
الحجة خضراء: نحن معزولون عن الخدمات فلا نجد حتى شربت ماء نظيفة
الحاج علي: مصير اولادنا الجهل مثلما هو مصيرنا بسبب انعدام التعليم
ناشط: نطالب الجهات المعنية والمنظمات بإغاثتنا وتوفير مياه للشرب واستكمال مشروع الكهرباء
"الأمناء" تقرير وتصوير/ صدام اللحجي:
أجيال تتبعها أجيال لم يتوارثوا غير المشقة والمعاناة سنوات مرت لم تكن كفيلة بأن يوضح تفاصيل حياتهم إنهم سكان قرية الرجيعة بمديرية تبن في لحج عاشوا ويعيشوا عزلة عن العالم بأسره يفتقدون الخدمات بشكل عام.
على ضفاف وادي كبير تتناثر عشرات من المنازل المبنية من العشش لا تقيهم حر ولا برد يعيشون رتابة الحياة لا ينتظرون سوى جهات حكومية أو دعم من منظمات إنسانية تطل على واقعهم فتدخلهم أي أنماط الحياة الحديثة، أطفال وكبار نساء وشيوخ أفحمتهم طرق ترابية شاقة وظلام يلف المكان فلا تعليم ولا صحة ولا ماء ولا كهرباء حكايات مأساوية إشترك الفقر في زواياها وزادها فقدان وحرمان هذه الخدمات.
عشرات من الأسر تقطن قرية الرجيعة الواقعة غرب مدينة الحوطة وهي تبعد عنها ما يقارب الثلاثة أو الأربعة كيلو مركز المحافظة «الحوطة».
"الأمناء" زارت قرية الرجيعة بمديرية تبن في لحج لتلمس معاناة المواطنين فيها.
خدمات غائبة
منذ وصلونا إلى قرية الرجيعة بتبن كان ذلك في موعد مسبق مع أحد أبنائها وهو الشاب أحمد محمد "دمبر" تنقلنا من خلالها عبر دراجة نارية من عاصمة المحافظة الحوطة إلى وجهتنا قرية الرجيعة المحاذية لقرية بئر حيدرة، سلكنا طريقاً ترابياً يمتد على طول قرى قريبة لوجهتنا طريق وعر لا يعرف ما هو الإسفلت ترابية تعلو سماءها طبقات الغبار إضافة إلى أن هذه القرية تفتقد للكهرباء وتعيش على ضوء القمر والشموع إن وجد.
هذه المعاناة تتحدث عنها الحجة خضراء علي سعيد بعمرها الثمانين وقد بدت عليها ملامح التعب وشغف الحياة والسنين قائلة: "نعيش هنا منذ سنوات معزولون عن الخدمات لا كهرباء ولا نجد حتى شربت ماء نظيفة".
تضيف: "أعوام كثيرة مرت ونحن بإنتظار هذه الخدمات التي نفقدها ويفقدها ابناؤنا ولا مجيب".
وتقول إن: "المعاناة تكمن في الأوقات الحارة خصوصا شهر رمضان حيث نعاني من شدة الحر وما زاد الطين بلة جلب المياه على ظهور الحمير من مسافات طويلة تصل لأكثر من اثنين كيلو".
وتشكو الحجة خضراء مما اسمته الفقر والجوع الذي أصبح يضرب ويفتك بهم ولا مغيث إلا بالله، حد وصفها.
نتوارث التعب
الحاج أحمد عوض سعيد البالغ من العمر 85 عاماً يقول: "نعيش في عزلة عن العالم بسبب حياتنا البدائية نلتحف السماء ونفترش الأرض منازلنا من "العشش" إن هطلت الأمطار نغرق بالمياه وإن أشتد الحر تكون المعاناة أشد قسوة ننتظر زيارة أي منظمة إغاثية لترى كيف نعيش ورثنا هذا التعب منذ القدم واورثناه لأولادنا وإنا لله وإنا إليه راجعون".
لا تعليم
وفي معاناة أخرى أوضح لنا الحاج علي هادي 60 عاماً متزوج لديه من البنات 4 أحد سكان القرية ان: "التعليم في قرية الرجيعة بتبن معدوم لا سيما والقرية تفتقر حتى من بناء فصل دراسي والمعاناة تكمن في تنقل أولادهم من قرية إلى أخرى لتلقي التعليم وقد ضاعفت من مأساتهم إضافة إلى المعاناة ومشقة الطريق الترابية والخوف عليهم من تعرضهم للأذى ما دفع الكثير منهم للتوقف عن مواصلة تعليمهم فالجهل هو مصيرهم مثلما هو مصيرنا نحن".
خارج العالم
في محطتنا الأخيرة لهذه الجولة كان حديثنا مع الناشط المجتمعي أحمد محمد دمبر قائلاً: "في حقيقة الأمر نعيش خارج العالم فـسكان قرية الرجيعة يعتمدون بدرجة أساسية على الرعي وتربية الماشية غير هذا فلا فالفقر يسحق غالبية الأسر التي تقطن في القرية لا سيما وأن تعداد سكان قرية الرجيعة يقدر حـوالي بـ(350) نسمة، منذ شروق الشمس يبدأ الأطفال بتجهيز أنفسهم للذهاب وجلب المياه من مناطق بعيدة على أظهُر الحمير والمعاناة تتكر كل يوم فأصبح الأطفال يحلمون بأن يعيشون كغيرهم يدرسون ويلعبون لكن في قرية الرجيعة من المستحيل أن تنال بعض حقوقك كبشر حياتنا بدائية جداً نتمنى أن تصل رسالتنا هذه للجهات المعنية والمنظمات الداعمة بإغاثتنا وتوفير مياه صالحة للشرب واستكمال مشروع الكهرباء المتعثر فهذه أبسط مطالبنا وحق من حقوقنا".


