- تعرف على سعر الصرف وبيع العملات مساء الجمعة بالعاصمة عدن
- د . عبدالجليل شايف: مشروع الوحدة اليمنية انتهى والجنوب ليس قضيته استعادة الدولة الجنوبية فقط
- استمرار الأعمال الإنشائية لمدرسة النقوب في نصاب بتمويل إماراتي
- الرئيس الزُبيدي يُعزَّي في وفاة المناضل حداد باسباع
- قيادة اللواء الثاني دعم واسناد تنفي اشاعات انسحاب اللواء من وادي عومران
- أبرز اللقاءات والتحركات الدبلوماسية للرئيس القائد عيدروس الزٌبيدي مع سفراء دول العالم
- وزير الدفاع يترأس اجتماعاً موسعاً بساحل حضرموت ويشيد بالإنجازات العسكرية
- وفد الوزارة يتفقد عدد من المشاريع المدارسية في مديرية خنفر بمحافظة أبين
- الكويت: نؤكد دعم جهود السلام في اليمن
- إحباط محاولة تسلل للحوثيين في تعز
الظلام حالك..وضوء المصباح انطفئ.. والليل قد انتصف.. وأنا اسمع .. هسيسه .. وصرير اصواته .. وخربشته، وعبثه في الغرفة .. حتى طرأ في ذهني، أنه فأر قد تسلل إلى غرفتي .. حين استيقظت من نومي ، وجدته فأر صغير... وهو ما توقعته، كان قد عبث بكل أشيائي واغراضي ..فهو فأر صغير لاحول له ولاقوة ..ولكنه مصدر قلق، وتوتر، و خوف، او احساس بعدم الارتياح، من هذا الفأر الذي استولى غرفتي ، وانا أبغض الفئران ،ربما هو احساس طبيعي موجود فينا ،رغم صغر حجمه، لكن لايمكن ان يكون ،حيوان نألفه ونحبه، مثل أي حيوانات أخرى، او يمكن التعايش معه، مثل العصفور او القط .. ربما لان الفئران من القوارض ومؤذيه، فهناك الكثير من الناس .. تعاف منها .. وبعض من الناس ، حين يرى فأر في المنزل ... يبدأ بالصراخ والعويل .. فهو جسم صغير .. ولكنه يثير اشمئزاز الناس منه .. فهو منفر ومؤذي، يعبث في الأشياء، ويترك أثار سيئة خلفه، مثل حبات الفلفل الاسود ،يوزعها في كل ارجاء الغرفة .. ولعاب لزج يلطخ به الجدران ،ورائحة كريها وعفنه تصيبك بالغثيان..
فقررت اخيرا أن أجد حلا ، واتخلص من هذا الفأر ،كان لابد من المواجهة، مع هذا الفأر، قلت في نفسي، كل منا لديه أسلحته، يستطيع بها المواجهة، فهو يتميز بالهروب السريع ،والكر والفر ،ولكنه قد لا يعرف أين سأضع له المصيدة، وقد تكون هيا الضربة القاضية ..واستطيع التخلص منه بسهوله، فهو من اقتحم غرفتي، وبدأ يستولي، على كل شئ فيها..
ثلاثة ليالي مضت.. وهذا الفأر اللعين يفلت من المصيدة .. لازلت عاجزا.. بل فشلت من التخلص من هذا الفأر اللعين، الذي استولى غرفتي.. في كل مرة يفلت من القفص الذي وضعت فيه الجبنه ..صحيح أن الفئران واسعة الحيلة والذكاء ...لكنها ليست اذكى من الانسان ..على كل حال انه مجرد فأر صغير.. قد يكون أسوء شيء ، هو كيف ان تتخلص، من فأر لعين..استولى غرفتك..كثير من الناس من يبسط الأمر، فيقول لك انه مجرد فأر أشترى مصيدة.. واخرون ايضا من ينصحوك بالسم .. وانا لا افضل السم ،فهو خطر جدا.. كان في ذهني، أن اضعه في المصيده، ومن ثم أرميه في اي زبالة ،وهو سوف يشق طريقه، في مكان اخر..أنا لا أحب القتل ، او أن اقتل احدا ،حتى لوكان حيوان صغير ضعيف ،حتى و أن كان فأر ضار ومؤذي .. لا أستطيع فعل ذلك .. لست جبان او خائف .. ولكن أرى انه لايجوز القتل ،الا في حال الدفاع عن النفس .. وطبعا هو مجرد فاار صغير..وربما قد ارضخ واستسلم ..في احيان قد يفرض عليك الامر .. وتظطر مجبرا التعايش معه، فهناك الكثير من الأشياء، تكون مجبرا عليها .. وأن كنت لاتحبها ولاتطيقها .. لكن سيظل القلق والخوف يساورني..ولن استطيع العيش بسلام وامأن في غرفتي..فهو يعبث بالأشياء ويقرضها، وربما يستضيف إخوته واقرانه في غرفتي ..والحقيقة أنا إنسان تقليدي بطبعي، وفي حياتي اليوميه ..وخاصة في الغربة.. ،فالمكان الذي اعيش فيه ، غرفة صغيره وحمام.. ومطبخ صغير جدا ..لم استعمله قط .. أنا لااجيد الطبخ وليس لدي الوقت حتى اطبخ..كنت متعود حين اعود من عملي استريح على السرير..ولدي مجموعة من الكتب اعاود قرأتها بين الحين والآخر ..ولكني أكثر الوقت اتصفح جهازي الجوال الذي لايفارقني.. ولابتوب فيه كل عملي مخزن فيه ..وبسبب هذا الفأر .. اخفيت جهاز اللابتوب في الدولاب ..قبل أن أنام ، وفي الصباح أخذه معي.. المشكله ان يعبث بكل شئ ،لقد قرض ملابسي، وقرض كتبي ،حتى سلك الشحن لم يسلم منه ..ومن حسن حضي، اني دائما ما افصل تيار الكهرباء ،قبل أن اخلد الى النوم..أن وجود فأر في غرفتي ..نغص علي حياتي.. نبدو مثل قصص توم وجيري الكرتونيه ..
