آخر تحديث :الثلاثاء 16 ابريل 2024 - الساعة:02:00:46
ما هي الأهمية الاستراتيجية لمأرب آخر معاقل الحكومة في شمال اليمن؟
(الامناء/إرم نيوز:)

يتقدّم الحوثيون في اليمن من مدينة مأرب الاستراتيجية التي قد يغير سقوطها في أيديهم، مسار الحرب.

في الآتي معلومات عن المدينة الاستراتيجية:

 آخر معقل للحكومة 
تعد مأرب آخر معقل للحكومة اليمنية في شمال اليمن، ومن شأن سيطرة الحوثيين عليها، أن تسهّل امتدادهم إلى محافظات أخرى.

ويقول الباحث أحمد ناجي من مركز مالكوم كير – كارنيغي للشرق الأوسط، إن مأرب ”مركز الثقل العسكري“ للحكومة في الشمال.

وهي تحمل، في رأيه، ”رمزية محورية في مسار الصراع في اليمن، فهي المنطقة التي لم يتمكن أنصار الله (الحوثيون) من السيطرة عليها رغم محاولاتهم الحثيثة منذ ست سنوات، حتى قبل تدخل التحالف العربي بقيادة السعودية“ في الحرب بينهم وبين القوات الحكومية لدعم هذه الأخيرة 2015.

وسيعزز سقوط مأرب في أيدي الحوثيين، موقعهم في أي مفاوضات محتملة مع الحكومة. كما قد يشكل ضربة كبرى للسعودية الداعمة للحكومة.

 من يقاتل من؟ 
تقاتل القوات الموالية للحكومة اليمنية والقبائل المؤيدة للسلطة بدعم من تحالف عسكري تقوده السعودية المتمردين الحوثيين.

وأكّد محافظ مأرب سلطان العرادة في لقاء مع صحافيين، في الثامن من آذار/مارس الماضي، أن ”التحالف يقف إلى جانب الجيش الوطني في الطيران والدعم اللوجستي“، مشددا على أنه ”لولا وجود الطيران لربما كان الأمر مختلفا“.

ويصف الحوثيون من جانبهم جبهة مأرب بأنها ”واحدة من أكبر الجبهات الرئيسية في الحرب على اليمن“، مؤكدين أن مأرب ”وعاء تحتشد فيه كل القوى والتنظيمات الظلامية من القاعدة وداعش والإخوان المسلمين“.

ويرى العرادة أن هذه مجرد ”افتراءات“، معتبرا أنه ”من المضحك أن يتحدث الإرهابي عن الإرهاب“.

ولدى حزب ”التجمع اليمني للإصلاح“ المحسوب على جماعة الإخوان المسلمين حضور قوي في مأرب.

ويقول ناجي: ”الإصلاح موجود في معظم محافظات الجمهورية، لكن الكثير من أعضائه نزحوا إلى مأرب كونها منطقة آمنة. ويقاتلون ضمن وحدات الجيش الحكومي والقبائل. لكن الإصلاح ليس كل مأرب وإنما أحد مكوناتها“.

 موقع استراتيجي 
تقع مأرب على بعد نحو 120 كم شرق العاصمة اليمنية صنعاء الخاضعة لسيطرة الحوثيين، وتتصل بها عبر طريق سريع. كما أنها تقع على طريق سريع آخر يؤدي إلى جنوب السعودية.

ويعتبر موقع المدينة الصغيرة مهما ليس فقط لقربها من صنعاء، بل لأنّها تعتبر منطلقا نحو مناطق الجنوب والشمال على حد سواء بفضل مفترق الطرق الرئيسي الذي تتوزع منازلها على جوانبه.

وكان عدد سكان مأرب بين 20 و30 ألف شخص قبل اندلاع النزاع في 2014، لكنه ارتفع إلى مئات الآلاف بعدما لجأ إليها نازحون من مناطق عدة في اليمن.

وتضم مدينة مأرب العديد من المواقع التاريخية، ويقول بعض علماء التاريخ إنها كانت في الماضي عاصمة مملكة سبأ، نحو ألف عام قبل الميلاد. كما تحيط بها الوديان والجبال.

ملاذ آمن 
لطالما اعتُبرت مدينة مأرب بمثابة ملجأ للكثير من النازحين الذين فروا هربا من المعارك أو أملوا ببداية جديدة في مدينة ظلت مستقرة لسنوات، ولكنهم أصبحوا الآن في مرمى النيران في ظل تصاعد القتال للسيطرة عليها.

وتشير الحكومة إلى وجود نحو 139 مخيّما في مدينة مأرب والمحافظة التي تحمل الاسم ذاته، وقد استقبلت نحو 2,2 مليون نازح.

وأعربت الأمم المتحدة عن قلقها من تعريض مئات آلاف المدنيين للخطر جراء التصعيد العسكري الذي أجبر العديد من العائلات على الفرار نحو مخيمات جديدة كلما اقترب القتال من مخيماتهم.

 نفط وغاز 
محافظة مأرب غنية بالنفط بالإضافة إلى الغاز المسال، ما يضيف بعدا اقتصاديا مهما للصراع حولها.

