آخر تحديث :الخميس 28 مارس 2024 - الساعة:23:57:00
صحيفة دولية : دخول الاتحاد الأوروبي لا يحدث اختراقا في ملف الحرب اليمنية
(الامناء/العرب:)

لم تحدث زيارة الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إلى السعودية والالتقاء بأطراف مؤثرة في الملف اليمني، اختراقا يذكر في ملف السلام وسط تعنت المتمردين الحوثيين.

ولم يصدر عن بوريل الذي التقى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ووزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان، إضافة إلى مبعوث الأمم المتحدة الخاص باليمن هانس غروندبرغ والرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، ما يشير إلى تقدم عملية السلام والدور المرتقب للاتحاد الأوروبي في إنهاء الحرب اليمنية المتواصلة منذ سبعة أعوام.

وكان المراقبون يعولون على أن ينعكس تعيين السويدي غروندبرغ كدبلوماسي من الاتحاد الأوروبي مبعوثا أمميا خاصا إلى اليمن على حجم النفوذ الذي كانت تتمتع به واشنطن ولندن في إدارة الملف لصالح الرؤية الأوروبية، التي تبدو أكثر ارتباطا برؤيتها لملف المفاوضات مع إيران حول الاتفاق النووي الذي تستضيفه فيينا.ارس ضغوطا سياسية على الحوثيين لوقف إطلاق النار في اليمن ووقف الهجمات على السعودية”، مشيرا إلى أن “الهجمات الحوثية على المملكة تنتهك القوانين الدولية”.

وتدخل إيران الداعمة للحوثيين إضافة إلى السعودية كطرف أساسي في مجريات الصراع في اليمن الذي تسبب بأكبر أزمة إنسانية تعيشها اليمن وفق تقارير الأمم المتحدة.

وعبر بوريل عن دعم الاتحاد الأوروبي لجهود السعودية في تسوية سلمية لإنهاء الأزمة في اليمن. وقال “نم

وطالب الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي الحوثيين بأن “يدركوا أن الحرب ليست السبيل للحل”. واصفا اليمن بأنه يعيش “مأساة رهيبة”.

غير أن اليمنيين لا يرون في ممارسة أي ضغوط من قبل الاتحاد الأوروبي على الحوثيين لأنهاء القتال، بل على العكس تتم معاملتهم كطرف شرعي معادل للحكومة اليمنية.

ويضغط الحوثيون من أجل السيطرة على مدينة مأرب الاستراتيجية في معارك مستمرة منذ أشهر، بغية استخدامها كورقة في أي عملية مفاوضات مع الحكومة الشرعية.

وكان وزير الخارجية اليمني أحمد عوض بن مبارك، قد أكد أمام مجلس الأمن الأسبوع الماضي أن ميليشيات الحوثي رفضت كل المبادرات السلمية لإنهاء الحرب في اليمن بأمر من إيران، مؤكدا قبول الحكومة الشرعية والتزامها بكافة المبادرات لاسيما المبادرة السعودية.

وقال إن إيران نصحت الحوثيين بعدم التفاوض مع الحكومة اليمنية الشرعية قبل أن تسيطر على مأرب التي لا تزال عصية عليهم.

وحذر وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، من خطورة استمرار الحوثيين المدعومين من إيران في رهانهم على الخيارات العسكرية في اليمن.

وقال الأمير فيصل خلال مؤتمر صحافي عقب لقاء مع بوريل إن بلاده تجري “حوارا مع الولايات المتحدة بشأن الحرب في اليمن”.

وكان مستشار الأمن القومي جيك سوليفان وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان قد ناقشا الأسبوع الماضي الجهود المبذولة لإنهاء الحرب في اليمن.

