آخر تحديث :الاثنين 23 ديسمبر 2024 - الساعة:01:37:25
صحف عربية : التفاهامات الإقليمية هل تمهد لتقارب سعودي إيراني؟
(الامناء/وكالات:)

ذكرت تقارير إخبارية أن السعودية وإيران بصدد مواصلة المفاوضات المباشرة حول تطبيع العلاقات الثنائية، حيث من المتوقع أن يعقد البلدين جولة رابعة من المحادثات في العراق، بعد توقف أعقب 3 جولات إلى حين تشكيل حكومة جديدة في طهران.

ووفقاً لصحف عربية صادرة اليوم الأربعاء، شككت مصادر بمدى أهلية إيران للشراكة والتعاون خاصة بعد خطاب وزير الخاجرية الإيرني حسين أمير عبد اللهيان الذي تجاهل فيه الأزمات الحقيقية التي تعتري المنطقة، في حين رأت أخرى أن التوجه الإماراتي يبشر ببدء مرحلة إيجابية أساسها دعم ركائز الأمن والاستقرار في مختلف ربوع المنطقة والعالم.

مفاوضات رابعة
أشارت صحيفة العرب اللندنية، إلى أن حديث سفير إيران في العراق إيرج مسجدي عن جولة محادثات رابعة بين بلاده والمملكة العربية السعودية، أثار الأسئلة عن مدى جدّية الغريمتين الكبريين في طي صفحة الخلافات الحادّة بينهما والانضمام إلى قطار المصالحات الشاملة، الذي بلغ محطّات متقدّمة في تطبيع العلاقات بين أفرقاء إقليميين كانوا إلى وقت قريب على درجة كبيرة من التباعد في الرؤى والسياسات.

وقالت "رغم أنّ كلام الدبلوماسي الإيراني لم يخرج عمّا هو معهود من ترويج لسياسة اليد الممدودة نحو الجيران وعلى رأسهم السعودية، إلاّ أنّه جاء هذه المرّة في غمرة مجموعة من الأحداث والتطوّرات التي يرى البعض أنّها تهيئ المجال لقدر من التقارب السعودي – الإيراني، الذي سيتيح على الأقل تحقيق تهدئة سياسية وإعلامية بين الطرفين، إذا لم يبلغ مرتبة المصالحة الشاملة".

ورفض متابعون لشؤون المنطقة المقارنة بين الخلافات التي كانت قائمة بين كل من قطر وتركيا وعدد آخر من بلدان الإقليم من ضمنها السعودية، والخلافات الحادّة بين طهران والرياض وما لها من تبعات سياسية وأمنية متجسّدة على أرض الواقع.

واعتبر هؤلاء أن مضي السعودية بعيداً في التصالح مع إيران يظل رهن حدوث تغيير ملموس في سياسات الأخيرة، ومن ذلك كفّ أيدي وكلائها المحلّيين من ميليشيات مسلّحة ناشطة في العراق وسوريا ولبنان واليمن عن زعزعة استقرار المنطقة، وتهديد أمن السعودية بشكل مباشر كما هي حال ميليشيا الحوثي التي تستخدم أسلحة إيرانية في استهداف أراضي المملكة.

كما ينظر مراقبون إلى المحادثات التي تجريها الرياض مع طهران برعاية عراقية كمجرّد عمل تكتيكي ظرفي، هدفه المرحلي خفض التوتّر وتحقيق التهدئة جنباً إلى جنب مراقبة المتغيّرات والتفاعل معها.

أهلية إيران
وبدوره، قال رامي الخليفة العلي في صحيفة عكاظ السعودية "لم تكن الركاكة اللغوية هي وحدها التي ميزت خطاب وزير خارجية النظام الإيراني، ولكن الأهم من ذلك ركاكة الخطاب السياسي الذي يتجاهل الأزمات الحقيقية التي تعتري المنطقة حيث إيران جزء أساسي من هذه الأزمات".

وأضاف "تجاهل حسين أمير عبداللهيان أساس المشكلات وراح يجتر خطاب الشعبوية والدوغمائية بالحديث عن الفشل الأمريكي والخطر الأمريكي، بيد أن شرائح واسعة من الشعوب العربية ترى أن نظام الملالي لا يقل خطورة عن أي تهديد آخر".

