فكي الإرهاب والانفصال
(الامناء/وكالات:)

شهد العالم انقطاعاً طويلاً لخدمات فيس بوك ومنصتيها الرئيسيتين واتس آب، وانستغرام، طيلة أكثر من 6 ساعات بسبب عطل فني كبد مؤسس الشركة مارك زوكربيرغ 7 مليارات دولار.
ووفق صحف عربية صادرة اليوم الثلاثاء، هاجم الجيش السوداني وكراً للمتطرفين بعد أيام من عملية سابقة ضد تنظيم داعش، في مؤشر على تضاعف القلق من استفحال الإرهاب في البلاد.
عطل فني أم استهداف؟ 
قالت صحيفة "الشرق الأوسط"، إنه في انتظار معرفة من المشكلة التي أثرت على خدمات فيس بوك، إلا أن شبكة التواصل الاجتماعي أشارت إلى وجود عطل في نظام اسم النطاق، واستبعدت تعرضها إلى هجوم إلكتروني.
ورغم تأكيد الشركة، لا تزال الشكوك تحوم في حقيقة العطل الواسع، والأزمة التي خلفها توقف عدد كبير آخر من المنصات جزئياً أو كلياً أمس الإثنين، في ظل الاتهامات المتنامية لفيس بوك، وآخرها ما كشفته مسربة الوثائق السرية  فرانسيس هوغن لصحيفة "وول ستريت جورنال"، والمطالبة بتحقيق معمق في الشبكة وأساليب عملها.
وأوضحت "الشرق الأوسط" أنها اختبرت وظيفة "بينغ" لاستشعار وجود "نبض" بين كمبيوتر المستخدم والجهاز الخادم المستهدف، لاختبار قياس نبض مع الأجهزة الخادمة لفيس بوك، وواتس آب، وإنستغرام، دون جدوى.
واعتبرت الصحيفة أحد احتمالين، فإما أن جميع الأجهزة الخادمة المواجهة للمستخدم متوقفة تماماً، وهو أمر نادر جداً، وإما أن خدمة نظام عنونة المواقع "دي إن إس" الذي يترجم اسم الموقع إلى 12 رقماً تدل موجهات الإنترنت العالمية إلى موقع الجهاز الخادم باستخدام ما يعرف ببروتوكول الإنترنت متوقفة، الأمر الذي قد يدل على استهداف مقصود لمنصات فيس بوك أو أجهزة ترجمة عناوين المواقع.
وأضافت أن أي عطل يصيب جهازاً خادماً قد يؤثر على جميع الخدمات، ولكن الأمر اللافت للنظر هو أن تعطل جهاز خادم يؤدي إلى عمل المنصة بشكل محدود، بحيث تظهر رسالة خطأ فني من الشركة أمام المستخدمين، بينما لم تستطع الكمبيوترات والهواتف الوصول إلى أي صفحة في عطل الأمس، حتى صفحة الخطأ الفني.
مُضيفة أن الفرضية المرجحة، هي توقف الأجهزة المترجمة للعناوين، سواء بسبب عطل فني أو استهداف تخريبي مقصود، ذلك أن خدمات سلاك، توقفت يوم الجمعة الماضي أيضاً.
أزمة فيس بوك
من جهته نقل موقع "الحرة" أن شركة فيس بوك تصر على نفي التعرض إلى هجوم أو استهداف، مؤكدةً أن سبب الانقطاع "تغييرات في إعدادات أجهزة التوجيه، الراوتر".
وأوضحت الشركة أن مهندسيها كشفوا أن سبب العطل الذي واجه مستخدمي منصاتها حول العالم "تغييرات في إعدادات أجهزة الراوتر الأساسية التي تنسق حركة مرور الشبكة بين مراكز البيانات لدينا"، مؤكدة أنه لا "أدلة" على تعرض بيانات المستخدمين للاختراق.
وتزامنت أزمة فيس بوك، مع مشكلة أخرى، بعد مطالبات بالتحقيق مع الشركة، بعد تسريبات موظفة سابقة لصحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، ومطالبة البيت الأبيض، والكونغرس، بتحقيق أكثر عمقاً في ممارسات وسياسات الشركة.
وعلقت المتحدثة باسم البيت الأبيض، جين ساكي، الإثنين، على التسريبات عن طريقة عمل عملاق التواصل الاجتماعي، فيس بوك، بعد شهادة مكتوبة لمسؤولة سابقة بالشركة عن سياسات "مثيرة للجدل" داخلها.
وقالت ساكي إن واشنطن تنظر إلى التسريبات باعتبارها أحدث حلقة توضح أن "التنظيم الذاتي" داخل شركات التواصل الاجتماعي الضخمة "لا يعمل".