وتوجد في مأرب مصفاة صافر، وهي واحدة من أصل اثنتين في اليمن. وأنشئت المصفاة عام 1986 بطاقة إنتاجية قدرها عشرة الآف برميل يوميا في حينه، بحسب موقع وزارة النفط والمعادن اليمنية.

وفي تقرير صادر في أواخر عام 2019، قالت الوزارة إن إنتاجها يصل إلى 20 ألف برميل يوميا.

وتقوم مأرب بتزويد كل محافظات اليمن بالغاز، حتى تلك الخاضعة لسيطرة الحوثيين.

ويؤكد ناجي وجود ”بعد اقتصادي للمعركة“، قائلا: ”يهاجم الحوثيون بقوة سعيا للسيطرة على موارد مأرب المتمثلة بحقول النفط، خصوصا على منشأة صافر النفطية التي تمدّ مناطق كثيرة في اليمن بحاجتها من الوقود“.

ويتابع: ”السيطرة عليها تعني الحصول على مورد اقتصادي“ إضافي.

 مستقبل اليمن 
يرى خبراء أن معركة مأرب ستحدد مستقبل البلد الفقير ,ولن تؤدي سيطرة الحوثيين على المدينة فقط إلى خسارة الحكومة المعترف بها دوليا آخر معاقلها في الشمال فحسب، بل ستؤدي إلى تفاقم الوضع الإنساني المتردي بالفعل.

وأكد رئيس الوزراء اليمني معين عبدالملك في زيارة قام بها إلى مدينة عتق، عاصمة محافظة شبوة المجاورة لمأرب، أن ”هذه المعركة ليست معركة شبوة ومأرب فقط بل هي معركة كل اليمنيين“، بحسب ما نقلت عنه وكالة ”سبأ“ الرسمية.

وقال عبدالملك: ”مصير هذه المعركة سيحدد مستقبل اليمن لعشرات السنين“.

تغير مسار الحرب 
يرى محللون أن استيلاء الحوثيين على مدينة مأرب الاستراتيجية في شمال البلاد، قد يغيّر مسار الحرب المتواصلة منذ سبع سنوات ويضع ملايين النازحين في خطر.

وصعّدت ميليشيات الحوثي، في شباط/فبراير الماضي، عملياتهم العسكرية للسيطرة على مأرب، وأوقعت المعارك منذ ذلك الوقت مئات القتلى من الجانبين.

ومن شأن السيطرة على هذه المنطقة الغنية بالنفط أن تعزز الموقف التفاوضي للحوثيين في أي محادثات سلام مقبلة.

ويرى الباحث الأول في مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية عبد الغني الإرياني، أن ”معركة مأرب ستحدد مستقبل اليمن“.

ويقول الإرياني لوكالة فرانس برس، إن الحوثيين الذين يحاربون القوات الحكومية ”يسيطرون على معظم المحافظة ويضيقون على المدينة“.

وستؤدي سيطرة الميليشيات على المدينة إلى خسارة الحكومة آخر معاقلها في الشمال، وفي الوقت نفسه إلى تفاقم الوضع الإنساني المتردي أصلا.

ويرجّح الإرياني ”أن يدفع النازحون الثمن الباهظ لهذه الحرب المدمرة“.

ويقول الباحث أحمد ناجي من مركز مالكوم كير – كارنيغي للشرق الأوسط، إن الحوثيين قاموا بفتح جبهات جديدة باتجاه مدينة مأرب في الأسابيع الأخيرة، ما سمح لهم بإحراز تقدم كبير.

وبحسب ناجي، في حال سيطر الحوثيون على مأرب، ”سيستخدمونها للتقدم نحو المحافظات الجنوبية المتاخمة لها“.

وترى الباحثة في شؤون اليمن في جامعة أكسفورد إليزابيث كيندال، أنّ ”خسارة مأرب لصالح الحوثيين ستغيّر مسار الحرب“.

وتوضح كيندال أن خسارة مأرب ستكون ”مسمارا آخر في نعش مطالبة الحكومة بالسلطة في اليمن. في المقابل، ستعزّز موقف الحوثيين في أي محادثات سلام مرتقبة“.

ويرى الإرياني أنه ما زالت هناك إمكانية أن تقبل القبائل المحلية والأحزاب التي تقاتل في صفوف القوات الموالية للحكومة، عرضا من الميليشيات لتجنيب المدينة الدمار.

ويستبعد ”أن يدخل الحوثيون المدينة بالقوة“، قائلا: ”على الأغلب سيتوصلون إلى اتفاق. لا يرغب أي من الطرفين بالانخراط في معركة دامية“ في المدينة.

وبحسب الإرياني، ”ينص العرض على أن تتنصّل السلطات المحلية من التحالف (بقيادة السعودية) وتعلن الحياد وتتقاسم موارد المحافظة (مع الحوثيين) في صنعاء. في المقابل، يترك الحوثيون المدينة ويعترفون بسلطتها المحلية“.



شارك برأيك
صحيفة الأمناء PDF
تطبيقنا على الموبايل