وشدد ولي العهد السعودي على مبادرة المملكة لإنهاء الأزمة اليمنية والتي تتضمن وقف إطلاق نار شامل تحت مراقبة الأمم المتحدة، ودعم مقترح الأمم المتحدة بشأن السماح بدخول سفن المشتقات النفطية إلى ميناء الحديدة، وفتح مطار صنعاء الدولي لرحلات من وإلى محطات مختارة، إضافة إلى الرحلات الإغاثية الحالية، وبدء المشاورات بين الأطراف اليمنية للتوصل إلى حل سياسي للأزمة اليمنية بناء على المرجعيات الثلاث برعاية الأمم المتحدة.

غير أن المبعوث الأميركي الخاص إلى اليمن تيم ليندركينغ، يرى أن محاولة الحوثيين السيطرة على محافظة مأرب تمثل “حجر عثرة” في مفاوضات الأزمة اليمنية.

وبدت زيارة الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إلى السعودية، تطورا ملفتا في الجهود المتواصلة بين الأطراف الدولية. غير أنها انتهت من دون أن تحدث انفراجة بشأن وقف إطلاق النار في خضم الصراع الذي طال أمده.

والتقى بوريل بالمبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة هانس غروندبرغ المتواجد في الرياض. من دون أن يصدر عن الطرفين ما يشير إلى تقدم في مفاوضات الحل السلمي.

وعبر الرئيس اليمني خلال لقاء مع بوريل عن حرص بلاده على السلام واستعداد حكومة بلاده لتقديم تنازلات لحقن الدماء، مقابل تعنت ورفض الميليشيات الحوثية.

وقال هادي “لا زالت أيادينا ممدودة في هذا الصدد، وندعو دوما إلى وقف الحرب وإحلال السلام لمصلحة الشعب اليمني”.

جاء ذلك في وقت أكد الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج نايف فلاح الحجرف، في لقاء مع بوريل في الرياض على “أهمية دعم الجهود الدولية لإنهاء الحرب في اليمن عبر المسار السياسي وفقا للمرجعيات الثلاث المتمثلة بالمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومخرجات الحوار الوطني اليمني، وقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216”.

ومنذ عام 2015، تقود السعودية تحالفا عربيا ينفذ عمليات عسكرية في اليمن، دعما للقوات الحكومية في مواجهة الحوثيين المدعومين من إيران المسيطرين على محافظات، بينها العاصمة صنعاء.

واعتاد الحوثيون إطلاق صواريخ باليستية وطائرات مسيرة على مناطق سعودية، مقابل إعلانات متكررة من التحالف بإحباط هذه الهجمات، بينما خلفت بعض الهجمات ضحايا مدنيين.

وأودت الحرب المستمرة في اليمن منذ نحو سبع سنوات بحياة أكثر من 233 ألف شخص، وبات 80 في المئة من سكانه، البالغ عددهم نحو ثلاثين مليون نسمة، يعتمدون على المساعدات في أسوأ أزمة إنسانية بالعالم، وفق الأمم المتحدة.

وقال مكتب ممثل منسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في اليمن ديفيد جريسلي، في تقرير صدر في الآونة الأخيرة إن أسعار المواد الغذائية ارتفعت بنحو 60 في المئة في بعض أجزاء اليمن منذ بداية العام الجاري، مدفوعة بانهيار الريال اليمني الذي وصل إلى أكثر من 1200 للدولار الواحد وتكثيف الاستهلاك الغذائي غير الكافي بالفعل.

وذكر التقرير أن الغذاء في محافظات جنوب اليمن، الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، صار باهظ الثمن مع انخفاض الريال بنسبة 40 في المئة تقريبا مقابل الدولار الأميركي في الأشهر الثمانية الأولى من عام 2021، متجاوزا ألف ريال للمرة الأولى اعتبارا من يوليو الماضي، قبل أن يتجاوز 1200 ريال للدولار في نهاية سبتمبر. وفي المناطق الجنوبية أيضا، تجاوز الاستهلاك الغذائي غير الكافي الآن 45 في المئة.



شارك برأيك