آخر تحديث :الاثنين 23 ديسمبر 2024 - الساعة:12:24:12
صحف عربية: طالبان تؤكد "تعلمنا من تجارب الماضي".. هل تزول المخاوف؟
(الامناء/وكالات:)

كشفت تقارير إخبارية أن الكارثة التي تسببت فيها الولايات المتحدة في أفغانستان، ستتردد عواقبها لسنوات مقبلة نتيجة لسوء تقدير الإدارة الأمريكية وخطواتها غير المسبوقة.
ووفقاً لصحف عربية صادرة اليوم الثلاثاء، تعمل حركة طالبان على إرسال رسائل طمنئة للمجمتع الدولي بأن مرحلة السلام قد بدأت، فيما سيؤدي انهيار أفغانستان إلى تغيير الديناميات الاستراتيجية في جنوب آسيا.
تطمينات طالبان
في صحيفة الشرق الأوسط، قال المتحدث باسم المكتب السياسي لحركة طالبان الدكتور محمد نعيم، وعضو وفد الحركة للمفاوضات السياسية التي احتضنتها الدوحة، بين طالبان والولايات المتحدة، إن حركته أرسلت رسائل طمأنة للداخل الأفغاني، والمحيط الإقليمي، والمجتمع الدولي، وأن "الحياة في الحقيقة كلها تجارب، وكل إنسان يتعلم من حياته. و"الإمارة" أيضاً اكتسبت خلال العشرين سنة الماضية كثيراً من التجارب في مختلف المجالات، سواء السياسية والعسكرية والثقافية التعليمية والاجتماعية. وهناك تغيرات كثيرة في المجالات المختلفة، في جميع أنحاء العالم". 
ونقلت الصحيفة عن هذا المسؤول، أن الحركة أكدت حرصها على تعليم المرأة الأفغانية، وعلى حقها في العمل، "وفق الضوابط الشرعية"، ورغبتها في "تشكيل حكومة تمثل الشعب الأفغاني المسلم بمكوناته المختلفة، وتستجيب لتطلعاته"، وأن الحركة أعطت "التزاماً لجميع الدول بأن أفغانستان لن تكون منطلقاً لأي عمليات تهدد أمن أي دولة. ونحن ملتزمون بذلك. نحن لا نتدخل في شؤون الآخرين، ولا نسمح للآخرين بأن يتدخلوا في شؤوننا".  
عواقب طويلة المدى
ومن جهته، قال إيلان بيرمان في موقع الحرة: "لا شك أن انسحاب إدارة بايدن المتسرع وغير المنسق من أفغانستان لا يقل عن الكارثة، فالسرعة التي انسحبت بها القوات الأمريكية في الأسابيع الأخيرة ساعدت في تمكين زيادة القوات من جانب طالبان، مع نتائج مأساوية، بينما أدى غياب خطط طوارئ مناسبة لإجلاء، أو حتى حماية، المدنيين المعرضين للخطر إلى مشاهد مأساوية من الفوضى والاضطراب المستمر".
وأضاف "يسعى صناع السياسة في واشنطن الآن بشكل محموم لإصلاح الضرر، فالإجراءات التي يستخدمونها بما في ذلك النقل الجوي للأمريكيين واللاجئين الأفغان وتنسيق السياسات الدولية لحقوق الإنسان، قد تؤدي إلى بعض التأثير، لكن من المؤكد أن العواقب طويلة المدى لسوء تقدير الإدارة سوف يتردد صداها لسنوات قادمة، وعلى الرغم من عدم تحديد المدى الحقيقي للضرر بعد، فمن الواضح بالفعل أن هذه التكاليف سيتم تقديرها بعدد من الطرق الملموسة".
وأوضح الكاتب أن تراجع أمريكا وتقدم طالبان، مهدا المسرح لإعادة تنشيط التشدد الإسلامي العالمي، معتبراً أن نجاحات طالبان السياسية والاستراتيجية المذهلة تهدد بجعل الوضع أسوأ بشكل كبير، ففي داخل أفغانستان نفسها، يشعر المسؤولون الأمريكيون بالقلق من أن الاستيلاء الناجح للحركة قد مهد الطريق لعودة محتملة للقاعدة، وأما في الخارج، فقد ساعد انتصار طالبان في إلهام جيل جديد من المتشددين المتحمسين لحمل السلاح ضد الغرب.
