آخر تحديث :الاثنين 23 ديسمبر 2024 - الساعة:01:37:25
صحف عربية: وداعاً أفغانستان...أهلاً بالمجهول
(الامناء/وكالات:)

أنهت القوات الأمريكية انسحابها من أفغانستان بحلول الموعد النهائي الذي حدده الرئيس جو بايدن اليوم الثلاثاء، وفي المقابل تبقى التساؤلات قائمة عن مستقبل البلاد، وعن العلاقات بين واشنطن وطالبان، وخطر استفحال الإرهاب في كابول وفي المنطقة بشكل عام.
ووفقاً لصحف عربية صادرة اليوم الثلاثاء، كشفت تقاريرمخاوف مبررة من مصير الكم الهائل من الأسلحة الذي خلفه الجيش الأمريكي، في أفغانستان. 

كنز من الأسلحة
في موقع إندبندنت عربية، نقلت كفاية أولير عن تحليل لمكتب مساءلة الحكومة الأمريكية "جي إيه أو"  أن واشنطن أنفقت 83 مليار دولار منذ 2001 عل تجهيز وتدريب وتسليح الجيش الأفغاني وتزويده بالمعدات والأسلحة المتقدمة.
وقال التقرير إن "حركة طالبان صادرت ثروة من الأسلحة الأمريكية، بعد أن استسلمت قوات الدفاع والأمن الوطني الأفغانية في مدينة تلو الأخرى، وتتضمن تركة الأسلحة مروحيات بلاك هوك تصل قيمة الواحدة منها إلى 21 مليون دولار أمريكي، وقنابل يدوية، ورشاشات، وعربات مدرعة"، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة خسرت 174 مليون دولار من الطائرات دون طيار منذ 2017.
وأضاف أن "الآثار المترتبة على تركة السلاح الأمريكية في أيدي طالبان لن تقتصر على أفغانستان، فهناك مخاوف من أن تبدأ الأسلحة الصغيرة في الظهور في السوق السوداء وتأجيج حركات التمرد الأخرى في جميع أنحاء العالم"، مرجحاً أن تتحول أفغانستان مرة أخرى إلى ملاذ للإرهابيين في ظل تركة من العتاد العسكري المهجور.
وقال نائب مدير مركز ويلسون في واشنطن مايكل كوغلمان، إن "حصول المجموعة على مثل هذه الأسلحة الحديثة هو فشل ذريع"، وقالت جودي فيتوري، أستاذة السياسة العالمية والأمن بجامعة جورجتاون "إنه ليس خطراً فورياً، لكن سلسلة التوريد قد تظهر في الأشهر المقبلة، ويقع عبء وقف هذا على الدول المجاورة مثل باكستان، والصين، وروسيا".

رابحون وخاسرون
وبدوره، قال عبد الحق عزوزي في صحيفة الاتحاد الإماراتية: "لعل الصور التي تتناقلها وسائل الإعلام الدولية من مطار كابول، حيث يتزاحم الآلاف من الأفغان ويتراكضون للفرار من بلادهم، شبيهة بمسلسل هوليودي من وحي الخيال لم ينجز بعد، والسؤال هو، مَن الرابح ومَن الخاسر مما يجري اليوم في أفغانستان؟".

وأضاف "بالنسبة للخاسرين فهم الأفغان أنفسهم، خصوصاً الذين عملوا مع القوى الدولية أو المؤسسات التابعة لها، وثانياً السياسة الخارجية الأمريكية التي سيعيد صياغتها الانسحاب من أفغانتسان، كما أن سيطرة طالبان السريعة على أفغانستان وانهيار البلاد، سيُجر أقدام الإدارة الأمريكية الحالية والإدارات المستقبلية إلى نمط جديد من التدخّلات في العالم".

وتابع "أما الرابحون فهم حركة طالبان التي تخطط لتشكيل جيش أفغاني جديد يضم أكثر من 200 ألف مقاتل من أفراد الحركة وبقايا الجيش الأفغاني السابق، بالإضافة إلى بعض المتطرفين الذين ستدفعهم سيطرةُ طالبان على كابول للالتحاق بالحركات المتطرفة في أفغانستان بدلاً من سوريا والعراق".

