- هيئة المواصفات والمقاييس تشارك في البرنامج التدريبي لاستخدام التقنيات النووية بتونس
- صحة البيئة في المنصوره تتلف 5طن من الطماطم المعلبة فاسدة ومواد غذائية متنوعة
- أسعار الأسماك اليوم الإثنين فى عدن 23 ديسمبر
- الإرياني يحمل المجتمع الدولي مسؤولية محاسبة الحــوثيين على جرائمهم ضد الإنسانية
- تسجيل 800 حالة جديدة بمرض السرطان خلال 2024
- وصول أكثر من 18 ألف طن من لقاحات تطعيم الأطفال إلى عدن
- نتنياهو يتوعد الحــوثيين
- مقتل ثلاثة عناصر حوثية أثناء زراعتهم حقل ألغام في مارب
- الاتجار بنساء اليمن... أحلام تتحول إلى كوابيس
- الشتاء يزيد من مخاوف اهالي لحج من انتشار مرض الملاريا والحميات
صعدت ميليشيا حزب الله اللبنانية، من وتيرة هجومها على خصومها السياسيين في الساحة اللبنانية الذين انتقدوا تصعيد الحزب مع إسرائيل، بعد إطلاقه الصواريخ من لبنان على إسرائيل، ودعوة البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي، الذي دعا الجيش إلى التدخل لمنع عمليات إطلاق الصواريخ وجر لبنان إلى مواجهة لا تحمد عقباها.
وسلطت صحف عربية صادرة اليوم الأربعاء، الضوء على تصاعد هذه التهديدات وسط تفاقم تدهور الأوضاع في لبنان اقتصادياً، ومن قبله سياسياً في الوقت الذي يدفع فيه اللبنانيون ثمن حالة الانهيار شبه التام لخدمات الدولة.
إذكاء الطائفية
وبحسب صحيفة "العرب" فإن حزب الله لجأ إلى العزف على وتر إثارة النعرات الطائفية والمذهبية وتوظيفها ضد مناوئي أجنداته الإقليمية الموالية لإيران بعد أن أوعز لأنصاره على شبكات التواصل الاجتماعي بتخوين البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي.
وأشارت الصحيفة إلى ردود الفعل التي أثارها هذا الهجوم من الحزب، مشيرة إلى أن مراقبين يرون أن حزب الله أعطى أنصاره على مواقع التواصل الاجتماعي الضوء الأخضر لتخوين الطوائف اللبنانية غير المسلمة واتهام من رفض تصعيده وتسخينه لجبهة الجنوب بالعمالة لإسرائيل.
وقالت الصحيفة: "كشف حادث منع الحزب من إطلاق الصواريخ رفض فئات من اللبنانيين لأنشطة حزب الله التي تجر البلاد إلى معارك غير محسوبة مع إسرائيل، خاصة أن الحزب يفكر فقط في مكاسبه السياسية ومكاسب إيران من المواجهة دون أن يضع في اعتباره الخسائر في الأرواح والممتلكات التي يتعرض لها السكان خلال كل مواجهة".
وأضافت "يظهر تصدي مجموعة من اللبنانيين وبشكل علني لمقاتلي الحزب أن الأوضاع لم تعد في صالحه، وأن اللبنانيين لم يعودوا قادرين على السكوت عن أجندات الحزب العسكرية والسياسية التي تضع لبنان كواجهة لها".
مراحل ما قبل الانهيار
وقالت الكاتبة في صحيفة "الشرق الأوسط" مها محمد الشريف، إن "لبنان يعيش مزيداً من الأزمات التي لم تتوقف منذ أن سيطر حزب الله على مفاصل السلطة لسنوات".
وأضافت "بالإضافة للأزمة الاقتصادية الخانقة، وانهيار الليرة اللبنانية حيث تجاوز الدولار الواحد حاجز 20 ألف ليرة، وكذلك جمود تشكيل حكومة إنقاذ بعد اعتذار الحريري الذي واجه عراقيل من قبل رئيس الجمهورية، وعدم قدرة المكلف الجديد نجيب ميقاتي على إكمال تشكيل حكومته، وتردي الأوضاع الصحية مع جائحة كورونا، ونقص بالأدوية وكثير من الخدمات والسلع، بات لبنان معها بالتزامن مع ذكرى انفجار مرفأ بيروت أكثر قرباً من إعلان انهياره، كدولة فاشلة متخبطة تدار من مراكز قوى داخلية كثيرة، أكبرها حزب الله، وأكبر معطل لحياتها السياسية هو من يفترض أن يكون الضامن للنظام الجمهوري، وهو الرئيس ميشيل عون نفسه".
وتابعت "لا يمكن إنقاذ لبنان من الخارج فقط، كما يتمنى حكامه، فسبق أن اشترط المجتمع الدولي على لبنان إجراء الإصلاحات لتقديم الدعم المالي له، وأبدى الرئيس الفرنسي استعداده لتنظيم مؤتمر دعم دولي جديد للبنان الشهر المقبل، بالتعاون مع الأمم المتحدة، حيث يمثل حزب الله ما يشبه دولة داخل دولة، فقد أرسل الحزب سفاحين عنيفين ضد الاحتجاجات الجماهيرية في الخريف الماضي لترهيب المحتجين، وربما تحطم جدار الخوف الآن، لكن ليس هناك ما يضمن أن هذا سيؤدي إلى لبنان أفضل".
