
عام دراسي ملئ بالتحديات والصعوبات على الصعيد العام والخاص باليمن في المناطق المحررة والجنوبية، وفي مخيم خرز للاجئين "الصومال والأرمو" بمحافظة لحج "اليمن" لا يبدو الواقع جميلا ولا أماني وأحلام الطلاب والطالبات من أبناء اللاجئين في منأى وأمان فكماهي عليه طموحات الطالب اليمني... تختلف الأسباب وتتفق الظروف لتحل لعنة "الجهل " ولامبالاة"فوق منظومة التعليم على الجميع في بلد منكوب منذ سبتمبر ٢٠١٥ عشية انقلاب الحوثي وانهيار الدولة اليمنية.
يقطن آلاف من اللاجئين الصومال والأرمو ومئات من لاجئ الحبشة في مخيم خرز بمديرية المضاربة ورأس العارة محافظة لحج وتقدر مساحته "بعشرة كيلو متر مربع" وتديرة المفوضية السامية لشؤون اللاجئين ممثلة بمكتبها "عدن،وخرز" وشركائها من منظمات وجمعيات يحصل من خلالها اللاجئ على خدمات ورعاية صحية واجتماعية تحفظ لهم عيشهم الكريم! إلى جانب أعمالهم في جوانب متعددة، بجوار مجتمع محلي(مُضِيف) هو الآخر يستفيد من خدماته الصحية ومياه ويشارك المنافع المتبادلة وفي بيئة آمنة للجميع.
"إلا التعليم" هكذا ختمت أم فوزية( لاجئة) حديثها المقتضب بعد سؤالنا عن حالهم فقالت" كل شيء تمام كماوضع يمن، إلا التعليم" ومنها حرفنا بوصلتنا نحو التعليم في مدارس المخيم للتعليم الأساسي بنين وبنات والتعليم الثانوي الذي يقيد فيه مايقارب "خمسة آلاف" طالب وطالبة.
وحول ضعف مستوى التعليم في المخيم والذي تمونه المفوضية العليا ممثلة بمكتب عدن أجابنا المعلم" ع، ي": يقدر عددنا بمئة وستين عاملا والقطاع التعليمي في المخيم يختلف عن القطاعات الخدمية والتنموية كصحة والمياه والكهرباء والجوازات والخدمات الاجتماعية الأخرى في المخيم، حيث تتميز الخدمات الأخرى بوجود شريك مباشر يدير العمل في المخيم بالاتفاق مع المفوضية رأسا وعنده قدرة تمويل العمل ويتمتع عاملوه بحقهم الكامل وحقوقهم الصحية والخدمية؛ مما يساعد على استقرار الخدمة وتجنب العراقيل،أما حالنا نحن في القطاع التعليمي فلا نعلم من المسؤول علينا نعمل فقط ،عكس ما كنا عليه مع وجود شركاء ماقبل الحرب منها منظمة رعاية الأطفال..
وإزاء الحوافز التي يحصلون عليها والتي وصفوها "بتعامل الطبقات "أشار المعلمون أنهم يتلقون مابين 300$ إل200 $ وحراس المدارس من130$ دون رعاية صحية ولا حقوق سنوية مستمرة وبخدمات تقدر عمرها بعضها إلى 22 عاما مقارنةموظف في القطاع الصحي بخدمة شهر راتبه800$ أو حارس ومنظف وطباخ براتب 550 ناهيك عن مزايا المناسبات والأعياد والحقوق السنوية؛ معللين هذا من أكبر الأسباب التي ضعفت التعليم...
وعن التأهيل والرقابة والإشراف والزوار في مدارسهم المعلم" م ,ع" حدث ولا حرج لا رقيب ولا حسيب غير الله في سماءه ثم المعلم وضميره تجاه الطالب وواجبه الإنساني فمن ثلاثة أعوام مضت لا وجود لفريق التوجيه ولا نزول ميداني لجهة إشرافية سواء حكومية أو من المفوضية، وهذا جزء من عشوائية الواقع هنا فمنذ ثلاثة أعوام يُقال لنا أن وزارة التربية اليمنية شريكة معنا في التعليم لكننا لم نر سواء المشاكل والعراقيل والفشل حتى في توصيل رواتبنا التي نحصل عليها بعد ثلاثة أشهر بعد متابعة ومناشدات،وأعتبره عيبا على وزارة سيادية يقع عليها الإشراف تتحول بمثابة جمعية تسهل عشوائية عمل البرامج والشؤون في مكتب عدن.
وعن دور سلطةمحافظة ومكتب التربية بالمحافظ والمديرية كان جوابهم السلطة المحلية بالمحافظة والمديرية مجرورة بالإضافة والإكتفاء بالوزارة وليس لهم علاقة سواء الختم للتوقيع على شهادة الطالب وكشف منادة امتحان.
الآباء بدروه تحدثوا برسالة موجهة( في العام الدراسي الماضي) لمكتب خرز على أن أملهم للبقاء بالمخيم هو تعليم أبنائهم وشرحت رسالتهم جملة من العراقيل منها مظلومية المعلم وضعف الرقابة مطالبين بتفعيل محور "العدل" الذي ينتج عملا صحيحا ومنظما ومبدأ العقاب والثواب.
و ذكر المعلمين أنهم يعملوا غالبية السنة دون عقود عمل وإن جاءت فهي مخالفة لقانون البلد ( اليمن) لا تحمل سواء الإلزام والتهديد ودعوا بإيجاد شريك يحترم قوانين العمل السارية على القطاع الخاص في اليمن وينظم إيصال رواتبهم التي يتجرعون عند تسليمها ويهددون بتحويلها كراتب المعلم اليمني بالريال اليمني المنهار، معتبرين أن مكتب عدن هو من يسئ للتعليم في المخيم،غير معتبرين أن خلق هذا الواقع من مكاتب المفوضية لي الأردن وجنيف.
وفي ختام حديثهم هدد المعلمين بنصب خيام اعتصام أمام مكاتب المفوضية مالم تتحسن أوضاعهم وتصرف حقوقهم كبقية العاملين ويتم مساواتهم بعاملي الخدمات الأخرى،مناشدين وزارة الشؤون الاجتماعية والخارجية ممثلة بواعد باذيب بمخاطبة مكاتب المفوضية العليا الخارجية بإلزام الجهات ذات الصلة بهذا الموضوع في احترام قوانين العمل مقدمين شكرهم للوزير الشؤون الاجتماعيةمحمد الزعوري ووزير التربية الجديد العكبري وأن ليس هم المعلم سوى تحسين خدمة التعليم لينعم اللاجئ بحقه المقرر في مبادئ الأمم المتحدة...