آخر تحديث :الاثنين 23 ديسمبر 2024 - الساعة:12:24:12
صحف عربية : طالبان الخارجة من قتال الكهوف..هل تنجح في صراع السياسة والحكم؟
(الامناء/وكالات:)

بعد أسبوع من سقوط العاصمة الأفغانية كابول، يتفق الجميع على أن الحكومة والجيش الأفغاني كانا يعتمدان إلى حد بعيد على الولايات المتحدة الأمريكية، وحين انسحب الدعم العسكري والتقني لهما ووقف التمويل الأمريكي انهارت البلاد تماماً، وسيطر مقاتلوا الكهوف والجبال، على قصر الحكم، لكن هل يمكن لطالبان أن تنجح في "لعبة السياسة" وإدارة البلاد داخالياً وخارجياً؟
ووفقاً لصحف عربية صادرة اليوم الأحد، يفترض أن تكون المنطقة العربية التي جربت خطورة الإسلام السياسي، سنياً وشيعياً، واكتوت مطولاً بنار الإرهاب، ستكون الأكثر وضوحاً بالمواقف والرؤية، وفيما تقبله، وما لا تقبله.

تحقيق متوازن
وذكرت صحيفة "العرب" أن الرئيس الأمريكي جو بايدن كان يدعو منذ زمن طويل إلى الانسحاب من أفغانستان، في بداية ولايته إلى التريث قليلا لدرس المسألة، ثم أعلن في منتصف أبريل أن الولايات المتحدة ستنسحب من افغانستان إنما بعد ثلاثة أشهر من الموعد الذي قرره ترامب.

وأوضحت الصحيفة أنه كان لقرار بايدن وطأة مذهلة، فسرعت حركة طالبان هجومها العسكري وتوقف الجنود الأفغان عن القتال وسلم المسؤولون المحليون مدنهم لطالبان بدون مقاومة، وواصل المقاتلون حملتهم حتى سقوط كابول في الخامس عشر من أغسطس (أب).
وحمّل المؤرخ العسكري ماكس بوت الرئيس بايدن مسؤولية تفكك الجيش الأفغاني في مقال نشرته صحيفة واشنطن بوست.

ونقلت الصحيفة عن بوت قوله "إن 2500 عنصر ما كانوا يكفون لإحداث فرق”، لكن “أحداث الأشهر الأخيرة تنقض هذه الحجة: فهجوم طالبان الأخير لم يبدأ إلا عندما باتت القوات الأمريكية على وشك استكمال انسحابها، ولو أبقت الولايات المتحدة 2500 جندي وواصلت دعمها الجوي للقوات الأفغانية لكان ذلك كافيا للحفاظ على توازن هش، مع تقدم طالبان في الأرياف وبقاء جميع المدن الكبرى بيدي الحكومة.
ويشير المنتقدون إلى أن الولايات المتحدة تبقي 2500 جندي في العراق، فضلاً عن عشرات الآلاف من العسكريين المنتشرين في ألمانيا وكوريا الجنوبية واليابان منذ الحرب العالمية الثانية.

فوضى خلاقة
فيما قال الكاتب طارق الحميد إن خبراء قانونيين ودينيين وخبراء في السياسة الخارجية في (طالبان) يهدفون إلى طرح إطار حكم جديد بالأسابيع القليلة المقبلة، وهذا يعني أن "طالبان" لا تدري كيف تبلع اللقمة الكبيرة، حكم أفغانستان، أو أنها تحاول إقناع العالم بأنها باتت «معتدلة»، والتصديق بذلك يعد تسرعاً خطيراً.

وأوضح الحميد في مقاله بصحيفة "الشرق الأوسط" أن وضع واشنطن أسوأ حالياً، مثلاً وجود التناقضات التي انطوى عليها خطاب الرئيس بايدن حول "طالبان" وأفغانستان، في ثلاث مرات ظهر فيها على التوالي.
وأشار الحميد إلى أن الفوضى واضحة، مثلاً، ما هو مصير حلف الناتو؟ وهذا سؤال يُطرح بصوت عالٍ في أوروبا، لأن مصداقية الحليف الأمريكي اهتزت، وكيف يمكن التعامل مع "طالبان"، ومَن سيعترف بها أولاً؟ إضافة إلى أن إيران وروسيا في ارتباك واضح أيضاً.

وحذر الكاتب من اختلاط المنطقة الأوراق وتكون لديها شروط محددة، ومنها أنه لا دعم للإرهاب، ولا ترويج للخطاب المتطرف، ولا احتضان للإرهابيين، وألا تكون أفغانستان منطلق أعمال إرهابية، وأنه لا زراعة ولا ترويج للمخدرات، وأن تحترم القوانين الدولية، عدا عن ذلك فهو شأن أفغاني.

الزحف الطالباني
واعتبر الكاتب محمود حسونة أن ما حدث في أفغانستان منذ بدء انسحاب القوات الأمريكية وقوات الناتو أبلغ نموذج للتعبير عن أن الأقوال شيء والأفعال شيء آخر.
وقال حسونة في مقاله بصحيفة "الخليج" إن الولايات المتحدة ذهبت إلى أفغانستان عام 2001 وهدفها القضاء على "طالبان" وشقيقتها "القاعدة"، وخرجت منها مؤخراً بعد اتفاق مع "طالبان" منحتها فيه كل الدعم وأوكلتها بمهمة القضاء على الإرهاب.

وأشار الكاتب حسونة إلى أنه عند إعلان الانسحاب، قالت الولايات المتحدة إنها درّبت وسلّحت وأهّلت الجيش الأفغاني، وأنه أصبح جاهزاً لتحمل مسؤولية حماية بلاده، وفوجئنا به يجري مذعوراً أمام مقاتلي "طالبان" تاركاً لهم أرضه وعتاده، وكأنه جيش من ورق، تطير عناصره في الهواء لو هبت عليه عاصفة خفيفة.

وأكد حسونة أن ما حدث يجعل أي متابع يتخيل أن "طالبان" تمتلك قوات لا حصر لها وأنها أضعاف أضعاف الجيش الأفغاني، بينما الحقيقة عكس ذلك تماماً، حيث لا يتجاوز عدد مقاتلي طالبان 80 ألفاً، في حين أن عدد جنود الجيش يبلغ 350 ألفاً، ناهيك عن الفروق الكبيرة في مستوى التسليح، من الخفيف البدائي إلى الأحدث والأكثر تطوراً، وقبل انهيار الجيش والدولة أصبح السلاح المتطور في يد "طالبان"، ولا ندري ما الذي ستفعله به بعد أن ركّعت "الأقوى" بالسلاح الخفيف وزلزلت أرض أفغانستان وحكومات دول كبرى.




شارك برأيك