واعتبرت، وفق "سي إن إن"، أن تلك التسريبات تثبت صحة "القلق الكبير الذي عبر عنه الرئيس بايدن، والمشرعون من الحزبين، عن كيفية عمل عمالقة وسائل التواصل الاجتماعي".
وتزامنت تصريحات المتحدثة باسم البيت الأبيض مع خلل استثنائي ضرب، تطبيقات الشركة الشهيرة فيسبوك وإنستغرام وتويتر، استمر لعدة ساعات، فيما رجحت تعليقات أن يكون سبب تقني وراء الخلل الذي أدى إلى تراجع قيمة أسهم الشركة.
وقالت فرانسيس هوغن، في شهادتها التي ستطرح اليوم أمام لجنة التجارة الفرعية في مجلس الشيوخ الأمريكي: "عندما أدركنا أن شركات التبغ كانت تخفي الأضرار التي تسببها، اتخذت الحكومة إجراءات. عندما اكتشفنا أن السيارات كانت أكثر أماناً مع أحزمة المقاعد، اتخذت الحكومة إجراء.. أناشدكم أن تفعلوا الشيء نفسه هنا" مع فيس بوك.
واعتبرت خبيرة البيانات أنه "عندما يتعين على المسؤولين التنفيذيين في فيس بوك الاختيار بين الأرباح أو أمان المستخدم، فإن الأرباح تربح".
إرهاب وانفصالية
بعد كشف خلية داعشية وفق السلطات السودانية في الخرطوم وسقوط قتلى وجرحى في مداهمة أمنية، تجددت أمس في العاصمة الخرطوم الاشتباكات بين قوات الأمن السودانية وإرهابيين، خلفت قتلى وجرحى، حسب ما قال شهود عيان ووسائل إعلام رسمية، ما ضاعف المخاوف في السودان، المهدد بعودة الإرهاب، في الوقت الذي ترتفع التحذيرات من النزعات الانفصالية الجديدة.
ووفق صحيفة الأنباء الكويتية "تفاعلت أزمة إغلاق الموانئ والطرق في شرق السودان، حيث حذر مجلس الوزراء من نفاد المخزون الدوائي وانعدام سلع إستراتيجية بالبلاد، في ظل استمرار الاحتجاج القبلي الذي أدى لإغلاق الموانئ بالبحر الأحمر، والطريق القومي بين الخرطوم وبورتسودان".  
وفي المقابل، قال عبدالله أوبشار المتحدث باسم مجلس نظارات البجا والعموديات المستقلة شرق السودان، إن "الإقليم الشرقي سيظل مغلقاً ولن تفتح الموانئ والطرق إلا بعد إلغاء مسار شرق السودان في مفاوضات جوبا".
ومن جهته، قال اللواء عثمان الباقر، القيادي في المجلس الأعلى للبجا والعموديات، إن "المجلس سيعلن دولة البجا المستقلة عن السودان بعد 10 أيام".
وأضاف في تصريح نقله موقع "الحرة"، "تجاوز أي تصعيد مدني في التعاطي مع الخرطوم والانتقال إلى التصعيد الثوري". ونقل عن المجلس القانوني لمجلس البجا إعلانه "الدخول في عصيان مدني بشرق السودان".
منعرج حاسم
من جهتها نقلت صحيفة "العرب" اللندنية أن السودان، دخل منعرجاً حاسماً بعد تنامي الحوادث الإرهابية، بالتزامن مع الخلافات المستفحلة بين القيادات العسكرية والمدنية "ما يزيد من التحديات التي تواجهها السلطة التنفيذية في ظل التباعد الحاصل بين المكونين العسكري والمدني" في الخرطوم.
وأوضحت المحللة السياسية درة قمبو، أن الانقسام "يدمر الحياة السياسية الهشة وستكون له انعكاسات مباشرة على تماسك النسيج الوطني، لأن هناك قوى لاتزال تحركها الأهداف القبلية في حين أن السودان كبلد منهك ويحاول الخروج من سنوات القمع والحروب الأهلية والحكم العسكري الإخواني لن يتحمل تشرذماً جديداً".
أما المحلل السياسي مرتضي الغالي، فشدد على أن المكون العسكري يدرك رفض المجتمع الدولي أن  يقبع وحيداً على رأس السلطة مقابل إزاحة المدنيين، وأن مواقف الولايات المتحدة، ومنظمة الأمم المتحدة، ودول الترويكا، من الخلافات منحته إشارات على أن مضيه في هذا الطريق لن يضمن له مكاسب سياسية في المستقبل.
 







شارك برأيك