آخر تحديث :الاثنين 23 ديسمبر 2024 - الساعة:10:15:44
صحف عربية : اللبنانيون يلفظون ميليشيا حزب الله
(الامناء/وكالات:)

لم يعد لبنان في وضع يتحمل أي تداعيات جديدة بعد أن تأثر اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً عقب انفجار مرفأ بيروت في العام الماضي، ولن يسمح اللبنانيون بأن يكونوا وسيلة لتنفيذ حزب الله أجنداته السياسية في المنطقة.
ووفقاً لصحف عربية صادرة اليوم السبت، وجد حزب الله في لبنان نفسه أمام تحد نادر بعد أن منع مواطنون لبنانيون مقاتلي الحزب من إطلاق صواريخ على مناطق إسرائيلية انطلاقاً من أراضيهم، في رسالة تدل على أن المعارك مع تل أبيب لا تلقى شعبية لديهم وليسوا مستعدين لتحمل أي عواقب جديدة.
رفض شعبي
وذكرت صحيفة "العرب" اللندنية أن حادث إطلاق الصواريخ من قبل حزب الله على مناطق إسرائيلية كشف عن رفض كامن لدى فئات من اللبنانيين لأنشطة حزب الله التي تجر البلاد إلى معارك غير محسوبة مع إسرائيل، خاصة أن الحزب يفكر فقط في مكاسبه السياسية ومكاسب إيران من المواجهة دون أن يضع في اعتباره الخسائر في الأرواح والممتلكات التي يتعرض لها السكان خلال كل مواجهة.
ونقلت الصحيفة عن مراقبين لبنانيين قوله "إن تصدي مجموعة من اللبنانيين وبشكل علني لمقاتلي الحزب يظهر أن الأوضاع لم تعد في صالحه، وإن اللبنانيين لم يعودوا قادرين على السكوت عن أجندات الحزب العسكرية والسياسية التي تضع لبنان كواجهة لها".
وأشار المراقبون إلى أن اعتراض شاحنة حزب الله من مواطنين لبنانيين سيعيد إلى الواجهة موضوع سلاح الحزب وأن ترسانة الأسلحة التي يمتلكها تقوض الدولة اللبنانية ويجب تسليمها إلى الجيش.
كما نقلت الصحيفة عن مقطع فيديو تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي وبثته محطات تلفزيونية لبنانية يظهر حشداُ من الرجال يتجمعون حول شاحنة زرقاء مسطحة محملة بقاذفات الصواريخ في منطقة شويا ذات الأغلبية الدرزية في الجنوب.
وهذه هي المرة الأولى التي يتبنّى فيها حزب الله استهداف مواقع إسرائيلية، منذ تصعيد عسكري بين الطرفين عام 2019.
تطويق التصعيد الحربي
فيما اعتبرت صحيفة "الشرق الأوسط" أن كلاً من الجيش الإسرائيلي وحزب الله أكدا رغبتهما في تطويق الاشتباك والامتناع عن التصعيد الحربي. وطي صفحة المواجهة. لكن الخبراء يؤكدون ان أي خطأ أو إصابة بشرية ستشعل المنطقة.
وأكد الخبراء العسكريون بحسب الصحيفة أن القصف الإسرائيلي واللبناني تعمد إصابة مناطق مفتوحة بلا إصابات بشرية، ما يعني أنهما يوصلان رسائل بينهما يؤكدان فيها عدم رغبتهما في التصعيد. لكن الخبراء أكدوا أن أي خطأ من أي طرف يفضي الى إصابة بشر يمكنه ان يشعل المنطقة باشتباك حربي واسع.
ومع أن الخبراء أجمعوا على ان الطرفين غير معنيين بالتصعيد، إلا أنهم حذروا من تدهور مفاجئ. وإنه في جهاز الأمن الإسرائيلي لا يرون أي علاقة لحزب الله بإطلاق القذائف الصاروخية الأخيرة، "ولذلك لم تستهدف غارات سلاح الجو الإسرائيلي، أمس، أهدافاً لحزب الله".