وتابع "على الدوام كانت الدول العربية سباقة لمد يد الأخوة إلى إيران كلما بدا أن هناك بصيص أمل أن يتخذ النظام سياسات تعتمد عدم التدخل في شؤون دول الجوار، والتوقف عن تمويل ميليشيات إرهابية، والابتعاد عن المتاجرة بالقضايا العربية، لكن في كل مرة تثبت الدبلوماسية الإيرانية أنها غير موضع ثقة".

وأوضح الكاتب "ليس لدينا شك على الإطلاق بالنوايا الحسنة للحكومة العراقية برئاسة السيد الكاظمي، ولكن لدينا كل الحق وكذا التجربة التاريخية، للشك بتلك القوى الإقليمية التي تعبث بمنطقتنا وعلى رأسها تركيا وإيران".

واختتم مقاله بالقول "كلنا يريد أن تنعم منطقتنا بالأمن والسلام والازدهار، وأن تعمد دول المنطقة إلى التعاون بينها من أجل بناء شراكات إستراتيجية، ولكن سياسات أنقرة وطهران لا تصب في هذا الاتجاه، نعم لقد نجحت بغداد في تخفيف التوتر في المنطقة وهذا شيء محمود يجب أن نشجعه ونشد على أيدي من يسعى إليه، ولكن الوصول إلى نزع فتيل الأزمات يتطلب تغييراً في السياسات".

تسامح وسلام
ومن جهتها، لفتت صحيفة الخليج إلى أن الدول التي تنخرط في المستقبل تستشرف المتغيرات وتستبقها بسياسات حكيمة ولا تترك مواقفها للصدفة، والإمارات في هذا الصنف من الدول التي تعمل على أن يكون لها دور في العقود المقبلة بناء على ما حققته من سمعة ومكاسب على مدى نصف قرن من الجهد الدؤوب، حتى بلغت درجات عليا من المجد والتميز بفعل الرؤية السديدة لقيادتها الرشيدة التي هيأت كل الظروف الملائمة لنجاج هذا الإنجاز.

وقالت إن "الحفاظ على ما تحقق مسؤولية عظيمة، وتعظيم المصالح والقواسم المشتركة مع الأشقاء والأصدقاء والشركاء هدف استراتيجي، وإيماناً من الإمارات بأن العالم بمختلف فضاءاته يتغير، تعمل دبلوماسيتها الخلّاقة وفق رؤية واضحة تجعل من الاستقرار والازدهار هدفين لسياستها الخارجية خليجياً وعربياً وإقليمياً ودولياً".
وأضافت أنه "من هذا المنطلق كانت قمة بغداد للشراكة والتعاون تجسيداً لهذا التوجه، بلقاءات نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، ورئيس مجلس الوزراء الكويتي الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح، ووزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، وقد كانت هذه اللقاءات إيجابية وواعدة، تعبر عن روح جديدة في المنطقة، مثلما وصفها".
وتابعت "انسجاماً مع هذه الروح كان الاتصال بين ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ترسيخاً لمبدأ الانفتاح والتعاون مع دول المنطقة على قاعدة المصالح المشتركة وخدمة لجميع دول المنطقة وشعوبها التواقة إلى الأمن والسلام والتنمية والرقي".

ونوهت الصحيفة إلى أن التوجه الإماراتي يبشر ببدء مرحلة إيجابية أساسها دعم ركائز الأمن والاستقرار في مختلف ربوع المنطقة والعالم، والعمل على اكتشاف مسارات للتكامل بعيداً عن الخلافات والصراعات، التي خصمت من مقومات التعايش المشترك، والحكمة ألا تستمر التوترات وأن تكتشف دول المنطقة دروباً جديدة تسلك بها كل التحديات الراهنة والمفترضة وتصل بها إلى حيث يكون الصلاح، فليس هناك ما يمنع أن يكون هذا الإقليم فضاء للتعاون والسلام، إذا أخلصت دوله النية وعزمت على العمل المشترك. 




شارك برأيك