وتابعت "النظام القائم في طور الاحتضار، وربما لن يتمكن من الصمود لفترة أطول، وهناك مخاوف من اندلاع أعمال عنف حتى لو نجح اللبنانيون في إعادة توزيع السلطة".
وقالت إنه "لا تكاد تحدث متغيرات في العالم إلا وإيران طرف فيها بتفويض رسمي عبر أذرعها المنتشرة في الدول العربية، وهي التي تملك جهازاً تنظيمياً مستبداً وتفرض سياستها بالرصاص داخلياً وخارجياً".
صراع البقاء
وقالت صحيفة "الرأي"، إم "كأنّ لبنان المخطوف يُقتاد وعن سابق تَصَوُّر وتصميم إلى ما هو أكثر من بئس المصير في البئر العميقة التي بات يصرخ فيها ولا مَن يُجيب، بعدما حُشر في زنزانة إقليمية أقفلت على وطنٍ سلّم مفاتيحه لسجّانٍ أدْخل شعباً بكامله في صراعِ بقاءٍ مع وحش الانهيار".
وأضافت "كل شيء في لبنان المحطّم يزداد سخونةً وكأنه غليان ما قبل انفجار البركان، وسرعة السقوط الحُر لا تنفكّ تأخذ دفْعاً جراء تَوالُدِ الأزماتِ الكاسِرة لأبنائه والمهاجرين إليه واللاجئين فيه".
وتابعت "لم يكن أكثر تعبيراً عما يعيشه لبنان من التوصيف الذي أطلقه مدير عام مستشفى رفيق الحريري الجامعي الدكتور فراس أبيض عبر موقع (المدن) بكلامه عن أننا نعيش في أزمة بلا أفق، لا نعرف إذا كنا سنشهد في نهاية النفق الحالي الضوء ونعثر على بارقة أمل، أم سنتفاجأ بقطار مسرع يأتي ويصدمنا".
وأشارت إلى أن التوصيف هذا انطلق من التداعيات المتدحرجة لانقطاع المازوت على المستشفيات التي تواجه الموجة الجديدة من كورونا في ظل تأثيرات الأزمة المالية على مخزونها من الأدوية الرئيسية والمستلزمات الطبية الأساسية، مضيفة أنه كان "النداء الذي تَرافَق مع «تسونامي عتمة» بدأ يجتاح مناطق عدة تلتحق تباعاً بدائرة الظلام الشامل في دومينو لن يتأخّر في إصابة كل لبنان الذي بات واقعاً بين مطرقة غياب إمكان تمويل شراء الفيول والصيانة لمعامل الكهرباء وبين سندان قرار ضمني بوقف دعم استيراد المشتقات النفطية من أموال ما بقي من احتياطي إلزامي لدى المركزي".
تدمير الوطن
وقال الكاتب في صحيفة "النهار" اللبنانية ناصر زيدان، إن "بيروت جريحة تلفها المعاصي، ويحاصرها الشتّامون، ويديرها الفاشلون، وحاميها يغضُّ الطرف عن الموبقات، أو أنه حارسٌ للمرتكبين".
وأضاف "يكفي أن تجول في شوارعها الرئيسية لترى المآسي والسواد، وتتنشَّق رائحة عوادم أكثر من ثمانية آلاف من المولدات الكهربائية المنتشرة على المداخل والسطوح وفي الزوايا الخضراء المتبقية من حدائقها الساحرة، حتى أن هذه المولدات التي نضُبت خزاناتها من المازوت، أصبحت تصيحُ ألماً خوفاً على أصحابها والسكان الذين سيفقدون مع توقفها النافذة الأخيرة التي يشاهدون منها النور، ولو كانت هي ذاتها تُدخل لهم التلوُّث والغبار".
وتابع "نجح حكام بيروت ومَن وراءهم، وبعض مَن أمامهم في تدمير هياكل الوطن بفترة قياسية، وتفتحت زهور الأنانية والنرجسية الصَلفة مكان براعم البنفسج الأخاذ، وبدا حقل القمح على جوانب الإهراءات المدمرة في المرفأ، صورة طبق الأصل عن البساتين المُهجَّنة في محيط تشيرنوبيل، لكن الفرق أن تفجير تشيرنوبيل النووي في 26 أبريل (نيسان) عام 1986 وسط الامبراطورية السوفياتية شمال أوكرانيا؛ كان بفعل خطأٍ غير مقصود، لكن تفجير بيروت في 4 أغسطس (آب) 2020 كان خطأً مقصوداً وبنيّات جرمية، وربما عن سابق تصوُّر وتصميم".
واختتم بالقول: "إرادة اللبنانيين التي لم ينل منها الغزاة والمستعمرون والأوصياء عبر التاريخ، لن تنال منها اليوم الأذرع الباهتة، ولا الهياكل البشرية الراكضة خلف المناصب، ولا غلاة الطائفية والتعصّب والموت، وستنفُض عن أكتافها رداء الموبقات الكئيب، وستعود عروسة المتوسط ولو بعد حين، وسينال القتلة والتافهون الذين أذلّوها وجوّعوها جزاءهم مهما طال الزمن".