آخر تحديث :الجمعة 29 مارس 2024 - الساعة:13:52:01
صحف عربية:استئناف الوساطة العمانية هل ينعش أمل السلام في اليمن
(الامناء/وكالات:)

رفعت تصريحات وزير الخارجية العماني بدر بن حمود البوسعيدي منسوب التفاؤل بشأن عودة مفاوضات السلام بين الحكومة اليمنية والمتمردين الحوثيين، وذلك بعد أيام من نبرة متشائمة في أول إحاطة قدمها المبعوث الأممي الخاص لليمن هانس غروندبرغ أمام مجلس الأمن الدولي.
ووفقاً لصحف عربية صادرة اليوم الثلاثاء، يراهن المبعوث الأممي الرابع لليمن على إحراز ما لم يحرزه أسلافه، على الرغم من اعترافه بصعوبة المهمة، حيث أفاد بأن خبرته باليمن منذ نحو 10 سنوات تجعله مدركاً وبشكل مؤلم تعقيدات النزاع التي تتضاعف مع طول فترة النزاع.
وقف التصعيد العسكري
وكشف مصدر حكومي يمني لصحيفة "الشرق الأوسط" أن المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبيرغ يستعد لبدء جولاته في المنطقة من العاصمة السعودية الرياض، حيث من المقرر أن يلتقي مسؤولي الحكومة الشرعية الأسبوع الحالي، إضافة إلى مسؤولين سعوديين وخليجيين.
وعلى الرغم من انخفاض مستوى التفاؤل في الأوساط السياسية اليمنية وفي الشارع الشعبي بإمكانية أن يحقق غروندبيرغ أي تقدم على صعيد إقناع الميليشيات الحوثية بالتوقف عن التصعيد العسكري، كانت الحكومة اليمنية أعلنت التزامها بالعمل معه، وصولاً إلى سلام مستدام يستند إلى المرجعيات الثلاث.
وذكر المصدر اليمني الرفيع أن قيادة الشرعية استدعت كبار المسؤولين في الحكومة إلى جانب مستشاري الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي إلى الرياض، بحلول يوم الخميس المقبل في سياق التحضير لأول لقاء مع المبعوث السويدي بصفته الأممية.
وفي حين يتوقع مراقبون للشأن اليمني أن تصطدم جهود المبعوث الجديد بتعنت الحوثيين الدائم ومراوغاتهم المستمرة مع من سبقه، يعتقدون أن الأولوية هي للعمل من أجل وقف دائم لإطلاق النار، خاصة فيما يتعلق بالهجمات الحوثية المستمرة على مأرب والتي زادت كثافتها منذ مطلع العام الحالي.
يشار إلى أن الميليشيات الحوثية كانت أعلنت مع تعيين غروندبيرغ على لسان المتحدث باسمها ،أنها لا تعول كثيراً على دوره المرتقب، في إشارة إلى رهانها على استمرار العمليات العسكرية التي تهدف بالمقام الأول للسيطرة على منابع النفط والغاز في محافظة مأرب، وإلى مواصلة التمدد في المحافظات الجنوبية.
وشهدت الأيام الماضية تكثيف الميليشيات الحوثية هجماتها على محافظة مأرب، خاصة في جبهة مديرية رحبة جنوب المحافظة في مناطق الكسارة والمشجح في الغرب مع استمرار الهجمات في المناطق المتاخمة من محافظة الجوف المجاورة، إضافة إلى الهجمات العدائية باتجاه المناطق السعودية بالطائرات المسيرة المفخخة والصواريخ.
عودة المفاوضات
ونقلت صحيفة "العرب" عن وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي قوله "إن سلطنة عمان تسعى إلى تقريب وجهات النظر في الأزمة اليمنية، مؤكدا أن دور بلاده في الأزمة هو المساعدة، وأن الحوثيين لم يرفضوا الجهود العمانية".
وأشارت الصحيفة إلى أن الموقف العماني بعد اعتلاء السلطان هيثم بن طارق سدة الحكم في سلطنة عمان خلفا للسلطان قابوس بن سعيد، يشهد تحولاً حذراً من ناحية لعب دور معلن في الملف اليمني، تمثل في إرسال وفد أمني إلى صنعاء في محاولة لإقناع الحوثيين بالقبول بالخطة التي أعدها المبعوث الأممي السابق إلى اليمن مارتن غريفيث.
