آخر تحديث :الخميس 25 ابريل 2024 - الساعة:22:49:00
صحف عربية: متتالية سقوط الإخوان تهز الأنظمة الداعمة لهم
(الامناء/وكالات:)

بدأ عرش الإخوان بالتداعي بوتيرة متصاعدة في المنطقة، خاصة بعد الهزيمة التاريخية التي مني بها حزب العدالة والتنمية الإخواني في المغرب، في مؤشرات على الرفض الشعبوي لهيمنة الإخوان والإسلام السياسي على مؤسسات الدولة.
ووفقاً لصحف عربية صادرة اليوم الأحد، بعثت الخسارة المذلة لحزب العدالة والتنمية المغربي برسالة خاصة إلى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مفادها أن النموذج الإسلامي المبني على الشعارات والوعود وتوظيف الدين لم يعد مغرياً للناخبين، بعد أن أبدى تفاؤله المفرط بالفوز في الانتخابات المرتقبة في البلاد 2023.

انهيار دولة الإخوان
في صحيفة البيان الإماراتية، قال الهاشمي نويرة "جاءت نتائج الانتخابات البرلمانية في المغرب، لتعلن عن انهيار تاريخي وغير مسبوق لحزب العدالة والتنمية الإخواني، الذي يقود الحكومة المغربية منذ 2011، فقد حاز الحزب على 12 مقعداً في البرلمان الجديد، بعدما كان الكتلة الأبرز في البرلمان السابق بـ 125 مقعداً".
وأضاف "تكمن أهمية هذا الانهيار الانتخابي الإخواني المدوّي في المغرب، لكونه البلد الأول في المنطقة الذي فُتِحت فيه أبواب السلطة أمام الإسلام السياسي، وكانت فترات حكمهم مزيجاً من الفشل، وتجسيداً صارخاً لانعدام الكفاءة، وهو ما أدى إلى انسداد الأفق أمام المواطن المغربي".
وأوضح الكاتب أن حزب العدالة والتنمية الإخواني فشل في تلبية طموحات المواطن المغربي في حياة أفضل، وكذلك عطّل مسار الإصلاحات الكبرى لأسباب أيديولوجية وعقائدية مغشوشة ومسمومة، وحاول مراراً تعطيل والانحراف بمسار الإصلاح السياسي في اتجاه مزيد تجذير المسار الديمقراطي، وتطوير القوانين المنظمة للحريات العامة والفردية، وركّز في مقابل ذلك على منظومة ولائية، سمتها الأساسية الجهل التّام بتسيير وتدبير الشأن العام ومحاولة ضرب الحريات.
وتابع قائلاً إن "تسونامي نتائج الانتخابات المغربية لا يبدو في تقديرنا حدثاً معزولاً في المنطقة المغاربية والعربية عموماً، من خلال وجود دلائل ومؤشّرات جدية على أن عرش الإخوان يتداعى بوتيرة متصاعدة، إن كان ذلك بفضل صمود مؤسّسات الدول المسنودة بالمد الشعبي الرّافض لهيمنة الإخوان والإسلام السياسي عموماً، أو أنه بقرار شعبي ومواطني تجسد في الانتخابات التي جرت في عدد من الدول: مصر، وليبيا، والجزائر وتونس".

خريف مبكر
وبدوره، قال جبريل العبيدي في صحيفة الشرق الأوسط إن "متوالية السقوط لتنظيم الإخوان لم تتوقف عند سقوطهم المريع في رابعة مصر العرب، بل توالى السقوط المريع في السودان وتونس، إلى أن جاء المغرب حيث سقط تنظيم الإخوان بواجهته السياسية (حزب العدالة والتنمية)، بعد أن فشل في الحصول على مقاعد تمكنه من الحكم مجدداً، فالجماعة المتسترة بأحزاب سياسية تسقط في أغلب الدول العربية، بعد أن لفظتها الشعوب، وكشفت كذبها فبدأ خريفهم هذا العام باكراً".