وأشار الكاتب إلى أن من الرابحين أيضاً الحركات المتطرفة ومنها تنظيم داعش ولاية خراسان، الذي انتزع موطئ قدم في أفغانستان منذ 2015، فضلاً عن دول مثل الصين، وتركيا، وإيران، حيث أكد سهيل شاهين، المتحدث باسم طالبان أن الصين وتركيا ستكونان الشريكين الرئيسيين في إعمار أفغانستان.

وأضاف، أنه بعد أفغانستان فإن الخوف اليوم " كما توضح مجلة فورين بوليسي، أن يأتي الدور على العراقيين بعد انهيار أفغانستان وسقوطها في أيدي طالبان، فالعراق حسب المتابعين، يمكن أن يتجه نحو المسار الأفغاني إذا لم تضبط العلاقات مع واشنطن، عبر إبقاء الدور الأمريكي في مكافحة الإرهاب، ومنع إيران من تنفيذ مخطط تدمير العلاقات الأمريكية العراقية".

مفارقة
ومن جهته، قال موقع الحرة "انسحبت الولايات المتحدة رسمياً من أفغانستان في الموعد المقرر، وبقيت تساؤلات حول مصير مطار كابل، والعلاقات بين واشنطن وطالبان، وكيفية التعامل مع التهديدات الإرهابية".
وأشار الموقع إلى المفارقة التي خلفها الانسحاب الأمريكي من أفغانستان، بعد ظهور تحالف لا يعلن نفسه، بين الولايات المتحدة، وطالبان، نظرياً على الأقل، ضد "التهديد الذي يشكله مقاتلو داعش خراسان، حيث هناك تساؤلات حول كيف يمكن لواشنطن وطالبان التنسيق وربما تبادل المعلومات لمواجهة التنظيم، وهو ما يبدو أن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن قصده، عندما أكد أن الولايات المتحدة  لن تترك دبلوماسيين في أفغانستان، ولكنها ستقرر ما ستفعله في المستقبل بناءً على تصرفات طالبان.

نزاع على الشرعية
في صحيفة الشرق الأوسط قال يوسف الديني، إن الانسحاب الأمريكي من أفغانستان "لا يغني عن قراءة مستقبل هذا البلد الذي شكل مصدر تعقيد كبير، على مستويات عديدة تبدأ من تأثيرات الفاعلين في السلطة على حياة الناس، ولا تنتهي عند تحوله إلى مصدر تهديد أو استثمار سياسي للدول المحيطة به أو المنخرطة بشكل أو آخر في تبني فصيل دون آخر بسبب التاريخ الطويل من الرعاية السياسية الضارة".

وأوضح الكاتب أن الملفات تتقاطع اليوم بعد عودة طالبان إلى السلطة، وأن الحرب الأهلية الطويلة بدأت تلوح داخل تيارات "الجهادوية المعاصرة والنزاع الذي سيولد حتماً على مسارات النشاط القتالي من إدارة المقاتلين الأجانب، وطريقة تعاطي التنظيمات الإرهابية مع سيطرة طالبان ومحاولة دولنة سلوكها من قبل المجتمع الدولي".

وشدد الكاتب على أن المراقبين ينتظرون "ردة فعل التيار العريض تنظيم القاعدة، مع حلول ذكرى 11 سبتمبر (أيلول)" لمعرفة توجه طالبان في المدى المنظور، خاصة أن القاعدة يراقب عن كثب التطورات المعلنة في سلوك طالبان، ما يبرر "مخاوف العقلاء في المنطقة ومن خبروا تاريخ المنعطفات الحادة في أفغانستان، من اندلاع حروب أهلية وحروب امتلاك الشرعية بين التنظيمات المتطرفة وعودة البلاد إلى مربع العنف".
 




شارك برأيك