وقالت مصادر سياسية عمانية للصحيفة إن "السلطنة تقوم، بالتوازي مع تحركها في الملف اليمني، بجهود لتقريب وجهات النظر السعودية – الإيرانية، حيث تمثل طهران الداعم والمحرض الأول للحوثيين".
وعبّر مصدر سياسي عماني في تصريح لـ”العرب” عن تفاؤله بأن تتكلل جهود بلاده بحل الملف اليمني على صعوبته، مشددا على أن الأمر سيأخذ بعض الوقت.
ويسعى المبعوث الأممي إلى زيارة السعودية وسلطنة عمان خلال أيام للاجتماع بالرئيس اليمني عبدربه منصور هادي في مقر
إقامته في الرياض والالتقاء بالناطق باسم الحوثيين محمد عبد السلام في مسقط.
وقالت الصحيفة "تسيطر حالة من الضبابية على الملف اليمني في أعقاب فشل الجهود الأممية والدولية في تمرير خطة لوقف إطلاق النار في اليمن شبيهة باتفاق ستوكهولم، الذي نجح في وقف الحرب بين قوات المقاومة المشتركة والميليشيات الحوثية على الرغم من استمرار الاشتباكات المتقطعة بين الطرفين والتي لم تتوقف منذ التوقيع على الاتفاق في العام 2018".
وعبرت الصحافية هيلين لاكنر المتخصصة بالشأن اليمني عن اعتقادها أن المحاولة العمانية في الوقت الحالي هي أكثر المبادرات التي رأتها إيجابية منذ سنة 2016.
وترى لاكنر التي تعيش في اليمن منذ ما يقرب من خمسة عشر عاما، في الدور العماني بارقة أمل، نظرا للجهود العلنية التي باتت تلعبها مسقط في استثمار علاقاتها الجيدة بالحوثيين لتحفيزهم على التعاطي بمرونة مع الخطة الأممية لوقف إطلاق النار والمبادرة السعودية للسلام في اليمن، مؤكدة على وجود سمات سياسية تميز الدور العماني، الذي قالت إنه امتداد “لسياسة حياد عامة في جميع أنحاء العالم”.
غير أن المتابعين للملف اليمني يؤكدون أن الوقت لا يزال مبكرا أمام أي تسوية سياسية، في الوقت الذي تتفاعل فيه حمى الصراعات على الأرض ويسعى كل طرف لتعزيز وجوده، بينما يجري التباحث في كواليس الدبلوماسية الإقليمية والدولية عن صيغة جديدة تلبي احتياجات كل الفاعلين في الملف اليمني بما في ذلك إيران والسعودية وسلطنة عمان التي تتعاطى مع مخاوف واحتياجات أمنها القومي وحدودها الجيوسياسية.
ومن خلال استضافتها وفدَ المفاوضات الحوثي تحولت العاصمة العمانية إلى مركز رئيسي للمباحثات بين الأطراف الإقليمية والدولية من جهة وبين الحوثيين من جهة ثانية. كما شهدت لقاءات ثنائية غير معلنة بين ممثلين عن الإدارة الأميركية والحوثيين.
دفع العملية السياسية
فيما نقلت صحيفة "الرؤية" العمانية عن وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي قوله "نحن قاب قوسين من دفع العملية السياسية اليمنية". وقال معاليه: "لدينا قناعات قوية بوقف الحرب اليمنية ودفع المسار السياسي"، مؤكدا أن من واجب السلطنة مساعدة اليمن على الاستقرار.
وأشارت الصحيفة إلى أن البوسعيدي أكد أن السلطنة تسعى إلى تقريب وجهات النظر في الأزمة اليمنية، قائلا "دورنا في الأزمة هو المساعدة، وجماعة أنصار الله لم ترفض الجهود العمانية".
وتشهد سياسة السلطنة الداخلية انعكاس لسياستها الخارجية، التي تقوم على التعايش والسلام وحسن الجوار وحل الأزمات والقضايا عبر الوسائل السلمية.
كما أكد البوسعيدي أن عُمان والسعودية تمثلان ثقلا وعمقا استراتيجيا متبادلا بحكم موقعهما الجغرافي، وباعتبارهما دولتين متجاورتين، قائلا إن ما يميز العلاقة بين الطرفين منذ عقود، وجود احترام وثقة كبيرة متبادلة على مستوى القيادة والحكومة والشعبين.



شارك برأيك