آخر تحديث :الاثنين 23 ديسمبر 2024 - الساعة:01:37:25
صحف عربية: الدور التركي في سوريا يخيم على لقاء الأسد وبوتين
(الامناء/وكالات:)

يواصل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين دعمه لنظيره السوري بشار الأسد، وآخر محطات التعاون بين البلدين كانت في الأيام القريبة الماضية، حينما أنهى التحالف العسكري بين الطرفين وجود قوات المعارضة في درعا التي استعادت القوات الحكومية السيطرة عليها بعد عقد اتفاق درعا البلد.
ووفق صحف عربية صادر اليوم الأربعاء، فإن زيارة الأسد المفاجئة لموسكو سلطت الضوء على كيفية استمرار التعاون مع موسكو التي تسعى لتمكين الأسد في سوريا من خلال دحر القوات الأجنبية خاصة التركية.
إخراج القوات الأجنبية
قالت صحيفة "العرب" اللندنية، إنه بعد نجاح القوات السورية بدعم مباشر من روسيا في استعادة السيطرة على جيب درعا كآخر معاقل المعارضة الداخلية، يعتقد مراقبون أنه لم يعد أمام بوتين لتثبيت نظام الأسد سوى الضغط لإخراج القوات الأجنبية، وخاصة تركيا التي تسعى لتحويل سيطرتها على إدلب ومناطق كردية إلى أمر واقع.
وأضافت الصحيفة، أن بوتين يريد فصل الوضع في سوريا عن الملفات الأخرى التي يتم فيها تنسيق تركي – روسي، وهو ما يعني أن موسكو لن تقبل بقاء القوات التركية التي تعرقل الهدف الرئيسي للتدخل الروسي وهو الإبقاء على سوريا موحدة، خاصة أن تركيا نجحت في استقطاب الآلاف من عناصر المعارضة المسلحة وحولتهم إلى ورقة ضغط في مفاوضاتها غير المباشرة مع الأسد، ووجود هؤلاء المقاتلين على المدى البعيد قد يحول التقسيم إلى أمر واقع.
وقالت أيضاً، إن خطاب المسؤولين الروس يظهر عدم رضا ليس فقط عن الدور التركي، فهناك انزعاج أيضاً من الدور الإيراني الذي يهدد مكاسبهم على المدى البعيد وإذا كان الوجود الأمريكي في مناطق سيطرة الأكراد مقلقاً لموسكو فإنه ليس بنفس الدرجة من الخطر الاستراتيجي التركي.
مرحلة جديدة
اعتبر الكاتب مفتاح شعيب في مقال له بصحيفة "أخبار الخليج"، أن زيارة الرئيس السوري بشار الأسد غير المعلنة إلى موسكو، ولقاؤه نظيره الروسي فلاديمير بوتين لم تكن بغرض النزهة؛ بل إنها، على ما يبدو، أتت تحت عنوان مرحلة جديدة من التنسيق بين البلدين في ضوء التطورات الإقليمية؛ بدءاً من الانسحاب الأمريكي من أفغانستان، إلى محاولات إحياء مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وقبل ذلك العمل على إتمام سيطرة الحكومة السورية على كل أراضيها، بما فيها تلك الخاضعة لقوات أجنبية أو فلول المسلحين.
وأضاف شعيب، أن ما يعزز هذا الاستنتاج أن الرئيس السوري، ومنذ فُرضت على بلاده حرب أهلية عام 2011، أصبحت زياراته الخارجية بعدد أصابع اليد، وكانت أغلبها إلى روسيا باستثناء زيارة وحيدة إلى طهران. أما اللقاءات السابقة التي جمعته مع بوتين، فكانت عناوين لتطورات عسكرية أو سياسية، سواء بإعادة مناطق إلى سلطة الدولة، أو مبادرات للمصالحة الوطنية التي حققت الكثير من المكاسب، على الرغم من محاولات التشويش الخارجي والتعتيم الإعلامي الغربي على كل ما يتعلق بالنشاط الروسي في المنطقة. وقياساً على ما سبق، فإن نتائج القمة الجديدة ستتجلى على الميدان قريباً، خصوصاً ما يتعلق بوضع إدلب شمال غربي البلاد؛ حيث تستوطن المنطقة مجموعات مسلحة تضم عناصر سوريين ومن جنسيات أجنبية، وكذلك الوضع في الحسكة بالشمال الشرقي؛ حيث تنتشر قوات أمريكية تتعلق بها جملة من الأسئلة عن دورها وأهدافها.