وأضاف "هزيمة قاسية للعدالة والتنمية، الذراع السياسية الإخوانية في الانتخابات المغربية، بعد عشرية قضاها في رئاسة الحكومة، وتصدر حزب التجمع الوطني للأحرار، ما يعكس الحالة والمزاج الشعبي الذي سئم أكاذيب وفشل تنظيم الإخوان بشتى أشكال تلونه في إدارة الدولة، ما جعلهم عرضة لتصويت عقابي من الشعب الذي كشف خداعهم وأكاذيبهم".

وأشار الكاتب إلى أن صدمة السقوط في الانتخابات كما قال البعض ستجعل جزءاً من الإخوان يتهم قيادته بالفشل، وجزءاً آخر سوف ينشق عن تنظيمهم أو يعلن الاستقالة، وجزءاً ثالثاً انتهازياً وفاسداً يحاول التموضع من جديد، ورابعاً يشكك في نزاهة الانتخابات برمتها وهؤلاء لديهم إعلام وصفحات وجيوش إلكترونية.
وأوضح أن محاولات تنظيم جماعة الإخوان نشر أكذوبة المظلومية، التي استطاعت في الماضي خداع الشعوب، باتت اليوم مفضوحة وغير مقنعة للكثيرين، بل ومحل سخرية، خاصة بعد انحسار دور التنظيم العالمي للإخوان حول العالم، بل أصبح مصدر إزعاج دولي حتى على مَن صنعه واستخدمه في الماضي.

وأردف قائلاً "الهزيمة القاسية والمدوية لأحزاب الإخوان والإسلام السياسي في بلاد العرب، هي بداية انهيار مشروع المرشد الذي زرعه حسن البنا وسقى زرعه سيد قطب، وتابعت نموه مخابرات أجنبية جعلت من التنظيم حصان طروادة داخل بلدانهم لمحو مفهوم الدولة الوطنية، وتمزيق خرائطها الجغرافية"، لافتاً إلى أن متوالية سقوط الإخوان ستستمر في جميع بلدان العالم، حتى يتلاشى هذا التنظيم الضال المضل، الفاسد المفسد للعقول فها هم شباب المغرب يثبتون ذلك بوضعه في ذيل قائمة الخاسرين.

تحذير لأردوغان
ومن جهتها، ذكرت صحيفة العرب اللندنية أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أبدى تفاؤلاً مفرطاً بالفوز في الانتخابات المرتقبة في البلاد 2023، وذلك كرد على التحاليل السياسية التي تتنبأ بهزيمة مدوية له ولحزبه العدالة والتنمية في سياق مزاج عام لدى شعوب المنطقة يلفظ الإسلاميين ويطيح بهم.
وقال مراقبون أتراك إن "النتائج المدوية لانتخابات المغرب والخسارة المذلة لحزب العدالة والتنمية الذي أخذ اسمه من الحزب الإسلامي التركي، جاءت بمثابة رسالة خاصة إلى الرئيس التركي مفادها أن النموذج الإسلامي المبني على الشعارات والوعود والذي يوظف الدين لجذب أصوات الناخبين لم يعد مغرياً، وبدأ الناس يلفظونه بحرية تامة عبر صناديق الاقتراع ومن خلال مواقفهم في الشارع".

وأشار هؤلاء المراقبون إلى أن الواقع الجديد يضغط على أردوغان داخلياً وخارجياً، فهو قد يقود إلى هزيمة مدوية للحزب الحاكم في تركيا الذي يعيش أوضاعاً صعبة بدوره شبيهة بالأوضاع التي قادت الحزب الإسلامي المغربي إلى الوضعية الصعبة التي يعيشها.
وأوضحوا أن ذلك قد يقود إلى هزيمة أردوغان خاصة أن الناس قد ملت من استمراره في الحكم لعقدين، وملت من شعاراته ومعاركه في الداخل والخارج، والأزمات التي أغرق فيها البلد بسبب طموحه إلى لعب دور السلطان العثماني الجديد.
وقالت الصحيفة إن "التأثير الأكبر لهزيمة الإسلاميين بالنسبة إلى أردوغان سيكون التأثير على أحلامه الإقليمية، حيث كان يضع في حسابه التوسع في شمال أفريقيا خاصة تونس وليبيا، لكن تبدل المزاج الشعبي كلياً ضد الإسلاميين يجعل كل خطط أنقرة تحت الضغط".







شارك برأيك