واختتم مقاله بالقول: "في الوقت الحالي، لا يزال المسؤولون يحاولون التخفيف من الآثار التي أعقبت الرحيل الجاف للولايات المتحدة من أفغانستان، لكن بعد فترة وجيزة، ستحتاج أمريكا والعالم، إلى التعامل مع العواقب الاستراتيجية طويلة المدى لذلك القرار المصيري".
جمرة في يد الجيران
وبدوره، قال أسامة طايع في موقع ميدل إيست أولاين، "أمام مشاهد تبخر النظام الأفغاني في مواجهته لحركة طالبان، والمآسي التي شهدها مطار حامد كرزاي إثر تدافع الأفغان الراغبين للخروج من البلاد، يطرح السؤال، ما هي الأسباب التي أدت إلى هذا الانهيار السريع والدراماتيكي للقوات الأفغانية؟".
وتابع "لا أحد يمكن أن ينكر تأثير التصريحات الأمريكية المؤكدة للخروج العسكري في انحسار وضعف معنويات الجيش الأفغاني، الذي عانى في الأصل من ضبابية العقيدة العسكرية، كما لا يمكن إغفال تدني الرواتب وسوء الرعاية الصحية للجيش الأفغاني الذي يعاني رغم الترسانة العسكرية الأمريكية، إلا أن اضطراب الإمداد يمكن اعتباره أحد الأسباب المؤثرة في هذا التبخر العسكري السريع".
ورغم ذلك يؤكد الكاتب أن أمريكا نقلت المشكلة الأفغانية بانسحابها الفوضوي، من واشنطن، إلى دول الجوار "فرغم كل الأضرار التي لحقت بسمعة اميركا ومعها إدارة بايدن في تدبير الخروج الأفغاني، فإن خطوتها تعد نهاية لحربها الطويلة واليائسة، ومعها سقوط جيران أفغانستان في حمام الفوضى الذي يجب الآن تدبيره من طرف روسيا، والصين فضلاً عن باكستان، وايران، اذ تعد أوضاع أفغانستان اليوم جمرة في يدهم تحتاج الى تدبير ازمة سريع قبل انعكاسها على المنطقة، خصوصا مسألة اللاجئين، الأفيون، مخاطر الإرهاب العابر للحدود".
بين الهند وباكستان
ومن جهتها نقلت صحيفة الجريدة الكويتية، تحليلاً لموقع إنتربرتر الأمريكي، جاء فيه أن "معظم التطورات في أفغانستان كانت انعكاساً للحرب بالوكالة بين الهند وباكستان، وتترسخ هذه الحرب دوماً بسبب طبيعة أفغانستان غير الساحلية وبيئة الصراعات والفوضى السياسية السائدة هناك".
واعتبر الموقع أن الوضع الجديد في كابول تطورات منتظرة في إسلام أباد ونيودلهي "بالنسبة إلى باكستان، تحمل عودة طالبان إلى أفغانستان فرصاً بارزة، فحين ظهرت هذه الحركة للمرة الأولى خلال التسعينيات، سمح دعم طالبان، لباكستان بترسيخ عمق استراتيجي في وجه الهند عبر ما اعتبره البلد نظاماً ودّياً، لكن لطالما اشتبه الكثيرون افي ستمرار علاقة سرية بين باكستان وطالبان، وقد اتضحت هذه العلاقة عبر تدخّل باكستان الناشط في الفترة الأخيرة لتسهيل حضور طالبان إلى طاولة المفاوضات".
أما عند "الهند، فتشكّل أفغانستان أيضاً ممراً للحصول على موارد الطاقة من دول آسيا الوسطى، ولتحقيق هذه الغاية، أعطت الهند طابعاً رسمياً لاتفاق ثلاثي مع أفغانستان وإيران في 2015 لتطوير ميناء جابهار، ما يُسهّل وصول الهند إلى أفغانستان بعد الالتفاف حول باكستان وتسهيل فرض تدابير اقتصادية قوية".
وأوضح أن الاستخبارات الهندية فوجئت بتقدّم طالبان السريع، ويبدو أن صانعي السياسة الهنود سيجدون صعوبة في تحديد الخطوات المقبلة، في ظل تنامي مخاوف الهند التي لم يتضح بعد كيف ستكون علاقاتها بطالبان، وما "تنوي الهند فعله لاسترجاع علاقتها مع طالبان وإنقاذ المشاريع القائمة، وهل ستقدّم الهند دعمها إلى خصوم طالبان مجدداً كما فعلت مع الحلف الشمالي؟".




شارك برأيك