انفراد روسي
يقول الباحث السوري محمد العويد لصحيفة "الشرق الأوسط"، إن الأحداث جنوب سوريا راحت لصالح الجانب الروسي الذي بدا منفرداً بالمنطقة وصاحب اليد الطولى بقراراتها، لتعزيز دوره الدولي بالمسألة السورية سواء جنوب سوريا أو شمالها أو شرقها، وخصوصاً مع تغيرات المناخ الدولي من القوى المسيطرة على الأرض وأحداث أفغانستان والانسحاب الأمريكي، فوكلاء الدول في سوريا بدأوا يسعون لتعدد الحلفاء والاقتراب منهم أكثر خشية أي انسحابات أمريكية أو تركية على سبيل المثال، ومن خلال ما حدث جنوب سوريا وهيمنة روسيا على رغبات الحكومة والمعارضة والأهالي وحتى إيران سيدفع المناطق الأخرى لتتعامل معها بالمخلص والدولة الحليفة الثانية.
من جهته، يقول الكاتب والباحث بالشأن السوري جمال الشوفي للصحيفة، إن المعركة التي حدثت جنوب سوريا لا تخلو من أبعاد سياسية وعسكرية، من عودة الحضور السوري إقليمياً أمام الأردن، مع الإعلان عن توافق على خط الغاز العربي لإنارة بيروت، وإحضار الدور الروسي في الملف من خلال السيطرة على الطريق الدولي المار من درعا البلد، منفردة لها على هذا الخط الدولي الحيوي، مستفيدة من رفض أهالي درعا سيطرة الفرقة الرابعة والميليشيات الإيرانية عليها، ومن حصار درعا من ذات القوات، فأنهت الحالة العشوائية في درعا البلد والسيطرة الجزئية الشكلية للجيش السوري وأدخلت قواتها التي تريدها هي إلى المدينة التي كانت قد تعهدت لها روسيا بعدم دخول الجيش وقوات الأمن إليها في اتفاق 2018، وأحكمت سيطرتها بالتشارك بين بعض القوى والأجهزة الأمنية المفترض أنها تدين بالولاء لها (كالأمن العسكري والفيلق الخامس)، وأخلت درعا من المظاهر المسلحة من كافة الجهات، وأبعدت الدول التي حاولت أن تشاركها في السيطرة عن المنطقة.
لقاء جنيف
قالت صحيفة "البيان"، من المنتظر أن يحسم اللقاء الذي سيعقد خلال اليومين المقبلين في جنيف لبحث الأزمة السورية، الكثير من الخلافات الروسية الأمريكية حول كيفية التعامل مع الأزمة، لا سيّما وأن المبعوث الأممي للأزمة السورية، غير بيدرسون، وصف محادثاته الأخيرة في دمشق بأنها جيدة، وأنّه بصدد التوجه لعقد جولة دستورية أخرى بين المعارضة ووفد الحكومة السورية. ووفق مراقبين، فإن ثمة إشارات على كل المستويات باقتراب التوصل إلى حل للأزمة السورية، على أن تكون المسارات الداخلية والإقليمية والدولية في سياق واحد، فيما يقع على عاتق المعارضة السورية القيام بأدوار سياسية.
وتفرض معطيات تأزم الاقتصاد وشكوى الأوروبيين من هموم اللاجئين، وتعب معظم الدول من تداعيات الأزمة، على المجتمع الدولي إيجاد حل من الخارج، بينما تبقى ملفات الداخل في إدلب وشمال شرق سوريا للمعطيات الداخلية التي ستكون دمشق جزءاً كبيراً منها، فيما تبقى مواقف الأسد بإعادة النظر في قانون الإدارة اللامركزية جزءاً من مؤشرات التعامل مع الوضع الداخلي، سواء الوضع في شمال شرق سوريا أو في إدلب.
وأشارت الصحيفة إلى أن الأسد ذهب إلى موسكو بعد معطيات عسكرية مهمة على الأرض، لا سيّما ما حدث في درعا وحسم الملف وعودة النازحين إلى مناطقهم، ما يعني أن سيطرة الدولة على الأراضي تتسع يوماً بعد آخر، وسط مؤشّرات على ضرورة عودة دمشق إلى الجامعة العربية.




شارك برأيك