في كل ليلة نطارد بعض .. في الغرفة .. لكنه أسرع مني مثل الوميض .. لايمكن تشاهده الا لمحه، يضهر في مكان ما، إلا اختفى منه .. و انا لدي عقدة قديمه من الفئران ،منذو كنت صغيرا في عدن.. بينما كنت نائم بين اخوتي.. تسلل فأر صغير ،وحاول قرض اصبع رجلي.. صحوت من نومي مذعورا خائفا.. شعرت باسناسنه وهي تحاول هرش أصبع رجلي.. كانت الفئران في مطبخ بيتنا تصول وتجول.. وتنتقل من بيت الى بيت فبيوتنا القديمه، كانت متلاصقة في صف طولي، وسقف واحد، وكلها مبنية من الطين، فيسهل على الفئران اختراقها ،وامي عانة كثيرا منهم ،فهم يتسللون من بيوت الجيران..كانو كثر فهم بسرعة يتناسلون .. والفئران عادة تعتمد على قوة أسنانها .. فهي تستطيع فتح أي مدخل ،ويمكن أن تقرض الجبس و الحديد، لهذا انا لااحب الفئران، وأخاف منها فهي مخلوقات تثير الاشمئزاز .. أذكر اني شاهدة فيلم كان مرعب، شاهدته وأنا صغير في عدن، عن فئران عدوانيه متوحشة.. تهاجم قرية وتقتل كل من فيها .. فزاد خوفي وحذري من الفئران.. كنت أحلم بأن الفئران سوف تهجم علينا، فاستيقظ من نومي عدة مرات ،تأثرت كثيرا بهذ الفيلم ،بينما الفئران في منطقة ،من مناطق الهند ،حيوان مقدس ،ممنوع قتله ،او حتى العبث معه او اهانته ،ومحظوظ من يمر فأر من فوق قدمه...
لايوجد طعام في غرفتي ،ولا أي مكونات غدائيه، لا أعرف ما الذي آثار شهيته، حتى يستولي ويمكث فيها، رغم أن الفئران تمتلك حاسة شم قويه، ومن خلالها يستطيع تميز الطعام ،حين اقوم بتشغيل الضوء المحه يتحرك بسرعة الى مخبئه، لااعرف فين يختبئ، وتحت اي دولاب، او وراء اي جدار، فهو جيد في تسلق الجدران، والمواسير وبسرعة فائقة جدا يختبئ ..
عندما كنت اقرائ مجلة ميكي .. وانا صغير لم أتصور انه فأر .. ربما لأنه كان رسم فأر في شكل إنسان .. عرفت فيما بعد .. أن مخترع شخصية ميكي.. أب ايوركس .. و والت ديزني .. كان يخاف من الفئران ..وستيفن سبيلبرغ مخرج الفك المفترس، وحديقة الديناصورات .. كان يخاف الثعابين ،والزواحف ..
والنزول في الماء ،لكنه قدم لنا أفضل افلام الرعب ،يقول علماء النفس .. اذا اردت ان تتخلص من الخوف واجه خوفك..واحيانا قد يكون الاحساس بالقلق .. محفزا للتغلب على الخطر...
نصحني أحد الاصدقاء ..ان ابحث عن اي فتحات او شقوق ، في الجدران، يمكن أن يتسلل منها الفأر .. وأسدها ..سمعت النصيحه .. وفتشت في جدران الغرفة .. عن شقوق او فتحة .. يتسلل الفأر منها ،لكني لم أجد سوى فتحة صغيره جدا .. خرم صغير لايكاد يرى .. ولكني وجدة أثره فيها ..أيقنت بعدها ان .. معظم النار .. ياتي من مستصغر الشرر..