وكشفت مصادر أمنية في تل أبيب أن المخابرات الإسرائيلية باشرت في جمع معلومات عن قادة فلسطينيين ميدانيين ممن يبادرون لقصف إسرائيل، حتى تحاسبهم على ذلك.
التصدي لأجندات حزب الله
فيما سرد الكاتب رباح مكرم في صحيفة النهار رواية حول منطقة العرقوب المحاذية لفلسطين المحتلة وتعتبر ساحة عمليات تستخدمها المقاومة الفلسطينية لشن هجمات باتجاه الداخل الفلسطيني، ما كبّد قرى العرقوب ذات الأكثرية الدرزية، ومن بينها مدينة حاصبياً، رداً عسكرياً أسفر عن خسائر مادية وبشرية.
وقال "مع تعرض قراهم للقصف الإسرائيلي، زار وفد من أهالي المنطقة برفقة رجال الدين مسؤول الكفاح المسلح في العرقوب من أجل التوسط لنقل مدفعية منظمة التحرير من محيط قراهم. المسؤول العسكري رحب بهم آنذاك، لكنه رفض طلبهم على اعتبار أن السلاح هو السبيل الوحيد نحو تحرير القدس من الصهاينة. فما كان من أحد الحاضرين إلا أن صرخ في وجهه قائلاً: "يا خيي، إنت شيل (إنقل) المدفع من هون (هنا) وفلسطين بتاخدها من هالشوارب".
وأشار الكاتب إلى أنه بعد هذه الرواية تتوافق مع مشهد قرية شويا الدرزية في منطقة العرقوب، حيث قام الأهالي من الموحدين الدروز باعتراض شاحنة محملة براجمة صواريخ استخدمت قريتهم غطاء لإطلاق النار نحو فلسطين المحتلة، وانهالوا على ركابها بالضرب وجردوهم من سلاحهم قبل أن يتدخل الجيش اللبناني وينقذهم من براثن الغضب من قيام "حزب الله" بتحويل قراهم إلى أهداف عسكرية غير مبررة.
وأكد الكاتب رباح أن إطلاق الصواريخ الاستعراضية لن يُلغي من ذاكرة اللبنانيين "إنجازات" الحزب السياسية، ولا أعراس ساستهم وعناصرهم الباهظة والسخيفة، ولا 7 أيار المتجددة في شوارع بيروت ومحطات الوقود، بل لن يجعل من القرصنة في بحر العرب عملاً مقاوماً.
الرسالة وصلت
ومن جانبها تحدثت صحيفة "الجمهورية" اللبنانية عن توقف خبراء في تاريخ النزاع بين اسرائيل وحزب الله عند مؤشرات اختيار هوية القتيلين اللذين نسَب إليهما "حزب الله" العملية.
وطرحت الصحيفة مجموعة من الاسئلة، ومنها "هل يمكن أن يكون 4 أغسطس (آب) التوقيت المناسب للتذكير بالمواجهة المفتوحة بين اسرائيل وحزب الله في سوريا ولبنان معاً؟ وهل ان في ذلك اليوم ما يُقلِق الطرفين من أن يكونا سبباً في جريمة تفجير المرفأ التي عُدّت ضد الانسانية؟ وهل هو الوقت المناسب للتعكير على الأجواء الضاغطة التي تواكب التحضير لتشكيل الحكومة العتيدة التي طال انتظارها عاماً كاملاً إلّا ثلاثة ايام؟ وهل هو التوقيت المناسب لإعلان الحزب انه طَرف في المواجهة بين تل أبيب وطهران، والتي تجلّت في الأيام الأخيرة والتهديدات المتبادلة بينهما، تزامناً مع استمرار حرب السفن التي استهدفت منذ اسابيع عدة بواخر إيرانية واسرائيلية في عمليات متبادلة قبالة المياه الاقليمية السورية؟"




شارك برأيك